غيرت قاعات ونواد رياضية استراتيجية النشاط هذه الصائفة، وذلك لمضاعفة الاستقطاب صيفا، خصوصا بالنسبة للعنصر النسوي. وقد اختارت مدربات لياقة بدنية، وزومبا الفضاءات المفتوحة التي تجتمع بين المتعة ونقاء الهواء، لتنظيم أنشطة رياضية نسوية جماعية، تضمن الترفيه وتلبي رغبة السيدات في استعادة الرشاقة، والشابات في الحصول على أجساد قوية وصحية، كما تتيح برامج التدريب الفرصة للفتيات الصغيرات كذلك.
أسماء بوقرن
وتشمل هذه البرامج التي تشرف عليها رياضيات متخصصات، التدريب المعنوي لتحسين الصحة النفسية قبل مباشرة أي نشاط رياضي، مثلما تنفرد به بطلة إفريقيا والجزائر للملاكمة منال محرزي، التي نجحت في تغيير الصورة النمطية عن الرياضة النسوية، وفتحت أبواب مؤسسات مثل ملعبي الشهيد حملاوي و19 جوان أمام السيدات العاديات للتدريب كما نجحت قاعات رياضية في تنويع نشاطاتها واعتماد أنماط تدريب حديثة.
تزيد حركية الأنشطة الرياضية النسوية صيفا، حيث تستغل سيدات وقت الفراغ والعطل لممارسة الرياضة للتخلص من إرهاق الوظيفة وعبء المسؤولية الأسرية وتحسين المزاج، وهو ما ضاعف الإقبال على قاعات الرياضة التي رفعت عدد الأفواج المخصصة لهذه الفئة، وفتحت أفواجا أخرى للفتيات الصغيرات، كما نوعت أنشطتها استجابة للطلب.
المتنقل بين صفحات قاعات ونواد رياضة مخصصة للنساء بقسنطينة، يلاحظ تغيير العديد منها لإستراتيجية العمل، واعتماد مخططات جديدة تواكب مستجدات المجال وتستجيب لرغبة الزبون.
ويقوم تجديد على عصرنة معدات التدريب بدرجة أولى، وتغيير ديكورات القاعات، وإدراج أنشطة فرعية مكملة للنشاط الرياضي الرئيسي لتغير النمط الكلاسيكي، فيما خرجت قاعات عن المألوف وانفردت بتوفير بيئة ترفيه أفضل تشمل مختلف الأعمار، وذلك بتنظيم أنشطة رياضية في الملاعب والفضاءات الغابية، تعتبرها الأنسب في هذا الفصل، لما تضمنه من متعة وراحة نفسية.
الانطلاقة من غابة البعراوية..
نجحت ابنة قسنطينة، وبطلة الجزائر وإفريقيا في الملاكمة، منال محرزي، في إحداث التغيير ومواكبة أنماط الرياضة الحديثة الموجهة للنساء على مستوى عالمي، حيث لم تقيد نشاطها بالتدريب داخل قاعات الرياضة المغلقة، بل استغلت الفضاءات المفتوحة بدءا بغابة البعراوية، لإطلاق أولى حصص الرياضية الجماعية النسوية في الهواء الطلق، وقد كانت البداية بسيدة تدريجية، ثم تضاعف عدد المشاركات ليتجاوز المائة حاليا.
تقول البطلة منال محرزي، إن جائحة كورونا، وطول فترة إغلاق قاعات، الرياضة كانت فرصة للتوجه نحو الفضاءات المفتوحة وتغيير الصورة السائدة التي تقيد النشاط النسوي وتحصره داخل قاعات مغلقة.
حيث أعلنت عن مبادرة رياضية لتدريب السيدات في الهواء الطلق تزامنا واستمرار الحجر، وتم ذلك بغابة البعراوية بمعدل حصتين في الأسبوع، حيث باشرت أول حصة بعنصر واحد ليصل العدد في ظرف وجيز إلى 40 امرأة تحدين الظروف لحضور كل الحصص.
