تحذيرات من تزايد الجلطات الدماغية  في أوساط الشباب
* خلط بين الأمراض النفسية والصرع المتأخر
 نظمت أول أمس، بنزل الحسين بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، فعاليات الملتقى الثاني عشر لطب الأعصاب للشرق الجزائري، بمشاركة حوالي400 مختص في المجال من كافة ولايات الوطن ومن فرنسا ، و اختيرت محاور للنقاش و التكوين، تتعلق عموما بأمراض الصرع و باركينسون و الجلطات الدماغية، حيث تطرق المشاركون إلى جديد الأبحاث العلمية في ما يخص علاج هذه الأمراض و بالأخص الصرع.
 حسب الدكتور أحمد عليوش، أخصائي أمراض الأعصاب بقسنطينة  و رئيس جمعية أطباء الأعصاب الخواص، فإن هناك تطورات كثيرة في ما يخص أساليب علاج هذا المرض، إذ لم يعد الأمر مقتصرا على الجانب المادي « الدواء»، بل بات يشمل جوانب معنوية و نفسية كذلك، مشيرا إلى أن فعاليات الملتقى  تسلط الضوء بشكل رئيسي على الصرع عند الكبار، كمشكل صحي معقد، وذلك لأن علاجه عند الكبار يتطلب دقة عالية و إمكانيات كبيرة، بالنظر إلى أن اكتشاف المرض في مراحل متقدمة من العمر، يضع الأطباء أمام معضلة تأخر العلاج و طريقة التعامل مع النوبة الأولى و هل يجب الانطلاق في العلاج بعدها أو انتظار النوبة الثانية، وهو ما أوضح الطبيب، بأنه موضوع استثنائي طرح للاستفتاء بين المختصين من أجل الخروج في نهاية الملتقى الذي اختتم أمس، باتفاق نهائي يحدد مستقبل العلاج.
 بالإضافة إلى ذلك، فقد تم التطرق إلى أنواع الصرع غير الواضحة و غير الدائمة عند بعض الأشخاص، و التي يعتقد في الغالب بأنها أمراض نفسية بسبب طبيعة أعراضها، وهو موضوع فصل فيه البروفيسور بيرابين من كلية رين الفرنسية، حيث تحدث بإسهاب عن أساليب العلاج و جديد المنتجات الصيدلانية الموجهة لهذا النوع من الأمراض، كما قدم في مداخلته شروحات كثيرة تتعلق بأهمية التشخيص المبكر للمرض، خصوصا بعد سن الخمسين، و قال، أن نجاح العلاج يتوقف على معرفة أسباب المرض و تأثير النوبات المتتالية على الدماغ، وهو أمر يستوجب، حسبه، إخضاع المريض لتخطيط الدماغ أو الكشف بالرنين المغناطيسي خلال الأيام الأولى التي تلي الجلطة، و حتى الأسبوع الرابع، مضيفا، بأنه في حال تسجيل أول نوبة عند الأشخاص الذين لم تشخص إصابتهم سابقا بالمرض، فإن احتمال التعرض لنوبة ثانية خلال سنة يعادل 50 بالمئة، خصوصا وأن هناك حالات لأفراد تم تشخيص إصابتهم بالصرع صدفة، خلال خضوعهم لتخطيط الدماغ أو للرنين المغناطيسي من أجل العلاج من الصداع النصفي أو الشقيقة.
 و تناول الدكتور بيرابن بالإضافة إلى ذلك، موضوع الحمل بالنسبة للنساء المصابات بالصرع، و أخطار ذلك، خصوصا في حال تناول المريضة لبعض الأدوية  بما في ذلك مركب « ديباكين»، و هو محل جدل بفرنسا بسبب المضاعفات التي يسببها للأجنة كالتشوهات خلقية « طفيفة»، و تأخر نمو الدماغ، موضحا بأنه يتوجب على أطباء النساء مراقبة حالة الحوامل المصابات بالصرع بشكل جد دقيق، خصوصا ما يتعلق بمراقبة نمو الجنين عن طريق إجراء فحوص الإيكوغرافيا.
 وقد عرفت الفترة المسائية، تركيزا على مناقشة موضوع الجلطة الدماغية، التي باتت تعرف نسب إصابة متزايدة بين مختلف الفئات العمرية في الجزائر، وهو أمر أرجعه الدكتور عليوش إلى تغير نمط الحياة و المشاكل اليومية، و التغذية الرديئة و غير الصحية، ناهيك عن عدم ممارسة الرياضة، وهو ما يؤثر سلبا على تغذية شرايين المخ.
 وأشار المختص، إلى أن نسب الإصابة بالجلطات الدماغية بين الشباب باتت مرتفعة في بلادنا، وهو ما يدق ناقوس الخطر على المستويين الاقتصادي و الصحي على حد سواء، مؤكدا بأن أفضل علاج لهذا المشكل هو الوقاية.
وبخصوص موضوع الباركينسون، فقد تناول المشاركون في الملتقى موضوع الأعراض الخفية للمرض.  
هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى