دعت الجزائر، أمس، كافة الفرقاء في ليبيا إلى التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية، و تغليب المصلحة السامية للشعب الليبي على كل الحسابات الظرفية، وإلى الاهتداء إلى سبل الحوار كخيار وحيد لفض الخلافات بينهم.
في أول رد فعل لها على التطورات الميدانية التي وقعت في العاصمة طرابلس أول أمس وما خلفته من خسائر مادية وبشرية، أكدت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية في بيان لها أمس، أن الجزائر “تتابع ببالغ القلق والانشغال”، تجدد الاشتباكات المسلحة بين الأشقاء الليبيين في مدينة طرابلس وما خلفته من خسائر في الأرواح ومن هدر لمقومات هذا البلد الشقيق سدى ودون أي طائل.
و واصل بيان الخارجية بأنه وعلى ضوء هذه التطورات الخطيرة فإن “الجزائر تجدد دعوتها الصادقة والحثيثة إلى كافة الأشقاء في ليبيا من أجل الاهتداء إلى سبل الحوار كخيار وحيد لفض الخلافات، وإلى التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية، وتغليب المصلحة السامية للشعب الليبي فوق كافة الاعتبارات الظرفية والحسابات الضيقة”.
ومن هذا المنطلق دعت الجزائر كافة الليبيين إلى الوحدة ونبذ منطق الانقسام والتفرقة لتحقيق الحل المنشود والدفع بالمسار السياسي المأمول، وفي هذا الإطار أضاف ذات البيان أن “ليبيا الشقيقة أحوج ما تكون اليوم لوحدة جميع أبنائها وتصالحهم فيما بينهم بعيدا عن منطق الانقسام والتفرقة للدفع قدما بالمسار السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة نحو تحقيق الحل المنشود الذي طال أمد انتظاره”.
وكانت القنصلية الجزائرية العامة بطرابلس قد نبهت مساء أول أمس أفراد الجالية الوطنية المقيمين في ليبيا إلى ضرورة البقاء في منازلهم وعدم الخروج حفاظا على أرواحهم بسبب التطورات الأمنية التي شهدتها العاصمة طرابلس، ودعتهم إلى أخذ هذا التنبيه على محمل الجد وتوخي الحذر.وللتذكير فقد عملت الجزائر منذ اندلاع الأزمة في هذا البلد الشقيق والجار على تغليب لغة الحوار والحل السياسي وإرساء مصالحة حقيقية بين الفرقاء في ليبيا من أجل التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة من جذورها في هذا البلد.
في هذا الصدد رافعت الجزائر من على منابر عدة على مستوى العالم من أجل رفض التدخلات الخارجية في ليبيا، التي لن تزيد الوضع إلا تأزيما وتعقيدا، و طرحت مقاربة الحل السياسي والحوار الشامل لإنهاء الأزمة و إجراء انتخابات عامة في البلاد.
ونشير أن العاصمة الليبية طرابلس كانت قد شهدت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء اشتباكات ضارية بين مجموعات مسلحة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والثقيلة في عدد من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية خلفت ستة قتلى حسب ما تداولته وسائل إعلام محلية ودولية.
إلياس -ب