أوضحت محدثتنا، أن بينهن من كانت تحضر معها رضيعها ومرافقا له لتستمتع بالنشاط، وقد لمست فيهن التعطش لمثل هذه المبادرات، كما لاحظت تجاوبا كبيرا. مردفة أن أكثر ما ساهم في نجاح هذه التجربة هي الثقة التي افتكتها بفضل مسارها الرياضي وتتويجها بألقاب وطنية ودولية كالمرتبة الخامسة عالميا في الملاكمة، ناهيك عن خبرتها التي فاقت 15 سنة في المجال الرياضي، ما شكل مصدر تحفيز وحماس بالنسبة للنساء
حصص خاصة بالتدريب المعنوي
أوضحت منال، العضو في جمعية النادي القسنطيني للملاكمة، أنها استغلت تجربتها الرياضية الطويلة في رياضة النخبة لضمان تدريب مدروس واحترافي، يحقق فعلا ما تصبوا إليه السيدات، وهو التخلص من الضغوط النفسية بدرجة أولى، ما جعلها تضع جدولا محكم الدراسة لبلوغ النتائج المرجوة.
ينطلق العمل حسبها، من تنظيم حصص التدريب المعنوي " كوتشينغ مونتال"، المهمة جدا لتحرير النساء من التأثيرات النفسية الناجمة عموما عن ضغوطات الحياة والوظيفة تحديدا، كما تخصص جدولا للثقافة الغذائية يحدد نظاما مكملا للنشاط الرياضي، يكون موجها للنساء الراغبات في التخلص من الوزن الزائد خاصة الشابات اللواتي يرغبن في استعادة رشاقتهن.
كما تخصص المدربة لعضوات فريقها مجموعة عبر الواتساب للتواصل والتحفيز، وقد تمكنت مع مرور السنوات من استقطاب سيدات من مجالات مختلفة، بينهم ربات بيوت وطبيبات ومعلمات وغير ذلك.
وكخطوة مكملة انتقلت مبادرة ممارسة الرياضة في الهواء الطلق صيفا من المحيط الغابي إلى الملاعب، وبالضبط ملعب الشهيد حملاوي، أين جمعت الطبعة الثانية 70 امرأة أعمارهن بين 20 و 65 سنة، ليتزايد العدد في طبعات موالية، نظمت في ملعب 19 جوان، ومعهد تكوين إطارات الشباب والرياضة، ووصل العدد إلى 170 امرأة.
بطاقات رقمية برمز الاستجابة السريعة
وتقول المدربة منال، التي قضت 15 سنة في رياضة النخبة، إنها تقدم تسهيلات للمنخرطات، بداية بعملية التسجيل التي تتم عن بعد مع توفير بطاقات مزودة برمز الاستجابة السريعة لتسهيل عملية الدخول للملعب، وضمان التأمين الاجتماعي لهن.
كما تصر دائما على تجديد الحماس في الحصص، وذلك من خلال تخصيص وقت للأطفال من أبناء المسجلات اللواتي يتعذر عليهن إيجاد مرافق لحماية الصغير، وتضمن لهن تدريبا مدروسا رفقة مدربة متخصصة وبرنامج مضبوط، يساعدان على التخلص من إدمان استعمال الهاتف وهو ما تمكنت من تحقيقه فعلا.
وقد مكن تنظيم حصص في الفضاءات المفتوحة من استقطاب عدد كبير جدا من السيدات، منهن مغتربات عدن لقضاء العطلة في أرض الوطن، كما استقطب النشاط أجنبيات مقيمات في الجزائر بينهن روسيات وكرواتيات، وأخريات من بولونيا وفرنسا.
وسمحت المبادرة بتكوين علاقات اجتماعية جيدة بين السيدات اللواتي صرن يشكلن أسرة واحدة، وعن طبيعة الأنشطة التي تنظمها، قالت منال إن البرنامج متنوع ويشمل الزومبا، واليوغا، والفيتنس، والبوكسينغ.
كما تستعين بـ "دي جي" لإضفاء أجواء حماسية على الحصص، باعتماد موسيقى تحفيزية خاصة، وتوظف وسائل تصوير حديثة من بينها الدرون لنقل نشاطها عبر الفضاء الافتراضي وإظهار احترافيتها في المجال، ما أكسبها ثقة كل من قصدتها.
