استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس، وفدا إعلاميا لبنانيا على هامش الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية اللبنانية السيد جوزيف عون...
أشرف وزير العدل، حافظ الأختام، السيد لطفي بوجمعة، أمس الأربعاء، على مراسم تنصيب السيد محمد بودربالة رئيسا جديدا لمجلس قضاء الجزائر، مشيرا إلى أن...
الوفد الجزائري غادر قاعة الجلسات خلال كلمة الكيان الصهيونيأبرز رئيس مجلس الأمة، السيد عزوز ناصري، أمس الأربعاء، الجهود التي تبذلها الجزائر، بتوجيه...
فرصة لتعزيز العلاقات التاريخية و التعاون الثنائي في شتى المجالاتأجرى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بعد ظهر أمس الثلاثاء، بمقر رئاسة...
في هذا الحوار، يتحدث الفنان والموسيقي فؤاد ومان، عن يومياته في الحجر الصحي في رمضان وقبل رمضان، وكيف يعيش تفاصيله. كما يتحدث عن الأشياء التي تغيرت في رمضان هذا العام والأشياء التي ميزته والتي نقصته أكثر. وفي سياق فني خالص يتحدث عن دور الفن في زمن كورونا، وما الّذي يمكن أن يقدمه للفرد في مثل هذه الظروف الصعبة، كما يتحدث عن أغانيه الجديدة التي أنجزها في الآونة الأخيرة والتي تناول فيها الأزمة الصحيّة التي مست كلّ العالم، وهذا من جانب فني يُلامس الإنسان والمجتمع الجزائري.
* حاورته/ نــوّارة لحــرش
كيف تعيش أيّام الحجر الصحي الّذي فرضته أزمة كورونا؟
فؤاد ومان: طبعًا كأي مواطن أو بالأحرى كأي مخلوق على هذا الكوكب (لأنّ القضية تعني الكوكب، أي كوكب الأرض عامةً)، فأنا في حالة اِلتزام بالحجر الصحي إلى حدٍ ما وبنسبة معينة، ولا أخرج إلاّ في الوقت المسموح به للخروج، وطبعًا يكون خروجي لاِقتناء بعض مستلزمات البيت. ثمّ العودة إلى البيت. وهكذا هي تقريبًا يومياتي منذ بداية الحجر، يعني الوقت الأكثر يكون في البيت مع أفراد عائلتي، والخروج لا يكون إلاّ للضرورة وبمقدار لقضاء بعض الشؤون وبعض الحاجيات كما سلف القول، وهذا طبعًا يكون أثناء الحيز الوقتي المسموح والمعمول به. ما يمكن التأكيد عليه في هذا الظرف الّذي نمرُ به جميعًا، هو أنّني (شخصيًا) وبكلّ تأكيد أعيش تحت ضغط نفسي جراء هذا الحجر الّذي جاء ليحُدَّ من وتيرة تحركاتنا المعتادة.
وكيف هي هذه الأيّام في هذا الشهر الفضيل. هل تغيرت مقارنة بأيّام الحجر ما قبل رمضان؟
فؤاد ومان: تقريبًا لم تتغير كثيرا، نفس الظروف تقريبًا، فأيّامي في رمضان هي نفسها قبل رمضان، لا أخرج من البيت إلاّ للضرورة وعادة تكون هذه الضرورة هي اِقتناء حاجيات البيت ثمّ العودة إليه والبقاء فيه كما قلتُ سابقاً. بشكلٍ عام الظروف لم تتغير كثيرا. إلاّ أنّ الظروف النفسيّة تغيرت كثيرا، لأنّنا في شهر رمضان نعيش أجواءً أخرى، حيث الجانب الروحي يكون أحسن وإيماننا يكون أكثر من ذي قبل. نمضي معظم الوقت في قراءة القرآن ومشاهدة بعض البرامج التلفزيونية المتنوعة هنا وهناك. هذا تقريبًا ما تغير خلال أيّام رمضان. وطبعًا لا مكان نذهب إليه، إلاّ في حال الذهاب إلى العمل.
