غيّب الموت ليلة أول أمس، المجاهد العقيد صالح عبيد المكنى ب”صالح لاندوشين”، ابن مدينة بكارية بولاية تبسة، عن عمر ناهز الـ 93 سنة. و يعد الفقيد أحد أبطال جيش التحرير الوطني، المشهود لهم إبان الثورة التحريرية بمقارعة وحدات الجيش الاستعماري الفرنسي.
ويعتبر المجاهد صالح «لاندوشين» المولود سنة 1932 ببكارية، من الرعيل الأول لجيش التحرير الوطني، حيث التحق بصفوفه في 1 جانفي 1955، وتقلد بداية مسيرته مسؤولية قيادة كتيبة المنطقة الخامسة للولاية التاريخية الأولى ثم قائدا لفيلق بذات المنطقة من 1961 إلى غاية الاستقلال، وقد خاض عدة معارك مع قوات العدو الفرنسي، أشهرها معركة الجرف الكبرى، ملقّنا العدو الغاشم دروسا في التكتيك والدهاء، ومكبّدا إياه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بفضل الخبرة العسكرية التي اكتسبها إثر مشاركته في حرب الهند الصينية.
الفقيد كان مشهودا له وسط رفاقه بالشجاعة والإقدام، وبتمسكه الوثيق بمبادئ وقيم الثورة التحريرية، أين أسهم في انخراط العديد من المجاهدين من أبناء المنطقة، وسيظل كمين “الڤنڤيط” الذي قاده في خريف 1957، إحدى المحطات الخالدة في مسيرته الثورية.
وقد كُلّف المرحوم بعد الاستقلال بنزع الألغام المنتشرة عبر خطي موريس وشال ثم تقلد بعدها مسؤولية قائد القطاع العسكري لولاية باتنة، مواصلا التضحية والبذل على نهج رفاقه الشهداء إلى غاية تقاعده، ليستقر به المقام بمدينة قسنطينة دون قطع الصلة بأهله ببكارية مسقط رأسه.
وعزى وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة في وفاة المجاهد صالح عبيد، وجاء في التعزية” ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المجاهد عبيد صالح، تغمده الله برحمته الواسعة، ولا يسعني في هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم إلى عائلته الكريمة ورفاقه في الجهاد بأخلص التعازي، داعيا الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويتقبله إلى جوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.
ع.نصيب