الأحد 21 سبتمبر 2025 الموافق لـ 28 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

فيما ينتظر انخفاض الأسعار إلى 4500 دج: توقع إنتاج وفير من العسل بجيجل

تتوقع مصالح الفلاحة والمهنيين بولاية جيجل، إنتاجا وفيرا في العسل خلال هذا الموسم، نتيجة للمعطيات المتعلقة بالمردودية في كل خلية وصندوق والتي وصلت في أغلب الأحيان إلى حدود 8 كلغ، مع وجود توقعات بانخفاض السعر مقارنة بالسنوات الفارطة والذي سيكون في حدود 4500 دج إلى 5000 دج عند أغلب المربين، في وقت لجأ العديد من المربين لتثمين منتجات الخلية وعدم الاكتفاء بجني العسل فقط، بل لاستخراج وإنتاج منتجات أخرى، على غرار البروبوليس وسم النحل.

روبورتاج: كريم طويل

توجه لثمين الشعبة
بين زرقة البحر في الكورنيش الجيجلي وخضرة الجبال التي تكسوها الغابات الكثيفة، تتردد أصداء نشاط فلاحي قديم أخذ في الاتساع، ألا وهو «تربية النحل»، النشاط الذي تحوّل في السنوات الأخيرة من مجرد تقليد قديم يمارسه الفلاحون البسطاء، إلى شعبة استراتيجية مدعومة من الدولة، يراهن عليها المربون لتكون مصدراً أساسياً للثروة المحلية ومورداً للتنمية المستدامة.
وشكلت ولاية جيجل بغطائها الغابي الذي يفوق 150 ألف هكتار ونباتاتها العطرية المتنوعة، بيئة فريدة لانتشار النحل، على غرار الزعتر و الخزامى وإكليل الجبل و الكاليتوس، ما سيمح بإنتاج عسل يتميز بمذاق وجودة جعلته منافساً وطنياً كما أن هذا الغنى الطبيعي لم يعد ميزة جمالية فقط، بل أصبح ركيزة لتطوير شعبة النحل، خاصة مع اهتمام الفلاحين والمربين بتثمينه وتحويله إلى قيمة اقتصادية.
وقد عملت الظروف المناخية المواتية خلال فصل الربيع، على عمل النحل والخلية ككل بأريحية دون التأثير على الأزهار، ما ساهم كثيرا في الوصول إلى إنتاج وفير من العسل خلال هذا الموسم، حسب مختلف المصالح و المهنيين.
محيط محفز و إنتاج متزايد