ما الّذي يُميز رمضان هذا العام، وما الّذي ينقصه أكثـر؟
فؤاد ومان: الشيء الجميل والرائع جدا الّذي يُميز رمضان هذا العام هو كثرة اللقاءات وتجمعاتنا الطويلة والمستمرة والمتواصلة مع الأبناء وأفراد العائلة. أصبحنا نجلس أكثر مع بعض، ونقضي الكثير من الوقت مع الأولاد، نتناقش ونتحدث ونضحك. هناك جوٌ عائلي جميل جدا، وهناك ألفة أكثر، لقد أصبحنا أكثر قربًا وتقربًا من بعضنا البعض. وهذا ما كُنا نفتقده في رمضانات سابقة.
أمّا ما ينقص رمضان هذا العام. فأكيد ينقصه النشاط الّذي تعودنا عليه في رمضان. النشاط الفني والثقافي. للأسف رمضان هذا العام لا توجد فيه نشطات فنيّة. لكن لا بأس. المهم أن تكون الأمور بخير. وسيأتي وقت النشاطات لاحقًا.
ماذا عن مائدة رمضان. هل بقيت تتمتع بنفس التنوع الّذي تكون عليه خلال الشهر الكريم. أم أنّ الأمر على العكس هذا العام؟
فؤاد ومان: مائدة رمضان تقريبًا ظلت بنفس المواصفات ونفس الأطباق التي تعودنا عليها في كلّ رمضان، خاصة الأطباق التقليدية التي لا يخلو يوم من أيّام رمضان إلاّ وتكون حاضرة وبقوّة على المائدة. فلا يمكن أن يمر يوم دون أن تحضر أكلة تقليدية ما، وهذا ما يميز مائدتنا الرمضانية. أمّا البقية فنفس المائدة كما في كلّ رمضان، إذ تحضر أنواع السلطات والفواكه والتحلية وغيرها.
هل تشاهد برامج رمضان. وما هي أهم مشاهداتك؟
فؤاد ومان: مشاهداتي متنوعة ومنوعة، فهناك مجموعة من القنوات التي قدمتْ بعض الأعمال الجميلة والجيدة. وأحرص على متابعتها، وبالمناسبة فقد اِكتشفتُ في اليوم الثالث من رمضان مسلسل «فالنتينو» من بطولة عادل إمام، وأنا من عُشاق هذا الممثل الكبير، وهو مسلسل رائع كما كلّ أعماله الرمضانية السابقة وأتابعه بشكل يومي. كما أتابع مسلسل «سامحني» للمخرج سيد علي بن سالم، الّذي وضَعتُ له الأغاني والموسيقى التصويرية، وهو مسلسل جديد يُعرض يوميْ الجمعة والسبت على قنوات التلفزيون الجزائري بعد الخامسة مساءً. للأسف لم يكن لدينا (حضور كبير) هذا العام بسبب أزمة كورونا التي بدأت قبل رمضان بأكثر من شهر. وبشكلٍ عام لم يكن لنا الوقت أو الحظ لنقدم مجموعة برامج في هذه السنة.
كيف تقضي سهرات رمضان في ظل الحجر الصحي، بعيدا عن أجواء السهرات المعتادة في الظروف العادية؟
فؤاد ومان: تعودنا بعد الإفطار الذهاب إلى المسجد وأداء صلاة التراويح جماعة مع المصلين، هذا العام اختلف الأمر، حيث أصلي التراويح في البيت مع الزوجة والأولاد. أردنا خلق بعض الأجواء الروحانية التي حُرِمنا منها في المساجد وتعويضها في البيت، أكيد هي ليست نفس أجواء المسجد، لكن على الأقل نؤدي صلاة التراويح في البيت كي نعوض بعض الحرمان الّذي نتجَ عن الحجر الصحي. نعم إنّنا نعوض بها بعض الحرمان.
