الجمهور يكتشف التراث الفلسطيني ويستمتع بأغاني كادير الجابوني
عرفت الليلة السادسة من مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 39 ، مشاركة قوية للفنان كادير الجابوني الذي عرف كيف يحرك مشاعر الشباب، فأمتعهم بمجموعة من أغانيه القديمة و الجديدة قبل طرحها في السوق فتجاوب معه الجمهور كثيرا، السهرة شهدت أيضا حضورا فلسطينيا مميزا من خلال الفنانة دلال أبو آمنة التي أطربت الحضور بأغان من التراث الفلسطيني و أبدعت في الدبكة التي يبدو أن الجمهور يعشقها بدليل تفاعله معها، وكانت الفنانة الجزائرية المغتربة حورية عيشي، بمثابة الجوهرة التي تزداد إشعاعا و بريقا بمرور الزمن، فقد استطاعت أن تمتع الجمهور بأغانيها التي اشتهرت بها ، مسجلة عودتها القوية إلى جمهور تيمقاد.
انطلاقة سهرة أمس الأول كانت مع الفنانة حورية عيشي التي عادت إلى ركح تاموقادي بعد غياب استمر سنوات، فهي تقطن بفرنسا و تشتغل هناك كأستاذة جامعية، لقد أسعدت الجمهور كثيرا لدى صعودها إلى الركح، حيث أدت مجموعة من الأغاني ، فجابت ربوع الوطن بأداء  العديد من الطبوع التي تميز الفن و التراث الجزائري، الفنانة حورية بدأت رحلتها النغمية بأغنية «عقلي معاه» لفضيلة الدزيرية، مرورا بأغنية «قوماري» التراثية التارقية، إضافة إلى أغنيتها الشهيرة «يا الصالح» التي تجاوب معها الجمهور و فجرت زغاريد النساء، كما أدت «أنا وغزالي» و مقاطع أخرى أبرزت من خلالها ثراء الجزائر بمختلف الطبوع الفنية. بعد ذلك مباشرة اعتلت الفلسطينية دلال أبو آمنة الركح ، فاستقبلها الجمهور بطريقة رائعة تؤكد عشق الجزائريين لفلسطين وكل شيء له علاقة بفلسطين، و أدت العديد من الأغاني التراثية التي كانت تشتهر بها النساء الفلسطينيات خصوصا قبل النكبة، و ارتبطت، كما قالت الفنانة، باجتماعهن داخل الحمامات،  و أدت بصوتها الشجي مقاطع غنائية أخرى على غرار «سلم عليا»، «يا بن العم»، «بياع التفاح»، «رايحين ع سفر» و «راجع ع بلادي» قبل أن تبدع في رائعة فيروز «زهرة المدائن» . الفقرة الثالثة كانت من نصيب معشوق الشباب الجزائري كادير الجابوني الذي انتظره الجمهور بفارغ الصبر، و قد أبدع في أداء أغانيه القديمة و الجديدة وتجاوب معه الجمهور كثيرا ، خاصة الشباب فهم يحفظون أغانيه و رددوها معه طوال السهرة، حيث غنى «أنت سبابي»، «ماما ميا»، «علاش»، «نجبد روحي» و «ماذابيا عمري»، فكان نجم السهرة، خاصة وأن الجمهور طالبه بإعادة الأغاني التي اشتهر بها مثل «ماما ميا» و»أنت سبابي»، فاستجاب له ، مؤكدا بأنه يعشق جمهور تيمقاد و لا يمكنه إلا أن يلبي طلباته.
تغطية: ب. بلال

قالوا على هامش المهرجان
كادير الجابوني
الشائعات لن  توقفني و الانتشار عربيا يتطلب تخفيف اللهجة
استنكر كادير الجابوني الشائعات التي انتشرت مؤخرا حوله، بخصوص قضية ملك المغرب، و نفى  ما ورد في بعض العناوين الإعلامية الإلكترونية مؤكدا بأنها مجرد شائعات، ولم يسبق له و أن أدلى بمثل تلك التصريحات، ودعا الصحفيين إلى الالتزام بالمهنية في نقل الأخبار وعدم الانسياق  وراء الأخبار الكاذبة ، مضيفا بأن الهدف من هذه الأخبار والمغالطات هو تشويه مسيرته و عمرها 18 سنة من العطاء، إضافة إلى جمع الإعجابات والمشاركات في تلك المواقع، مؤكدا بأنه لن يترك الشائعات تفسد هذه المسيرة الحافلة بالنجاحات. كادير تحدث أيضا عن جديده الذي سيصدر في 17 جويلية الجاري والذي يتمثل في أغنيتين هما «نجبد روحي»و «ماذابيا عمري»، ورغم ذلك فقد أهدى جمهور تيمقاد هذا العمل الجديد ولم يبخل عليه به، كما أشار إلى أنه سيتعامل مع فنان مغربي في عمل مشترك عما قريب، ولم يوضح تفاصيل أخرى عن هذا العمل. صاحب رائعة «أنت سبابي» تحدث عن جولته الفنية مؤخرا بقطر والإمارات والبحرين، مؤكدا بأن نجاحه في الوطن العربي يتطلب تحسين اللهجة والكلمات المختارة، موضحا بأن اللهجة الجزائرية صعبة لدى المشارقة، وهو يطمح إلى فرض نفسه هناك، وهو ما يجبره على اختيار كلمات بلهجة محسنة و مطعمة  بكلمات عربية فصحى ليفهم الجمهور في الوطن العربي أغانيه. وبخصوص إعادة بعض الفنانين لأغانيه التي تنال شهرة واسعة، أكد بأنه لا يمانع في ذلك، طالما أن الإحساس لا يمكنه أن يتكرر، حيث صرح بأن الأغنية التي ينتجها يغنيها بكامل احساسه، و يعتقد بأنه لا يوجد مغن آخر يمكن أن يضفي على أغانيه إحساسا يضاهي إحساسه ، وهو صاحب الأغاني و منتجها، وفي ختام حديثه عبر كادير عن سعادته الكبيرة بتواجده في مهرجان تيمقاد مرة أخرى، بعد أول مشاركة في عام 2009، مؤكدا بأنه تعود على هذه الأجواء وسيبقى وفيا لهذا الجمهور الذي يحبه ويعشقه كثيرا.