وتؤكد إحصائيات الغرفة الفلاحية بجيجل، أن عدد مربي النحل بجيجل بلغ حوالي 3000 مربٍ مسجل وهو رقم يكشف عن الديناميكية التي تعرفها الشعبة، مع الإنتاج الذي شهد بدوره قفزة نوعية، حيث وصلت مردودية بعض الصناديق إلى حدود 8 كلغ في الموسم الواحد، بفضل تحسين طرق التربية و الوقاية، حيث أوضح رئيس الغرفة الفلاحية، باقة توفيق، أنه تم تسجيل لحد الآن، وفرة في منتوج العسل خلال هذا الموسم، ضمن شعبة تربية النحل التي تلقى رواجا وسط الفلاحين والعائلات، بسبب الثروة الغابية والمحيط المحفز، مع توفر النباتات الرحيقية التي تعتبر مصدر إنتاج العسل، رافقها مع كميات الأمطار المنتظمة والمعتدل الذي ساهم في تحفيز الشعبة، مع وجود عامل مهم يتمثل في إحصاء 3000 فلاح حامل لرمز النحال، مع وجود الرقم التقريب لعدد خلايا النحل، حيث توجد أزيد من 60 ألف خلية موجودة عبر ربوع الولاية وبالنظر لما وفرته الدولة من مجهودات في السنوات الأخيرة، حيث استفادت مما يفوق 50 ألف خلية في إطار الدعم وخلال موسم 2019 ـ 2020، دعمت وزارة الفلاحة الولاية بأزيد من 10 آلاف خلية وكذا التعويضات التي مست الفلاحين في الحرائق والفيضانات وكانت الدولة تتدخل لتعويضهم عينيا بخلايا نحل منحت للمتضررين وهي شعبة ذات أولوية كبيرة وفق المعطيات السابقة لمجهودات بذلت من قبل الدولة.
وأوضح ممثل الفلاحين، أنه وحسب الأصداء الأولية، فقد قدر متوسط الإنتاج في كل خلية بحدود 10 كلغ وهو معدل لا بأس به مقارنة بالسنوات الفارطة، مع توفر المنتوج، وما يصاحبه من مشاكل التسويق، يرافقه ارتفاع الأسعار مقارنة بالقدرات المالية للعائلات، حيث يتعدى السعر 4500 دج للكيلوغرام.
وأضاف المتحدث، بأن الغرفة الفلاحية ومن صميم مهامها تكوين الفلاحين، إذ تمت برمجة دورات عديدة بالتنسيق مع المديرية الولائية، مست أزيد من 80 متربصا جديدا، من بينها العنصر النسوي، مع تكوينات أخرى في إطار دعم قدرات المربين وتكوينات جوارية مع قطاع التكوين والتعليم المهنيين وتتعلق بتقنيات تربية النحل والوصول إلى تقنيات جديدة في تلقيح الاصطناعي للملكات، مع وجود تكوينات أخرى لاستخلاص منتجات جديدة و قال، باقة توفيق، بأنه في ما يتعلق بعدد الملاك والمنتجين للنحل، يفوق الرقم المسجل لدى الغرفة، بسبب وجود المئات من المربين غير منخرطين في الشعبة بشكل رسمي ويقومون بالإنتاج الفردي ومن الصعب إحصاؤهم، فهي منتجات عائلية تعتمد عليها العائلات، مع بذل مجهودات كبيرة من قبل الجمعية المختصة والتعاونية الفلاحية لتربية النحل، قصد التحسيس بضرورة الانخراط وتقديم المعطيات الرسمية حول الإنتاج، حيث ستقوم الغرفة الفلاحية، مطلع شهر أكتوبر، بتنظيم معرض صغير لتسهيل بيع منتجات الخلية وكذا القيام بتكوين مع متخصصين في إنتاج سم النحل المطلوب بكثرة في السوق من قبل المخابر الصيدلانية ومستحضرات التجميل وسم النحل من بين المنتجات الأكثر طلبا وأسعاره مرتفعة.
تطوير النشاط إلى استخلاص منتجات أخرى
وحسب المصالح الفلاحية، فتقدر الإحصائية وجود ما يقارب 130 ألف صندوق أو خلية نحل عبر مختلف بلديات الولاية، مع إحصاء قرابة 7 آلاف مربي نحل، حيث أشار إطار بمديرية المصالح الفلاحية بجيجل، سرحان فاتح، إلى أن الإنتاج في السنوات الثلاث الماضية في إنتاج العسل، كان ضعيفا لعدة عوامل ونظرا لتوفر مختلف العوامل المساهمة خلال فصل الربيع في فترة النشاط، فقد سجل توفر كبير في العسل عبر مختلف الخلايا، بمعدل وصل إلى 10 كلغ في الصندوق، فيما قدر سابقا حجم الإنتاج بـ 2 كلغ في الخلية وهي مؤشرات تعتبر بالإيجابية.
وأضاف المتحدث، أن الدولة قد وفرت كافة الإمكانيات طوال سنوات، قصد النهوض بهذه الشعبة ومرافقة المربين في فترات الأضرار، مع القيام بعدة دورات تكوينية متخصصة، مشيرا في رده حول سؤال للنصر، بأن الفلاحين وممتهني الشعبة قد قاموا بتطوير نشاطهم من إنتاج العسل إلى استخلاص منتجات عديدة من الخلية.

