الأحد 7 سبتمبر 2025 الموافق لـ 14 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

النصر تنقل أجواء عملية إنزال كبير بميناء بوالديس في جيجل: موســـم استثنــائــي لصيــــد الأسمــــاك الزرقــــــاء


600 طن في أقل من أسبوعين والأسعار تنزل إلى 350 دج

تشهد موانئ الصيد البحري والنزهة بولاية جيجل، هذه الأيام، حركية كبيرة نتيجة للصيد الوفير للأسماك الزرقاء، لاسيما السردين، ما انعكس إيجابا على توفره بمحلات بيع الأسماك وكذا طاولات بيع السردين عبر التجمعات السكانية وانخفاض سعره، حيث وصل إلى حدود 350 دج للكيلوغرام الواحد، الأمر الذي استحسنه مهنيو القطاع واستبشروا خيرا بموسم واعد بعد معاناة لسنوات كبدتهم خسائر وديون كبيرة، في وقت وجه المعنيون مطالب بضرورة تحسين الخدمة على مستوى رصيف الإنزال بميناء بوالديس وتنظيم لعملية البيع وكذا المطالبة باحترام حجم السردين المصطاد.

 وقد وقفت النصر ، على عملية إنزال منتوج السردين بميناء بوالديس، حيث لاحظنا إنتاجا وفيرا للسردين، فاق كل التوقعات وحالة من الفرح وسط الباعة والصيادين أزالت الغبن الذي كان سائدا لسنوات عديدة، مع الاستمرار في تقديم جملة من الانشغالات على مدير القطاع الذي كان حاضرا، لاسيما في ما يتعلق بتنظيم العملية برصيف الإنزال وضرورة تهيئته وكذا العمل وفق نظرة استشرافية من قبل الوزارة الوصية لتحسين وضعية المهنيين وبالنسبة للوفرة في المنتوج، فأجمع الجميع على أنها بسبب العوامل الطبيعية واحترام فترة الراحة البيولوجية.
وفي قلب ميناء بوالديس بجيجل، حيث يمتزج صخب البحر بضجيج الشاحنات وصيحات البحّارة، عشنا ليلة خميس طويلة لمتابعة عملية إنزال السردين والأسماك الزرقاء، المشهد كان يعكس انتعاشاً طال انتظاره، إذ بلغ معدل الإنتاج قرابة 30 صندوقاً على متن كل قارب صيد، في دلالة واضحة على وفرة غير مسبوقة.
في حدود الواحدة صباح يوم الجمعة، لاحظنا العديد من المركبات النفعية وشاحنات التبريد موجودة داخل الميناء، تحمل ترقيم ولايات عديدة، على غرار سكيكدة، قسنطينة، ميلة وسطيف وهي لتجار تجزئة قدموا لاقتناء المنتوج السمكي الذي سيباع، حيث أنهم كانوا ينتظرون قدوم السفن المحملة بالمنتوج السمكي ولاحظنا أن طريقة توقفهم غير منتظمة، أما عند الرصيف الذي يتم إنزال السمك فيه، شممنا رائحة لا يمكن وصفها، مع وجود بعض السفن الكبيرة مركونة بالرصيف، ما قلص حجم الرصيف وهو التساؤول الذي طرح عن سبب تواجدها على عكس السنوات السابقة التي زرنا فيها الرصيف وتابعنا عملية الإنزال التي تصبح عبارة عن سوق يومي عند قدوم السفن وراء بعضها البعض، لاسيما بعد الساعة الثالثة صباحا.
وعند بداية توافد السفن المحملة بالسردين، وقفنا على عملية الإنزال وكذا فرحة الصيادين ومحاسبي السفن وكذا التجار، حيث استبشروا بصيد كبير سيصل إلى الرصيف.
أجواء ليلية مرهقة

