السبت 27 سبتمبر 2025 الموافق لـ 4 ربيع الثاني 1447
Accueil Top Pub

لأهميتها الاقتصادية و الغذائية والبيئية: تزايد الاهتمام بتربية الإبل جنوب ولاية تبسة

سجل تزايد في تربية الإبل جنوب ولاية تبسة في السنوات الأخيرة، حيث أصبح هذا النشاط من الأنشطة الرعوية الهامة التي يمارسها عدد معتبر من المربين في هذه المنطقة، و تمنح هذه الشعبة العديد من المنتجات التي يمكن تثمينها، على غرار اللحوم، الحليب و الوبر والتي يمكن أن تلبي حاجيات المستهلك وكذا متطلبات الصناعة التقليدية، لاسيما ما تعلق منه بصناعة منتجات من مشتقات متنوعة، من بينها الجلابة أو القشابية والبرنوس التقليدي.

ربورتاج: عبد العزيز نصيب

إصرار على عدم التفريط في تربية الإبل
النصر التقت بعدد من مربي الإبل بمنطقة «حساي الكرمة»، جنوب بلدية بئر العاتر وتحدثت معهم حول ظروف تربيتها، حيث أكدوا أنه ورغم الصعوبات والعراقيل التي تواجهها هذه الشعبة من أجل الاستمرار والبقاء، إلا أنهم يسعون للحفاظ على تطوير هذه الثروة الحيوانية التي لا يستطيعون التفريط فيها وقد توارثوها أبا عن جد وأصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتهم، فتربيتها تجري في أجسادهم مجرى الدم في العروق وأملهم الوحيد هو توفير الدعم اللازم لمواصلة تربية الإبل حتى لا تنقرض. يقول بشير عن علاقته بالإبل وكان من اللافت أن العلاقة القوية بين الإبل والراعي لم تتغير مع مرور السنين واختلاف طريقة الرعي نفسها، «كانت الإبل قديما ترعى في الأماكن التي تعرف تساقط الأمطار وتتحرك من موقع إلى آخر بناء على ذلك، لكن الآن مع قلة تساقط الأمطار، أصبحت الإبل تأكل من الشعير والخرطال وغيرها من الأعلاف التي تتم زراعتها أو شراؤها».
وللتعرف على طبيعة الحياة لدى راعي الإبل ومجريات يومه، يقول مالك آخر «ينتعش عملنا في موسم الربيع، حيث نطلق الإبل في ساعة مبكرة من كل يوم، لترعى طوال النهار حتى وقت مغيب الشمس، لنقوم بعدها بربطها وحلبها عند موعد صلاة العشاء» ولعل أكثر ما يثير الاهتمام في حياة راعي الإبل، هو اعتماده عليها في أغراض علاجية، إذ أن أهل البادية يلجأون لحليب الإبل للحفاظ على صحتهم، بينما يقوم الكثير منهم بخلط بول الإبل بالحليب وشربه لتنظيف المعدة.
انتعاش الطلب على حليب النوق ولحومها
كما عرف استهلاك حليب النوق في السنوات الأخيرة، إقبالا غير مسبوق بولاية تبسة، بعد أن تعددت استعمالاته الطبية ودخوله في علاج الكثير من الأمراض المستعصية، فتناول كمية من الحليب يوميا وبانتظام كفيل بشفاء المريض وحليب الجمال له مواصفات خاصة، حيث يمتاز بصفائه ولونه الأبيض الحاد ويختلف مذاقه من الحلو إلى الحاد والمالح وذلك حسب عمر الناقة ويمتاز حليب الناقة حين حلبه من ضرعها بالسخونة، حيث ترتفع فيه الرغوة وله فوائد عديدة للمواظبين على شربه وعلى الرغم من عزوف الكثيرين عن شربه، إلا أن هناك فئة ليست بالقليلة، تبادر بشكل يومي لشرائه وفوائد هذه المادة يستفيد منها حتى الأصحاء الذين لا يعانون من أي أمراض وينصح مربو الإبل، المواطنين، بالإسراع بتذوّق طعم حليب النوق، للاستفادة من فوائده العديدة، كما أصبحت لحوم الإبل خاصة صغار الجمال المعروف شعبيا «بالحاشي»، مطلوبة بكثرة نظرا لقيمتها الغذائية وفوائدها الصحية والطبية وتشهد مدينة بئر العاتر، تزايد محلات القصابة التي تهتم بمنتجات الإبل، حيث يفتخر أصحابها بعرض هذه اللحوم ذات القيمة الغذائية العالية.