بعد التراويح، تبدأ السهرة أحيانا مع التلفزيون، وأحيانا مع وسائل التواصل الاِجتماعي التي اِستطاعت أن تعوض بعض الشيء حالة الاِبتعاد عن الأهل والأصدقاء بسبب التباعد الاِجتماعي، هذه الوسائل التكنولوجية اِستطاعت فعلا وكثيرا أن تعوضنا حرمان الخروج واللقاءات، بحيث سهلت لنا الاِتصال عن طريق السكايب والمسنجر وغيرها من خاصيات التواصل والدردشة. الحمد لله هناك اتصالات وتمكنا بفضلها من تعويض الحرمان فعلا.
هل من دور للفن في زمن كورونا؟ ما الّذي يمكن للفن أن يقدمه للفرد في مثل هذه الظروف الصعبة؟ وهل تفكر في اِنجاز أغنية تتناول الأزمة الصحية التي مست كلّ العالم تقريبا؟
فؤاد ومان: شخصيًا قدمتُ مجموعة من الأعمال الفنية. وأنا بالمناسبة أحاول دائمًا أن أكون حاضرا في أي حدث وفي أي ظرف يمس المجتمع الجزائري أو الوطن. ومنذ بداية كورونا قدمتُ مجموعة من الأعمال بداية بقصيدة للشاعر سليمان جوادي وهي عبارة عن دعاء وتضرع لله عز وجل بأن يرفع عنا هذا البلاء. وهي الأغنية الأولى في هذا الظرف الصحي الصعب، وتقول كلماتها: «ترفقْ إلهي بهذا الوطن/ فقد داهمته جميع المحن/ وقد حاصرته جليل الرزايا/ وقد أنهكته صروف الزمن/ وقد أفسدته خطايا العبادِ بشتى الخلافات بشتى المحن/ إذا لم تُجره من الحادثات بمن يستجير إلهي بمن».
أمّا الأغنية الثانية، فهي تحية لعُمال الصحة، كعربون تقدير لهم على كلّ ما يقدمونه وما يقومون به في سبيل صحة وسلامة المواطن. وهي من كلمات الشاعر بلقاسم زيطوط. وهناك أغنية ثالثة وهي أيضا من كلمات بلقاسم زيطوط. أمّا الأغنية الرابعة فهي عبارة عن قصيدة شعبية وجدتها على الفيسبوك لأحد الشعراء الشعبيين هو الشاعر أحمد الأخضري من الجلفة. أعجبتني فقمتُ بالاِتصال بصاحبها وطلبتُ منه أن يأذن لي بأداء كلماته في أغنية فرحب بالفكرة. فجاءت الأغنية كتحية وتآزر لسكان مدينة البليدة التي تضررت من جراء هذا الوباء.
وفي الأخير أعدتُ غناء قصيدة «المنفرجة» لاِبن النحوي وهي قصيدة كان قد غناها الفنان الليبي الكبير الراحل حسن العريبي، كما غناها الفنان المغربي عبد الهادي بلخياط. وقد أعدتها بتوزيع جديد وصُوِرتْ وهي أيضا تبث منذ أنجزتها في عِدة قنوات تلفزيونية. من هنا نرى دور الفنان، ودوره في الحقيقة هو أن يكون حاضرا في كلّ زمان وفي كلّ مكان لأنّه لسان حال المجتمع الّذي يعيش فيه.
هل أثرت الأزمة في توجهاتك الفنية؟ ما الّذي تغير تحديدا؟
فؤاد ومان:طبعًا أثرتْ من الجانب الإيجابي. بحيث أصبحتُ أكثر تمسكًا بمبادئي وأخلاقي الفنية. أكثر إصرارا على أن أواصل مسيرتي وأن أقدم الأجود والأحسن، أكثر إصرارا على أن أكون لسان حال بيئتي والمجتمع الّذي أعيش فيه. ما الّذي تغير تحديدا؟ أشياء كثيرة تغيرت وستتغير وستُحَدِّد ملامح عالم جديد، عالم ما بعد كورونا وهو «عالم» أظن أنّه سيكون أكثر ألفةً وأكثر حبًا للخير بين الناس وأكثر احترامًا.