الثلاثاء 13 ماي 2025 الموافق لـ 15 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

الجزائر تعود إلى «الشراكات التاريخية» في علاقاتها مع أوروبا: الرئيـــس تبــــون يشـــرع في زيـــارة رسمية إلــى سلوفينيــــــا


شرع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، في زيارة رسمية إلى سلوفينيا، والتي ستسمح باستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون واعتماد خطة عمل تحدد أولوياتهما خلال المرحلة المقبلة، كما ستكون فرصة لتعميق التشاور السياسي حول التعاون الثنائي ودعما للحركية الإيجابية التي طبعت العلاقات بين البلدين.

تفتح الجزائر وسلوفينيا صفحة علاقات جديدة بمناسبة زيارة الرئيس تبون إلى هذا البلد والتي تعد الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى دولة من دول أوروبا الشرقية منذ سقوط جدار برلين، وتأتي استجابة لدعوة رسمية كانت قد نقلتها في أكتوبر الماضي السفيرة السلوفينية لدى الجزائر. وتعكس التطور السريع الذي تشهده العلاقات بين البلدين خاصة في مجال الطاقة، حيث تعد الجزائر من أهم مزودي سلوفينيا بالمحروقات.
وستمكن زيارة الرئيس تبون إلى سلوفينيا، من تجسيد الطموح المشترك للبلدين باستكشاف آفاق جديدة واعتماد خطة عمل تحدد أولوياتهما خلال المرحلة المقبل لتعزيز التعاون الثنائي، والذي بدأت تتأكد بوادره من خلال الحركية الإيجابية التي طبعت العلاقات بين الجزائر وسلوفينيا خلال السنوات الأخيرة.
وتجسّدت الحركية الإيجابية في العلاقات الثنائية بين الجزائر وسلوفينيا، خلال السنوات الأخيرة، بفتح سفارتين في عاصمتي البلدين، والزيارات المتبادلة على أعلى مستوى، يضاف إلى كل ذلك تعزيز التعاون الثنائي وتواصل التنسيق بينهما فيما يتعلق بالمواقف والرؤى تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية، في ظل الدعم المتبادل بين البلدين، خاصة بمجلس الأمن الدولي، باعتبارهما عضوين غير دائمين به.
 تطابق وجهات النظر
وما يعزز هذه العلاقة على الصعيد السياسي تطابق المواقف بين الجزائر وسلوفينيا في مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمطالبة بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، حيث تعد سلوفينيا من بين الدول التي تعترف باستقلال وسيادة الدولة الفلسطينية.
وتتقاسم الجزائر وسلوفينيا نفس الرؤى تجاه القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما تتمسكان بالتواصل والتنسيق الوثيقين في كافة المحافل الدولية، ما يعكس التزامهما بالعمل سويا من أجل رفع التحديات الدولية الراهنة والبحث عن حلول سلمية للنزاعات.
وضمن هذه الرؤية التوافقية، وبمناسبة الزيارة التي قام بها وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى ليوبليانا في نوفمبر 2023، أكد الرئيس عبد المجيد تبون في رسالة لنظيرته السلوفينية، حرصه على العمل معها لاستغلال كافة الفرص المتاحة للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى أسمى المراتب المتاحة، كما عبرت رئيسة سلوفينيا في رسالة تهنئة للرئيس تبون إثر انتخابه لعهدة ثانية في سبتمبر الفارط، عن تطلّعها لمواصلة العمل معه، في ظل ما تحقق من إنجازات على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، لا سيما بمجلس الأمن الدولي.
 اتفاقيات عديدة لتعاون مثمر
وتعرف العلاقات الجزائرية السلوفينية في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا على المستويين السياسي والاقتصادي، وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين، التوقيع على عدة اتفاقيات شملت العديد من المجالات، من بينها اتفاقية تعاون بين الحكومتين حول الإعفاء المتبادل من متطلبات الحصول على التأشيرة قصيرة المدى لحاملي الجوازات الدبلوماسية، إلى جانب مذكرات تفاهم تخص قطاعات الطاقة، البيئة، التعليم العالي والبحث العلمي والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الاتفاق على إنشاء لجنة مختلطة بين البلدين.
كما أبرم الجانبان اتفاقية تقضي بتمويل سلوفينيا بالغاز الطبيعي المسال، وكذا الاستفادة من أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر بايطاليا. وتوجهت سلوفينيا إلى السوق الجزائرية لتوريد الغاز بالاستفادة من الأنبوب الذي يربط بين الجزائر وإيطاليا. حيث تقرر ضخ إمدادات غاز تقدر بنحو 300 مليون متر مكعب سنويا عبر خط الأنابيب الحالية التي تربط الجزائر بإيطاليا، وهو ما يعزز وجود الجزائر في السوق الأوروبية.
 وفي ماي 2024، وقعت شركة سوناطراك الجزائرية اتفاقا مع الشركة السلوفينية «جيوبلين»، لزيادة كميات الغاز الطبيعي التي يتم نقلها إلى سلوفينيا عبر أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا. وفي ديسمبر 2023، بدأت سلوفينيا والمجر محادثات لتشييد خط أنابيب غاز لربط البلدين، ويسمح بضمان وصول الغاز الجزائري عبر إيطاليا، ما يسمح للمجر بخفض اعتمادها على الإمدادات الروسية.
وتعكس زيارة الرئيس تبون إلى سلوفينيا رغبة الجزائر في تنويع فعلي للشراكات مع الدول والمجموعات الاقتصادية، خاصة في وسط أوروبا وشرقها. وسعيها إلى استعادة خط العلاقة مع دول أوروبا الشرقية والتي كانت تربطها بالجزائر علاقات رفيعة قبل التسعينيات، لاعتبارات تاريخية وسياسية، وجمعتهم مسارات في منظمات إقليمية ومحطات تاريخية
مشتركة.  ع سمير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com