لم أنـــــل فرصتـــــــي الحقيقيـــــــة في التلفزيــــــــون
فتحت الفنانة فايزة أمل القيصر قلبها للنصر في هذا الحوار، و عادت إلى بداية مسارها و نجاحها بعد سنوات من الصبر ، بعد أن وقف الحظ إلى جانبها و احتضنها الموسيقار الراحل معطي بشير فنيا، و كان عرابها و شاهدا على بداياتها كمغنية، لتنتقل من الغناء في الأوبرا إلى الإذاعة ثم الوقوف على خشبة المسرح، حيث فجرت طاقاتها التمثيلية و خطفت الأضواء. و قالت الفنانة إن العروض التلفزيونية التي تتلقاها شحيحة جدا ، لاعتبارات غير مهنية و لانتشار المحسوبية في الوسط الفني وقالت الممثلة فايزة أمل القيصر أنها من عائلة محافظة، ما حرمها من الالتحاق بالفن و مواصلة تعليمها، لتجبر على الزواج مبكرا، مشيرة إلى أن مجرد الاستماع إلى المذياع، كان أمرا محرما بمنظور والدها.
وهيبة عزيون
رغم قسوة الظروف استطاعت أن تدخل مجال الفن و تحقق حلم الطفولة، و سلاحها الصبر و العزيمة و التحدي الذي رافقها منذ أن كانت طفلة ترفض الرضوخ و الانصياع، رغم كل العراقيل و تدرجت بعد ذلك في مشوارها الفني من الغناء في الأوبرا و مع الفرقة الموسيقية للإذاعة آنذاك، إلى التمثيل فوق الخشبة، ثم خلف الشاشة الصغيرة، و في رصيدها اليوم عديد الأعمال و هي من الأسماء الفنية المحترمة و الناجحة.
المايسترو معطي بشير هو عرابي
و عادت المتحدثة إلى 20 سنة خلت، عندما طرقت أبواب الإذاعة الوطنية، فكان الحظ حليفها عندما سمع صوتها المايسترو الراحل معطي بشير ، و أعجب به و منحها أول فرصة لدخول عالم الغناء و آمن بقدراتها و احتضنها كموهبة شابة ، و كان أول ظهور لها كمطربة في أوبيريت « المواطن» مع المجموعة الصوتية للإذاعة الوطنية، و بعد ذلك تم تصوير العمل ، فالتقت بالمخرج المسرحي إدريس شقروني الذي أكد لها أنها شخصية مسرحية بامتياز، فكان وراء التحاقها بالمسرح الوطني محي الدين بشتارزي سنة 2001 ، و كانت من بين العناصر النسوية القليلة آنذاك، و كان أول عمل لها مسرحية « الدرس» ، و منه انتقلت إلى التلفزيون.
كركلا نقلة رهيبة في مساري
ترى الفنانة أمل القيصر أن الحظ حالفها خلال مشوارها الفني ، رغم العراقيل و الصعوبات التي واجهتها ، و من أهم المراحل في مشوارها سنة 2011 في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ، عندما اختارها الفنان اللبناني عبد الحليم كركلا لأداء دور « الكاهنة» في أكبر عرض مسرحي قدم خلال حفل افتتاح التظاهرة .
ووصفت الفنانة هذه التجربة بالنقلة الرهيبة في مشوارها الفني ، التي مهدت لها الطريق للمزيد من النجاح و الشهرة، فتزايدت عدد العروض التي تلقتها مباشرة بعد انتهاء التظاهرة ، و تغيرت نظرة الكثيرين إليها و طريقة تعاملهم معها، كما قالت للنصر .
و أكدت أمل أنها الممثلة الوحيدة التي نجحت في إقناع الفنان عبد الحليم كركلا ، و استطاعت خطف الأضواء بشخصية « الكاهنة»، فقد فجر فيها جوانب تمثيلية جديدة بداخلها، و منحها طاقة خارقة و طريقة معاملة لم تصادفها من طرف أي مخرج ممن عملت معهم في السابق.
و أضافت المتحدثة أنها تتذكر دوما ما قاله لها كركلا بعد نهاية العرض « لقد قدمت دورا تحسدين عليه عربيا و ليس فقط محليا « ، فتغيرت نظرتها إلى الفن كثيرا منذ تلك التجربة المميزة، و أصبحت تسعى للعمل مع المخرج الذي يحب طريقة أداءها و يكتشف ما بداخلها ، على غرار الراحلة صونيا التي تركت بصمتها في شخصيتها الفنية.
أرجعت فايزة أمل قلة ظهورها في التلفزيون، لنقص العروض و الأسباب بعيدة عن الموهبة و الاحترافية ، كما أكدت، مشيرة إلى مشاركتها في عدد محترم من المسلسلات، على غرار «بساتين البرتقال» مع المخرج عمار محسن و «طوق النار» مع المخرج الأردني بسام المصري و «هي و هو» مع محمد حلمي، و هي في انتظار فرصتها الحقيقية، خاصة مع الحركية التي يشهدها الإنتاج الدرامي التلفزيوني السنوات الأخيرة.
فضلت الأمومة على النجومية
قالت محدثتنا أن الأمومة جعلتها تتخلى عن الكثير من الطموحات و النجاحات، فهي أم لثلاثة أبناء رفضت من أجلهم الكثير من العروض المغرية التي كانت ستصنع نجوميتها لو وافقت عليها، لكنا غير نادمة، كما أكدت، لأن الأمومة غطت على أمل الأنثى و الفنانة.
و أوضحت أنه في سنة 2006 عرض عليها الالتحاق بالمعهد العالي بباريس كمذيعة بعد سنوات من تعاونها مع الإذاعة الوطنية، و هي الفرصة التي كنت ستفتح لها الكثير من الأبواب، و بعدها بسنة تلقت عرضا للمشاركة في إحدى المسلسلات العربية بالإمارات العربية و توقيع عقد عمل لسنة كاملة ، غير أنها رفضت الاقتراح مرة أخرى ، مضيفة بأنها بعد تعاونها مع مسرح كركلا، تلقت عروضا للذهاب إلى لبنان و الاستقرار هناك، لكنها رفضتها ، لارتباطها بأبنائها، و هي اليوم راضية بما تقدمه في مجالها و بنجاحها في تربية أطفالها بمفردها، في ظروف وصفتها بالمزرية، داخل بيت قصديري، دون أي معيل.
أحضر مائدة رمضان بحب و طبقي المفضل هو السبانخ
اعترفت الممثلة فايزة أمل القيصر، أنها لا تحب المطبخ كثيرا، لكنها تعد أطباقها بحب كبير، كما أن أبناءها يفضلون أكلاتها و يلقبونها بالشيف ، مضيفة بأنها تعتني كثيرا بنظام غذائها و غذاء أطفالها، و تحرص على الابتعاد عن المقليات و الدهون و السكريات، حتى خلال شهر رمضان .
وأشارت إلى أن طبقها المفضل في رمضان هو السبانخ في الفرن ، وكل ما هو مرق أبيض، مؤكدة أنها ليست من هواة الأطباق التقليدية و تفضل الأكل الصحي و مزج الفواكه، و نادرا جدا ما تحضر مأكولات مقلية، إلا بإلحاح من أبنائها.