رفعت ثقافة التخييم معدل الإقبال على منتجاته، التي أصبحت من القطع الأساسية في خرجات هواة هذه الأنشطة، خصوصا في ظل وفرة السلع وتنوعها، وهو ما رصدناه خلال جولة ميدانية في عدد من الأسواق التجارية بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، كما أكد لنا مسيروها أن تنوعها والأسعار الملائمة جعلت الزبون يفضل اقتناء كل ما يسهل له نشاطه ويجعله أكثر راحة وأمنا، مبرزين مساهمة نوادي الاستكشاف وصناع محتوى في زيادة رواج معدات التجوال والتخييم.
إيناس كبير
نوادي الاستكشاف وصناع محتوى وراء روائجها
تغيرت ثقافة التخييم لدى شباب وعائلات جزائرية ولم تبق محصورة في رغبة استكشاف أماكن جديدة أو الخروج والمبيت في الطبيعة، متأثرة بما يشاهدونه على مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع مصورة وصور لصانعي المحتوى الخاص بالسفر والتخييم، الذين يُظهرون تجهيزاتهم الخاصة بالرحلة من حقائب خاصة، أحذية وقبعات، كراسي وطاولات، أواني للأكل وغيرها، وكذا ما يُنشر على صفحات المجموعات المتخصصة في الرياضات الجبلية والتخييم، الذين يشترطون في تعليمات المنشور الخاص بالرحلة أحذية وألبسة ذات خصائص معينة تلائم المسارات الجبلية والغابية التي سيقطعونها عند توجههم لمكان معين، وذلك تفاديا للإصابات المحتملة، أو لتكون أكثر راحة وتساعد على قطع المسافات الطويلة.
شملت جولتنا متجرين مختلفين في المدينة الجديدة علي منجلي، الأول لفتنا أنه متخصص في بيع الأواني المنزلية لكنه يوفر أيضا وسائل خاصة بالبحر مثل المظلات، الكراسي الخاصة بالجلوس على الشاطئ مع أفرشة نفخ مريحة تضمن مبيت مريح، وقارورات مصنوعة من الفولاذ مختلفة الأشكال والوظائف منها لشرب الماء، أو الشاي والقهوة، بالإضافة إلى طاولات ذات ميزات جديدة تحتوي قاعدتها على أماكن لوضع الكؤوس، وحاملات الأكل قماشية، وحافظات التبريد، شوايات، وكانت بأحجام مختلفة.
تنوع في العرض و توفر وسائل الأمان
كشف لنا السوق أن التجار يأخذون في عين الاعتبار إمكانيات المواطن البسيط، فيوفرون وسائل عادية بأسعار ملائمة، وصولا إلى المحترفة منها التي تُعرض في متاجر مخصصة، مثلما لاحظناه في أحد المحلات بالمركز التجاري «ريتاج مول»، وقد كان مقسما إلى أجنحة متخصصة في بيع وسائل وألبسة خاصة بالرياضات الجبلية والتخييم، أدوات الأمان الخاصة بكل رياضة مثل الحبال وقبعات الرأس، وسائل للتسلية منها الخاصة بالسباحة مثل الزعانف، نظرات الرؤية أسفل الماء، مجاديف، ألواح السباحة، وأخرى متمثلة في لعبة التنس، كرات مختلفة الأحجام، وكذا دراجات للكبار والصغار.
صادف تواجدنا في المحل توافد عائلات، شباب، متزوجون حديثا، وحتى إناث أبدوا اهتمامهم بالسلع المعروضة وذلك من خلال تجولهم بين مختلف الأجنحة، خصوصا الخاصة بالألبسة والأحذية، وفق ما لاحظناه، وقد أخذوا بعض العينات أيضا لتجريبها، كما رأينا عائلات رفقة أبنائهم كانوا يشترون سلعا أعجبتهم خصوصا الخاصة باللعب والتسلية عند الخروج إلى الطبيعة.
وفرة السلع المحلية
أخبرنا التاجر علي إبراهيم، أنهم يوفرون السلع الخاصة بالبحر ومستلزمات التخييم وذلك تماشيا مع طلب الزبائن أين يزيد الإقبال بالأخص في فصلي الربيع والصيف، مردفا بأنهم ينوعون في السلع المعروضة منها التي تحتوي على ميزات خاصة وأخرى عادية، حتى تكون الأسعار في متناول كل الزبائن، وذكر في هذا الخصوص أن حافظات الطعام محلية الصنع على سبيل المثال مطلوبة بكثرة، حيث يتراوح سعرها من 1200دينار إلى 3000دينار، فيما يتراوح سعر الشمسيات من 1700 دينار حتى 2000 دينار، والكراسي من 1700 دينار حتى 2000دينار، وعقب أن الصناعة المحلية ساهمت في توفر السلع واختلافها.
وبينما يقبل الشباب على اقتناء الكراسي القابلة للثني التي يسهل حملها، تركز عائلات على اقتناء أواني الأكل وحفظ الطعام المصنوعة من البلاستيك، وفقا لمسير المتجر، الذي أكد أن السنوات الأخيرة عرفت تغيرا في ثقافة شراء هذه المنتجات لدى الزبائن الذين يحبون توفير وسائل الراحة للاستمتاع بخرجتهم دون الحاجة إلى كرائها. التقينا باسكندر، وهو مسؤول عن جناح الوسائل الخاصة بالرياضات الجبلية والتخييم، بمحل يتواجد في «ريتاج مول»، أخبرنا أثناء الحديث معه أنه تكون في هذا المجال حتى يكون أكثر اطلاعا على ما يوجد فيه، وكذا ليقدم الفائدة والنصائح اللازمة للزبون.لاحظنا من خلال حديث الشاب أنه ملم بكل تفاصيل السلع من طريقة الصنع إلى الخصائص، فضلا عن المواسم التي تصلح لها، ونوع الرياضة، وفي هذا السياق قال إن الألبسة والأحذية المتوفرة في المحل تختلف حسب كل نشاط، إما مخصصة للمسارات الجبلية، السير في الطبيعة، أو التجوال، يضيف أن هذا التنويع أساسه تسهيل مغامرة الجوال وجعلها آمنة وسليمة من الأذى.
