دعا والي برج بوعريريج، كمال نويصر، لإعادة الاعتبار لكل الأنقاب غير المستغلة والمنشآت القديمة، التي تم الاستغناء عنها سابقا، بعد دخول بعض البلديات في نظام التموين بالسدود، بإعادة وضعها حيز الخدمة ومباشرة عمليات التجهيز وإصلاح الأعطاب والربط بالقنوات وشبكة التوزيع المنجزة، تحسبا لأي احتمالات بانخفاض منسوب المياه خلال موسم الحر وتراجع حصص الساكنة، ما يستدعي الاسراع في اتخاذ الاجراءات الاستباقية، والتي من بينها استغلال الآبار ومنظومة التموين القديمة، خاصة وأن إجراءات إعادة استغلالها وإعادة تجهيزها تمت منذ مدة.
وأكدت مصالح الولاية، أنه وفي خطوة استباقية لمواجهة تحديات موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، فقد تم عقد اجتماع موسع مساء أمس الأول، على مستوى مقر الولاية، خصص لدراسة الوضعية الشاملة للأنقاب المائية بإقليم الولاية ووضع إستراتيجية عاجلة لتأمين تزويد المواطنين بالمياه الصالحة للشرب.
وتم خلال اللقاء، عرض تقرير مفصل حول حالة كل الأنقاب المائية الموزعة عبر بلديات الولاية، حيث تم تصنيفها بين تلك التي هي في الخدمة وتلك المتوقفة لأسباب مختلفة، سواء بسبب تأثير الجفاف، أو رداءة نوعية المياه، أو انخفاض منسوبها، أو تعرضها لأعطال تقنية.
وشدد الوالي، كمال نويصر، على أن الهدف الأسمى هو سد احتياجات الساكنة من هذه المادة الحيوية، معطيا تعليمات صارمة، بضرورة رفع كافة العراقيل التي تحول دون استغلال هذه الأنقاب، مبرزا أهمية إعادة تأهيلها وتجهيزها بأحدث المعدات اللازمة، مضيفا أن كل الأنقاب لها قيمتها، حتى لو كانت المياه غير صالحة للشرب، حيث يمكن توجيهها للسقي الفلاحي لدعم هذا القطاع الاستراتيجي.
ودعا الوالي إلى إلزامية التنسيق التام بين مختلف الفاعلين والتعامل مع هذا الملف بأقصى درجات الجدية والسرعة، لضمان تنفيذ القرارات على أرض الواقع، كما أمر بضرورة تبليغ خلية المتابعة المنشأة على مستوى ديوانه بشكل فوري ومستمر بأي إشكال يعرقل استغلال هذه المنشآت، بهدف التدخل العاجل والفوري لإصلاح الأعطال وضمان استمرارية تدفق المياه للمواطنين.
وكانت بلديات الولاية، قد استفادت من برنامج لإعادة تأهيل وتهيئة الأبار القديمة، عبر العديد من القرى والبلديات، لتدعيم حصص السكان من المياه والاحتياط من تسجيل انقطاعات أو تذبذب في عمليات التموين من السدود، في إطار التدابير المتخذة لمواجهة أزمة تراجع منسوب المياه خلال موسم الحر.
وأكدت مصالح ديوان الولاية، تسجيل عدد من العمليات، تخص في مجملها إعادة تهيئة وتأهيل الآبار القديمة، لاستغلالها في تموين السكان بهذه المادة الأساسية، في اطار البرامج الاستعجالية، للحد من انعكاسات الجفاف وتدعيم حصص الساكنة بالكميات الكافية، بعد التخلي عن البعض من هذه الأنقاب منذ دخول المشاريع الكبرىلتموين البلديات من السدود، حيث بقيت تستغل عند الحاجة في فصل الصيف، باستعمال الصهاريج المتنقلة، وخلال فترات قطع التموين من السدود، لأسباب تقنية تتعلق بعمليات الصيانة والتنظيف، أو لحدوث أعطاب في معدات الضخ، وبمحطة معالجة المياه، بالإضافة إلى قطع التموين بسبب الاحتجاجات، أين عانت العديد من البلديات من مشكل حقيقي في توفير المياه خلال هذه الفترات، ما جعلها تتخذ الاحتياطات بالعودة إلى الأنقاب والأبار القديمة التي تحتاج إلى اعادة التأهيل والتجهيز.
ع/بوعبدالله