الجمعة 19 سبتمبر 2025 الموافق لـ 26 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة يقود المشروع الرّائد: نحو تجسيد أرضية لإنتاج شتلات مخبرية بقدرة تصل لمليون وحدة


* اقتراب جني أول محصول من نبات الموز المنتج أنبوبيا
يقود مركز البحث في البيوتكنولوجيا مشروعا رائدا لتطوير إنتاج الشتلات المخبرية Vitroplants على المستوى الوطني، حيث يسعى القائمون عليه إلى إنجاز أرضية للإنتاج التجاري في «تكنوبول قسنطينة» عن طريق المؤسسة الفرعية التابعة لـ»سياربيتي» بقدرة إنتاجية تصل إلى غاية مليون شتلة مخبرية، فيما تأتي هذه الطموحات بعد نجاح شتلات الموز المنتجة في مخابر المركز والمزروعة في المحطة التجريبية بالبعراوية وتمكن الباحثين والمهندسين من البروتوكولات المخبرية والتقنية للعملية. النصر دخلت البيوت المحمية المخصصة لزراعة هذه الفاكهة للاطلاع على تفاصيل العملية ومخرجاتها، التي ستشمل منتجات فلاحية أخرى، على غرار أشجار النخيل، في وقت يعمل فيه باحثو ومهندسو المركز أيضا على تسجيل سلالة جزائرية من الفراولة التي تنتج في ولاية سكيكدة.

روبورتاج: سامي حبّاطي

وتنقلنا إلى المحطة التجريبية التابعة لمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة على مستوى منطقة البعراوية بالخروب، حيث وجدنا أن المكان عبارة عن مجموعة من البيوت المحمية المنجزة بتقنيات مختلفة، في وقت خصص فيه باحثو المركز بيتين محميين من أجل زراعة شتلات الموز المنتجة مخبريا عبر تقنية الزراعة النسيجية. وقادنا مدير المحطة التجريبية، المهندس الرئيسي للبحث حامد حكّوم، ومدير قسم البحث في البيوتكنولوجيا والفلاحة على مستوى مركز البيوتكنولوجيا، الدكتور بوعلام حرفي، في جولة داخل البيت المحمي الأول الذي يضم 72 شجرة موز؛ كانت محملة بعناقيد الموز التي تبدو قريبة من النضوج التام، حيث اعتمد الباحثون في هذا البيت على زراعة أشجار الموز بشكل مكثف، بينما وزعوا الأشجار في البيت المحمي الثاني بنفس طريقة الفلاحين في البيوت البلاستيكية في جيجل، أي من خلال ترتيبها في صفوف متواترة ضمن مربعات خماسية.
نجاح زراعة شتلات الموز المكثفة مخبريا بالمحطة التجريبية
وبدت الأجواء داخل البيت المحمي الأول عالية الرطوبة والحرارة عندما دخلنا إليها، قبل أن يشغل مدير المحطة أنظمة التهوية لتنخفض درجة الحرارة داخلها، فيما لاحظنا وجود عدد من الشباك الممتدة فوق أشجار الموز، وشرح لنا مرافقانا أنها تستعمل للتظليل. وحدثنا الدكتور بوعلام حرفي عن مشروع إنتاج شتلات الموز مخبريا، حيث أوضح أن العملية تستهدف تكثيف النباتات انطلاقا من نبتة واحدة، مشيرا إلى أن المشروع جاء بعد تواصل مجموعة من الفلاحين الذين ينشطون في مجال زراعة الموز مع مركز البحث في البيوتكنولوجيا وتعبيرهم عن رغبتهم في تطوير زراعة الموز في الجزائر. وأضاف المصدر نفسه أن مشكلة الفلاحين المذكورين مع الموز تتمثل في عدم وجود نبات الموز بشكل طبيعي في الجزائر، أي أنها من النباتات التي تجلب من الخارج.
وجلب الفلاحون مجموعة من العينات من شتلات الموز إلى الباحثين في مركز البحث في البيوتكنولوجيا، حيث كُثفت على مستوى مخبر الزراعات النباتية الأنبوبية، أي إنتاج عدد كبير من الشتلات انطلاقا من نبتة واحدة. ونبه المتحدث بأن الأشجار المزروعة على مستوى المحطة التجريبية تمثل تجربة فقط لإنتاج الموز من أجل متابعة نوعيته وظروف نموه والوقت الذي تستغرقه عملية الإنتاج، كما زرعت مجموعة من الشتلات الأنبوبية على مستوى مستثمرات الفلاحين المعنيين في ولاية جيجل، وتخضع للمتابعة من قبل باحثي المركز أيضا.