كذلك بالنسبة لوسائل التخييم، وذكر أن الخيام أيضا توجد منها الموسمية خاصة بالصيف، أو الشتاء أو كليهما، الأمر نفسه عند الحديث عن أكياس النوم وأردف أن محبي التخييم في الغابات صيفا يختارون أكياس النوم التي تكون درجة حرارتها منخفضة ويضيفون معها بساط عازل للبرودة.أما عن أكثر الوسائل التي يقبل عليها زبائن المحل، تحدث إسكندر عن مظلات البحر التي تشبه الخيام لكنها أصغر منها حجما، تستعمل للنوم وتغيير اللباس، حيث تحتوي على فتحة أمامية ذات ثقوب ضمانا للتهوية، تكون مغايرة للتي توضع أمام الكراسي للحماية من حرارة الشمس، بالإضافة إلى الطاولات الصغيرة القابلة للثني، والأفرشة.
مواقع التواصل الاجتماعي نشرت توجها جديدا
تطرق البائع أيضا إلى تعامل الزبون مع هذه السلع والمعايير التي يعتمدها في الاختيار، ومن خلال احتكاكه بهم أخبرنا أنه يوجد زبائن أصبحت لديهم خبرة في أنشطة الرياضات الجبلية والتخييم خصوصا المغتربين، يضيف أنهم يختارون الوسائل بعناية ويركزون على الخفة والمساحة التي تشغلها عند وضعها في السيارة أو حفظها في المنزل. وبحسبه فإن الشباب والأطفال أيضا أصبحوا يهتمون بهذا المجال خصوصا الذين يحبون استكشاف مناطق جديدة، وما زاد من اهتمامهم ظهور مجموعات تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبرمج خرجات إلى المناطق الجبلية أو الغابات، لذلك فإن الزبون وفقا له، يحب أن يحصل على الوسائل الخاصة لخوض هذه التجربة والاحتفاظ بذكراها بالتقاط صور مميزة تكون بمظهر مناسب للخرجة من ألبسة، قبعات، حقائب وأحذية.
ويقدم البائع نصائح وتوجيهات للزبائن الذين يقصدون المحل، وأفاد أنه يطرح عليهم مجموعة من الاستفسارات حول نوع النشاط إذا كان تخييم، تجوال، سير طويل، المدة التي سيقضيها في المكان، نوعية المسار جبال، منحدرات، طبيعة، وعلى هذا الأساس يوجهه للمنتج الذي يفي بالغرض. وعن الأسعار ذكر أنهم يوفرون السلع العادية التي يستطيع المواطن البسيط اقتنائها، مشيرا إلى بعض منها على سبيل المثال الخيام التي يبدأ سعرها من 6000دينار، والكراسي التي تترواح بين 1700دينار و 13000 دينار، بالإضافة إلى المنتوجات الاحترافية التي يقتنيها المتخصصون في الرياضات الجبلية والتخييم وتكون أسعارها مرتفعة نوعا ما.
اختيار معدات التخييم يقوم على نوع النشاط
تحدثنا مع عائلة تتكون من زوج وزوجة وابن الذين قالوا إنهم من هواة التخييم والرياضات الجبلية خصوصا الزوج علاء الدين، وفي دردشة جمعتنا بهم لاحظنا أنهم يملكون رصيدا عن هذه الأنشطة فضلا عن الوسائل والأدوات الخاصة بها.
وقال علاء الدين أن الرياضات الجبلية تنقسم إلى أنواع المشي لمسافات قصيرة، طويلة، طويلة جدا، أما التخييم حسب المدة التي سيقضيها الشخص من ثلاثة أيام إلى أسبوع، أو أقل من أربعة أيام وهو ما يُعرف بـ»بيفوك» وفقا له،وكل نشاط له أدوات خاصة فعلى سبيل المثال أوضح السيد أن التجوال يجب أن تكون أدواته خفيفة في الحجم حتى لا يشعر الجوال بالتعب أثناء المشي، بالإضافة إلى الأحذية، القمصان المصنوعة من القطن تفاديا للحساسية ولامتصاص العرق، أيضا العصي التي يرتكز عليها الجوال عند المشي أو صعود المرتفعات، وكراسي صغيرة الحجم قابلة للثني للراحة. أما الزوجة سارة أخبرتنا أن كل فرد منهم يمتلك أدواته الخاصة حتى الابن صاحب الخمس سنوات، تضيف أنهم متابعون لكل ما هو جديد في السوق ولا يتوانون عن شراء أي وسيلة يجدونها تسهل خرجاتهم خصوصا وأنهم منخرطون في مجموعات خاصة بالتخييم والترحال.
وذكرت السيدة بعض الوسائل التي تتوفر لديهم مثل الأفرشة الخاصة، الكراسي، أواني للأكل والشرب خاصة، أكياس النوم، الخيام، اللباس والأحذية، سواء للتخييم أو البحر.
إ.ك