يتوقع تحقيق إنتاج يفوق 4 ملايين قنطار من مختلف أصناف التمور بولاية بسكرة، في الموسم الفلاحي الحالي، أغلبها صنف دقلة نور ذات الجودة العالمية وأنواع أخرى معروفة، حسب ما أفاد به مدير الغرفة الفلاحية مسعود غماري للنصر.
واستنادا لنفس المصدر، فإن أهم ما يميز إنتاج هذا الموسم هو النوعية الجيدة لصنف دقلة نور ويتوقع إنتاج كميات كبيرة منها عبر مختلف المناطق الغابية بالولاية.
روبورتاج: عبد الحفيظ بوسنة
وقد مكنت المعالجة الإستباقية للآفات التي تصيب نخيل التمر، خاصة البوفروة من حماية المنتوج، حيث مست العملية أزيد من 2 مليون نخلة واعتماد المصالح المختصة على تركيبة بيولوجية لمختصين من معهد وقاية النباتات وتمت معالجة البؤر لتفادي انتشار العدوى، في إطار الإستراتجية الوطنية لحماية المنتوج وثروة النخيل عامة من مختلف الآفات والأمراض الطفيلية، في سبيل المحافظة على النوعية وجودة التمور.
منتجون يجمعون على تزايد الإنتاج والنوعية
وحسب بعض المنتجين، فقد ساهمت التساقطات المطرية خلال مرحلة النضج، في تنظيف التمور والقضاء على شبكات العنكبوت المسببة لانتشار داء بوفروة ويضيف محدثونا، أن كميات الأمطار التي تساقطت خلال الشهرين الماضيين، ساعدت في تحسين النوعية وعدم تضرر المنتوج، في ظل لجوء أغلب المنتجين، خاصة بالجهة الغربية من الولاية، لتغليف العراجين بمادة البلاستيك لحمايتها من جميع المخاطر، خاصة الطبيعية منها.
وأجمع متحدثون للنصر، على أن نوعية التمور هذا الموسم جيدة وممتازة وذلك بفضل المناخ الملائم الذي ساعدها على النضج بشكل تدريجي خلافا لمواسم ماضية.
ويتوقع هذا الموسم، إنتاج أزيد من 4 ملايين قنطار من التمور حسب تأكيدات المصالح الفلاحية التي تتوقع ارتفاعا في معدل الإنتاج خلال السنوات القليلة القادمة، في ظل الجهود المبذولة لتوسيع المساحات المغروسة وتطوير تقنية ممارستها، كما تم توفير جميع الإمكانات لضمان نجاح حملة الجني المتواصلة في الكثير من مناطق ولاية بسكرة الرائدة وطنيا في هذا النوع.
ويتم استغلال عديد المزايا، منها اعتماد المؤشر الجغرافي لعلامة دقلة نور، بما أعطى للتمور مكانة في الأسواق العالمية، فضلا عن دعم الشعبة بقروض التحدي التي مست في مجملها غرف التبريد وإنشاء وتحسين وحدات لتكييف التمور عصرية وبمقاييس عالمية، فضلا عن إعادة تنظيم الشعبة ضمن المجالس المهنية المشتركة تماشيا وإستراتيجية الدولة في هذا القطاع الإنتاجي، إلى جانب التشجيع الكبير للمزارعين في شعبة التمور، لما لها من مردود اقتصادي معتبر، خاصة بعد دراسة الجدوى الاقتصادية لزراعة النخيل وتوفير المعلومات الفنية المتعلقة بعمليات الزراعة والخدمة، حيث تم الانتقال من الزراعة العشوائية للنخيل إلى المنتظمة والحديثة التي تراعى فيها الكثير من الجوانب.
