الاثنين 14 جويلية 2025 الموافق لـ 18 محرم 1447
Accueil Top Pub

يتربع على مساحة 3900 هكتار بولاية باتنة: التفاح و الزيتون يزيحان المشمش من الريادة

سجلت مصالح مديرية الفلاحة لولاية باتنة، هذا الموسم، تراجعا في منتوج المشمش أرجعته ذات المصالح لموجة البرد التي عرفتها الولاية شهر أفريل من السنة الجارية، بالإضافة إلى تأثير عوامل نقص الموارد المائية وكبر الأشجار، ما أدى إلى تقلص مساحة أشجار المشمش التي تشتهر بها عاصمة الأوراس بمحيطاتها الممتدة بنقاوس وأولاد سي سليمان وسفيان ومنعة وعين التوتة ورأس العيون وقد فرضت هذه العوامل توجه فلاحين نحو غرس وإنتاج الزيتون بالنظر لخصائصه التي يتميز بها من عدم تطلب كميات كبيرة من مياه السقي عدم تعرضه للكساد فضلا عن قيمته الاقتصادية.

تراجع إنتاج المشمش إلى المرتبة الثالثة بعد التفاح والزيتون
تراجع إنتاج الموسم لهذا الموسم كان عكس الموسم الماضي الذي عرف ارتفاعا بتحقيق حوالي 400 ألف قنطار عبر الأقطار والمحيطات المعروفة بإنتاج شعبة المشمش بالولاية، وسجلت ذات المصالح الموسم الفلاحي الماضي احتواء عديد الوحدات الصناعية التحويلية للمنتوج، فضلا عن تسويق كميات نحو عديد الولايات من طرف تجار يتوافدون على بساتين المشمش لاقتناء المحصول وكان رفع المنتوج تحديا رغم طرح المنتجين لعائق شح الموارد المائية لتوسيع المساحات الخاصة بشعبة فاكهة المشمش.
وعلى الرغم من بروز أقطاب فلاحية في إنتاج المشمش بولاية باتنة، إلا أن زراعته تراجعت بحيث تحتل المرتبة الثانية في شعبة الورديات والمرتبة الثالثة في شعبة الأشجار المثمرة بعد الزيتون والتفاح، وتمثل حسب إحصائيات مديرية الفلاحة 14 بالمائة من المساحة الإجمالية للأشجار المثمرة، وهو ما يمثل 3900 هكتار منها 3800 منتجة، وتبرز أقاليم مختصة في إنتاج المشمش أبرزها دائرة أولاد سي سليمان التي تتربع لوحدها على مساحة تقدر بـ 1338 هكتارا، منها 1300 منتجة.
ويعتبر موسم جني المشمش حدثا هاما ينتظره الفلاحون وسكان المناطق التي تُعرف بإنتاجه، بالنظر لأهميته الاقتصادية في إنتاج وتسويق منتوج المشمش، وما يتبعه من تحقيق سلسلة اقتصادية في توفير مناصب شغل لعائلات، سواء من خلال حملات الجني أو العمل بوحدات صناعية تحويلية، على غرار الوحدة المتواجدة بنقاوس ومنعة وأولاد سي سليمان لإنتاج مصبرات وعصائر المشمش، كما أن بعض العائلات تتخذ من موسم إنتاج المشمش، مناسبة لتسويق منتجات منزلية من مشتقات المشمش، ويعول أصحاب مستثمرات على رفع قدرات الإنتاج من المشمش.
وتميز حلول موسم جني المشمش الذي انطلق بالجهة الغربية، بتوافد للتجار الذين يأتون من عديد ولايات الوطن حيث تصطف وتركن شاحنات على طول الطرق المحاذية لبساتين المشمش، خصوصا من الولايات الشمالية والجنوبية، ناهيك عن توافد شاحنات الوحدات الصناعية التحويلية التي بدورها تنتظر موسم نضج المشمش بولاية باتنة، لأخذ نصيبها هي الأخرى من المنتوج الذي ظل لسنوات مضت تسويقه، هاجسا بالنسبة للمنتجين، بالنظر لخاصية المشمش في الكساد السريع بعد قطفه، وهو ما يشكل مخاوف للفلاحين من عدم تسويقه أو عرضه بأسعار منخفضة.
توجه لغرس الزيتون لتعويض أشجار المشمش الجافة والمعمرة
تحتل ولاية باتنة الريادة وطنيا في إنتاج المشمش، على الرغم من تقلص مساحته والتي مردها بالدرجة الأولى شح المورد المائي حسب الفلاحين، وتشير إحصائيات مصالح الفلاحة لولاية باتنة على مدار ثلاث سنوات الأخيرة إلى تقارب في استقرار الإنتاج ببلوغ نحو نصف مليون قنطار كل موسم.
وبحسب إحصائيات المصالح الفلاحية، فقد تراجعت مساحة المشمش مقارنة بالمواسم الماضية حيث بلغت موسم 2020/2021 ما مقداره 4156 هكتارا، وقبله بموسم كانت 4224 هكتارا، لتصل إلى ما دون 4 آلاف هكتار الموسم الماضي والحالي وتُرجع المصالح الفلاحية المحافظة على كمية الإنتاج للظروف المناخية ونجاح بعض المستثمرات ناهيك عن اتباع منتجين لتقنيات حديثة في الري، بالإضافة إلى بروز أقطاب جديدة بالمناطق الجبلية. وساهم التسويق الواسع لمنتج المشمش بولاية باتنة في السنوات الأخيرة، في تجاوز منتجين لهاجس التسويق الذي كان يدفع بهم خلال فترات مضت إلى رمي المحصول في الوديان تعبيرا عن سخطهم من صعوبات التسويق، التي يصطدمون بها، كما ساهم توفر الطلب في ضبط سعر المشمش الذي ارتفع سعره هذا الموسم بسبب تراجع الإنتاج بحيث تراوح حسبما رصدته النصر بين 200 و350 دج كما يتباين سعره حسب نوعية المشمش، حيث يعد النوع الروزي المهجن الذي ينمو بالمناطق الجبلية الجنوبية أحسن الأنواع، وهو موجه للاستهلاك المباشر وليس للتحويل وينضج نهاية شهر أوت.
وتشير أرقام المصالح الفلاحية، إلى التراجع الملحوظ في مساحة أشجار المشمش ومرد ذلك التغيرات المناخية وشح الموارد المائية الجوفية، وعدم اتباع فلاحين للطرق التقنية الحديثة في السقي وفي ذات السياق يظهر جليا توجه فلاحين بينهم منتجي المشمش نحو غرس الزيتون، عوضا عن المشمش وتعويض أشجار المشمش التي مسها الجفاف، وذلك نظرا للنجاعة الاقتصادية للزيتون، فضلا عن عدم تطلبه لكميات كبيرة للسقي مقارنة بأشجار المشمش وتميز الزيتون بعدم الكساد بعد نضج المردود.