محدثنا وهي نائبة رئيس الفدرالية الجزائرية للملاكمة، مكلفة بالرياضة النسوية سابقا، وعضو سابق في المكتب الوطني للملاكمة، قالت إنه وبالرغم من أن المبادرة الأولى من نوعها، وتحظى باهتمام العديد من النساء، وقد مكنت من رفع الغبن عن سيدات المدينة المتعطشات لهذا النوع الأنشطة، إلا أنها واجهت مؤخرا صعوبات إدارية تتعلق باستئجار المرفق المتمثل في ملعب معهد تكوين إطارات الشباب.
وأوضحت، أنها رغم تلقيها الضوء الأخضر من والي الولاية، الذي وافق على أن الفضاء يعد الأنسب لضمان الخصوصية، ناهيك عن سهولة التنقل إليه، إلا أنها لا تزال تصدم بمشكل الترخيص الإداري.
وقد دعت الجهات المعنية إلى إعادة النظر وتقديم التسهيلات اللازمة لها وفريقها، خاصة وأن مبادرتها تساهم في تمويل المرفق من خلال دفع تكاليف الكراء.
وقالت، إنها تهدف بعد خمس سنوات إلى فتح قاعة رياضية ثم منصة رياضية تشمل أكثر من 500 شخص.
برنامج خاص لفئة الصغيرات
من جهة ثانية، تعتبر قاعة "ساما جيم" الكائن مقرها ببلدية عين سمارة بولاية قسنطينة، من النماذج التي صنعت التغيير، لتقدم صورة مختلفة عن النشاط الرياضي النسوي، بفضل حصص رياضية نسوية وأخرى خاصة بالفتيات بين عمر5 و 12 سنة.
إلى جانب ذلك، تقترح القاعة على المنتسبات برامج تشمل الرقص الكلاسيكي ومختلف الأنشطة الرياضة مثل الزومبا، سواء بهدف المتعة أو إنقاص الوزن.
كما تدرج القائمة على القاعة، ريم عيساسنو، أنشطة فرعية ترفيهية مكملة للنشاط الرياضي، موضحة أنها باتت أساسية لما تضمنه من متعة للسيدات، ومردفا بأنها لم تدرج بشكل عشوائي وانما استنادا لخبرة مدربات يسهرن على تقديم خدمة نوعين للمسجلات بالقاعة التي اكتسبت شريحة واسعة من الوفيات لنشاطها على مدار ثماني سنوات من الخدمة.
حصص الزومبا الأكثر طلبا
وتقدم القاعة نشاطات رياضية متنوعة، تتمثل في الأيروبيك، وكمال الأجسام، واللياقة البدنية "فيتنس"، وحصص الزومبا التي تعتبر من أكثر الأنشط إقبالا، لما توفره من متعة وترفيه على مدار ساعتين من الزمن.
وتستقطب الرياضة صيفا مختلف الفئات العمرية حسب ريم، نظرا لرغبة السيدات في كسر الروتين خلال العطلة وتجديد الطاقة لاستعادة اللياقة البدينة وبداية سنة جديدة. ولذلك تستجيب القاعة للطلب المتزايد وتضاعف ساعات العمل مع توزيعها على كل أيام الأسبوع، في الفترة ما بين الرابعة مساء والسادسة والنصف، كي تشمل كذلك السيدات الموظفات.
وحسب المتحدثة، فإن وتيرة التسجيل تبلغ أحيانا ما معدله 26 سيدة في اليوم، بمعدل 15 سيدة في الفوج الواحد.
وعن حصص "الفيتنس" قالت، بأنها تلقى إقبال من يعانين من وزن زائد ويحلمن بقوام رشيق، حيث تتيح القاعة امتيازات لكل من تسجل في حصص "الفيتنس" والأيروبيك" وذلك بتقديم متابعة غذائية مجانية.
أما فيما يتعلق بحصص كمال الأجسام فتستقطب الفتيات النحيفات اللواتي يرغبن في زيادة الوزن، والحصول على جسم ممتلئ.
وأوضحت بخصوص الأسعار أنها لا تتعدى 500 دينار للحصة، أما في حال الاشتراك الشهري فإن السعر يرتفع إلى 1500دينار مقابل أربع حصص، مع وجود صيغ أخرى مختلفة للاشتراك.
أ ب