وقال « وليد» صاحب إحدى محلات القصابة المختصة في بيع لحوم الإبل للنصر» نحن في وقت مناسب لتجارة وتسويق حليب النوق ولحوم وشحوم الإبل التي تعد من المنتجات المدرة للربح وتفتح آفاقا للتجارة لابد من استغلالها» ولا تمثل لحوم الإبل المعروفة بمذاقها الشهي وفوائدها الصحية، مجرد تقاليد للطبخ بهذه المنطقة وإنما هي منتوج ذو جودة عالية ومذاق متميز، يزيد الطلب عليه في الأسواق المحلية من طرف عديد الأشخاص الذين يتابعون حمية غذائية قليلة الدسم.
الدعوة لتثمين تربية الإبل حفاظا على سلالتها
ودعا رئيس الغرفة الفلاحية «علي سلطاني»، في تصريح للنصر، إلى ضرورة دعم وترقية شعبة تربية الإبل، خاصة وأنها من بين الأنشطة الرعوية التي من شأنها أن تنعش النشاط الاقتصادي في المناطق النائية والجافة في جنوب الولاية، التي تشتهر منذ عقود بتربية الجمال، حيث أكد أن تثمين تربية الإبل من قبل قطاع الفلاحة وترقيتها وفق المعايير المطلوبة، سيساهم في زيادة تعداد رؤوس الإبل والحفاظ على سلالاتها، داعيا لتشجيع الاستثمار في شعبة الإبل ومرافقة ممتهني هذه الشعبة وجعلهم يساهمون في إنعاش الاقتصاد الوطني وتوفير مناصب شغل.
وسجلت مصالح مديرية المصالح الفلاحية بولاية تبسة، أزيد من 2020 رأسا من الإبل، تتواجد بجنوب الولاية، غير أنها باتت مهددة بالانقراض والزوال، حسب ملاّكها، جراء جملة من العوامل التي يتحملها الإنسان، باعتباره المتسبب الرئيس في حصولها ويجمع مختصون على أن مناخ الولاية جيد لتربية الإبل، لما تزخر به من مراع شاسعة خاصة في البلديات الجنوبية، على غرار بئر العاتر، نقرين، فركان، ثليجان، غير أن مربي الإبل في هذه المناطق، يعانون من مشكل نقص وجود آبار رعوية والكلأ وهو وضع يعرض الإبل للعطش والهلاك، كما أن الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين ولايتي تبسة والوادي، يمثل هاجسا كبيرا لملاك الإبل وقد تحدثوا عن هلاك إبلهم بشكل دائم عبر هذا الطريق، جراء تعرضها للدهس بواسطة المركبات والشاحنات الكبيرة والمقطورة، ما جعلهم يتكبدون خسائر مادية جسيمة واعتبرها هؤلاء المربون نوعا من الإبادة التي تتعرض لها إبلهم وهي تهمة يرفضها العديد من أصحاب الشاحنات ويطالبون بوضع علامات عاكسة للضوء على رقاب الإبل أو في أذنابها، لتمكينهم من رؤيتها من بعيد لتفاديها.
ودعا مربو الإبل، لتشجيع شعبة الإبل وترقية وتثمين الإنتاج الحيواني من طرف وزارة الفلاحة، باعتبارها تراثا متوارثا لدى سكان ولاية تبسة، ما يستدعي الوقوف على مختلف الجوانب لمرافقة وتطوير النشاط. ع.ن

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com