الأربعاء 3 سبتمبر 2025 الموافق لـ 10 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

تقلــيد غنائي شهير بتبسة: الرحبيّة .. نافذة جماليّة على التراث المحلي


يعتبر فن الرحّابة، أو الرحبية، أو إيرحابن باللغة الأمازيغية، واحدا من أبرز الفنون التراثية المعروفة على المستوى الوطني خاصة في منطقة الأوراس الكبير، أين يتوزع ويتنوع هذا الطابع الغنائي عبر عديد المدن ويحظى باهتمام كبير، بل ويعتبر طقسا مكرسا في الأفراح.
وقد عرفت مدينة تبسة هذا الفن منذ عقود حيث حجز مكانا له في الثقافة المحلية وصار جزءا من التقاليد الغنائية الشعبية في المنطقة، إذ يرافق الأعراس و الأفراح وحتى المناسبات الوطنية، وحسب صالح بريكة باحث في تراث ورئيس مصلحة النشاطات الثقافية بمديرية الثقافة لولاية تبسة فإن «الرحبية» سميت بهذا الاسم نسبة للمكان الذي تؤدّى فيه، وهو المكان الرحب و الواسع الذي يتوسط مجموعة البيوت أو القرية.

وتمتاز الرحبية التبسية كما أوضح، بكونها فنا رجاليا خالصا إلا في حالات نادرة بالإضافة إلى عدم اعتمادها على أية آلة موسيقية أو إيقاعية عكس باقي المناطق الأخرى التي قد تعرف مشاركة العنصر النسوي مثلا، أو مرافقة لآلة البندير الإيقاعية لحناجر المؤدين قصد إضفاء جو خاص على الأداء.
والرحبية التبسية كما أوضح بريكة، تنفرد بعدد صفوفها الذي لا يتجاوز صفّين اثنين متقابلين في كل واحد أربعة رجال، يقف كل صف في تراص تام و تشابك محكم ومنظم للأيدي، تعبيرا عن إتحاد أبناء القبيلة فيما بينهم و صلابتهم أمام مختلف المشاكل و مصاعب الحياة، و يؤدون جماعيا أغاني الحب و لوعة الفراق، ويتغنون بالبطولات الثورية للأجداد، و بمولد المصطفى خاتم المرسلين عليه الصلاة و السلام و صفاته و أخلاقه.
ويتم كل ذلك في خطوات مدروسة بين ذهاب و إياب، يتخللها ضرب منظم و موحّد للأرجل على الأرض في مشاهد احتفالي، وتحتسب الخطوات و ضربات الأرجل حسب نوع الرحبية المقدم، والذي يتنوع بين النموشي، والصحراوي، والسروجي.
ويتأسف الباحث اليوم كثيرا لما آل إليه حال « الرحبيّة «، بعد أن كان هذا الفن حسبه شائعا، وتقليدا يزين مختلف أفراحنا و مناسباتنا، و يعبر بصدق عن أصالتنا و تشبثنا بتراثنا و أرضنا، فهذا التراث الغنائي يصارع شبح الاندثار.
وعرج الباحث في بحث أعده حول هذا الفن، للحديث عن فرقة الكاهنة الفلكلورية لمدينة بئر العاتر، بقيادة الفنان الفلكلوري الكبير عبد الله سلطاني، قائلا إنها الفرقة الوحيدة على المستوى الولائي التي ما تزال تهتم بهذا الفن الأصيل، و تخصص له جانبا و حيزا من عروضها.
وأوضح بهذا الخصوص، أن مديرية الثقافة لولاية تبسة قامت مطلع سنة 2014 ، بتدوين و تسجيل كل ماله علاقة بهذا الفن لحمايته من الزوال والاندثار النهائي، بالإضافة إلى إعداده لدخول قاموس الرقص الشعبي الوطني كأحد كنوز الموروث الشعبي بولاية تبسة، حيث تم إنشاء فريق فني تقني مختص في الفنون و الرقص الشعبي تابع لمؤسسة الباليه الوطني.
ع/نصيب

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com