الروح الجزائرية غائبة في أغلب الأعمال الرمضانية
• هناك مبالغة في تقليد الغير وقلة اهتمام بالأعمال التاريخية الجادة
يرى، المخرج عمار محسن، بأن غياب المسلسلات التاريخية الجادة عن الشاشة الرمضانية يعود لتكاليفها و الجهد و الوقت الذي تستغرقه، ويعتبر مخرج «سلسلة جحا» و «مسلسل ابن باديس» أن شهر رمضان بالنسبة له فرصة للبقاء في البيت ومراجعة أعماله و مشاريعه المستقبلية والتي أعلن عنها  في دردشة جمعته بالنصر، كما أدلى ببعض ملاحظاته حول الأعمال المعروضة في الشبكة الرمضانية لهذا العام.
دردشــة / فوغالي زين العابدين
في البداية، حدثنا عن جديدك وآخر أخبارك؟
لدي مشروع فيلم تاريخي يتحدث عن قسنطينة أواخر الخمسينات والفدائيين و الحياة اليومية في المدينة في تلك الحقبة،  قدمته للتلفزيون في انتظار الرد  في الأيام القادمة ، وإذا وافقوا على مشروعي سأباشر عملية «الكاستينغ» و اختيار الممثلين ، ولدي أيضا مشروع آخر لايزال في طور الاعداد، وهو عبارة عن مسلسل تاريخي تدور أحداثه بالجزائر في بداية الحرب العالمية الأولى،  كما لدي عدة أفكار أخرى في انتظار تجسيدها على أرض الواقع، وهنا أشير  أن ميولي للأعمال التاريخية   راجع لتكويني المسرحي، ولا أحبذ إخراج الأعمال ذات الطابع الاجتماعي التي تركز على الجوانب السلبية في الأسرة و الشجار و الطلاق.
كيف تقضي يومياتك في شهر رمضان؟
لا أحب الخروج كثيرا في شهر رمضان، باستثناء فترة الصبيحة أين أتجول قليلا واقتني حاجيات المنزل، ثم أعود إلى البيت لمساعدة الزوجة في إعداد وجبة الإفطار، نظرا لارتباط ابنتي التي تعمل كطبيبة في المستشفى، وبعد الإفطار    أفضل مشاهدة التلفاز ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا مع الحراك الشعبي  ، وخلال السهرة أجلس في مكتبتي لمراجعة أعمالي ومشاريعي إلى غاية الساعة الخامسة صباحا.
غادرت قسنطينة منذ عقدين من الزمن للعيش في العاصمة، هل ما زالت الأطباق القسنطينية حاضرة في مائدة إفطارك ؟
منذ قدومي إلى العاصمة قبل 20 سنة لم أتخل  عن العادات و التقاليد القسنطينية سواء في شهر رمضان أو باقي أيام السنة، وحتى بخصوص اللهجة لم نغيرها مثلما يفعل البعض، مع العلم أنني قدمت إلى العاصمة وأنا ابلغ 50 سنة، أما بخصوص مائدة الإفطار فهي لا تخلو من «الجاري بالفريك» و « الحميص» و «البوراك» و»الكسرة» و» طاجين العين و شباح الصفراء» وغيرها.
هل تابعت الأعمال المعروضة في الشبكة الرمضانية الجزائرية، وماهي أبرز ملاحظاتك؟
نعم في الأيام الأولى، لكن بعدها انقطعت، ووجهت اهتمامي للمسلسلات المغربية و التونسية وهذا لكي استفيد منها خصوصا المسلسلات التاريخية مثل «حديدوان» وغيرها، بالإضافة للبرامج السياسية، أما في ما يتعلق بالملاحظات التي سجلتها حول الأعمال الجزائرية، فقد وجدت مبالغة في الاقتباس و تقليد الأتراك و المشرقيين، بالإضافة للتصوير في تركيا و تونس وسوريا وحتى في إسبانيا، وقد نرى ذلك  ايجابيا في مسألة الاحتكاك بالأجانب و اكتساب خبرات جديدة، لكن يبقى السؤال مطروحا من أين جاءت كل تلك الأموال و المصاريف لتمويل هذه الأعمال.
و ما هو تقييمك لها من الناحية الفنية و الإخراج؟
هناك أعمال لا بأس بها وهناك  ما هو  دون المستوى، ولو أننا في بداية رمضان و الحكم عليها سابق لأوانه، لكن بصفة عامة لاحظت ميولا كبيرا ومبالغة في تقليد الغير وغياب الروح الجزائرية على أغلب المسلسلات التي عرضت لحد الآن، والمشاهد الجزائري قد لا يجد نفسه في ما يعرض عليه في الشاشة، كما أن المبالغة أيضا في برامج الضحك أو الكاميرا الخفية إلى درجة الإسفاف، هذا لا يفيد المشاهد في شيء وسيجعله يغير المحطة نحو القنوات العربية، لأن البعض للأسف لا يفرق بين الكوميديا وبين التهريج.
باعتبارك من المختصين في هذا الجانب، ما هو سبب غياب الأعمال التاريخية الجادة عن الشاشة في الفترة الأخيرة؟
نعم للأسف، وأرى أن السبب يعود لقلة الاهتمام بهذا النوع من المسلسلات و الأفلام و البحث عن السهل و الفكاهة، لأن الأعمال التاريخية تتطلب جهدا كبيرا وصبرا ومراجعة دقيقة لأنها تروي قصصا حقيقية، وتتطلب ميزانية وديكورا تاريخيا وملابس خاصة..الخ، لهذا الكثير من المخرجين يفضلون الأعمال السهلة التي يتم تصويرها في منزل أو سيارة على العمل في ديكور تاريخي، لكن يبقى دائما إخراج المسلسلات و الأفلام التاريخية له متعة خاصة ولهذا أميل إليها أكثر.
هل ترى أن الاعتماد بكثرة على تقنيات الكومبيوتر و الخداع البصري في الإخراج، إضافة ايجابية أو العكس؟
هي ايجابية بالطبع إذا كان السيناريو و الإخراج في المستوى، لكن ما فائدتها إذا كان السيناريو ضعيفا جدا، و هناك أعمال جزائرية لا أحب ذكرها ،  كان مستواها ضعيفا واعتمدت بنسبة 90 بالمئة على الخداع البصري و التقنيات الحديثة لتغطية ضعفها، و المشاهد الجزائري الآن لديه اطلاع واسع ولا يمكن خداعه بسهولة.
بماذا تود أن تختم هذا الحوار؟
أريد توجيه تحية لكل قراء جريدة النصر، ورمضان كريم لكافة الشعب الجزائري، وبالمناسبة أنا فخور بهذا الشعب العظيم الذي أبهر العالم من خلال المسيرات الشعبية  ، وأتمنى الخير و الازدهار لبلدي الجزائر.
ف/ز

الرجوع إلى الأعلى