انطلقت ليلة أول أمس، أولى سهرات الطبعة 41 لمهرجان تيمقاد الدولي، بالمدينة الأثرية بولاية باتنة، حيث تم افتتاح هذه الفعاليات بحضور وزيرة الثقافة مريم مرداسي، التي أعطت إشارة انطلاق الحفل، وقد شهدت السهرة حضور كوكبة من الفنانين يؤدون مختلف الطبوع الغنائية بما في ذلك التراثية و الراب وكذا أغاني الراي الجزائري، حيث امتزجت هذه الأنغام ليلة أول أمس، لتشكل لوحة فنية أمتعت الجمهور الذي صفق طويلا لمغني الراب الفرانكو جزائري «ريمكا» الذي صنع الحدث وأمتع الحضور كثيرا في سهرة غاب عنها التنظيم.
وقد كانت البداية مع فرقة «إيثران»، من ولاية أم البواقي  التي أبدعت في تقديم مجموعة من الأغاني التراثية ذات الطابع الشاوي، منها أغنية «المحفل»، وأغنية «ثامورث نغ» لتعيد بذلك الوصل مع جمهور المهرجان الذي غابت عنه لسنوات عديدة، كما تميزت كذلك الفنانة «ناريمان» خريجة مدرسة ألحان وشباب، في هذه الطبعة و تمكنت من إمتاع الحضور بباقة من الأغاني الجميلة من مختلف الطبوع  على غرار «المقنين الزين» و «شهلة لعيون» و «سالولي عليها» والعديد من الوصلات في طابع الراي.
تغطية: ب. بلال
بعدها اعتلت «الشابة سعاد» الشاوية الركح، وغنت مجموعة من الأغاني الأوراسية ذات طابع الأفراح، وقد تفاعل معها الجمهور بقوة خصوصا خلال أدائها لأغنية «لسود مقروني» بالإضافة إلى عدة أغاني أخرى من نفس الطابع التراثي تلاها مباشرة الفنان «بن زينة»، الذي أدى «يا الشاذلي يا بن لحسن» و «بحذا حبيبتي تحلى السهرية»، قبل أن يغادر الركح أمام أعين الجمهور غاضبا من تقليص فقرته، وقد عبر فور نزوله من الركح عن استيائه الشديد لاكتفاء المنظمين بأغنيتين فقط رغم أنه كان قد برمج 4 أغان كاملة، ليتقدم بعده «الشاب سيفو»، نجل فارس الأغنية الشاوية المرحوم «كاتشو»، و الذي أدى عدة أغاني تخص والده على غرار «دير الخير وانساه»، كما كان لأغنية الراي نصيب كبير في هذه السهرة، حيث قدم الشاب عباس باقة من الأغاني العاطفية على غرار أغنينه الشهيرة «كثرو همومي».
أما نجم السهرة فقد كان بدون منازع الفنان «ريمكا» الذي يؤدي طابع الراب، و الذي قدم باقة من الأغاني الشهيرة على غرار «وأنا ندبر راسي» للشابة الزهوانية و «جي با لا»، «وان تو ثري فيفا لالجيري» و  «جي لا سي»، ناهيك عن أدائه لأغنية للمنتخب الوطني «أولي أولا» و «كي نشوفك يزيد هبالي» و «فورصي»، كما غنى أيضا لفئة الحراقة أغنية «يا البابور يا مونامور»، فضلا عن تقديمه لعدة أغاني أخرى تفاعل معها الجمهور بحماسة  كبيرة، لدرجة أن العشرات منهم تجاوزوا الحراس و اقتربوا كثيرا من المغني الذي بادلهم الحماس و التفاعل.