ويركز إنتاج الشتلات المخبرية على هدفين أساسين مثلما شرح الدكتور حرفي، حيث يستهدف رفع عدد النباتات المنتجة في وقت قصير، كما تمكن هذه العملية ضمان زراعة نباتات سليمة بشكل تام، مشيرا إلى أن إنتاج النباتات في المخبر يأتي بعد تعقيمها، بما يضمن صحتها بنسبة مئة بالمئة، فضلا عن أنها نباتات مستنسخة، أي أن المواصفات تكون نفسها فيها جميعا. واعتبر الباحث أن المشروع على مستوى المركز يهدف إلى التحكم في طرق الإكثار المخبري لنباتات الموز، حيث أوضح أن العمل يجري على مستوى مخبر خاص بالمركز في بيئة معمقة وأنابيب زجاجية.

وأضاف المصدر نفسه أن الشتلات المنتجة مخبريا زرعت في البيت المحمي على مستوى المحطة التجريبية من أجل متابعة نموها في الظروف الواقعية، حيث منحت للفلاحين بعد التأكد من أن نتائجها جيدة. وسألنا الباحث عن صنف الموز الذي استخدم في الإنتاج المخبري، فأخبرنا بأن الفلاحين عبر العالم يزرعون عموما 4 أصناف من الموز بشكل كبير، مشيرا إلى أن الفرق بينها يكمن في طول الشجرة عند نموها، بينما نبه أن الشتلة المستخدمة على مستوى المركز تنتمي لنوع الأشجار التي يتراوح طولها ما بين 4 إلى 5.5 أمتار عند نموها الكامل، فضلا عن أن الموز الذي تنتجه يكون من النوع الطويل مثل “البنان” المتداول في الأسواق وهو النوع الذي يغرس بكثرة في جيجل، في حين أكد أن بعض الأنواع الأخرى لا يتجاوز نموها 1.8 متر، فضلا عن وجود أنواع لا يمكن استهلاك الموز الذي تنتجه إلا بعد طهيه.
الشتلات المنتجة مخبريا توفر تكاليف كبيرة
ولفت محدثنا إلى أن باحثي مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة طلبوا من الفلاحين أن يقدموا لهم شتلات من الصنف الذي يزرعونه بكثرة، في حين أوضح في رده على سؤالنا حول مردودية الأشجار المستعملة بأن الفلاحين يعتبرونه جيدا عندما تعطي الشجرة عناقيد بوزن لا يقل عن خمسين كيلوغراما للواحد، لكن الباحث أوضح أن مردود الشجرة لا يتوقف على نوع السلالة المزروعة فقط، وإنما يخضع لعوامل عدة، مثل نزع الأعشاب الضارة في الوقت المناسب والسقي المنتظم وتوفير الحرارة المناسبة في الشتاء والتسميد المنظم بكمية كافية. وأضاف المصدر نفسه أن الدور الأساسي للمركز يتمثل في توفير الشتلة المنتجة مخبريا، بينما يمكن للباحثين تقديم نصائح فقط بخصوص طريقة العمل والزراعة والرعاية، كما أوضح أن الطريقة قد تختلف من فلاح لآخر بحسب الوسائل المتوفرة والموارد المستعملة، مثل نوعية المياه ووفرتها وسرعة التدخل عند تسجيل الأمراض.
وشدد المتحدث أن حجم مردودية الأشجار يركز على ثلاث محاور تتمثل في نوعية الشتلة والمسار التقني والمواد المستعملة في الزراعة، لكن الباحث أكد أن إنتاج الشتلات المخبرية محليا يوفر تكاليف كبيرة مقارنة بشراء الشتلة الجاهزة من الخارج، سواء في سعرها المباشر أو في إعادة استعمال الشتلة التي تولد منها. وشرح المصدر نفسه أن كل شجرة من الموز تعطي شجيرة صغيرة تنمو بجانبها، وهي بمثابة “ابنتها” مثلما وصفها محدثنا، حيث يعيد الفلاحون زراعتها لتصبح شجرة قائمة بذاتها، إلا أن الدكتور حرفي أوضح لنا أن الشجرة الثانية تكون أقل جودة من الشجرة الأم، مشيرا إلى أن هذه الطريقة تعرف باسم “الإكثار الخُضري”.
