أحبطت مصالح دائرة الخروب عملية إنجاز بنايات فوضوية على مستوى قرية بلحرش المحاذية لمطار محمد بوضياف بقسنطينة، حيث نظمت يوم أمس عملية هدم مست بيوتا بلاستكية فلاحية استُخدمت لإخفاء السكنات التي شرع في بنائها مؤخرا، حسب رئيس الدائرة، فيما سجل تزايد كبير في عدد التوسعات الفوضوية بتلك المنطقة.
و بحسب ما وقفنا عليه خلال عملية الهدم التي رافقتها قوات الدرك الوطني، فقد عمد أشخاص إلى إنجاز 4 بيوت بلاستيكية طول كل منها يصل إلى حوالي 100 متر على مستوى قرية بلحرش التابعة إداريا لبلدية الخروب، وذلك على حافة الطريق الوطني الرابط بين قسنطنية وباتنة مقابل مطار محمد بوضياف، حيث أن الغرض الظاهر هو ممارسة نشاط فلاحي لكن الهدف الحقيقي، مثلما أكده رئيس دائرة الخروب للنصر، هو التمويه من أجل عدم لفت الانتباه إلى عملية بناء السكنات الفوضوية.
وذكر رئيس الدائرة خلفاوي حميد، أنه تم بيع قطع أرضية صغيرة بتلك المساحة الواقعة مقابل المطار، وذلك لفائدة أشخاص منهم من شرعوا مثلما قال، في بناء السكنات، مشيرا إلى أن البناء في تلك النقطة يعتبر أمرا خطيرا جدا إذ يقع في المحيط الأمني للمطار، كما أنه لا يبعد عن مدرج الطائرات سوى بأمتار قليلة، وهو ما يهدد الملاحة الجوية، مضيفا أنه تم العثور داخل البيوت البلاستيكية على مواد بناء وبأن أصحابها تحصلوا على رخص بإنجازها من مديرية المصالح الفلاحية على أساس القيام بنشاط فلاحي.
وسخرت أمس، دائرة الخروب آليات وعددا من العمال لتنفيذ قرار هدم البيوت البلاستيكية وبعض الأساسات، كما لاحظنا خلال تجولنا بالقرية أن البنايات الفوضوية في توسع كبير إذ تكاد أن تصل إلى سكة الترامواي، في حين وجدنا الكثير من عروض بيع القطع الأرضية التي تم بيعها بالطريقة العرفية.
واختفى النشاط الفلاحي تماما بقرية بلحرش المصنفة ضمن المناطق الفلاحية، حيث أتى الإسمنت على العشرات من الهكتارات في حين تم بيع أراض من أطرف أصحابها وفق ما وقفنا عليه، كما ظهرت بنايات ضخمة كالفطريات، فيما أكد لنا سكان أن ثمن المتر المربع يتراوح بين 1.5 إلى 3 ملايين سنتيم بحسب خصوصية كل موقع.
وأحصت السلطات بحسب ما أكدته لنا مصادر مسؤولة العشرات من السكنات الفوضوية، حيث حررت بشأنها مخالفات تعمير على أن تبرمج عمليات هدم مستقبلا، إذ ذكرت ذات المصادر أن غالبية الملاك تخلوا عن النشاط الفلاحي وحولوا مئات الهكتارات الفلاحية إلى البيع.
ويعرف نشاط بيع الأراضي بطريقة عرفية ببلديتي قسنطينة والخروب، تزايدا كبيرا لاسيما خلال العامين الأخيرين، حيث استغل الكثيرون جائحة كورونا لإنجاز بنايات فوضوية وهو ما وقفت عليه دائرة قسنطينة قبل شهر على مستوى أحياء المنية والزاوش وكذا بوالصوف إذ تم إعداد محاضر مخالفات في انتظار تسخيرة الهدم. لقمان/ق