وبالنسبة لعملية البيع، فقد كانت تتم بالطريقة التقليدية المتعارف عليها، حيث تقدم الأسعار بصوت منخفض في أذن البائع ويتم منح المنتوج وتحديد السعر تبعا لأعلى سعر يمنح وقد أخبرنا أحد الباعة بأنها نفس الطريقة المنتهجة منذ سنوات في عملية البيع وهي الطريقة التقليدية وبعد لحظات من الزمن، تم بيع جزء من الصناديق التي تم إنزالها، حيث أنزل القارب حوالي 30 صندوقا وقد أخبرنا محاسب السفينة المكلف بعملية البيع، بأنه باع جزءا من المنتوج، فيما تبقى الباقي حيث لم يتم منح السعر المطلوب، قائلا « نحن نجد صعوبة في كل مرة عند عملية البيع، بحيث أننا في فترة الإنتاج ويصعب بيع المنتوج السمكي، إذ أن السماسرة وباعة السمك بالجملة أو التجزئة يحاولون قدر المستطاع الحصول على السمك بسعر منخفض في ظل الوفرة الكبيرة ولكن ذلك لا ينعكس على سعر البيع في المحلات، حيث يبقون على نفس السعر مهما كان سعر الشراء من صندوق لآخر وشخصيا، أجد صعوبة كبيرة في التعامل معهم».
وقد استمر توافد السفن المحملة بخيرات كبيرة من الأسماك الزرقاء، لاسيما السردين، حيث تبين من خلال الحديث مع مدير القطاع وبعض المهنيين، أن الصيادين بميناء بوالديس يحترمون كثيرا الحجم القانوني المعمول به، كما أن حجم السردين هذا الموسم في المستوى المطلوب وكذا من ناحية الإنتاج.
تحديات البنية التحتية والتنظيم
وقد تطرق بعض الباعة وأصحاب السفن، لمشاكل تتعلق بعملية البيع في الرصيف من ناحية التنظيم وكذا وجوب التدخل قصد إعادة الرصيف إلى حجمه الطبيعي، بسبب ركن بعض السفن وأخذ مساحة تقارب 15 مترا من الرصيف، ما يجعل جل القوارب القادمة والمحملة تجد صعوبة في إنزال المنتوج، إذ تتقلص مساحة الرصيف وطالبوا بضرورة التدخل قصد تحرير الجزء المتبقي من الرصيف، إضافة إلى ضرورة تنظيم عملية البيع وتوفير بعض الوسائل لعملية الإنزال وكذا تنظيم الشاحنات المركونة بجوار المسمكة، مع البحث عن حلول للمياه التي تتراكم في الرصيف وتتسبب في صعوبة سير التجار ومرتادي الرصيف، هذه التحديات تجعل من الضروري التفكير في حلول تضمن انسيابية العمل وتواكب حجم الإنتاج المتزايد وقد أوضح مدير القطاع، أن جميع الملاحظات سيتم النظر فيها مع المؤسسة المكلفة بتسيير الميناء والعمل على إيجاد الحلول الضرورية.
موسم يبشّر بالخير بعد سنوات عجاف

كما تحدث آخرون بإيجابية في ظل بداية توفر المنتوج السمكي مع بداية موسم صيد الأسماك الزرقاء، ما سينعكس إيجابا على ظروفهم الاجتماعية، مع تأكيدهم أن ذلك يعتبر ظرفيا ويتوجب البحث عن حلول تمس المهنيين، بدليل الظروف القاهرة التي مروا بها خلال السنوات الفارطة وتكدس الديون، مع تدهور وضعية الصيادين، حيث أوضح مدير القطاع، أن جل المشاكل التي تحدثوا عنها تعمل الوصاية على إيجاد الحلول لها مع مختلف الوزارات، كما أنه يتم حلها حسب ظروف المهنيين.
و بعد مرور ساعات من الزمن، بدأت تتضح أسعار بيع السردين، حيث أن الوفرة انعكست أيضاً على الأسعار التي شهدت تبايناً ملحوظاً، فقد تراوح سعر الصندوق الواحد بين 5000 دج و 10000 دج، حسب الجودة والكمية المعروضة، هذا التفاوت يبرز حيوية السوق ويؤكد أن السردين مازال يشكل مادة أساسية في موائد الجزائريين وفي نفس الوقت، مصدراً حيوياً للدخل بالنسبة لمئات العائلات في جيجل.
وأوضح مدير الصيد البحري وتربية المائيات، أن الكميات المنتجة من الأسماك الزرقاء خلال الأسبوع الأخير من شهر أوت وبداية شهر سبتمبر، قد فاقت 600 طن، حيث فاق الإنتاج في بعض المرات حدود 100 طن، عبر ميناءي بوالديس وزيامة منصورية وهي مؤشرات وصفت بالإيجابية، حيث قدر الإنتاج خلال السنة الفارطة، بما يقارب 3500 طن، ما يعطي مؤشراً قوياً على موسم ناجح قد ينعكس إيجاباً على مختلف الأنشطة المرتبطة به من نقل وتوزيع، مشيرا إلى أنه يتوجب فقط على المهنيين احترام الحجم القانوني للأسماك الواجب صيدها وطرحها في الأسواق، حيث أن مصالح الرقابة والجهات المختصة، تعمل بصورة مستمرة على مرافقة المهنيين ومتابعة مختلف مراحل بيع السمك عبر الميناء، وصولا إلى المستهلك النهائي، مضيفا أن سعر الكيلوغرام الواحد وصل إلى حدود 300 دج في بعض المحلات.
كـ.طويل 

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com