يحتفي المسلمون هذا اليوم بذكرى غزوة بدر الكبرى التي وقعت في 17 رمضان 02ه، مستحضرين عبرها و وعظاتها ومستلهمين من أحداث وما سبقها وأعقبها من آيات قرآنية وما روي بشأنها من آثار دروس عظيمة ذات أبعاد عقدية وتعبدية وتربوية واجتماعية وعسكرية وسياسية، لأنها بحق مدرسة عريقة في كل هذا المجال؛ حيث كانت أول انتصار للمسلمين وفاتحة خير لانتصارات كبيرة ستعقبه على مدى القرون، فعلى الرغم من كونها معركة صغيرة عددا وعدة ومكانا وزمانا إلا أنها كبيرة بحجم الدروس المستخلصة منها، ولعل من أهم تلك الدروس الخالدة المستخلصة أن للنصر أسبابه وعوامله التي ينبغي توافرها.
فقد كشفت مختلف مراحل المعركة وتطور أحداثها منذ مرحلة التحضير إلى مرحلة النصر أن خوض معركة النصر يتطلب إعداد القوة عدة وعتادا؛ لقوله تعالى:  وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ .[الأنفال (60)].فلا ينتظر المسلم في أي عصر نصرا في معركة صغيرة كانت أو كبيرة يخوضها ضد الكفار والغزاة والمحتلين دون أي إعداد مادي ونفسي مسبقين، فلو كان الانتصار يحدث دون إعداد لكان أولى من يحققه هو رسول الله صلى الله عليه ومن معه من المسلمين؛ لكن الرسول وهو قدوة المسلمين أعد كل ما يقتضيه موقف المواجهة من إعدادات مادية، سواء على المستوى البشري أو المستوى التكتيكي، وذلك بحسن تموقعه وتوزيعه للقوات العسكرية التي كانت معه، ووصيته لجيشه وما يقوم به لحظة التحام الفريقين، بل إن الصحابة أنفسهم لم ينتظروا نصرا دون إعداد فرفضوا مجاراة بني إسرائيل ليقولوا لرسولهم صلى الله عليه وسلم اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، بل قالوا هل اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، وبعد أن يعد المسلم كل ما تتطلبه المواجهة يتوجه إلى الله تعالى طالبا المدد والعون؛ أما طلب العون من الله تعالى دون إعداد فلا بعدو كونه تواكلا وركونا واستسلاما يرفضه الإسلام.
ولذلك لم يرفع  رسول صلى الله عليه وسلم يديه إلى الله تعالى داعيا بالنصر في خيمته ببدر إلا بعد أن أعد العدة، فالدعاء المستجاب يسبقه تقديم أسباب، فجاءت الآيات المبشرات بنصر قريب عظيم استكمل المسلمون إعداد العدة له وتقديم أسبابه، فقال الله تعالى: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ* لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ* إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ  وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[ الأنفال: 7-10]
وأسباب النصر لا تقتصر على ما يعده المقاتلون المسلمون قبل المعركة؛ بل ذلك ضروري لخوضها؛ لكن هناك أسباب أخرى ينبغي تقديمها أثناء المعركة، أمر الله تعالى بها في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا  إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ  وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ[ الأنفال: 45-47]، إنها أسباب ضرورية هي الأخرى بل قد تكون أهم من سابقتها؛ لأن الجيش الذي يفقد أفراده الثبات في ميدان القتال حين يلتحم الجيشان، ويولونه الدبر يوم الزحف ويفرون، مآله الانهزام والخسران من أول وهلة، وبالمثل فإن الجيش الذي يتمرد فيه الجنود على قادتهم فلا يطيعون أوامرهم ولا ينفذون خططهم العسكرية التي تقتضيها طبيعة المواجهة، أو يذب الخلاف بين جنده، أو بين الجنود وقادتهم أو بين القادة فيما بينهم مصيره الزوال بل وربما الاقتتال البيني وتشتيت القوى؛ لأن وحدة الصف ضرورية أثناء المواجهة، بل يتطلب الأمر من كل مقاتل الصبر والجلد؛ لأن النصر صبر ساعة كما قيل، فهذه أسباب خطيرة إذن ستجهض إن لم تتوفر كل ما تم إعداده وتقوض كل ماسخر من إمكانيات مادية وأدبية في لحظة حاسمة قبل تحقيق النصر الذي تم الإعداد له.
فإن قدم الجيش المسلم الأسباب قبل وأثناء المعركة فإنه يكون قد أدى ما طلب منه شرعا، ثم يأتي الله تعالى بالنصر أنى شاء لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى وحده؛ لأن النصر من عنده لقوله تعالى: وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ  إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [ الأنفال: 10]، فقد يعجل اله تعالى النصر وقد يؤخرة لحكمة يعلمها، لكن الأكيد أن للنصر أسبابه وللهزيمة عواملها الظاهرية، فقد انتصر المسلمون في بدر، وانهزموا  وهنا حملهم الله تعالى المسؤولية وبين لهم في آيات أعقبت هذه الغزوة عوامل انهزامهم، ومن بينها ترك عنصر الطاعة والمعركة لما تنتهي، وتباين مقاصد المقاتلين بين من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة وغيرها من العوامل، لكن تأخر النصر هنا جعل المسلمين يتعظون فلم ينهزموا بعد أحد في أي معركة مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
ع/خ