وقال الباحث إن مركز البحث في البيوتكنولوجيا يسعى إلى التحكم في بروتوكولات إنتاج النباتات المخبرية لشتلة الموز وتطويرها، حيث يمكن الاستثمار بعد ذلك في إنشاء مختبرات الإكثار بشكل تجاري عن طريق المؤسسة الفرعية التابعة لمركز البحث في البيوتكنولوجيا أو هيئات أخرى، بينما نبه أن الهدف الرئيسي يتمثل في التحكم في التقنية، وخدمة البحث العلمي أيضا، كما يمكن بعد ذلك للمستثمرين في مجال إنتاج الموز العمل بناء على النتائج المتوصل إليها على مستوى المركز.

وواصلنا الجولة في البيت المحمي الأول، حيث أوضح لنا الباحث أن الأشجار التي كنا نتنقل بينها زرعت منذ 14 شهرا، حيث شرح لنا أن جني العناقيد سيتم بعدما تنمو حبات الموز بشكل جيد، منبها بأن إنضاج حبات الموز لا يكون في الأشجار لأن تركها معلقة فيها لا يمنحها جميعا اللون الأصفر بشكل كلي، وإنما يتم قلع العناقيد وتحفظ في حرارة 18 درجة مئوية لثلاثة أيام مع تعريضها لغاز الإيثيلين، ثم ترفع الحرارة إلى 25 درجة لتكتسب اللون الأصفر بشكل كلي. أما الظروف المناخية داخل البيت المحمي، فقد قال الباحث إنها غير متحكم بها بشكل كلي، حيث شرح أن شجرة الموز تدخل في حالة خمود ويتوقف نموها عندما تنخفض الحرارة إلى أقل من 14 درجة مئوية، مشيرا إلى أن هذه الأشجار وضعت لمدة شهرين خلال الصيف في البيوت البلاستيكية في جيجل بعد إخراجها من المخبر من أجل أقلمتها، ثم جلبت للبيت المحمي في البعراوية.
المشروع لا يستهدف إثبات إمكانية زراعة الموز بقسنطينة
وزود الباحثون البيت المحمي المذكور بمدفأة لمواجهة الفترات الباردة في قسنطينة، حيث أوضح المتحدث أن زراعة الموز تناسب المناطق الساحلية في الجزائر، على غرار جيجل وبجاية وتيبازة وغيرها، لأن الحرارة فيها لا تنخفض إلى أقل من 14 درجة بشكل عام حتى في الشتاء، فضلا عن أن الفلاحين فيها لن يكونوا مطالبين بتزويد البيوت البلاستيكية بتجهيزات للتدفئة قد ترفع التكاليف، كما زود البيت المحمي في المحطة التجريبية في البعراوية بمراوح الشفط لتجديد الهواء وخفض الحرارة في الصيف مقارنة بالمناخ خارجه. ونبه الباحث أن إنتاج الموز في المحطة التجريبية في البعراوية لا يستهدف إثبات إمكانية للزارعة والإنتاج في قسنطينة لأن ظروفها المناخية غير مناسبة لهذا النوع من المنتجات.
ولاحظنا خلال التجول في المكان وجود زهور أرجوانية كبيرة نامية عند نهاية عناقيد الموز تسمى “قلب الموز”، حيث شرح لنا مدير المحطة التجريبية أنها تتطلب القطع عند بلوغ مرحلة معينة من النمو وتفقد دورها، ليقوم بعد ذلك بإحضار المنجل ويقطع واحدة منها. وقام المدير بحساب خمسة منابت عارية ما بين منبت الزهرة وبداية ثمار العنقود ثم قطع الزهرة، حيث أوضح لنا أنها الطريقة المعتمدة في التخلص منها، مؤكدا أنها تدخل في منافسة مع الثمار على استهلاك موارد الشجرة من العصارة المغذية والطاقة في حال تركها، إلا أنه قام بتقطيع الزهرة بعد ذلك ونثرها عند أسفل الشجرة. وقال المعني إن هذه الزهرة غنية بالبوتاسيوم، لذلك يمثل تقطيعها إلى أجزاء ورميها على التربة سمادا طبيعيا أخضر للشجرة، في حين لاحظنا عصارة الشجرة تتقاطر من موقع قطع الزهرة، فأكد لنا أن هذا “الجرح” سيلتئم بعد مدة قصيرة.

