الأربعاء 3 سبتمبر 2025 الموافق لـ 10 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

حين يتحول الطعام إلى مهاجم: الأغذية الالتهابية.. خطر «صامت» مسؤول عن الأمراض المزمنة

يشكل الطعام المصدر الأول لتقوية أجسامنا وتزويدها بالطاقة، إلا أنه يمكن أن يتحول إلى مهاجم «صامت»، يساهم في الإصابة بالالتهابات المزمنة التي بدورها تعمل على تطور العديد من أمراض العصر الأكثر انتشارا، في وقت يشدد خبراء التغذية على أهمية إتباع نمط غذائي صحي بعيد عن نوع محدد من الأطعمة من شأنه أن يكون فعالا في التقليل من خطر الإصابة بهذه الأمراض.

تشير الكثير من الدراسات اليوم لوجود علاقة وطيدة بين نمط التغذية والالتهابات المزمنة التي تعاني منها شريحة واسعة من الأشخاص، فتسارع أسلوب الحياة وتوجه الكثيرين نحو الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة، دفع بالأطباء والعلماء لدق ناقوس الخطر بشأن ما يعرف بـ»الأغذية الالتهابية» ودورها المحوري في التسبب بمجموعة من الأمراض المزمنة التي اجتاحت كافة المجتمعات حول العالم.
* أخصائية التغذية العلاجية، الدكتورة آغا آسيا
التغذية الخاطئة.. المسؤول الأول
وتقول أخصائية التغذية العلاجية ، الدكتورة آغا آسيا، أن أسلوب التغذية مسؤول بشكل مباشر عما يعانيه الكثيرين من التهابات مزمنة، تساهم حسبها في تطور العديد من الأمراض كالسكري، أمراض القلب، السرطان وحتى التدهور العصبي، الحساسية، الاكتئاب، السمنة، الأمراض الانتكاسية العصبية، الزهايمر، باركينسون والأمراض المناعية بما فيها التصلب اللوحي وحتى التوحد، موضحة أن الكثير مما تحويه موائدنا اليوم من أطعمة تعمل بشكل مباشر على تعزيز الالتهابات.
وأكدت الأخصائية أن الأمعاء المتوازنة تفرز 90 بالمائة من السيروتونين أو هرمون السعادة، بما يجعل الأمعاء ليست مجرد أنبوب هضمي، بل العقل الثاني للجسم، إلى أن إتباع نظام غذائي غير صحي، من شأنه أن يكون أمرا خطيرا نتيجة للأضرار السلبية الناتجة عن ذلك، وتتحدث عن أطعمة معينة يشكل الإفراط فيها خطرا فعليا وفي مقدمتها اللحوم الحمراء والمصنعة، والتي تؤكد أنها على الرغم من كونها مصدر رئيسي للحديد، يتحول إلى محفز للالتهابات عند تجاوز احتياجات الجسم المطلوبة.
هذه الأطعمة تخلف بيئة التهابية
كما تحتوي اللحوم الحمراء أيضا على حمض الآراشيدونيك وبعض الأحماض الآمينية كحمض لوسين، بحسب الطبيبة، التي أوضحت أن هذه الأحماض مع الحديد تعمل على تنشيط مسارات الالتهابات في الجسم، كما تحتوي اللحوم أيضا على مواد سامة مصدرها الجراثيم التي تزيد من خطر الالتهاب، مشيرة أيضا إلى منتجات الألبان والأجبان التي عند الإفراط في تناولها دون توازن مع الأوميغا 3، تساهم في توليد بيئة إلتهابية في الجسم.
وتشدد الأخصائية أيضا على دور الخضار في توفير احتياجات مفيدة للجسم، وتؤكد أن النظام الفقير منها يحرم الجسم من المغنيزيوم والبوليفينول ومضادات الأكسدة والألياف الموجودة في الخضر، وهي التي تعمل على خلق التوازن المناعي ومحاربة الالتهابات، متحدثة أيضا عن تأثير الإفراط في استهلاك القهوة التي وعلى الرغم من فوائدها، إلا أنها تحرض على إفراز الهيستامين في المعدة مما يزيد حموضة المعدة ويعرقل عملية امتصاص المغنيزيوم. وتحذر من السكريات السريعة التي يعزز من امتصاصها وجود الملح، مع الدهون المشبعة، والإفراط في استهلاك في حمض الأوميغا 6 الموجود في المارغرين وزيت المائدة وبعض الأحماض الآمينية، وكل هذه العناصر يمكن أن تحدث اضطراب توازن بكتيريا الفلورا المعوية، مضيفة أن وجود الميكروبات الصحية تفرز نوعا من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تقلل الالتهاب، وبالتالي تكون فلورا المعدة جيدة مما يحمي الغشاء المعوي ويمنع امتصاص السموم،
لكن إذا كان هناك خلل فيها تتراجع هذه المركبات ويزداد إنتاج المواد المؤذية في الجهاز الهضمي، وبالتالي زيادة نفاذية السموم في الأمعاء وتخلق بكتيريا تسبب أمعاء مسامية، وأوعية دموية متسعة تسبب ارتفاع ضغط الدم، وكذا زيادة تراكم الدهون الالتهابية في الكبد وأكسدة الكوليسترول الضار.
عناصر غذائية وسلوكات هدامة
كما تعتبر السعرات الحرارية الزائدة من بين مسببات الالتهابات، وتقول الدكتورة إن الإكثار من الطعام يسبب تعب الجسم ويسرع شيخوخة الجسم، على عكس الصيام المتقطع، ويضاعف دفاعات الجسم الطبيعية، كما أن الجسم بعد الأكل يمر بحالة التهابية خاصة إذا كانت الوجبات غنية بالدهون المشبعة والسكريات والبروتينات الحيوانية، مما يشكل احتقانا التهابيا يدوم بين ساعتين إلى 6 ساعات، وفي حال تكرار هذه الوجبات لا يحصل الجسم على وقت للتعافي.
كما تحدثت الخبيرة عن التغذية الصناعية الحديثة الغنية بالبروتينات الحيوانية والدهون المشبعة والسكريات السريعة الفقيرة من الألياف والبروبيوتيك التي ستغذي هذا الخلل، كما تؤدي المضادات الحيوية حسبها إلى هدم الفلورا المعوية، فضلا عن الضغوط النفسية التي قالت أنها تفاقم الوضع وتدهور التوازن الهضمي لأنها تسبب الالتهابات مع عدم الحركة واضطرابات النوم.
هكذا نتفادى الإلتهابات
في المقابل من ذلك، تشير الطبيبة إلى وجود عناصر غذائية تعرف بخصائصها المضادة للالتهابات مثل الأوميغا 3 ومضادات الأكسدة، المغنيزيوم، الثوم، الزنك، السيلينيوم، الفيتامين د والفيتامين ك 2 والكركم، الموجودة في الأطعمة وحتى في المكملات الغذائية عند الضرورة.
ودعت الدكتورة آغا إلى ضرورة إعادة النظر في الاختيارات العذائية اليومية والابتعاد عن الأغذية المصنعة، والدهون المشبعة مثل زيت المائدة والمارغرين، مع الإكثار من الخضراوات والزيوت الصحية والحبوب الكاملة، وترك فترات راحة بين الوجبات، معتبرة التغذية ليست راحة فحسب، بل هي لغة يتحدث بها الجسم مع نفسه ومع الأعضاء، فإما أن يغذى للشفاء أو يطعم للإصابة بالداء. إيمان زياري

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com