كشف تجمع النقد الآلي الحصيلة الرسمية لثمانية أشهر من عمليات الدفع عن طريق الانترنيت التي قام بها المستخدمون في الجزائر خلال العام الجاري، حيث وصلت إلى ما يقارب المليونين ونصف وحُولت فيها مبالغ قاربت الثلاثمئة مليار سنتيم، إلى جانب ما يقارب مئة وتسعين مليار سنتيم من الأموال التي دفعت عبر “محطات الدفع الإلكتروني”، في وقت تجاوزت فيه عمليات السحب من الموزعات الآلية للبنوك ومراكز البريد اثنين وأربعين مليون مرة سُحبت فيها أكثر من ستة وسبعين ألف مليار سنتيم.
اعداد: ســــا مــي  حـبـــــــاطـي
ذروة السحب من الموزعات الآلية سجّلت في جوان
وتورد الأرقام الجديدة التي كشف عنها تجمع النقد الآلي “جيو مونيتيك” بشكل مفصل، عدد مرات سحب الأموال من الموزعات الآلية منذ شهر جانفي من العام الجاري إلى غاية شهر أوت، حيث بلغت في مجملها اثنين وأربعين مليون وثلاثمئة وسبعة وستين ألفا وثمانمئة وثلاث وثمانين مرة، سحبت فيها أكثر من ستة وسبعين ألف وستمئة وخمسة وستين مليار سنتيم من مختلف الموزعات الخاصة بالبنوك والمراكز البريدية في الجزائر عن طريق “بطاقة ما بين البنوك” “CIB» والبطاقة الذهبية. وتُظهر أرقام التجمع أن متوسط عدد مرات السحب متقارب في جميع الأشهر، حيث ظل ما بين حوالي خمسة ملايين وأربعمئة ألف مرة وخمسة ملايين وسبعمئة ألف مرة طيلة الأشهر الستة الأولى لينزل في جويلية إلى خمسة ملايين ومئة وثلاثة وأربعين ألف مرة، ثم ينخفض في أوت إلى حوالي أربعة ملايين ونصف مليون مرة.
وتسجل المبالغ المسحوبة في جميع الأشهر تقاربا أيضا، حيث بلغت ذروتَها في شهر جوان عندما تم سحب أكثر من أحد عشر ألف مليار سنتيم، لتبلغ حدها الأدنى في شهر أوت عندما لم تتجاوز ما يقارب ثمانية آلاف وأربعمئة مليار سنتيم.
270 ألف تحويل عبر “محطات الدفع الإلكتروني”
وسجلت عمليات الدفع باستعمال “محطات الدفع الإلكتروني” أو ما يعرف برمز “TPE»، التي أعلنت السلطات العليا في البلاد عن التوجه إلى فرضها إجباريا على جميع التجار لحل الكثير من المشاكل على رأسها السيولة بداية من العام المقبل، بعدما قامت مؤسسة البريد ووزارة التجارة بحملة تحسيسية لفائدة التجار من أجل اللجوء إليها خلال جائحة كورونا للتخفيف من تداول الأوراق النقدية، فقد كشفت أرقام التجمع أن عمليات الدفع باستعمالها قدرت بمئتين وسبعة وسبعين ألفا وستمئة وسبع وثلاثين مرة خلال نفس الفترة من العام، فيما تجاوز المبلغ المالي المحول عن طريقها مئة وثمانية وثمانين مليار سنتيم.  
ويشير جدول الأرقام المنشور على موقع التجمع إلى تباينٍ في معدل استعمالها، فقد بلغ عدد مرات الدفع عن طريقها ذروته خلال شهر أوت بأكثر من أربعة وستين ألف مرة، فيما وصل حده الأدنى خلال شهر أفريل بتسعة عشر ألف مرة، دون أن يرتفع إلا ببضع مئات من المرات في شهر ماي من نفس العام. وقد تجاوز عدد مرات استعمال محطات الدفع الإلكتروني ستة وثلاثين ألف مرة خلال شهري جانفي وفيفري، في حين قدرت أعلى المبالغ المالية المحولة من خلالها بثلاثة وأربعين مليار سنتيم شهر أوت، في مقابل حد أدنى باثني عشر مليار سنتيم في شهر أفريل. ويحمل تناسب عدد المرات مع قيمة المبالغ المحولة إشارة إلى أن طبيعة التعاملات التجارية في عمليات الدفع عن طريق الأجهزة المذكورة لم تتغير كثيرا طيلة الأشهر الثمانية، حيث شرعت في وضعها العديد من مراكز التسوق الكبيرة وبعض التجار وممارسو المهن المنظمة على غرار الصيادلة.
مليونا دفع إلكتروني عبر الانترنيت في مجال الاتصالات
أما في مجال الدفع عبر الانترنيت، فلاحظنا في حصيلة التجمع تنوعا في الخدمات، وعددا معتبرا من تحويلات الدفع قدر بمليونين وأربعمئة وسبعة عشر ألفا وسبعمئة وثلاث وعشرين مرة، ليصل المبلغ المحول من طرف المستخدمين إلى أكثر من مئتين واثنين وتسعين مليار سنتيم، دُفعت الحصة الأكبر منها بصورة مطلقة في مجال الاتصالات، ما يشير إلى عمليات إعادة شحن رصيد الانترنت والخدمات الهاتفية. ويقدر عدد مرات الدفع خلال الفترة المذكورة في مجال الاتصالات بأكثر من مليونين ومئتين وثمان وأربعين مرة، حيث بلغت ذروتها شهر جويلية الماضي بأكثر من أربعمئة ألف مرة، بعد أن أخذت في الارتفاع منذ شهر مارس، لتتضاعف مباشرة في أفريل وتسجل انخفاضا نسبيا في جوان ثم تعود إلى الارتفاع، كما أن المبالغ المالية المحولة متناسبة مع عدد العمليات.