وزيرة الثقافة «مريم مرداسي»
الظرف الاستثنائي للبلاد لم يؤثرعلى البرمجة الثقافية  
صرحت وزيرة الثقافة «مريم مرداسي»، عقب إشرافها ليلة أمس الأول، على الافتتاح الرسمي لمهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 41، بأن المهرجانات الفنية والثقافية التي تقام بالجزائر تهدف بالدرجة الأولى إلى إشباع الذوق الفني للجمهور الجزائري، حيث يتعطش الجميع إلى مثل هذه النشاطات الفنية الثقافية، مؤكدة بأن وزارتها حرصت على برمجة كافة الفعاليات الفنية التي اعتاد عليها رواد الفن على حد قولها رغم كل الظروف.
وقالت الوزيرة، بأن مهرجان جميلة العربي، سينطلق مباشرة بعد انتهاء مهرجان تيمقاد بتاريخ 4 أوت، ناهيك عن مهرجان وهران للفيلم العربي، الذي سيقام في شهر أكتوبر المقبل، بالإضافة إلى الصالون الدولي للكتاب الذي سينطلق بين 29 أكتوبر المقبل إلى 9 نوفمبر، حيث تم افتتاح التسجيلات منذ فترة و تم تسجيل العديد من الناشرين في انتظار البقية، علما أن كل هذه الأنشطة الثقافية دليل حسبها على أن الجزائر ما تزال موجودة ثقافيا رغم الظروف التي تعيشها في الآونة الأخيرة، مؤكدة بأن نجاح هذه الطبعة من مهرجان تيمقاد الدولي، سيكون ثمرة جهود المحافظة و السلطات المحلية و الولائية، التي سخرت كافة الإمكانيات المتاحة لتوفير الظروف الملائمة، أما بخصوص الجدل الذي أثير حول الفنانين الذين تمت دعوتهم للمشاركة في هذه الطبعة خاصة بعد أن غابت الأسماء الدولية عن القائمة، فقد أوضحت مرداسي، بأن الجهات المنظمة أرادت للحدث أن يكون شبابيا و متميزا، ولذلك فقد تمت دعوة مواهب فنية عديدة تلبي طبوعها الغنائية مختلف الأذواق نزولا عند رغبة الجمهور.

الفنان «ريمكا»
سيكون لي تعاون فني قريب مع سولكينغ
كشف نجم الراب الفرنسي «ريمكا»، بأنه يحضر لإطلاق ألبوم فردي جديد سيعلن عنه نهاية العام الجاري، كما أنه يعد لعمل إنساني ضخم خلال السنة المقبلة، بالتعاون مع جمعيات خيرية كبيرة في إفريقيا والشرق والأوسط، وذلك لفائدة شعبي اليمن والسودان الشقيقين، كما تحدث النجم عن وضعية أعضاء فرقة «113»، الذين قال بأنهم، يلتقون دائما بالرغم من انفصالهم عن بعضهم، وذلك لاشتراكهم في العديد من المزايا الشخصية والظروف، مضيفا بأن الفرقة مستمرة رغم قلة الأعمال الفنية التي تنتجها.
أما بخصوص سر نجاح المغتربين في مجال الراب الفرنسي، فقد أوضح «ريمكا»، بأن هذه الموسيقى لا تستهوي كافة الفرنسيين، بل شباب الأحياء الشعبية والفقيرة الذين يجدون ضالتهم في هذا النوع الغنائي الذي يسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم.
«ريمكا» تحدث أيضا عن الظاهرة «سولكينغ» الذي سطع نجمه بقوة في الآونة الأخيرة، معتبرا إياه جوهرة فنية حقيقية، و مؤكدا بأنه حين التقاه تطرقا إلى إمكانية العمل معا في انتاج فني مشترك في المستقبل القريب، وعن مضمون هذا العمل فقد أوضح، بأنه سيكون حول الأوضاع في الجزائر وعن الهجرة، وعرج المغني إلى خصوصية الراب الجزائري الذي يتميز عن نظيريه التونسي و المغربي بالأصالة، مضيفا بأن للراب الجزائري لمسة خاصة لا توجد في دول أخرى.
 وكان اللقاء مع الإعلاميين على هامش الندوة الصحفية التي عقدها قبل صعوده إلى ركح تيمقاد، فرصة للثناء على الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر منذ فترة، داعيا الشعب إلى الحفاظ على سلميته والترويج أكثر للسلوك الحضاري الذي ظهر به الفرد الجزائري.

