بعد حملات مكثفة للتحسيس والتدريب، على طرق الوقاية من حرائق المحاصيل الزراعية بقالمة، خرجت فرق الطوارئ المشكلة من الحماية المدنية والغابات والدرك الوطني ومديرية الفلاحة وتعاونية الحبوب، إلى الميدان لمتابعة حملة الحصاد والتدقيق في إجراءات السلامة، المتبعة من قبل فرق الحصاد، التي تسابق الزمن لإنهاء الحملة في غضون أيام قليلة لحماية المحصول من الأخطار المحدقة به، كالحرائق والأمطار الموسمية.
وتتابع السلطات الولائية المدنية و الأمنية بقالمة، عن كثب، سير عملية الحصاد التي بلغت منعرجا حاسما، عبر كل الأقاليم المنتجة للقمح والبقول والأعلاف.
وقالت مديرية الفلاحة بقالمة، بأنها تعمل ومنذ انطلاق حملة الحصاد، بالتنسيق مع الحماية المدنية، الدرك الوطني والسلطات المحلية، لمراقبة مدى توفر وسائل الإطفاء على مستوى آلات الحصاد، و التحقق من حالة أنابيب العادم والأغطية الواقية، تحسيس الفلاحين بضرورة التحلي بالحيطة والحذر واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، و دعت المديرية، الفلاحين إلى ضرورة التقيد الصارم بإجراءات الوقاية والسلامة لتفادي نشوب الحرائق، التي قد تلحق خسائر فادحة بالمحاصيل الزراعية وتهدد المحيطات الغابية المجاورة.
و تعتمد تدابير الوقائية على تجهيز آلات الحصاد بمطفآت الحريق، و توفير صهاريج مياه قريبة من أماكن الحصاد للتدخل الفوري، و التحقق من الحالة التقنية لآلات الحصاد والدرس، خاصة نظام العادم، لتفادي تسرب الشرارات، و تفادي العمل في أوقات الذروة الحرارية عند الإمكان، لاسيما من منتصف النهار إلى الثالثة مساء، و توقيف العمل أثناء هبوب الرياح القوية، أو عند صدور أي تنبيهات جوية متعلقة بمخاطر اندلاع الحرائق، و تفادي تجميع أحزمة التبن في الحقل، وينصح بنقلها مباشرة بعد ربطها وتخزينها في أماكن غير قابلة للاشتعال، على أن تكون بكميات محدودة وموزعة بشكل متباعد، و احترام تعليمات فرق الحماية المدنية، والمصالح الفلاحية، و إعلام فرق الطوارئ في حال الاشتباه بأي بداية حريق أو نشاط مريب.
و قال المزارعون و قادة الحاصدات، بأن الإجراءات المتخذة مطمئنة و مجدية، مؤكدين تجندهم الكامل لحماية المحصول الزراعي و الأمن الغذائي للبلاد.
و عندما تبدأ الحاصدات عملها في ساعات الصباح الأولى، تكون فرق التدخل جاهزة لإخماد بؤرة الحريق قبل أن يتوسع، باستعمال مضخات المياه و المطافئ الصناعية و معدات الحرث، و كلما اشتدت الحرارة في حدود منتصف النهار، يقف الجميع على أهبة الاستعداد، حتى الرابعة مساء عندما تبدأ الحرارة في الانخفاض و تهدأ الرياح، التي تعد السبب الرئيسي في توسع الحرائق، و خروجها عن السيطرة بحقول القمح و الغابات المجاورة.
و منذ بداية حملة الحصاد بقالمة، منتصف جوان الماضي، لم تسجل حرائق كثيرة، و مازال الوضع جيدا، حيث تسابق فرق الحصاد الزمن لإنهاء العمل بالأقاليم الزراعية، ذات الإنتاج المبكر، قبل ان تنتقل إلى المناطق الجبلية الباردة، التي تعرف تأخرا كبيرا كل موسم حصاد، مما يجعلها عرضة لمخاطر الحرائق و الأمطار الموسمية.
فريد.غ