وتزامن ارتفاع الدفع الإلكتروني من خلال شبكة الانترنيت مع ذروة جائحة كورونا وتجنب الكثير من المواطنين التوجه إلى وكالات اتصالات الجزائر، في حين عرف الدفع باستعمال الشبكة منحى تنازليا حادا في قطاع النقل ما بين جانفي وأوت، فقد انخفض من حوالي ثلاثة آلاف عملية تحويل في أول شهرين من السنة إلى تسعة وثمانين عملية دفع عبر الانترنيت في أوت ولم يتجاوز طيلة الفترة المذكورة حوالي ثمانية آلاف وسبعمئة مرة، ويمكن أن يفسر الأمر بالفترة التي توقفت فيها خدمات النقل خلال الحجر الصحي، فضلا عن أن الكثير من عمليات الدفع تتم نقدا. ويشير نفس الجدول أيضا إلى أن الزبائن دفعوا فواتير الكهرباء والماء عن طريق الانترنيت لما يقارب تسعة وأربعين ألف مرة خلال الفترة المذكورة، حيث بلغت كثافة الاستعمال الذروة في شهر جوان، في حين وصل عدد عمليات الدفع إلى مؤسسات الخدمات إلى أكثر من مئة وستة آلاف مرة.
وتعرف عمليات بيع البضائع أرقاما منخفضة جدا في الدفع الإلكتروني، حيث قدرت بمئة مرة مع تسجيل عدم تحويل أي مبلغ خلال شهري فيفري ومارس، فضلا عن تسجيل عدد ضعيف جدا في الدفع مقابل الخدمات الإدارية، ليتجاوزه قليلا الدفع بنفس الطريقة في مجال التأمينات. وكان مدير تجمع النقد الآلي قد تحدث لوسائل الإعلام شهر أفريل الماضي عن تزايد عمليات الدفع الإلكتروني بسبب جائحة كورونا، فيما شارك مع وزير التجارة خلال الأسبوع الماضي في إطلاق أيام تحسيس حول تعميم وسائل الدفع الإلكتروني.
سامي .ح

تكنولوجيا نيوز
انطلقت رحلتها من جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة
“شوف” تعتزم تمديد نشاطها إلى خارج الجزائر
يعتزم القائمون على المؤسسة الناشئة “شوف” المختصة في تنظيم تعاملات الإطعام عن طريق منصة رقمية، تمديدَ خدماتهم إلى خارج الجزائر، بعدما انطلقت رحلة تأسيسها من جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة.
وتحدثنا إلى سلمى مراحي، ممثلة الشركة الناشئة “شوف”، حيث أخبرتنا أن الشركة انطلقت بثلاثة مؤسسين في ديسمبر 2019، وتعرفوا على بعضهم في جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، وتخرجوا من كلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال، كما أن أغلبية فريق المؤسسة تعرفوا على بعضهم في الجامعة من خلال النوادي. وذكرت محدثتنا أن الخدمة التي تقدمها الشركة تقوم على تنظيم طلب الطعام في المطاعم أو عند الطلب بخدمة التوصيل، حيث أشارت إلى أن “شوف” تعتبر المنصة الرقمية الأولى التي اعتمدت على “رمز الاستجابة السريع” المعروف بالحرفين اللاتينيين QR.
وتقوم خدمة الشركة على توفير قوائم الوجبات المتوفرة في المطاعم على المنصة، التي يمكن الاستفادة منها عن طريق تنزيل تطبيق، من خلال مسح «رمز الاستجابة السريع» المطبوع على طاولات المطاعم التي تتعامل معها، فضلا عن إمكانية الاطلاع على قائمة الوجبات المتوفرة من خلال المنصة وإرسال الطلبات عن بُعد في حال توفر خدمة التوصيل من طرف صاحب المطعم، في حين يمكن لأصحاب محلات الإطعام تحيين قوائم الطعام الموجودة من خلال نفس المنصة عن طريق تطبيق خاص بهم يسمى «شوف سرفس». وأضافت نفس المصدر أن الشركة الناشئة وجدت في فترة الجائحة فرصة جيدة للنشاط مع المطاعم التي واصلت العمل بخدمة التوصيل عن بعد، فضلا عن أن «رمز الاستجابة السريع» المطبوع على الطاولات يستهدف تجنيب الزبائن الإكثار من اللمس بأيديهم، ما يساعد على تحقيق التباعد ومحاربة انتشار فيروس «كوفيد- 19».
ولفتت المتحدثة باسم الشركة إلى أن المنصة تقترح على المستخدمين أقرب المطاعم إلى موقعهم أو مكان سكنهم، فيما أشارت إلى أنها دخلت حيز الخدمة من ولاية قسنطينة تزامنا مع مجموعة أخرى من الولايات، وهي بصدد الانتشار في جميع ولايات الوطن، كما تعتزم تمديد خدماتها إلى خارج الوطن، حيث أكدت محدثتنا أن «المنصة ستطالع مستخدميها بالكثير من المفاجآت خلال الأسابيع القادمة». واختار فريق الشركة أن يسدد أصحاب المطاعم اشتراكا بسيطا مقابل الخدمات المتوفرة، في حين يقارب عدد مرات تنزيل التطبيق الخاص بالزبائن العشرة آلاف في ظرف أشهر.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى