دخلت المنطقة الساخنة بمركب سيدار الحجار بعنابة، في عملية صيانة وقائية مبرمجة، في إطار الرزنامة السنوية التي أعدتها مديرية الصيانة، ستشمل المنطقة الساخنة دون أن تمس باقي الوحدات التحويلية.
وحسب خلية الاتصال بمركب سيدار الحجار، فقد انطلقت عملية الصيانة في الساعات الماضية وتشمل الفرن العالي والمنطقة المرتبطة به لتحويل الحديد الزهري إلى سبائك، بهدف ضمان الأداء الأمثل للمعدات وأمن المنشآت واستمرارية الإنتاج على المدى الطويل.
ويتزامن التوقف السنوي للصيانة، حسب المصدر، مع تشكيل إستراتيجية لمخزون المواد الأولية، بما يضمن النشاط مستقبلا، حيث تواصل خلال هذه الفترة، الوحدات الأخرى، العمل بشكل عادي دون انقطاع، على غرار الدرفلات ووحدة الأنابيب غير الملحمة، بهدف تلبية حاجيات الزبائن والحفاظ على جودة المنتجات.
وتعمل وحدات الدرفلة الرئيسية، على توفير المنتجات نصف الجاهزة المصنوعة، حيث يسمح المخزون الحالي من المنتجات نصف المصنع للفائف الحديد، عروق وسبائك، باستمرار تشغيل الوحدات الرئيسية الأخرى، منها وحدة الدرفلة بدون لحام، حيث يسمح المخزون الحالي بتلبية طلبيات مجمعي نفطال وسوناطراك إلى غاية نهاية السنة، وفقا للاتفاقية الموقعة معهما بشأن تزويدهما بالأنابيب غير الملحمة.
وذكرت إدارة المركب، أن وحدة الدرفلة على البارد، يسمح مخزونها من اللفائف، باستمرار عملها خلال هذه الفترة، إلى جانب خط (الجلفنة) على الساخن، حيث يضمن مخزون المنتجات نصف المصنعة باستمرار العمل وفقا للبرنامج حتى نهاية فترة التوقف.
وبوحدة الدرفلة لحديد الخرسانة، فهي قادرة على الإنتاج حتى نهاية العام المقبل، مع وجود مخزون يغطي احتياجاتها من المقاسات المختلفة في نفس السياق.
وتعمل إدارة المركب خلال فترة التوقف، على ضبط مخزونها من المواد الأولية، خاصة مادة الفحم الحجري، باعتباره مادة إستراتيجية ستورد من الخارج وتتأثر باضطرابات الشحن والسوق الدولي، حيث يرتبط توفير الفحم «الكوك» بتحديات اللوجستية، تتعلق بعدم توفر السفن وقدرة الموردين على الوفاء بالمواعيد المحددة، ما يوقع المركب في مشاكل للتزود بهذه المادة الحيوية التي تدخل في تشغيل الفرن العالي وإنتاج الحديد الزهري، حيث ستتم في فترة التوقف، زيادة حجم مخزون الفحم واستيراد شحنات جديدة تضمن سيرورة الإنتاج لأشهر.
وفي سياق متصل، استطاع المركب تجاوز مشاكل الصيانة بالاعتماد على إطاراته وكوادره التقنية، الذين نجحوا في إعادة تأهيل عدة ورشات ومعدات كانت معطلة منذ سنوات، مع الاستغناء التام عن الأجانب.
كما يجري تجاوز مشكل التزود بالمياه مع قرب الربط بمحطة تصفية المياه القذرة بلعلاليق، فيما يبقى الاستثمار وتجديد بعض الوحدات والتقليص من تكلفة الإنتاج، من أبرز التحديات التي يسعى المركب لتجاوزها.
ويتجه مركب سيدار الحجار، إلى اعتماد برنامج جديد للإنتاج، لا يعتمد كليا على إنتاج الحديد الزهري عبر الفرن العالي الذي يشتغل بالفحم وخام الحديد القادم من منجمي الونزة وبوخضرة في ولاية تبسة، بل الاعتماد على تقنية استيراد حبيبات الحديد الخام، كما هو معمول به في مركبي بلارة بجيجل وبطيوة في توسيالي بوهران، حتى لا تتوقف سلسلة الإنتاج ويتم ضمان إنتاج الحديد في حال عدم توفر الفحم والاعتماد على الغاز الطبيعي في صهر الحديد لإمداد باقي الوحدات، تمهيدا لتحول جزئي ليصبح المركب يعمل بالفرن الكهربائي وكذا الفحم في نفس الوقت.
وذكرت مصادرنا، أن إبقاء اعتماد مركب سيدار الحجار للحديد والصلب على الفرن الذي يشتغل بالفحم الحجري، مرتبط بالمحافظة على ديمومة نشاط واستغلال منجمي بوخضرة والونزة في تبسة، اللذين يوفران الحديد الخام، على اعتبار قيام الدولة باستثمارات ضخمة في هذا الشأن، منها خط السكة الحديدية، وفق تصور شامل لتنمية تلك المناطق اقتصاديا والمحافظة على مناصب الشغل ودمج المسار الجديد للسكة الحديدية، مع المشروع الضخم لاستغلال الفوسفات بمنطقة بلاد الحدبة بتبسة.
حسين دريدح
