* نشكر رئيس الجمهورية تبون على دعمه الكبير لنا * نريد تعيين مديرية فنية تضم كفـاءات جزائرية من الداخل والخارج
أكد الرئيس الجديد للاتحادية الجزائرية لكرة اليد، مراد بوسبت، أنه يملك برفقة أعضاء مكتبه التنفيذي مشروعا طموحا للنهوض بالكرة الصغيرة في الجزائر، وإنقاذها من الوضع الصعب الذي تعيشه حاليا، وشكر بوسبت في حواره مع النصر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على اهتمامه برياضة كرة اليد، واستعداده لمساعدتها على استرجاع هيبتها، ودفع الأندية والمنتخب الوطني للتألق والفوز بالألقاب على جميع الأصعدة.
بداية، نبارك لك انتخابك على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، وماذا تقول عن توليك لهذا المنصب، في هذا الظرف بالذات؟
انتخابي رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة اليد هو تكليف وليس تشريف، لقد تحملت هذه المسؤولية في وقت تمر به كرة اليد في بلادنا بظروف وأوضاع صعبة، لقد جئت برفقة أعضاء مكتبي التنفيذي، وفي أيدينا برنامج ومشروع للنهوض بالكرة الصغيرة، رغم إدراكنا بأن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق، وذلك بالنظر إلى التراجع والتقهقر الكبيرين للمنتخب الوطني بمختلف أصنافه، وكذلك الأندية، ومنظومة كرة اليد الوطنية تتخبط في مجموعة من المشاكل الإدارية والتنظيمية والمالية، وهذا الوضع الذي سنسعى لتغييره شيئا فشيئا، وفقا للبرنامج وخطة العمل التي جئنا بها.
ما هي المحاور العريضة للبرنامج الذي تنوي تطبيقه في مهمتك الجديدة على رأس الاتحادية؟
نحن نملك برنامجا طموحا، نسعى من خلاله إلى تحقيق مجموعة من الأهداف على المديين القريب والمتوسط، ولكن توجد أولويات وأمور مستعجلة يجب أن نقوم بها عند دخولنا إلى مقر الاتحادية، وفي المقدمة تعيين أشخاص أكفاء ولديهم الخبرة والاحترافية لإدارتها، لأن مشاكل كرة اليد الجزائرية ليست في الملعب فقط، بل أنها تتعدى ذلك إلى أمور هيكلية وإدارية وتنظيمية، يجب علينا تعديلها، وذلك حتى نمضي قدما في تطبيق برنامجنا ومشروعنا الذي قلنا بأنه يهدف إلى النهوض بهذه الرياضة في بلادنا.
هل ستركز في برنامجك وخطة عملك على المنتخب الوطني فقط، أو سيكون هناك مشروع متكامل يشمل إصلاحات، ستعرفها الأندية وجميع المسابقات والبطولات كذلك؟
سنسعى لتطبيق مشروعنا مع مرور الوقت، ولكن كما قلت لكم توجد أولويات وملفات يجب أن نديرها بشكل سريع، وأولهما البطولة الوطنية التي يجب أن تسير بشكل جيد، وكذا كأس الجزائر، بالإضافة إلى تجهيز المنتخب الوطني للشباب الذي سيخوض بطولة العالم شهر جوان القادم في بولونيا، إذ يجب أن نوفر له جميع الإمكانات، ونختار له طاقم فني يساعده على تحقيق نتائج إيجابية في هذه الدورة.
بالإضافة إلى الأولويات، ما هي أبرز النقاط التي يتضمنها برنامجك، لإنقاذ كرة اليد الجزائرية والنهوض بها، مثلما ذكرت؟
سنضع خطة لتطوير كرة اليد على المستوى الوطني، وسنحاول الاعتماد على خبراء جزائريين سواء أولئك الموجودين هنا داخل الوطن أو الذي يعيشون ويقيمون في الخارج، لتحقيق استراتيجيتنا المتمثلة في وضع مشروع يساعد اللاعبين والأندية على الوصول إلى مستوى عال، يمكنهم من خلاله المنافسة على الصعيد الدولي مثل بطولات العالم لمختلف الأصناف.
نفهم من كلاك، بأنك تريد الرفع من مستوى كرة اليد الجزائرية، لكي يصبح لها مستوى عالمي؟
نعم بطبيعة الحال، هنالك شيء مهم، لا يتطرق إليه، ولا يتحدث عنه الكثير من الناس، وهو أنهم يريدون من اللاعبين والمنتخب الوطني تقديم أداء جيدا في المستوى العالمي، ولكن ببطولة وطنية هاوية، وهذا لا يمكن أن يحدث على أرض الواقع أمام لاعبين وأندية ومنتخبات محترفة، والفرق الوطنية تعاني من الناحية المالية، وهذا الأمر يجب حله، وذلك بعد مناقشته مع المسؤولين على الرياضة الجزائرية بشكل عام، حتى نساهم في مساعدة الفرق من الجانب المادي، ونساهم كذلك في رفع المستوى، لأن هذا الأمر سيصب في مصلحة المنتخب الوطني بمختلف أصنافه وفئاته.
بحديثك عن الاجتماعات والنقاشات التي ستجرونها مع مسؤولي الرياضة الجزائرية، ما رأيك في الأمر الذي وجهه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى مجلس الوزراء مطلع شهر فيفري الماضي، لإعادة بناء كرة اليد الوطنية بطريقة علمية وصحيحة، مع مرافقة الدولة لعملية إعادة البناء من الناحية التمويلية؟
بالتأكيد، الرئيس عبد المجيد تبون عبر عن قلقه من الوضعية الصعبة التي تمر بها كرة اليد الجزائرية حاليا، وأعطى تعليمات لإعادة النهوض بهذه الرياضة، ونحن نشكره كثيرا على هذه الخطوة، لأنه ليس من السهل أن ترى رئيسا للجمهورية يتدخل بنفسه، ويقف شخصيا على تقديم المساعدة لرياضة كرة اليد في بلادنا، وهذه ستكون فرصة مواتية بالنسبة لنا أيضا لتنفيذ برنامجنا في المكتب التنفيذي الجديد، نحن نتنظر اللقاء مع المسؤولين في وزارة الرياضة، وذلك للتشاور معهم حول هذه الأمور، لم نلتق مع إطارات الوزارة بعد، وعند أول جلسة سنطرح عليهم مشروعنا بجميع النقاط والمحاور الموجودة فيه، وسيكون هنالك نقاش، نتمنى أن يكون في صالح كرة اليد الوطنية.
هل تعتقد بأن إنقاذ كرة اليد الجزائرية تحتاج إلى دعم السلطات العليا للبلاد ووزارة الرياضة فقط، أم توجد أطراف أخرى يمكنها الإسهام في إحياء الرياضة الجماعية الأكثـر تتويجا على مستوى المنتخبات في الجزائر؟
أنا أقول دائما، إن العمل الأساسي في كرة اليد الجزائرية، يجب أن تقوم به الأندية، لأنه إذا كانت الفرق تعمل بفكر احترافي، مع امتلاكها طبعا مشاريع لتكوين اللاعبين، فإنها هذا الأمر سيساعد رياضة كرة اليد في بلادنا كثيرا، ولكن يجب أن نتطرق لنقطة أخرى، تتمثل ارتباط قيام الأندية بالتكوين بحصولها على الدعم المالي، فكيف لك أن تشترط على الفرق تكوين اللاعبين؟، وهم لا يستطيعون حتى تسديد رواتب المدربين والمؤطرين؟، ففي الحقيقة لا يوجد أي مدرب كفء يقبل بتدريب أي ناد بطريقة مجانية أو مقابل راتب زهيد، لأن الوضع لم يصبح مثل السابق، ولذلك يجب أن ندعم ونحفز هذه الأندية من الجانب المالي، لأنها هي الأساس في تكوين اللاعبين، وتقديمهم للمنتخب الوطني بمختلف أصنافه.
وهل ستتكفلون بدعم وتحفيز الأندية الوطنية ماليا فقط أم بطرق أخرى أيضا؟
التحفيز لن يقتصر على الجانب المالي فقط، بل إننا سنعين أيضا مديرية فنية وطنية، ستتكفل بتكوين المدربين والمؤطرين الذين سيتولون قيادة الأندية، وهذه الأمور ستتواجد في مشروعنا أيضا. لدينا أشخاص وكفاءات يمكننا الاعتماد عليهم في المديرية الفنية الوطنية لتكوين المدربين، والذين سيتولون هم أيضا مهمة اكتشاف وتكوين أفضل العناصر.
حاوره: صالح بوتعريشت