اللوزي والكانينو والبافيو للتحويل والروزي للاستهلاك المباشر
تتوزع عبر المساحة المخصصة لأشجار المشمش بولاية باتنة عديد الأصناف أبرزها أربعة، وتتمثل حسب مصالح الفلاحة في اللوزي الذي ينتشر على مساحة 90 بالمائة والكانينو عبر 6 بالمائة من المساحة الإجمالية والبافيو على مساحة 3 بالمائة وهي الأصناف الثلاثة التي توجه للاستهلاك المباشر كما توجه عادة نحو الوحدات التحويلية فيما يمثل النوع الرابع ما نسبته 1 بالمائة من مساحة المشمش وهو الصنف الروزي الذي يعد ألذ وأجود الأنواع ويوجه للاستهلاك المباشر.
ولقد راحت في السنوات الأخيرة تبرز عدة محيطات في إنتاج المشمش، منها أولاد سي سليمان التي تتربع على أكبر مساحة لأشجار المشمش تقدر بأزيد عن 1300 هكتار وتأتي بعدها دائرة نقاوس بأزيد عن 600 هكتار وعين التوتة بـ 600 هكتار أيضا فأريس بـ 164 هكتارا، ثم تكوت بـ 133 هكتارا ودائرة رأس العيون بـ 190 هكتارا وقد تراجع غرس أشجار المشمش بمناطق جنوبية، منها بريكة وسقانة والجزار، بفعل الجفاف والتغيرات المناخية وتوجه الفلاحين لغرس أشجار الزيتون، التي لا تتطلب كميات كبيرة من مياه السقي مقارنة بأشجار المشمش.
ووجد منتجو المشمش بديلا في الزيتون، نظرا للجدوى الاقتصادية للزيتون وزيت الزيتون، بالمقارنة مع فاكهة المشمش، التي كثيرا ما يضطر منتجوها إلى بيعها وفق العرض والطلب ما يعرضهم للخسارة حسبهم في مرات، تخوفا من هاجس الكساد والتلف في حال قلة الطلب، ويرجع منتجون ارتفاع أسعار المشمش في الأسواق، إلى تداول الوسطاء، خاصة بعد أن بلغ أحيانا سعر الكيلوغرام 350 دج، فيما يؤكد منتجون أن بيعها انطلاقا من البساتين يتراوح بين 100و 150.
وبالنسبة لنوع الروزي الذي يتميز عن باقي الأنواع بمذاقه اللذيذ، وشكله ولونه الأصفر الممزوج بالوردي والأحمر، فهو نوع مهجن ينمو وينضج بمرتفعات منعة وماجورها من مناطق جبلية ويكون جاهزا للاستهلاك نهاية شهر جوان، ومن ميزاته أنه مقاوم للكساد عكس أنواع أخرى، ويذكر أن تهجينه كان من طرف قس فرنسي يدعى روبي بوا الذي عاش في منعة خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية.ويعول فلاحون عبر عدة محيطات على توسيع غرس المشمش على توفير المورد المائي من المسطحات المائية بدل المياه الجوفية التي راحت تنضب منها عدة ينابيع بمنطقة نقاوس وسفيان مثل منبع رأس العين، الذي تراجع منسوبه ناهيك عن جفاف ينابيع أخرى كانت تشكل مصدرا لسقي بساتين المشمس ومختلف الأشجار المثمرة ومن أهم المسطحات أو السدود التي يعول عليها الفلاحون سد تاقوست ببوزينة الذي انتهت أشغاله ويطلع الفلاحون لتوزيع المياه التي تم حشدها بعد توفير الكهرباء، لإحياء بساتين وبعث النشاط الفلاحي فيما لايزال يطالب فلاحون بمنطقة أولاد سي سليمان بإنجاز سد تابقارت لإنهاء معناتهم في البحث عن المورد المائي.
يـاسين عـبوبو

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com