صعد جيش الاحتلال الصهيوني خلال الساعات الأخيرة من عدوانه الوحشي على المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، وقصف محيط المستشفى الأوروبي بخان يونس، وعدد من المنازل المأهولة على رؤوس قاطنيها بوسط غزة، مما أدى إلى ارتقاء أكثر من 100 شهيد خلال أقل من 48 ساعة الأخيرة.
ويأتي التصعيد الصهيوني بعد ساعات فقط من الإعلان عن مفاوضات مباشرة بين حركة حماس والإدارة الأمريكية التي انتهت بإفراج المقاومة الفلسطينية عن جندي أسير يحمل الجنسية الأمريكية، دون أن يكون لحكومة الاحتلال الإسرائيلي دور في هذه العملية، كما لم تعلم بالمفاوضات سوى ساعات فقط قبل إعلان الإفراج عن الجندي.
وأمام فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، والانتقادات الموجهة لحكومة الاحتلال واستمرار الاحتجاجات الداخلية، وكذا رفض الجندي المفرج عنه مقابلة رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو وفق مصادر إعلامية عبرية، كل هذا دفع رئيس حكومة الكيان الصهيوني إلى ارتكاب المزيد من المجازر وتصعيد وحشي، بقتل المزيد من المدنيين الأبرياء خاصة النساء والأطفال للتغطية على فشله السياسي والعسكري، كما يّأتي هذا التصعيد الصهيوني في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات في قطر من أجل وقف إطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل، ويسعى رئيس حكومة الكيان إلى إفشال هذه المفاوضات بتصعيد عسكري جديد ضد المدنيين الأبرياء.
وكان جيش الاحتلال قد ألقى خلال الساعات الماضية 40 قنبلة على محيط المستشفى الأوربي بخان يونس، مما أدى إلى استشهاد أزيد من 30 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأظهرت فيديوهات التقطها مواطنون حجم الدمار وهول المشهد جراء هذه التفجيرات العنيفة التي ضربت محيط المستشفى، كما استهدف جيش الاحتلال الصهيوني صباح أمس عشرات المنازل المأهولة بالسكان وسط غزة، مما أدى إلى ارتقاء أكثر من 70 شهيدا، ومئات الجرحى حسب وزارة الصحة.
وأكدت حركة حماس أمس أن قصف المنازل المأهولة على رؤوس ساكنيها وارتكاب المجازر فيها، سلوك وحشي فاشي لن يجلب لمجرم الحرب نتنياهو أي من أشكال النصر، ودعت الحركة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى التحرك الفوري والضغط بكل الوسائل للجم حكومة الاحتلال، ووقف حرب الإبادة المستعرة ضد المدنيين في غزة، وأكدت أن استمرار الغارات تمثل إمعانا في حرب الإبادة ضد المدنيين العزل في القطاع، وأضاف بيان الحركة أن تصعيد العدوان بحق المدنيين الأبرياء يأتي في الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وبذلك يسعى رئيس حكومة الاحتلال لتقويض هذه الجهود، خدمة لأجندته السياسية، وأكدت أن هذه الجرائم الوحشية هي تجاوز صارخ لكل القوانين والمواثيق، وجرائم حرب تتطلب من الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة، التحرك العاجل لوقفها، ومحاسبة قادة الاحتلال الفاشي على جرائمه ضد الإنسانية.
وبخصوص الوضع الإنساني في قطاع غزة، أكدت أمس وزارة الصحة أن 90 بالمائة من الأسر تواجه انعدام الأمن الغذائي، وكشفت عن ارتفاع نسبة عينات المياه الملوثة بنسبة 25 بالمائة، ما أدى لانتشار العديد من الأمراض بين المواطنين، وأكدت أن التجمعات السكانية في أماكن النزوح تعاني من أوضاع كارثية نتيجة عدم توفر مصادر المياه، كما أن 90 بالمائة من محطات التحلية و 80 بالمائة من محطات الصرف الصحي خرجت عن الخدمة، ما يزيد نسبة تلوث مياه البحر.
وفي الإطار ذاته حذرت وكالة الأونروا من استمرار الوضع الحالي في غزة، وأكدت في بيان نشرته أمس أن كل يوم إضافي من الحصار هو يوم إضافي من المعاناة، وأكدت أن هناك ضغطا متعمدا من طرف الاحتلال الإسرائيلي لجعل غزة غير صالحة للعيش للفلسطينيين، وأضافت أن هناك هدفا سياسيا وراء ذلك، وأحد هذه الأهداف هو تهجير السكان.
نورالدين ع