وتم الانتقال من زراعة الأصناف ذات الجدوى الاقتصادية المحدودة إلى دقلة نور ذات المردود الاقتصادي العالي، مقابل إعادة الاعتبار لغابات النخيل القديمة، من خلال فتح المسالك الفلاحية وإنجاز مناقب جديدة وإعادة الاعتبار لآبار السقي عبر كافة المناطق الغابية بالولاية، بالإضافة إلى مكافحة الأعشاب الضارة وهو ما يعكس المنحى التصاعدي للاهتمام بزراعة النخيل على المستوى المحلي.
توسع كبير في زراعة النخيل
وتسعى المصالح الفلاحية، جاهدة، للرفع من المساحة المخصصة وتطوير شعبة التمور، من خلال تقديم العديد من التحفيزات لفائدة المزارعين، على غرار استصلاح المساحات الشاغرة وتخصيصها للنخيل التي تعد ثروة أساسية بالولاية إلى جانب شعبة الخضروات المبكرة المنتجة داخل البيوت البلاستيكية وكذا زراعة الحبوب وغيرها.
وعرفت زراعة النخيل بالولاية، توسعا كبيرا في السنوات الأخيرة، بفضل التحفيزات التي قدمتها الدولة وجهود المزارعين والمنتجين بدرجة ثانية، فضلا عن تطور آليات إنتاج التمور بفضل استخدام التقنيات الحديثة والطرق العلمية في الزراعة التي تعد أساسية ضمن الإستراتيجية الوطنية للتنمية الفلاحية، حيث فاقت المساحة المغروسة بالنخيل حاليا، 40 ألف هكتار بدلا من 24.6 ألف هكتار خلال سنة 1999.
وتتوقع المصالح الفلاحية بالولاية، ارتفاعا في معدل إنتاج التمور خلال السنوات القليلة القادمة، في ظل الجهود المبذولة لتوسيع المساحات المغروسة وتطوير تقنية النشاط الفلاحي المرتبط بالنخيل، بما في ذلك توفير جميع الإمكانات لضمان نجاح حملات الجني في كل موسم.
فضلا عن استغلال عديد المزايا الجديدة والتي تعد قيما إضافية في مجال إنتاج التمور، من ذلك اعتماد المؤشر الجغرافي لعلامة دقلة نور منذ سنوات ودعم منتجي شعبة التمور بالقروض والتسهيلات في اقتناء ما يلزم ومن ذلك غرف التبريد وإنشاء وتحسين وحدات تكييف التمور وفق المقاييس العصرية والعالمية، فضلا عن إعادة تنظيم الشعبة ضمن المجالس المهنية المشتركة تماشيا وإستراتيجية الدولة في هذا القطاع الإنتاجي المهم والواعد، إضافة إلى الانتقال من زراعة الأصناف ذات الجدوى الاقتصادية المحدودة، إلى إنتاج تمور دقلة نور ذات المردود الاقتصادي العالي.
وذلك بالموازاة مع التحسن الكبير في قدرات التخزين بفضل تضاعف عدد غرف التبريد، بعد أن أصبح لكل منتج تقريبا غرفة تبريد تكفي لاستيعاب منتوجه، بفضل دعم الدولة وجهود المنتجين في الدرجة الثانية، لإدراكهم بأهمية هذه الغرف للحفاظ على المنتوج وأصبحت غرف التبريد الملاذ الوحيد المنتجين لتفادي الخسائر الناتجة عن صعوبات التسويق .
ويرتكز إنتاج التمور بالولاية أكثر، ببلديات الجهة الغربية وبعض بلديات الجهة الشرقية، منها سيدي عقبة، عين الناقة والحوش، حيث يتوقع لهذه المناطق مستقبلا زاهرا في مجال الإنتاج، بعد أن توجه عديد الفلاحين والمستثمرين لإنتاج التمور خلافا لمواسم ماضية، بفضل سياسة الدعم والمرافقة التي وفرتها الدولة ممثلة في مختلف السلطات والهيئات والدواوين والمعاهد التي تجندت كل حسب اختصاصه لمرافقة المنتجين لتطوير شعبة التمور وتوسيع المساحات المخصصة للنخيل.
