الأوروبيون يشعرون بعمق كلماتنا واللغة لم تعد عائقا
حفرت  فرقة كاميليون لنفسها مكانة في الوسط الفني بفضل الاختيار الدقيق للكلمات والمزج الجميل بين الطبوع الجزائرية مع إضفاء لمسة  شبابية عصرية على الموسيقى لا تخلو من العمق ، لتتعدى شهرتها الحدود الجزائرية، النصر التقلت بنجم الفرقة احسن على هامش حفل تم احياؤه بقاعة العروض أحمد باي مؤخرا، وكان لها معه هذا الحوار، الذي أكد  فيه عضو الفرقة  أن الجمهور في كل مكان من العالم أصبح يتذوق الفن الجزائري وأن مشكل اللغة لم يعد عائقا بل سيتلاشى مع مرور الوقت، لأن الفن الجميل يفرض نفسه.
الفنان تحدث عن بدايات الفرقة وكيف تحولت من مشروع عائلي إلى واحدة من أنجح الفرق في الجزائر وعن الفنانين الذين تأثر بهم وغيرها من المحطات في حياة « كاميليون»  
  السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا إسم «كاميليون»؟
هذا  الكائن الزاحف يتأثر بالألوان المحيطة به، وتأثَّرنا كفرقة بالتنوع الموسيقى وجمالية كل نوع، جعلنا نحمل هذا الاسم ، تعبيرا عن ودمجنا لمجموعة من أنواع الموسيقى الجزائرية و كذا الموسيقى العالمية.
كيف كوَّنتم المجموعة؟
حقيقة كنت أنا وشقيقي حسين، التَّوأم، قارع الطبل والدربوكة، وأنا على الغيتار، نعزف الموسيقى بالمنزل منذ الصغر، وكبر معنا هذا الشغف إلى غاية نظم أول أغنية وهي «ما تكذبيش» وكان أخي كاتب الكلمات أيضا،   لقد كونَّا فرقة، تأثرا بحبنا لفرقة «أووازيس» والعضوان المؤسسان «ليام ونوال»، وعديد الفرق الجزائرية على غرار «راينا راي» والمغنيين الشاب حسني، خالد وغيرهم كثير، وبالتالي كونَّا مزيجا بين الجزائري والعالمي.
كان هذا في أيِّ عام..
في 2007 كان لدينا ألبوم لا بأس به ويضم أغان كثيرة مما نغنيه اليوم، ولكن بدأنا التسجيل في 2009، وكنا نعمل على ترتيب الأغاني والموسيقى لوحدنا، ونسجل فقط الأغاني جاهزة في الأستوديو.
يعني أنكم تقومون بكل شيء ما عدا التسجيل؟
أجل، في بداياتنا حتى التسجيل قمت به لوحدي، تحديدا الألبوم الأول، عملت على ترتيب وتركيب الموسيقى والغناء على حاسوبي الشخصي، ونعمل بهذه الطريقة، حيث نقوم بتحضير كل شيء ما عدا التسجيل النهائي في الأستديو.
اليوم لديكم فرقة متكاملة وناجحة، كيف اجتمعتم؟
كما قلت لك، كنا أنا وشقيقي حسين العضوان المؤسسان  ، وانضمَّ إلينا موسيقيون على غرار أنيس ورضا في الغيثار الجهوري، وأيضا سامي عضو جديد عازف «كلافيي»، وهذه هي التشكيلة، واستكملنا مسارنا في البحث عن الكلمات الجميلة والموسيقى الجديدة، والمختلفة والفريدة.
الجمهور يحبُّ «كاميليون»، برأيك أين يكمن السر،  في الكلمات أم الموسيقى المتفردة؟
حقيقة نجتهد لاختيار كلمات هادفة وراقية تنقل مشاعر الآخرين بطريقة موسيقية حديثة وفريدة من نوعها، كما قلت لك، وبالتالي نحن نمزج بين رقيِّ الكلمة والموسيقى الجزائرية الممزوجة بالعالمية.