مشروع لتسجيل سلالة جزائرية من الفراولة وإنتاج شتلات النخيل
من جهة أخرى، يعمل باحثو مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة عن الزراعة النسيجية لأنواع من الفواكه، حيث حدثنا الدكتور بوعلام حرفي عن مشروع آخر حول فاكهة الفراولة، وأشار إلى أن أغلبية أصناف الفراولة المنتجة في الجزائر مستوردة من الخارج. وأضاف المتحدث أن هذه الأنواع محمية ويتطلب استغلالها تراخيص معينة، في حين نبه أن الجزائر تحوز سلالة محلية من الفراولة دخلت البلاد منذ أكثر من مئة سنة، أي منذ القرن التاسع عشر وتأقلمت معها. وأشار إلى أن هذه السلالة تُعرض في مهرجان الفراولة الذي يقام في سكيكدة، حيث شرح محدثنا أن “سياربيتي” يسعى لتسجيلها ومنحها الاعتراف، بما سيسهل تصديرها واستغلالها، حيث انطلق العمل عليها منذ عامين؛ استطلع خلالها الباحثون هذه السلالة على مستوى مزارع الفلاحين الذين ينتجونها بطريقة تقليدية وعائلية في سكيكدة، فضلا عن جمع كافة المعطيات حولها وأماكن زراعتها، بالإضافة إلى رفع عينات من 6 مجموعات منها.
ويقوم الباحثون حاليا بتحسين الوسط الزراعي لنمو هذه السلالة، حتى تصبح قابلة للإكثار المخبري، في وقت سينجز فيه التوصيف الجيني والتوصيف المظهري الخاص بها، لتنتقل العملية بعد إتمام هذه المحاور الثلاثة إلى إعداد ملف لتسجيلها بالتنسيق مع السلطات المحلية لولاية سكيكدة. ولا يمكن بحسب محدثنا اعتبار المجموعات الست التي جلبت من سكيكدة أنواعا قائمة بذاتها، حيث يمكن أن تتشابه بعضها مع الأخرى أو تختلف، في حين أكد أن المشروع يستهدف تثمين هذه السلالة المحلية بعد إتمام جميع مراحل المشروع. ويعكف باحثو المركز أيضا على إنجاز مشروع لإنتاج الشتلات المخبرية الخاصة بنوع من النخيل الذي ينمو في منطقة تيميمون، حيث شرح الباحث أن منتجا للتّمور من ولاية بسكرة تواصل مع المركز وطلب تكثيف هذه السلالة التي لاحظ وجودها في المنطقة المذكورة، إلا أنه وجد أن عدد النخيل منها قليل وكبير السن، رغم جودتها العالية وقدرتها الكبيرة على مقاومة الأمراض. وأوضح محدثنا أن أشجار النخيل تنتج فسائل يمكن إعادة استغلالها من أجل زراعة نخيل جديد وتسمى لدى الفلاحين بـ”الجبّارة”، إلا أن النخلة تنتج عددا أقل منها كلما تقدمت في العمر، ما جعل الفلاح المعني يواجه مشكلة في المدة الزمنية التي ينبغي عليه أن ينتظرها مقابل عدد قليل من الفسائل التي ينتجها هذا النخيل بسبب تقدمه في العمر.
وتنقل الباحثون إلى بسكرة وتيميمون من أجل رفع عينات من النخيل المعني بالعملية، حيث أكد الدكتور حرفي أن العملية وصلت إلى المرحلة الثانية من أجل إنتاج نخيل مستنسخ من الأنواع المعنية، كما أوضح أن مديرية المصالح الفلاحية في تيميمون مهتمة بالعملية أيضا، حيث سيتم تزويدها أيضا بهذه الشتلات.