نتائــــــــج غزوة بـــــــــــــدر
أفرزت غزوة بدر الكبرى نتائج عسكرية وسياسية كبيرة استخلصها المؤرخون عبر قراءات علمية رصينة، شكلت قاعدة انطلاق لما بعدها وفاصلة تاريخية حاسمة مهدت لانتصارات أخرى كبيرة في تاريخ الإسلام والمسلمين، ومنها:
أولا-النتائج العسكرية:
(1). استشهاد 14 من المسلمين
(2). مقتل 70 من المشركين
(3). أسر 70 من المشركين
(4). مقتل أبرز زعماء قريش: منهم: أبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة
(5). استخلاص المسلمين لغنائم كثيرة بعد مقتل وفرار المشركين
ثانيا-النتائج السياسية
(1). ظهور دولة الإسلام كقوة إقليمية ناشئة كسبت مهابة في نفوس القبائل العربية منذ أول مواجهة، وأكسبت ثقة داخلية لدى المسلمين.
(2). اهتزاز مكانة قريش سياسيا وعسكريا ودينيا بين القبائل، ما شجع الكثير من الدخول في الإسلام دون خوف؛ لاسيما بعد مصرع زعمائها.
(3). ظهور حركة النفاق في المدينة المنورة من الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر خوفا من إظهار الكفر أمام المسلمين بعد هذا النصر التاريخي.
(4). نزول آيات كثيرة تبين للمسلمين طريق النصر واسبابه ونتائجه، وبعض أحكام القتال ليأخذوا بها في قادم أيامهم.

