الخوف من كورونا قد يصيب البعض بالهوس الدائم
يطغى هذه الأيام على المواطنين الخوف من الإصابة بفيروس كورونا، ما أدى إلى مبالغة الكثيرين في إتباع طرق الوقاية و استخدام مختلف مواد التعقيم، إلى درجة الهوس، فيما أصيب آخرون بالذعر من الوباء لحد المرض، ما دفع المختصين إلى الدعوة إلى التعامل مع الوضع الراهن بتعقل و اتزان لتجنب الضغوط النفسية التي قد تنعكس سلبا على صحة و سلامة المواطنين.
قالت الأخصائية النفسية العيادية نسيمة صحراوي للنصر،  أن الخوف المبالغ فيه من وباء كورونا، قد يتسبب في مشاكل نفسية بالنسبة للبعض، في مقدمتها الهوس الدائم، و تحديدا لمن تكون لديهم عوامل محفزة  و استعدادات نفسية مسبقة .
أكدت المختصة للنصر، أن الحالة التي يعيشها المواطن الجزائري، جراء تفشي وباء كورونا، و الكم الهائل من الأخبار و المعلومات و الرسائل التي يتلقاها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و كذا وسائل الإعلام، قد تثير لديه نوعا من الخوف من الإصابة بالفيروس، فيفرط في استخدام مختلف وسائل الوقاية.
بهذا الخصوص قسمت المتحدثة، الحالات إلى ثلاث أنواع ، النوع الأول يتعلق بمن يتوفر لديهم العامل المحفز و الاستعدادات النفسية لتحول القلق العادي إلى الهوس المرضي من الوباء،  و يمكن تجاوز هذه الحالة بعد مرور هذه الفترة الصعبة بالخضوع إلى علاجات نفسية خاصة .
أما الفئة الثانية، حسب ذات المتحدثة، فهي العادية، و تشمل الذين يعانون من هوس مؤقت من الوباء، و يلجأون كغيرهم إلى استعمال المعقمات و وسائل الوقاية و تزول لديهم هذه الحالة مع زوال المسبب لها.
أما الفئة الثالثة، و هي الأخطر، فتتعلق بالمستهترين، على حد تعبيرها، ممن لا يعيرون اهتماما بالوباء، و لا يتقيدون بأبسط شروط الأمان، فيكونون عرضة للإصابة و نقل العدوى، و تضم هذه الفئة عموما أفرادا متمردين على المجتمع .
و ترى النفسانية أن الخوف المبالغ فيه من وباء كورونا، سببه الضبابية في الأخبار و كثرة الشائعات، و عدم معرفة حقيقة هذا المرض القاتل، ما أدى إلى حالة قلق جماعي، تختلف من بلد لآخر، حسب  القدرات و الإمكانيات المتاحة للتعاطي معه، كما تنصح بتفادي الاحتكاك مع الآخرين، خاصة في التجمعات،  لتجنب الإصابة و الابتعاد عن الإشاعات التي من شأنها تغذية الخوف، كما تدعو إلى  عدم المبالغة في متابعة الأخبار، مع التقيد بتعاليم الدين الإسلامي التي من شأنها بث الطمأنينة في نفس الإنسان.
فيما يؤكد الأخصائي  النفساني العيادي كمال  بن عميرة، أن الاعتدال هو سبيل المواطنين لتفادي الإصابة بالخوف المزمن بالمرض، مضيفا أن الإفراط في الخوف يؤثر سلبا على الصحة النفسية و الجسدية للإنسان، لهذا يجب توخي الحذر و إتباع طرق الوقاية المعمول بها دون مبالغة.           
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى