شارك أمس، وفد رفيع من الكفاءات الجزائرية في الخارج، بينهم باحثون ودكاترة، وكذا رجال أعمال مقيمون في أمريكا، كندا، فرنسا، كوريا الجنوبية، في ثالث لقاء تنظمه ولاية عنابة بالتنسيق مع السلطات العليا ممثلة في وزارات البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، التكوين المهني ووزارة الشباب، بهدف جذب الخبرات الجزائرية في الخارج وتعزيز بيئة الاستثمار التكنولوجي والاقتصادي.
وأشادت أمس، مديرة الحكامة المحلية بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية جوامع أمال، خلال الورشة الجهوية لتبادل الخبرات في مجال استحداث مراكز ابتكار على مستوى الجماعات المحلية، بمشاركة 11 ولاية عبر الوطن، بالتجاوب الذي أبدته الكفاءات الجزائرية في تطوير المجال التكنولوجي في الجزائر، حيث شارك 8 خبراء جزائريين بالخارج، بينهم أصحاب شركات في مجال الذكاء الاصطناعي، على مدار 3 أيام ضمن اللقاءات والورشات المنظمة بعنابة، يتقدمهم الدكتور بوسطوان فؤاد من أمريكا، مروان قادري صاحب شركة تكنولوجية ببريطانيا، عبد الرحمان مجادي خبير الحوسبة الرقمية بفرنسا، عماد الدين صنصري خبير في التحول الرقمي بكندا والدكتور حدو عبد النور مؤسس شركة بكوريا الجنوبية.
وفي السياق، زار الخبراء الجزائريون خلال تواجدهم بعنابة، مبنى «أنسيد»، الشاغر بالقرب من الجامعة المركزية بعنابة، والذي حول لاستغلاله ضمن مشروع لإنجاز حظيرة تكنولوجية، لتحسين بيئة الابتكار، باعتبار عنابة تحولت إلى ولاية رائدة وسباقة في إنجاز مركز للابتكار.
وتأتي هذه المساعي حسب تصريح الدكتور فؤاد بوسطوان على هامش زيارة مبنى «أنسيد» من أجل توفير المناخ المناسب للشباب الجزائري حامل المشاريع المبتكرة ،والولوج لعالم الذكاء الاصطناعي والمقاولاتية والمساهمة في تنمية الاقتصاد المحلي والوطني، قائلا «نحن ككفاءات جزائرية بالخارج في عدة دول، قدمنا للمساعدة في تهيئة خارطة طريق وتجهيز البنية التحتية وكل ما يلزم، لتكون الجزائر دولة فاعلة ومصدرة للتكنولوجيا».
كما جاءت زيارة الخبراء لعنابة، في إطار التعرف على المناخ التكنولوجي والاقتصادي في المدينة ومناقشة فرص التعاون والاستثمار، وتحويل مشروع الحظيرة التكنولوجية من حلم إلى واقع، والذي يعد من المشاريع الرائدة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ويمثل خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة تكنولوجية مبتكرة، تعزز من مكانة الجزائر على الساحة العالمية.
وتعكس هذه الجهود حسب القائمين على هذا المشروع، رؤية السلطات العليا في البلاد، لخلق منصة جاذبة للاستثمارات التكنولوجية والمواهب العالمية، ويعزز من مكانتها كمركز مستقبلي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الجزائر، بفضل الدعم والتنسيق الوثيق مع السلطات العليا ووزارات البريد و المواصلات السلكية واللاسلكية،، الشركات الناشئة، التكوين المهني والشباب.
وفي ذات السياق، أعلن وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية علي3 زروقي، بتاريخ 19 افريل الماضي، لدى زيارته لولاية عنابة، عن تحويل مقر «أنيسد» سابقا بسيدي عمار، إلى حظيرة تكنولوجية على شاكلة سيدي عبد الله بالجزائر العاصمة، حيث سيخضع الموقع لأشغال إعادة التأهيل قريبا، بما يسمح بإعادة استغلاله، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي القريب من المعاهد العليا والجامعة المركزية، والمركبات الصناعية.
وسيسمح هذا المشروع بإعادة الروح لهذا المبنى الضخم، بعد 20 سنة دون استغلال، ليصبح حظيرة تكنولوجية، تسمح بتوفير البيئة المناسبة لدعم المؤسسات الناشئة، وإسهامه في المجهود الوطني للرفع من الناتج المحلي الخام، حسب الوزير، حيث يتم العمل حاليًا بالموازاة مع ذلك، على إعادة هيكلة الوكالة الوطنية لترقية الحظائر التكنولوجية وتطويرها، والتي تشرف على تسيير هذه الفضاءات، بهدف تحسين تسييرها وضمان نجاعتها، كما أعلنت الوزارة مساهمة "مجمع إكسترا" الجزائر في تطوير الحظائر التكنولوجية وامتصاص البطالة و خلق مناصب شغل، حيث يتوقع خلق هذا الصرح بعنابة 3 ألاف فرصة عمل، كما ستهتم بمجال الذكاء الاصطناعي.
حسين دريدح