بيوت محمية معزولة لإجراء التجارب الحيوية دون تسربات
أما بخصوص المحطة التجريبية في حد ذاتها، فقد أوضح مدير المحطة، المهندس الرئيسي للبحث حامد حكوم، أن المكان حديث النشأة، حيث انطلقت الأشغال على مستواها في 2018 لتسلم في 2024، في حين تتربع على مساحة 46 هكتارا، من بينها 4 هكتارات محاطة بسياج وتضم مخزنا يتربع على مساحة 150 مترا مربعا وبيت محمي متعدد القبب بمساحة 500 متر مربع زرعت فيه أشجار الموز، بالإضافة إلى 6 بيوت محمية، بمساحة 160 مترا مربعا لكل بيت. وقسمت البيوت الست إلى 3 أجزاء، بحيث يخصص كل بيت لنوع من الزراعة، على غرار البيتين المخصصين للزراعة فوق التربة، والبيتين المخصصين للزراعة على الطاولات المتحركة المزودة بإمكانية إعادة تجميع المياه الخاصة بكل طاولة بفضل نظام التصريف الخاص بها، ناهيك عن البيتين المعزولين المزودين بحوضين للزراعة متصلين بخزانين تحت الأرض، بما يمنع تسرب مياه السقي أو المزروعات التي تجرى عليها التجارب إلى التراب الخارجي.

ويستغل المركز من خلال المحطة التجريبية أربعة هكتارات من أجل زراعة منتجات مختلفة أيضا، حيث أكد لنا مدير المحطة أنها تستغل حاليا في زراعة الصوجا، فضلا عن زراعة حوالي 30 هكتارا من الكولزا السنة الماضية. وأكد المسؤول أن مردود الكولزا في المساحة التابعة للمحطة التجريبية وصل إلى 21 قنطارا في الهكتار، لكن محدثنا أوضح أن الكمية المذكورة تخضع لعملية تصفية بعد ذلك ويمكن أن تصبح أقل.
ونبه المصدر نفسه أن المساحة التي زرعت فيها الكولزا اعتمدت بشكل كلي على السقي بمياه الأمطار، في حين اعتبر أن المساحة التي خصصت للصوجا تعطي انطباعا بمردود جيد في الوقت الحالي، بينما تعتمد على السقي انطلاقا من مياه حوض التجميع الخاص بالمحطة بحجم 130 مترا مكعبا، كما يزود الحوض من بئر ارتوازي بعمق 200 متر. وخصص مركز البحث في البيوتكنولوجيا مساحة تعليمية موجهة للأطفال في المحطة التجريبية، حيث شرح مرافقنا أن المركز سيبرم اتفاقيات مع قطاع التربية من أجل تعريف الأطفال بالفلاحة وتقديم أنشطة بيداغوجية وتحسيسية للتلاميذ. واعتبر المتحدث أن المحطة التجريبية إضافة كبيرة للبحث العلمي في مجال البيوتكنولوجيا.
البروفيسور عزيون: استيراد الشتلات المخبرية يكلف 20 مليون دولار
والتقينا بالبروفيسور عمار عزيون، مدير مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، حيث قال إن الشتلات المخبرية من الموز زرعت في البيت المحمي في شروط نموذجية، بالموازاة مع زراعتها على مستوى البيوت البلاستيكية لدى الفلاح المعني بالعملية في جيجل في الظروف العادية للنشاط، مشيرا إلى أن الفلاح أكد أن المحصول المنتج في المحطة التجريبية مثالي، كما أضاف أن المركز سيخصص جزءا من البناية الخاصة به على مستوى الهضبة التكنولوجية “تكنوبول قسنطينة” في المدينة الجامعية قسنطينة 3 من أجل إنتاج الشتلات المخبرية على مستوى تجاري، لتكون قدرة الإنتاج فيها إلى ما بين 500 ألف إلى مليون شتلة مخبرية.

وأنتج المركز 500 شتلة مخبرية من الموز على مستوى أرضية مركز البيوتكنولوجيا بعلي منجلي، حيث أشار إلى أن المساحة المخبرية الحالية موجهة للبحث بالدرجة الأولى، في حين قال إن القاعات المخصصة للإنتاج المكثف في “تكنولوبول قسنطينة” في طور التهيئة حاليا، وتأتي ضمن فضاء شامل تابع للمركز يضم جزءا مخصصا لأرضية الهندسة الحيوية. وأكد المصدر نفسه أن استيراد الشتلات المخبرية يكلف 20 مليون دولار سنويا، بينما ستنخفض التكلفة عند إنتاجها محليا، فضلا عن ضمان سلامة الشتلة المخبرية ونوعيتها، ليضيف أن الإنتاج سيشمل منتجات مختلفة ولن يقتصر على الموز أو الفراولة، إذ سيكون الإنتاج بحسب الطلب. ويعكف القائمون على المركز على استحداث مؤسسة فرعية ستتكفل بتسويق هذه المنتجات، حيث أكد البروفيسور عزيون أن المركز يتكفل بالبحث والتطوير إلى جانب المؤسسة الفرعية التي تتكفل بالتسويق وتثمين منتجات البحث العلمي. ويتطلب إنتاج الشتلات المخبرية تقنيات عالية وتحكما في البروتوكول العلمي، بالإضافة إلى طريقة تحقيق التأقلم البيئي للنبات، حيث شبّه محدثنا الشتلة المخبرية برضيع يتطلب عناية متواصلة وجدية، لكنها تخضع لبروتوكول الفلاحة العادية عند وصولها إلى المزرعة أو البيت البلاستيكي. من جهة أخرى، أكد محدثنا أن الشتلات المخبرية عالية المقاومة للأمراض.