أكيد تأثرت بفنانين جزائريين وعالميين لبدء مشوارك في الفن والغناء؟
هذا أمر منطقي، كمال مسعودي على رأس القائمة، رحمه الله، دون إغفال تأثري بمشايخ الشعبي على غرار الباجي والعنقى، الزاهي، وفي الراي خالد وحسني، بوطيبة الصغير، بلال، بلاوي الهواري وأحمد وهبي، إيدير سمعت له كثيرا، أحببت موسيقاهم، وأسمع  كل ما موسيقى  ذات مغزى وروح
وهل لدى «كاميليون» جمهور عالمي؟
أدَّينا جولة في كندا بمونريال، وصربيا أيضا و  ألمانيا، وفرنسا بحفل العالم العربي، وكانت جولة قيمة وتجربة متنوعة، وكنَّا مذهولين.
مذهولون ممّاَ تحديدا..
من ردَّة فعل الجمهور، طبعا، أغلب من غنَّينا أمامهم ــ عدا احتساب جاليتنا الجزائرية بالخارج ــ كانوا أشخاصا لا يفهمون لغتنا العربية، وأفضلهم حالا يتحدث الفرنسية والإنجليزية ولغة بلاده، لكن ردَّة الفعل كانت باهرة ولم تكن اللغة عائقا.
وماذا قال لكم الجمهور بعد الحفلات بالخارج؟
بعدما غنيت «ندمت لله»، قال لي بعض الحاضرين أنهم لا يفهمون فعلا ما أغني، من كلمات، لكن نحسُّ أنك تتحدث عن شيء عميق جدا، وهذا ما جعلني راضيا جدا مع فرقتي.
أكيد أن تغني بالعربية لشخص يتحدث لغة غريبة وتصل إلى أعماق أحساسيه فهذا شيء جميل وباهر وغامض في آن، وبانتشار التكنولوجيا خاصَّة على يوتيوب، عليهم تعلُّم العربية أيضا (يقولها ضاحكا).
نستطيع القول أن فرقة «كاميليون» أصبحت سفيرا ناجحا للجزائر بالدول الأجنبية، وبسببكم سيتعرف العالم على جوانب من الثقافة واللهجات الجزائرية و اللغة العربية؟
(يضحك)، نعم، نستمع كثيرا للأغاني باللُّغة الإنجليزية والفرنسية، وحان الوقت ليتعلم الآخرون العربية عبر أغانينا.
ماذا تحضر «كاميليون» للجمهور ؟
هنالك جديد، أحدث إصدار لنا وهو أغنية «حبابي»، وقبلها طرحنا «وين يمشي الزين و»الليلة»، وهي ستكون ضمن الألبوم الجديد القادم، قريبا، كما تأمل الفرقة، ولدينا مشروع أداء غناء منفرد أيضا مع فيديو كليب الشهر الجاري، قبيل شهر رمضان..
على ذكر شهر رمضان، كيف يقضي احسن شهر رمضان؟
على غرار كلِّ الجزائريين «يغلبني»، أسهر كثيرا وأنام صباحا لساعة متقدمة، لكن يبقى رمضان شهرا ساحرا وخاصًّا بالنسبة لي وكل أهل بلدي، كما نقول في الجزائر «رمضان عندو ريحتو».
ما علاقتك بالرياضة؟
مارست كرة اليد وألعاب القوى في الصِّغر، كرة القدم قليلا..
تتابع بطولة كرة القدم المحترفة؟
أحيانا، إذا كانت مباراة مصيرية، وأتابع المنتخب الوطني أكيد..
شباب قسنطينة قريب من إحراز اللقب هذا الموسم، ألديك علم بذلك؟
نعم، أتمنى لهم التوفيق.
التقيتم بالجمهور القسنطيني كيف وجدتموه؟
   الالتقاء بالجمهور القسنطيني الذواق كانت فرصة جميلة ، وهذه بداية فقط، ولدينا مواعيد لاحقة.
فاتح/خ

الرجوع إلى الأعلى