وإدراكاً لأهمية الشعبة، كثفت المصالح الفلاحية جهودها لدعم المربين عبر برامج صندوق الدعم الفلاحي الذي وفر تجهيزات وصناديق نحل حديثة، تنظيم دورات تكوينية في التسيير العصري للمناحل، تقنيات الاستخلاص و التثمين، مرافقة الشباب عبر القروض المصغرة التي مكنت العديد منهم من الانطلاق في المجال، أما محافظة الغابات، فقد لعبت دوراً محورياً في حماية المساحات الغابية، باعتبارها موطناً أساسياً للنحل، فإلى جانب محاربة الحرائق والتعديات، بادرت بغرس نباتات رحيقية جديدة وتهيئة مناطق خصبة للرعي، مؤكدة أن «حماية النحل تعني حماية الغابة، وحماية الغابة تعني حماية النحل».
ويعمل العديد من الفلاحين على تثمين منتجات الخلية، عبر إنتاج مختلف المنتجات من خلية النحل، مع التوسع نحو منتجات ما وراء العسل، على غرار شمع النحل المستخدم في الصناعات الصيدلانية و التجميلية، غذاء الملكات كمقوٍّ طبيعي ودواء بديل، العكبر (البروبوليس) بمزاياه العلاجية و الوقائية، حبوب اللقاح كمكمل غذائي غني بالبروتينات وأخيراً سمّ النحل، المنتج الثمين الذي بات يستخرج بطرق عصرية ويستعمل في الطب البديل و يوجه للمخابر، ليشكل مورداً مالياً جديداً للمربين، حيث أصبحت الخلية ورشة إنتاج كاملة وليست مصدرا للعسل فقط.
نماذج واعدة لتثمين منتجات الخلية
ومن بين الفلاحين ومربي النحل الذين يقدمون إضافة منذ سنوات وانخرط في الشعبة باحترافية، ابن منطقة أولاد رابح، بوجريو أحمد، الذي يعمل على تثمين منتجات خلية النحل ويعتبر من بين الأوائل المساهمين في الترويج لأهمية استخلاص أكبر قدر من منتجات الخلية، حيث أشار إلى أن تثمين منتجات الخلية يساهم بشكل واسع في تخفيض سعر العسل، إذ يستطيع المربي تحقيق مداخيل إضافية مربحة من باقي المنتجات المقدرة بـ 11 منتجا من الخلية، مؤكدا أن الخلية تعتبر ورشة إنتاج كاملة وليس مجرد مصدر للعسل، كما أن تنويع المنتجات ساعده على مضاعفة دخله وتخفيض سعر العسل.

وقامت النصر بزيارة مزرعة، أحمد بوجريو، بأولاد رابح والواقعة بأعالي دائرة سيدي معروف، أين عشنا تجربة استخراجه لمختلف منتجات الخلية وما لفت إنتباهنا، هو صعوبة المهمة وقد وقفنا على كيفية إنتاج سم النحل و قال، أحمد « بأنه ينتج 11 منتجا من منتجات الخلية وأهمها سم النحل» وعملية استخلاص سم النحل تتم عبر مرحلتين، حيث يتم استخلاص السم باستخدام جهاز خاص يتكون من لوح زجاجي وأقطاب كهربائية دقيقة متصلة بمصدر جهد منخفض ويوضع اللوح عند مدخل الخلية أو بداخلها، ثم تُرسل نبضات كهربائية ضعيفة تحفّز النحل على اللسع وعند اللسع، يفرز النحل السم على سطح اللوح الزجاجي دون أن يفقد الإبرة أو يموت، فيما يتبخر الماء من السم تاركًا طبقة رقيقة شفافة تُجمع لاحقًا بكشطها، ليُخزن السم المجفف في عبوات معتمة محكمة وبدرجات حرارة منخفضة للحفاظ على فعاليته.
سعر 1 كلغ من سم النحل يفوق 600 مليون سنتيم

وقد أخبرنا المنتج، بأن سم النحل يعرف بالذهب الأبيض وهو أغلى من الزعفران، حيث يصل سعره إلى 600 مليون سنتيم للكيلوغرام حسب الدول ويوجه إلى الميدان الصيدلاني إذ له فوائد عديدة من بينها تنشط الجهاز المناعي وإنتاج خلية النحل لا يتعدى 1 غرام في السنة.
وتقف تربية النحل في جيجل اليوم، عند مفترق طرق، بين واقع واعد وأفق أكبر، الإنتاج يتحسن، الدعم يتواصل، المردودية تتطور، لكن الطموح أكبر، بجعل «عسل جيجل» ومنتجاته علامة عالمية، تعكس غنى الطبيعة الجزائرية وتنافس في أسواق العسل والمنتجات الطبيعية عبر العالم، ليصبح النحل في جيجل أكثر من مجرد حشرة منتجة للعسل، بل سفير التنمية المحلية وحارس الغابة ورمز الاقتصاد الأخضر الذي تراهن عليه الولاية للمستقبل.
كـ.ط

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com