نحو دعم المحطة التجريبية بهياكل لتربية الحيوانات
أما بخصوص المحطة التجريبية في البعراوية، فقد أوضح أنها موجهة للزراعة البيوتكنولوجية وتعتبر فريدة من نوعها على المستوى الوطني، مثلما أكد، مشيرا إلى أنها تصلح لإجراء مختلف أنواع الاختبارات حول الفلاحة. وأضاف المصدر نفسه أن الاختبارات العلمية شملت العديد من المنتجات فيها من قبل، مثل العدس والقمح والطماطم والفراولة وغيرها، كما نبه أن البيتين المحميين المعزولين مزودان بإمكانية تحكم عالية جدا، ويناسبان اختبارات الفلاحة والمبيدات والأمراض والمناخ لأنهما يمنعان أي تسرب لخارجهما، فضلا عن أنهما يسمحان بإجراء الاختبارات على مختلف المستويات، انطلاقا من الجزيئات.

وسألنا البروفيسور عزيون عن آفاق المشاريع التي يخوضها المركز لاكتساب صلاحية منح شهادات مصادقة على المنتجات العلمية أو الفلاحية، حيث أكد لنا أن إستراتيجية مركز البحث في البيوتكنولوجيا قامت على الإلمام الشامل بتسيير مشاريع البحث والتطوير والابتكار في التكنولوجيات الحيوية من المستوى الجزيئي إلى مستوى الأجسام الكبيرة، مشيرا إلى أنه يتوفر على أرضيات دراسة الجينوم ودراسة البروتينات والهندسة الحيوية والتصوير البصري والفحص عالي الإنتاجية للجزيئات والمركبات وإنتاج الأوليغونوكليوتيدات، بالإضافة إلى المحطة التجريبية الخُضرية والنباتية، التي ستدعم مستقبلا أيضا ببنايات من أجل تربية الحيوانات، ليكون المركز بذلك مزودا بمساحة تجريبية واقعية مرتبطة بأرضية للتجارب في المخابر، ما يسمح بالتكفل بأي مشروع من المستوى الجيني إلى المستوى الخلوي والنسيجي والكائن الحي النباتي أو الحيواني. وأوضح المسؤول أن المركز شرع في إجراءات الحصول على اعتماد الهيئة الجزائرية للاعتماد “ألجيراك” الخاص بأرضية رصد الكائنات المعدلة وراثيا، كما سيتم اعتماد أرضيات دراسة البروتينات والجينوم والهندسة الحيوية، حيث يتم تجسيد مشاريع بحث وتكوين الكفاءات من المهندسين والباحثين حول التكنولوجيات الحديثة، في حين ستصبح الأرضيات مخولة لتقديم شهادات تحليل أو مراقبة بعد الحصول على الاعتمادات. ونبه المتحدث أن هذا الأمر ينطبق على جميع الأرضيات الخاصة بالمركز، بالإضافة إلى فتح المحطة التجريبية على المستوى الوطني والدولي من أجل إجراء الاختبارات على المنتجات وغيرها وذلك من خلال المؤسسة الفرعية. ويقود مركز البحث في البيوتكنولوجيا أيضا مشروعا يضم جميع باحثي ومهندسي المركز مع باحثين جزائريين، حيث أوضح أن المشروع ذو بعد إستراتيجي ويستهدف معرفة مفعول المبيدات على مواردنا الوراثية من التربة إلى النبات والحيوان والإنسان انطلاقا من مقاربة الصحة الواحدة One Health Approach.
س.ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com