هدفنا الانتقال من التطوّع الكلاسيكي  إلى  العمل  المؤسساتي  
دأبت جمعية “ دير الخير و انساه” الخيرية، الناشطة بولاية تبسة منذ تأسيسها قبل سنوات، على زرع البسمة و السرور في وجوه المعوزين، من خلال ما تقوم به من أعمال خيرية وتطوعية و حملات تضامنية و تحسيسية هادفة لخدمة المجتمع، وهو ما أكد عليه مبروك خالدي، رئيس الجمعية في حواره مع النصر، مشيرا إلى المشاريع التي جسدتها الجمعية و التي ستنطلق مستقبلا، و مؤكدا بأن الجمعية تسعى إلى تغيير نمط العمل التطوعي إلى العمل المؤسساتي الاستراتيجي.
النصر:  متى تأسست جمعية « دير الخير وانساه» الخيرية؟
مبروك خالدي: في 1 سبتمبر 2012 انطلقت مجموعة من الشباب في العمل الإنساني والاجتماعي في جميع المجالات: الإغاثة، المجال الطبي، الديني، التربوي، البيئي ...الخ   ،تحت اسم مجموعة دير الخير و انساه، التي كانت انطلاقتها من ولاية تبسة لتمس كل بلدياتها ، قبل أن تعم كل أرجاء الوطن تقريبا.
ما الذي يميّز هذه الجمعية الخيرية؟
ما يميّز جمعيتنا أن أعضاءها يمتهنون مختلف الأعمال و الحرف، حيث تجد بينهم الصيدلي، الطبيب، المهندس، الأستاذ، المحامي، الإمام، القاضي، الموثق، الحلاق،  و البناء  وغيرهم، أردنا أن ننتقل إلى العمل المنظم، فتم تأسيس جمعية دير الخير وأنساه ببلدية الماء الأبيض، لتسهيل التنسيق مع الإدارة والمؤسسات،  

و أكملنا النشاط في كل البلديات بوتيرة أحسن، وبعد أن أصبحت لنا قاعدة من الخيرين في كل البلديات ، تم تأسيس الجمعية الولائية «أنت الخير تبسة» في سبتمبر 2017، والتي يتواجد مقرها الولائي أمام العيادة الاستشفائية عالية صالح و الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بمدينة تبسة، وقد تم تنصيب أول المكاتب البلدية ببلدية العقلة المالحة منذ شهر تقريبا.
ما هي أهم النشاطات التي تقومون بها؟
نقوم بالنشاطات التطوعية والحملات التضامنية الخيرية، وننظم زيارات ميدانية لمختلف الجهات، على غرار المستشفيات ودور الأيتام ودور العجزة، كما لا ننسى إحياء مختلف المناسبات والأعياد الدينية والوطنية.
.  وماذا عن المشاريع التي تسعون لتحقيقها في الوقت الراهن؟
. أطلقت الجمعية الولائية «أنت الخير» ، بالتنسيق مع جمعية دير الخير وأنساه لبلدية الماء الأبيض، خمسة  مشاريع خيرية، أولها مشروع تزويج 28 يتيما من كل البلديات 28 بولاية تبسة ، وحددنا مدة 10 أشهر لتوفير مستلزمات الزواج المتمثلة في كبش لكل عريس، وكسوة العريس والعروس، وكمية من الذهب، وأفرشة وأثاث، حسب الإمكانات المتاحة، على أن ينظم هذا الزواج الجماعي في نوفمبر 2018
نسعى لتأسيس 28 أسرة و تجسيد مشروع اليتيم المجتهد
من  سيمول هذا المشروع الخيري؟
نسعى مع أهل الخير والإحسان لتوفير كل اللوازم في الموعد المحدد.
كيف راودتكم فكرة المشروع؟
أحببنا المساهمة في تأسيس 28 أسرة، وأردنا لم شمل كل أرجاء الولاية بهذا البرنامج،
 و سيكون حفل الزفاف في مدينة تبسة ونأمل أن يكون استثنائيا
ماذا عن نشاطاتكم الخيرية الأخرى؟
هناك مشروع «اليتيم المجتهد»، الذي يهدف إلى تكوين الأيتام بيداغوجيا ومتابعة دراستهم عن قرب، بتقديم دروس دعم و تقوية، ودورات الإعداد النفسي، ورحلات، ومشروع «حقق حلمك»، وذلك بتحقيق حلم الأيتام لمدة يوم واحد، يعيش من خلاله اليتيم المهنة التي يحلم بها مستقبلا، وستكون أول تجربة مع أحد أيتام الجمعية، و هو يتمنى أن يكون منخرطا في صفوف الدرك الوطني، و كذا مشروع «باب رزق» الذي انطلق بورشة خياطة تتوفر على خمس آلات خياطة تشرف عليها أرملتان، ومشروع "جيل الإبداع" الذي يهدف إلى اكتشاف مواهب التلاميذ في الأطوار الثلاثة من اختراعات علمية، تأليف كتب، التحكم في الآلات الموسيقية و الإنشاد  وغيرها.
إلى أين وصلت حملة شتاء دافئ؟
  أنهينا الحملة بفضل من الله، وقد استفادت من العملية 300 عائلة إلى جانب 110 تلاميذ معوزين من 10 بلديات.
هل صادفتكم صعوبات في الوصول إلى العائلات الفقيرة؟
نعم  فهناك بعض العائلات تعيش في مناطق جبلية وعرة، تنعدم فيها أبسط متطلبات الحياة.
هل تحتفظ ذاكرتك بموقف أثر فيك وأنت تزور القرى و المداشر؟
نعم.. تلميذ لا يملك أبسط متطلبات الحياة، يسكن في نقطة بعيدة جدا في مداشر بلدية عين الزرقاء، تحصل على معدل 9.3 من 10، بتغلبه على كل الصعوبات، التي يواجهها في حياته، متمسكا بالأمل في الحياة، ليكون قدوة لغيره.
لم يتوقف نشاطكم على الجانب الخيري، بل اقتحمتم مجال المسابقات الفكرية على مستوى المؤسسات التربوية، أين وصلت هذه السنة؟
انتهت أول أمس المسابقات المؤهلة للدور النهائي لتلاميذ السنة الخامسة ابتدائي في مسابقة « القلم الذهبي» في أجواء رائعة، ونحضر للمسابقة المؤهلة للدور النهائي لطلبة السنة الرابعة متوسط  يوم 10 مارس المقبل، وتتواصل مسابقة الإبداع الأدبي لتلخيص 3 كتب، بمشاركة عدد معتبر من التلاميذ، والغرض من هذا النشاط ، تحفيز أبنائنا على المطالعة.
هل أنتم راضون على ما قمتم به من أعمال خيرية ؟
نعم نحن في تحسن مستمر، و نهدف إلى تغيير نمط العمل التطوعي من العمل الكلاسيكي إلى العمل المؤسساتي الاستراتيجي خلال السنوات القادمة.
. كلمة أخيرة لقراء جريدة النصر
نعتبر جريدة النصر رفيقنا الدائم، فقد كانت مرافقة لنا طيلة 5 سنوات ونصف في كل أنشطتنا، ونحن فخورون بوجود إحدى وسائل الإعلام الرائدة، التي تعتبر منارة في جزائرنا الحبيبة.     
  حاوره :عبد العزيز نصيب

الرجوع إلى الأعلى