الموسيقى التقليدية الجزائرية تنصهر في  الروك و الجاز
اختتمت سهرة أول أمس بالمسرح الجهوي لقسنطينة، سهرات المهرجان الدولي ديما جاز في طبعته 15، التي تميزت بالمزج بين الموسيقى الجزائرية التقليدية وموسيقى الجاز، ما جعل هذه الطبعة تختلف عن سابقاتها، و قد رصعت الحفل الختامي معزوفات فرقتي «البهجة» و «بوني فيلد» التي أبهرت الجمهور الغفير و تفاعل معها بالتصفيق و الهتاف.
افتتحت السهرة فرقة «البهجة» التي تضم موسيقيين من الجزائر و فرنسا و بلجيكا السهرة، تحت قيادة عازف الكمان الجزائري خير الدين ميكاشيش، بمشاركة البلجيكي عازف الفلوت إيمانويل هاميا، و تمكنت الفرقة من مزج الموسيقى الجزائرية مع موسيقى عصرية عالمية، فألهبت الركح و سحرت الحضور.
و قررت هذه الفرقة في فقرتها الموالية إهداء جمهورها بقسنطينة مقاطع من ألبومها الذي ستطرحه في فيفري المقبل، على غرار معزوفة «كنزة» نسبة إلى اسم ابنة العازف البلجيكي، وكذلك معزوفة «محفوظ»، نسبة إلى اسم صهره المتوفي، ومقطع «البهجة» التي ترمز للعاصمة، و معزوفة «المغاربية» المأخوذة من التراث الجزائري، و قد تفاعل الحضور كثيرا مع الفرقة المتكونة من ثلاث جنسيات .
وخلافا لموسيقى فرقة «البهجة» التي كانت هادئة، فقد كان أداء الفرقة الأمريكية «بوني فيلد» صاخبا و حماسيا  ، ما جعل الحفل يأخذ منحى تصاعديا بفضل الريتم المميز الذي كانت تعزف به الفرقة مستعملة آلتي الساكسوفون والباتري، وخطف الأضواء العازف الأمريكي الشهير «بوني فيلد» وهو ساكسوفونيست سبق له العزف في قسنطينة في 2008، و تفاعل الجمهور كثيرا معه، خاصة وأن معظم مقاطعه الموسيقية مشهورة ومعروفة عند جل الحاضرين.
حاتم بن كحول

قالوا عن المهرجان
زهير بوزيد محافظ المهرجان
المهرجان ناجح من جميع الجوانب
أكد زهير بوزيد محافظ مهرجان الجاز بقسنطينة، أن الحدث الفني كان ناجحا بأتم معنى الكلمة من جميع النواحي، سواء من ناحية التنظيم، أو الحضور، أو الجانب التقني والفني، مضيفا أنه لاحظ توافد مختلف فئات و شرائح المجتمع، من كبار، وصغار، نساء و رجال، مؤكدا أن حضور الأطفال مهم جدا بالنسبة للمهرجان، من أجل تنشئتهم على حب الفن والثقافة، واصفا عودة المهرجان بعد عام من التوقف، بالحلم الجميل الذي يحقق الاستمرارية والصمود.
وأضاف المتحدث أن هذا المهرجان يختلف عن سابقيه من حيث المشاركة الجزائرية المميزة، كما كان له أبعاد عالمية من خلال تواجد ألمع الأسماء في عالم الموسيقى، و يعتبر التنظيم في هذا المهرجان مثالا يقتدى به، متحدثا عن الصعوبات المادية التي واجهها المنظمون، ورغم ذلك نوه بالدعم الكبير من طرف السلطات المحلية.
و يرى بأنه من الضروري تجاوز مرحلة التنظيم من أجل التحول لتحقيق الربح المادي للولاية، مضيفا في الأخير أن تغيير مكان إحياء المهرجان من قاعة أحمد باي إلى المسرح الجهوي له عدة أسباب ، أهمها اعتبار هذا المسرح شاهد على عدة انجازات تاريخية، كما عرف المهرجان ذروته قبل 10 سنوات في هذا المسرح، ولعب موقعه الكائن في وسط المدينة دورا أيضا.

العازف الأمريكي بوني فيلد
قسنطينة أفضل مكان للإبداع الموسيقي
أكد العازف الأمريكي الشهير بوني فيلد أنه سعيد جدا بالتواجد في قسنطينة مجددا ، بعد أن قام بإحياء إحدى حفلاته بها قبل 10 سنوات، وأضاف أن المدينة تعتبر أفضل مكان يبدع فيه العازف، كما أضاف أنه معجب جدا بحماس الجماهير وتعلقها بهذا النوع من الموسيقى، مؤكدا أنه اختار أفضل ما لديه من أجل تقديمه لجمهوره في هذا المهرجان الذي وصفه بالعالمي، متمنيا أن يحضر مهرجانات أخرى في الجزائر.
و أكد أنه معجب كثيرا بالموسيقى المغاربية عامة والجزائرية خاصة، و يحب كثيرا سماع الكلمات المغاربية، واعدا بإصدار ألبومات تمزج بين الموسيقى العصرية والموسيقى الجزائرية مستقبلا.

العازف الجزائري خير الدين ميكاشيش
سعيد بالمشاركة في هذا المهرجان
أوضح عازف الكمان خير الدين ميكاشيش أنه فرح كثيرا بالمشاركة في مهرجان قسنطينة، مضيفا أنه لم يتوقع كل ذلك الإقبال الجماهيري، مضيفا أنه قام بإهداء الحضور «سبقا فنيا» من خلال عزف أهم مقاطع ألبومه الجديد الذي سيصدره في مطلع 2019، كما تحدث عن تجربته في فرقة البهجة التي أسسها مع عازف بلجيكي، مضيفا أنه قام بإحياء عدة مهرجانات في الخارج وفخور جدا بالموسيقى الجزائرية التي تنال إعجاب كل من يسمعها في أوروبا وقارات أخرى.

العازف البلجيكي إيمانويل هاميا
الموسيقى الجزائرية جوهرة ..
و أعرب من جهته عازف «الفلوت» البلجيكي إيمانويل هاميا، عن سعادته الكبيرة لمشاركته في هذا المهرجان، وأرجع سبب ذلك إلى أنه عزف في بلد زوجته التي تنحدر من ولاية ميلة، كما أنه قام بعزف مقاطع موسيقية تحمل اسم ابنته كنزة، و أخرى باسم صهره محفوظ، و وصف الموسيقى الجزائرية بالجوهرة التي يجهلها العالم، مختتما حديثه أن الجاز هو عالم آخر من أجل ربط صداقات جديدة وهو ما حدث له في مدينة قسنطينة التي أوضح أنه زارها للمرة الأولى، متمنيا العودة لها مستقبلا.
حاتم بن كحول

الرجوع إلى الأعلى