خريجة ألحان وشباب «ناريمان»
أحلم بأعمال مشتركة مع الشاب مامي والشاب نصرو
تحدثت الفنانة «ناريمان» خريجة مدرسة ألحان وشباب، عن سعيها الدائم إلى تقديم أغنية رايوية نظيفة تمتع عشاق هذا الطابع الفني، حيث تختار كلماتها بعناية شديدة كما عبرت وذلك تلبية لطلب الجمهور المتزايد على الأغنية العاطفية تحديدا، وصرحت الفنانة الشابة، بأنها تأمل في المشاركة في أعمال فنية مشتركة رفقة كل من الشاب مامي والشاب نصرو، بوصفهما اثنين من كبار الفنانين في طابع الراي الجزائري.أما عن مشاركتها في مهرجان تيمقاد الدولي، فقد عبرت عن سعادتها الغامرة بذلك، و فرحتها بالدعوة التي أعادتها إلى الركح الأثري بعد نحو 5 سنوات، و بخصوص جديدها الفني أوضحت ناريمان، بأنها تنوي الاستمرار في أداء أغنيتها الجديدة «علاش»، التي حققت ردود فعل إيجابية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، و نالت إعجاب المتتبعين كما قالت.

الفنان بن زينة
أحضر لألبوم غنائي جديد و منوع
كشف الفنان بن زينة، عن جديده الفني المتمثل في ألبوم غنائي يحوي ثماني أغان جديدة من طابع المالوف والصالصا، كما يضم أغنية تونسية وأخرى شاوية، حيث يعمل على تنويع إنتاجه الفني إرضاء لرغبات جمهوره، كما عبر، أما عن مشاركته في مهرجان تيمقاد فقد أعرب الفنان، عن سعادته الغامرة بذلك، رغم أنه و بعد نزوله عن الركح ليلة أمس الأول، ثار غضبا بعد تقليص وقته و اكتفاء المنظمين بأغنيتين فقط من أصل 4 أغاني كانت مبرمجة رغم ذلك فإن بن زينة، كان قد أكد قبل صعوده على المسرح بأن مشاركته في هذه الطبعة من المهرجان ستكون مميزة بعد غياب دام 5 سنوات.

الفنان سيف الدين ناصري
يؤسفني عدم تكريم والدي في مسقط رأسه
عبر الفنان «سيفو» نجل المرحوم «كاتشو»، عن أسفه لعدم تكريم والده في مسقط رأسه بباتنة، طيلة السنوات الأخيرة من حياته، بالرغم من الإنتاج الفني الغزير الذي قدمه، مؤكدا بأن ذكرى رحيل والده تمر دائما مرور الكرام وهو ما يتأسف له كثيرا.
 وعن مشاركته في  هذه الطبعة من مهرجان تيمقاد الدولي فقد أثنى الفنان الشاب، على محافظة المهرجان مؤكدا بأنه يحرص دائما على إحياء ذكرى والده خلال مختلف مشاركاته الفنية، مع ذلك فهو يسعى أيضا لأن يرسم طريقا خاصة به بعيدا عن ظل كاتشو، ليثبت جدارته الفنية.

الشاب عباس
هناك عدة مشاريع في الأفق
عبر الشاب عباس مغني الراي عن سعادته الغامرة بتواجده في مهرجان تيمقاد، حيث أكد بأنه، يسعد دوما عند توجيه الدعوة له للمشاركة رفقة الجمهور في سهرات هذا المهرجان، أما عن جديده وبرنامجه الغنائي فقد صرح بأنه  لا يحضر لشيء معين في الوقت الحالي، سوى بعض الأفكار والمشاريع التي سيتم تجسيدها في الأفق القريب.

«فرقة إيثران»
عودة مميزة بعد غياب دام لأكثر من 14 سنة
تحدث أعضاء فرقة «إيثران» ليلة أمس الأول، عن عودتهم إلى ركح مهرجان تيمقاد الدولي بعد غياب طويل دام لأكثر من 14 سنة، حيث التقت الفرقة بجمهورها مرة أخرى بعد طول غياب، وقد أعرب أعضاؤها عن سعادتهم الكبيرة خاصة وأن اللقاء جاء بنكهة خاصة، كما وصفه الفنانون الذين استطاعوا إمتاع جمهور السهرة الأولى وتميزوا كثيرا عن غيرهم من ضيوف الحدث.

الرجوع إلى الأعلى