دعا وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، اليوم الاثنين، إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي من أجل تحقيق مزيد من الشفافية والتمثيل الجغرافي العادل ووضع حد للإجحاف التاريخي المفروض على القارة الإفريقية.

وقال الوزير، في مداخلته أمام النقاش العام للدورة 76 للجمعية العام للأمم المتحدة، إننا "مطالبون اليوم بالعمل للدفع بعملية الإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة، لتحسين أداءها وتعزيز كفاءتها في الاضطلاع بالمسؤوليات المنوطة بها بموجب الميثاق مع التركيز على تفعيل الدور المركزي للجمعية العامة وإصلاح مجلس الأمن من أجل تحقيق مزيد من الشفافية والتمثيل الجغرافي العادل ووضع حد للإجحاف التاريخي المفروض على القارة الإفريقية".

وأشار لعمامرة في خطابه إلى الظروف التي انعقدت فيها الدورة 76 للجمعية الأممية، قائلا "تنعقد هذه الدورة والعالم يشهد تحديات جمة تلقي بضلالها على كافة أوجه الحياة البشرية".

واعتبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن ما خلفته جائحة كورونا بسرعة انتشارها وضراوة فتكها، بملايين البشر عبر العالم، متجاوزة كل الحدود الجغرافية دون التمييز بين الدول الغنية والفقيرة، يأتي على رأس هذه التحديات الوجودية.    

وشدد على أن الوضع الحالي للعالم يؤكد أكثر من أي وقت مضى على الحاجة الملحة، لتعزيز التعاون والتضامن الدوليين وتفعيل آليات العمل متعدد الأطراف بشكل أكثر نجاعة للتصدي المشترك لهذه الجائحة، وإرساء أسس نظام عالمي جديد لما بعد جائحة كوفيد- 19، بما يحقق معايير العدل والإنصاف ويضمن المشاركة المتساوية لجميع الدول دون أدنى تمييز.

ولفت الوزير إلى أن موضوع هذه الدورة، التي حملت عنوان "بناء القدرة على التكيف بالأمل للتعافي من جائحة كوفيد-19 وإعادة بناء الاستدامة والاستجابة لاحتياجات الكوكب واحترام حقوق الإنسان وتنشيط الأمم المتحدة"، يحمل في طياته العناصر الأساسية، لتعزيز آفاق العمل متعدد الأطراف، الذي لا بديل عنه، لتجاوز هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البشرية.

وأضاف لعمامرة، أنه على الرغم من التحديات الكبيرة، التي يفرضها الوباء، فإنه يمنحنا أيضا فرصة تاريخية لاستدراك أخطاء الماضي استخلاص العبر بما يسمح لنا بالمضي قدما في بناء مستقبل مزدهر للإنسانية جمعاء، وذكر أن التحديات الوجودية التي فرضتها جائحة كورونا أثبتت حتمية المصير المشترك للبشرية قاطبة، و أكدت للمجتمع الدولي إلزامية العمل المشترك من اجل ضمان مستقبل أفضل، مؤكدا على أن البشرية أمام فرصة ثمينة، يتعين علينا اغتنامها لا لأجل تغيير الماضي و لكن لضمان انطلاقة فعلية صوب إحلال حقبة جديدة تسمح لكل واحد العيش الكريم في منأى عن الخوف والحاجة.

واغتنم لعمامرة المناسبة، للتعبير عن تقدير الجزائر الخالص، للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ودعمها لعمله ومبادراته من أجل تعزيز دور المنظمة الأممية، لاسيما في مجالات السلم والأمن والتنمية المستدامة وكذا حماية وترقية حقوق الإنسان.

وأج

الرجوع إلى الأعلى