في مدرسة رمضان
القوة وحدها لا تكــفي
كشفت أحداث غزوة بدر أن للنصر أسباب وعوامل ينبغي توفرها؛ لكن المهم أيضا أنها والأحداث التي تلتها كشفت للمسلمين أن الكفار المناوئين للإسلام والمسلمين الرافضين قبوله والتعايش معه والاعتراف بوجوده الساعين للقضاء عليه لن تردعهم إلا القوة ولن توقف مؤامراتهم إلا لغة السلاح، فعلى مدى 15 سنة قبل غزوة بدر لم يعترف المشركون بحق الإسلام في الوجود وحق المسلمين في الحرية الدينية، رغم ما خاضه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته معهم من مجادلة وحوار ودعوة بالرفق واللين ولجوئه لأساليب عقلية وعاطفية للإقناع والتأثير، فقد أذوهم وأخرجوهم من مكة مضطرين مكرهين، بل انضم إليهم اليهود بعدئذ في المدينة لمحاربة الإسلام، وعلى بعد ألاف الاميال كانت أعين الفرس والروم تتربص بهذا الدين وتترقب لحظة الانقضاض عليه، ولم يكن يهمهم البحث عن الحقيقة وسماع حجج أصحابها؛ فالنظرة السياسية طغت على العقول والأفئدة، لكن بعد جنوح المسلمين لإعداد العدة وبدء تحقيق الانتصارات العسكرية تبدلت الأحداث والمواقف والقناعات، وفرض الإسلام وجوده إقليميا وعالميا.
لكن القرآن الذي يأمرنا بإعداد العدة يحذرنا أيضا من الغفلة عنها في أي عصر من العصور؛ لأن الرافضين للإسلام قد يتوارون أيام ضعفهم وقوة الإسلام والمسلمين لكنهم سرعان ما يتجهزون للإجهاز عليهم إن شعروا بضعف أو هوان، فقال الله تعالى:  .. وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً . [النساء (102)]، وهذه حقيقة قرآنية وسنة تاريخية مطردة، فكل غفلة من قبل المسلمين عن التسلح وإعداد العدة سينجر عنه غزوهم ومحاولة القضاء عليهم، وقد أكدت أحداث التاريخ الوسيط والحدث والمعاصر هذه الحقيقة القرآنية فجين ضعفت قوة المسلمين العسكرية برا وبحرا تعرضوا لغزو فظيع من قبل غير المسلمين، ولعل ما يعيشه المسلمون اليوم من ظلم وقتال سببه الغفلة عن العدة، فمن حق المسلمين اليوم بل من واجبهم أن تكون لهم قوة عسكرية وتسليح يضاهي تسليح غيرهم برا وبحرا وجوا، حتى يحفظوا كيانهم وأرضهم ودولهم، فالمسلمون ليسوا دعاة حرب لكن السلم تفرضه القوة، ورد العدوان والاحتلال يتطلب قوة موازية له/ والحق تحميه القوة وهو ما يشير إليه قوله تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[ الحديد: 25] حسب بعض المفسرين.                                                            ع/خ

الشرطة الصهيونية والمستوطنون يعتدون على المصلين
اعتدت الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون على المصلين أثناء خروجهم من المسجد الأقصى بعد صلاة التراويح مساء الإثنين إلى الثلاثاء حسب ما نقله مراسلون صحفيون من عين المكان.
حيث اعتدت الشرطة وعدد من المستوطنين بالضرب على المصلين في منطقة باب الخليل بالقدس.وأفادت مصادر محلية حسب ذات المصدر بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت شابين قرب باب الخليل عقب خروجهما من المسجد.وتداول نشطاء ومدونون مقاطع فيديو وثقت الاعتداءات على المصلين.
وقد منعت السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين الذكور دون سن 55 عاما والإناث دون 50 عاما من سكان الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة.

مصحـــف لكــــــــل مريـــــــــــض
تفعيلا للمبادرات الانسانية ، قامت إطارات من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية سكيكدة صباح أمس الأول  بزيارة لمرضى مستشفى عبد الرزاق بوحارةبمدينة سكيكدة، حيث كان في الاستقبال مدير المستشفى والطاقم الإداري والطبي، وقد طاف الوفد على المرضى بمختلف أجنحة المستشفى أين تم توزيع مصاحف ومياه معدنية عليهم اذ استحسنوا المبادرة التي خففت عنهم الم المرض، وزرعت البسمة على شفاههم لتختتم الزيارة بالدعاء لهؤلاء المرضى ومرضى المسلمين جميعا بالشفاء والعافية، وفد الشؤون الدينية يترأسه المدير  مرفوقا بأمين المجلس العلمي والامام المفتي ورؤساء المصالح وثلة من الائمة، حسبما كشفت عنه المديرية.

استبعاد لاعب فرنسي من قائمة المنتخب تحت 19 عاما بسبب الصوم
استبعد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم اللاعب محمد دياوارا من قائمة منتخب فرنسا تحت 19 عاما بسبب تمسكه بالصيام ورفضه الإفطار، وفقاً لما ذكرته إذاعة «آر إم سي» الفرنسية. واستنادا لوسائط إعلامية، وقد جاء هذا القرار نتيجة لرفض دياوارا الإفطار وإصراره على الصيام.
هذا الحدث أثار تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حول القوانين التي فرضها الاتحاد الفرنسي على اللاعبين المسلمين ومدى تدخلها في حرية الدين والعبادة، يذكر حسب ذات المصدر أن الاتحاد الفرنسي أخطر العام الماضي الحكام بقراره منع إيقاف المباريات مؤقتا للسماح للاعبين المسلمين بالإفطار في شهر رمضان.

 


   

الرجوع إلى الأعلى