طلقت أمس الأول، زهاء 500 عائلة موزعة على قرى بلدية درقينة بجاية، معاناة جلب قارورات غاز البوتان، بعد دخول شبكة الغاز الطبيعي حيز الخدمة، في مشاريع خصص لها مبلغ مالي قدره 180 مليار سنتيم، ما خلف ارتياحا واسعا بين العائلات المستفيدون القاطنة بمناطق جبلية وغابية صعبة التضاريس.
وأكد كمال الدين كربوش والي ولاية بجاية، في تصريح صحفي، على هامش إعطاء إشارة انطلاق استغلال شبكة الغاز على مستوى قرية أقباو، على تحقيق إنجاز هام في مجال التنمية المحلية، يتمثل في ربط أكثر من 500 عائلة بشبكة الغاز الطبيعي في بلدية درقينة، بالتكلفة المذكورة سالفا، موضحا أن هذه العملية تأتي في سياق الاحتفالات المخلدة للذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945، وتجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، الرامية إلى ضمان وصول هذا المورد الطاقوي الحيوي إلى العائلات، مع رفع التحدي لإيصاله إلى المناطق الجبلية المعروفة بصعوبة تضاريسها، والتي تتطلب مجهودا وميزانية مضاعفة لتغطيتها بشبكة الغاز الطبيعي.كما أشار المسؤول الأول عن الولاية، إلى التقدم المحرز في مجال ربط البلديات بالغاز الطبيعي، حيث أكد أن نسبة التغطية في بلدية درقينة قد بلغت حاليا 80 بالمائة، فيما وصلت نسبة التغطية في بلدية «تينبدار» إلى 100 بالمائة، وأعرب عن أمله في استكمال ربط جميع البلديات المتبقية وكافة السكان بشبكة الغاز الطبيعي خلال العام الجاري 2025، على غرار السكنات المتبقية ببلديات خراطة تاسكريوت أيت اسماعيل وتوجة، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تندرج ضمن جهود السلطات المحلية والمركزية، لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين وتوفير الخدمات الأساسية، خاصة في المناطق التي عانت من نقص في هذه المرافق الحيوية.
إطلاق مشاريع سكنية ببلديتي أوقاس وتسكريوت
انطلقت أشغال انجاز مشروعين سكنيين بصيغة الترقوي المدعم، بحصة إجمالية قدرها 130 وحدة ببلديتي أوقاس وتسكريوت، بولاية بجاية، بالتزامن مع الاحتفالات المخلدة لذكرى مجازر الثامن ماي 1945، بعد إتمام جميع الإجراءات الإدارية والقانونية ومنح الصفقات للمقاولات المكلفة بالانجاز.وأعطى الوالي إشارة انطلاق هاذين المشروعين، مؤكدا على أنهما يندرجان في سياق الجهود المتواصلة، لتلبية احتياجات الساكنة في مجال السكن، أين أشرف على وضع حجر الأساس لانجاز 50 مسكنا بصيغة السكن الترقوي المدعم على مستوى بلدية تسكريوت، و80 مسكنا ببلدية أوقاس، لتضاف لباقي المشاريع طور الانجاز عبر إقليم الولاية . وزيادة على هذا، شهدت الاحتفالات باليوم الوطني للذاكرة، بداية استغلال مشروع شبكة التزويد بالمياه الصالحة للشرب، لفائدة سكان قرى تصفصافت والساحل ببلدية ملبو، إذ يعد هذا المشروع حسب ما أكده الوالي، مكسبا حيويا يهدف إلى تلبية احتياجات السكان في المناطق الريفية، خاصة فيما يتعلق بالخدمات الأساسية.
الكشف عن جدارية مخلدة لمجازر الثامن ماي
وتجسيدا لرمزية الذكرى، قام الوالي برفع الستار عن الجدارية التذكارية المخلدة للمجازر الهمجية، على مستوى الساحة الخضراء «8 ماي 1945» بحي ربيعة بمدينة بجاية، مشيرا إلى أن هذه الجدارية الفنية والتاريخية، تعتبر عرفانا بتضحيات الشهداء الذين سقطوا برصاص الاستعمار الفرنسي الغاشم، حين خرج الشعب الجزائري مطالبا بحقه في الحرية والاستقلال.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد الوالي على الأهمية البالغة لترسيخ الذاكرة الوطنية في وجدان الأجيال الصاعدة، مشددا على أن مثل هذه المبادرات تشكل جسورا حية تربط بين الماضي النضالي العريق والمستقبل الواعد للجزائر، مضيفا أن إحياء الذكرى الثمانين لمجازر الثامن ماي 1945 في ولاية بجاية، لم يكن مجرد استذكار للماضي، بل كان تجسيدا حيا لروح التحدي والإصرار على بناء مستقبل أفضل، فبين وضع حجر الأساس لمشاريع سكنية وتنموية، وتدشين أخرى حيوية، ورفع الستار عن صروح تخلد الذاكرة، تأكيدا على أن تضحيات الأمس هي وقود العزيمة لمستقبل واعد .
ع/ بوعبدالله