شرعت مؤخرا، مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية أم البواقي في تنظيم أيام تكوينية لفائدة مؤسسات استقبال الطفولة المعتمدة، بهدف التحسيس باعتماد الدليل البيداغوجي الجديد كمرجع للعاملين فيها، والحد من استعمال الكتب الخارجية لتلقين الأطفال دروسا في مواد تعليمية مختلفة.
ومن المنتظر أن يشرع القطاع في تنظيم عمليات تفتيشية تحسيسية للنظر في مدى التزام أصحاب المؤسسات المختصة في استقبال الطفولة بتطبيق التوجيهات التي قدمت لهم.
وأوضحت المفتشة التقنية والبيداغوجية للتربية المتخصصة بمديرية النشاط الاجتماعي لولاية أم البواقي، دليلة فنانير في تصريحها للنصر بأن الدليل البيداغوجي حول مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة الذي صدر من وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، يعتبر مرجعا للعاملين بمؤسسات الاستقبال، ويوحد البرامج على المستوى الوطني ويشمل تطبيق معايير لضمان جودة التكفل بالأطفال خاصة في مرحلة الطفولة الصغيرة.
كما يساهم الإصدار حسبها، في التنمية الشاملة للطفل من كل الجوانب سواء الحسية، أو المعرفية، أو الاجتماعية، والعاطفية، ويعتبر بمثابة داعم لتوفير البيئة المناسبة المحفزة لتنمية قدرات الأطفال لأقصى حد لإنشاء طفل ذو شخصية قوية ومتوازنة مشبع بالقيم الوطنية والأخلاقية والدينية، وهو دليل يضم 24 محورا، وسينظم عمل مسيري ومدراء مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة سواء في الجانب الإداري أو البيداغوجي.
وأضافت المتحدثة، بأن الدليل تطرق لكل الجوانب سواء المعرفية أو الحسية خاصة فيما يخص تقسيم كل الأطفال حسب المستويات العمرية مؤكدة، بأنه أصبح من الإجباري على هذه المؤسسات تطبيق البرنامج البيداغوجي لوزارة التربية وتجنب العمل بالمناهج الخارجية.
وحدد الدليل التوقيت الزمني الأسبوعي لكل فئة عمرية، ولم يغفل عمل دور الحضانة ونشاطها بعيدا عن عمل رياض الأطفال وكذا عمل المؤسسات متعددة النشاطات، فحتى القسم التحضيري بات ملزما حسبها، باتباع الدليل الذي يقدم نماذج تربوية عن الأعمال البيداغوجية مع أخذ الفروقات الفردية للأطفال بعين الاعتبار، لمعالجة نقاط ضعف كل طفل وتسجيل الملاحظات، وتخصيص سجل للتواصل مع الأولياء، والتركيز على الفضاءات الخارجية لأنها لا تقل أهمية تربوية عن الفضاء.
وأوضحت، أن الطفل في هذه المرحلة يتميز بالحيوية والنشاط، مع التأكيد على تقريبه من الطبيعة واستعمال طرق اللعب بالتراب والماء وغيرها من وسائل العمل البيداغوجية، على غرار بطاقات التقييم عند الطفل سواء الخاصة بالعمل التكاملي، أو الدوري، أو النهائي وتشمل مراحل تطور الطفل داخل المؤسسة.
وبينت المتحدثة، بأن الدورات التكوينية ستركز على سبل تسهيل العمل بالدليل البيدغوجي الجديد، وإزالة كل اللبس الذي يطرحه مسيرو مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة، أين تم حذف اللغة الإنجليزية من المنهاج.
وطالبت المعنية، بضرورة الالتزام بما ورد في الدليل، لأن الطفل في هذه المرحلة يتميز بالنمو السريع، وقد تم الاعتماد على اللغتين العربية والفرنسية فقط، حتى لا تضاف لغة أخرى من شأنها أن تشوش على تلقيه من الجانب اللغوي.
وبينت المفتشة، بأن الدليل الجديد تم تعميمه على كل مؤسسات الطفولة الصغيرة، وهو دليل ثري من كل النواحي التي تخص المؤسسات وأضاف، بأن الخرجات التفتيشية ستكون للمرافقة والتحسيس وتبسيط بعض الأمور غير المفهومة في الدليل من أجل ضمان تطبيقه بشكل سليم.
من جهته، تطرق رئيس مصلحة نشاطات التضامن وبرامج وكالة التنمية الاجتماعية فوزي اليزيد، إلى بعض الجوانب الإدارية في تسيير مؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة، أين بين بأنه يتعين على مسيري المؤسسات عدم تجاوز طاقة الاستيعاب المصرح بها لكل مؤسسة، أين يمنع تجاوز العدد القانوني، مع وجوب إعلام مصالح المديرية بأي تغيير يطرأ على المستخدمين داخل الروضة على أن يكونوا مؤمنين اجتماعيا.
وذكّر المتحدث، ببعض الأساسيات المطلوبة لضمان حسن تسيير المؤسسة، من خلال ضرورة تأمين كل الأطفال والمستخدمين وحتى البناية التي تحتضن المؤسسة، مع السماح للأولياء بزيارة أبنائهم داخل المؤسسة في إطار منظم، والتأكيد على تحديد قائمة الوجبات الغذائية لكل فئة عمرية بالتشاور مع مختصين في التغذية.
وطلب من مسيري المؤسسات إدراج أفواج خاصة بذوي الاحتياجات مؤكدا بأن من حق هذه الفئة أن يكون لديها فضاء للتعلم.
أحمد ذيب
