انطلقت، أمس الأحد، المرحلة الثانية للحفريات العلمية، بالموقع الأثري قصر بغاي بولاية خنشلة، لتجسد من طرف باحثين تابعين للمركز الوطني للبحث في علم الآثار وتستمر على مدار 10 أيام ، تبعا لتوجيهات وزارة الثقافة والفنون، من أجل تثمين الموقع الذي تتجسد فيه مختلف الحقب التاريخية.
وأكد مدير الثقافة والفنون بخنشلة، محمد العلواني، في تصريح للنصر، أن الحفرية في مرحلتها الثانية بالموقع الأثري قصر بغاي المعروف بقصر الكاهنة ببلدية بغاي دائرة الحامة، انطلقت، صباح أمس، بناء على قرار وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، لمواصلة عملية البحث الأثري والعلمي، من أجل تثمين الموروث الثقافي الجزائري والكشف عنه من خلال الحفريات التي ستبرمج خلال فترات وفق رزنامة، خاصة وأنه تم تجسيد الحفرية في مرحلتها الأولى في 15 ماي من السنة الماضية واستمرت 20 يوما وأسفرت النتائج عن العثور على لقى أثرية وقبور تعود إلى الفترتين البيزنطية والإسلامية.
وأفاد المسؤول، بأنه تم تسخير كافة الإمكانيات اللازمة من أجل إنجاح هذه الحفريات العلمية التي تستمر على مدار 10 أيام وتجسد من طرف فريق بحث متخصص يتقدمهم، الدكتور، كمال مداد، باحث بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار، من خلال تجسيد عملية مسح أثري، حيث حضر العملية في يومها الأول، أعوان من فرقة الدرك الوطني لبلدية بغاي وإطارات القطاع بالولاية ومسؤول الديوان الوطني للتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية خنشلة وكذا العمال القائمين على الموقع.وأكد مدير الثقافة و الفنون، أن الحفريات تهدف للتعريف الدقيق لتاريخ ومميزات هذا الموقع الذي عرف بعدة تسميات، منها قصر بغاي، باغاية وهنشير الكاهنة أو قصر الكاهنة وصنف كممتلك ثقافي محمي بتاريخ 3 نوفمبر 1999، لأهميته، خاصة وأنه يعتبر من المدن التي عرفت الاستقرار البشري والحضري منذ القدم، حيث أصبح في الفترة الرومانية وبالتحديد في النصف الثاني من القرن الثاني ميلادي، مدينة رومانية برتبة بلدية وخلال الفترة البيزنطية نهاية القرن الرابع من المدن الكبرى الخمسة المحصنة بمنطقة الأوراس وبعدها من المدن التي لعبت دورا هاما في مرحلة الفتوحات الإسلامية بين جيوش الفاتحين تحت قيادة حسان بن نعمان والجيوش المحلية تحت قيادة الملكة ديهيا المعروفة بالكاهنة ومازالت آثار ومعالم هذا الموقع مغمورة تحت الأرض، على أن تكشف الحفريات بالموقع عن خباياه الأثرية والتراثية وتكون في متناول الأجيال، كما يسمح الموقع بتفعيل القطاع السياحي محليا، بجذب السياح من مختلف المناطق، خاصة المهتمين بالتاريخ، لاكتشاف تاريخ المنطقة والاطلاع على حضارات قديمة.
تجدر الإشارة، إلى أن فريق بحث مختص، قام، مؤخرا، بحفريات علمية بموقع ضفاف سد بابار، تم من خلالها اكتشاف منزل ريفي تم الكشف عنه جزئيا، يحتوي على أرضية بها فسيفساء بطول يقدر 8 أمتار وعرض 4 أمتار، يعتقد بأنها تعود إلى فترة زمنية تتراوح ما بين العقدين الثالث والخامس ميلادي وتحتوي على رسومات لأشخاص وحيوانات والتي تحاكي مشهدا ميتولوجيا يعكس الحياة اليومية التي كان يعيشها صاحب المنزل . كلتوم رابية