وفرة ترشح لانخفاض أكثر في الأسعار
وفي ما يتعلق بأسعار تمور دقلة نور، فتراوحت ذات النوعية الجيدة ببعض أسواق الجملة، أول أمس، ما بين 200 و400 دج للكيلوغرام، حسب النوعية المعروضة، حيث تراوح سعر الكلغ من الشمروخ نوعية جيدة، بين 250 و400 دج والنوعية الرفيعة بزيادة تفوق 50 دج.
أما العرجون الذي يعرف إقبالا كبيرا من المتسوقين، فتراوح سعره بين 250 و400 دج للكيلوغرام، أما المنزوع من العراجين المعروف محليا بالبث، فتراوح بين 200 و300 دج للكلغ الواحد وبزيادة تتراوح بين 50 و100 دج في نقاط البيع بالتجزئة.
وأرجع العديد من الباعة، الأمر، إلى ارتفاع معدل العرض مقارنة بالطلب، زيادة على تراجع دور الوسطاء في العملية وهم الذين تعودوا على رفع الأسعار، زيادة على وفرة الكميات ذات الجودة العالية وقد توقع بعض الباعة انخفاضا محسوسا في الأسعار مع مرور الأيام، في ظل زيادة العرض.
وتنقلت النصر إلى سوق الجملة للتمور بمدينة الحاجب والذي يعد قبلة التجار، كونه يعد أحد الممونين الرئيسيين لتجار الجملة من مختلف ولايات الوطن، بأنواع التمور وخاصة دقلة نور.
وخلال معاينتنا للسلع المعروضة، سجلنا وفرة في التمور ووجود كميات من أنواع دقلة نور، حيث يتنافس المنتجون على عرض أجود ما تأتي به غابات النخيل بالمنطقة.
وقد أظهرت لوحات ترقيم المركبات، قدوم تجار من ولايات مختلفة للتزود بالتمور التي تنتج في المنطقة وما جاورها من مزارع الجهة الغربية بالولاية وفي مقدمتها دقلة نور، حيث يضمن وفرة في المنتجات وبأسعار تنافسية.
وأكد بعض التجار في حديثهم للنصر، أن الوفرة والجودة والأسعار المعقولة، دفعتهم إلى القدوم من مختلف جهات الوطن، حيث تتوفر دقلة نور بأنواعها من عرجون، شمروخ ومنزوعة العراجين، إلى جانب أصناف أخرى معروفة، ما يعني أن التاجر لديه حرية الاختيار لشراء النوعية التي يحتاجها وبالكمية المطلوبة.
وقال منتج وبائع بالجملة، أن العرض وفير والأسعار معقولة وتتجه نحو الانخفاض أكثر في قادم الأيام، خاصة وأن عملية الجني مازالت مستمرة.
وربط من جهتهم مهنيون في القطاع، معقولية الأسعار، بوفرة العرض مقارنة بسنوات ماضية، زيادة على النوعية الجيدة لصنف دقلة نور المتوفرة بكثرة هذا الموسم، الأمر الذي ساهم برأيهم في وفرة العرض وبأسعار تنافسية.
ويتوقع منتجون أن يكون الموسم القادم أفضل، بسبب دعم ومرافقة الدولة، زيادة على السبل المنتهجة في تقوية القدرات الإنتاجية والسعي الجاد لتطوير شعبة النخيل، إضافة إلى دخول آلاف فسائل النخيل في معظم المناطق الغابية بالولاية، مرحلة الإنتاج.
يذكر أن ولاية بسكرة، تسجل سنويا دخول آلاف النخيل المغروسة حديثا حيز الإنتاج وعدد النخيل الذي كان في وقت سابق يقارب 4.5 ملايين نخلة، منها نحو 4.2 ملايين منتجة، تراجع إلى 3.8 ملايين نخلة بعد التقسيم الإداري واستحداث ولاية أولاد جلال، منها 2.8 مليون نخلة دقلة نور و571 ألف نخلة غرس و957 ألف نخلة مش دقلة.
ع/ب