حورية عيشي
أغني بكل اللغات لأبرهن على ثراء التراث الجزائري
قالت الفنانة حورية عيشي، بأنها تعشق جميع الطبوع الجزائرية وهو الدافع الذي جعلها تغنيها جميعها بكل اللهجات واللغات، وهدفها من ذلك، إبراز ما تزخر به الجزائر من تراث فني كبير ومتنوع.
وعن تجربتها مع مهرجان تيمقاد الدولي، فقد أكدت بأن هذه المشاركة هي الثالثة في مسيرتها، بعد أول ظهور لها فوق الركح سنة 2004 وثاني مشاركة لها عام 2010، وكشفت عن سعادتها بكل مشاركة، خاصة وأن مثل هذه المهرجانات باتت فرصة لتفاعل الفنان مع جمهوره بشكل مباشر، كما أنها تجمع ذكريات كثيرة في كل مشاركة لها في هذا المهرجان.
جمعها: ب. بلال

في الندوة الصحفية للفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة
الجزائر بالنسبة إلينا كالأخ الكبير الذي نقتدي به
أعربت الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة لدى نزولها ضيفة بالجزائر للمشاركة في مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ 39 ، عن سعادتها الكبيرة وكشفت عن تأثرها بالمعاملة التي وجدتها بالجزائر.  وخلال الندوة الصحفية التي أعقبت غناءها بركح تاموقادي، كشفت عن عدة تفاصيل عن مشاريعها الفنية وحياتها ومسارها العلمي الذي صنع المفاجأة للجميع، كما تحدثت عن أسباب اختيارها للغناء الطربي وعدم ولوج الغناء المشرقي المعروف حاليا، رغم امتلاكها لجميع المقومات التي تسمح لها بفرض نفسها في الساحة الفنية العربية. تحدثت الفنان دلال عن هدفها كفنانة قادمة من فلسطين و يتمحور في إظهار المحبة والسعادة التي يعيشها شعبها، المحب للحياة و الفرح رغم المعاناة والظروف السيئة المحيطة به، وأكدت بأن الاحتلال لم يقدر على قطع تواصله وامتداده الحضاري وما تقوم به من إحياء لتراث بلدها وتراث أجدادها، الهدف منه هو تواصل الأجيال والإبقاء على الهوية الفلسطينية، وهي تريد من كل ذلك، أن ترى الشعوب العربية بأن الفلسطينيين يفرحون رغم كل شيء. شبهت الفنانة دلال الجزائر بالنسبة للفلسطينيين بالأخ الكبير في العائلة الذي يقتدي به إخوته في كل شيء، وأكدت بأن ما عايشه الشعب الجزائري خلال 132 سنة من الاحتلال، يعطيهم القوة والصبر لمحاربة الاحتلال والعمل على ضمان الحرية، فالشعب الجزائري ناضل وكافح وثار ضد المستعمر الفرنسي ،وهناك الكثير من القادة و الشخصيات الذين يتأثر بهم الفلسطينيون كثيرا ، كالأمير عبد القادر، هواري بومدين وجميلة بوحيرد. كما كشفت في هذا السياق، بأنها ستعمل على تجسيد «ديو» مع فنان جزائري في المستقبل القريب، ولم تقدم تفاصيل أخرى عن هذا العمل المشترك، وأعربت عن أملها في أن تتكرر هذه التجربة مع فنانة جزائرية،  نظرا لحبها للفن الجزائري، و أضافت  بأنها تحب أغنية «وهران... وهران « كثيرا وكانت تأمل أن تغنيها في المهرجان، إلا أن الفرصة تأجلت إلى مهرجانات ومشاركات فنية أخرى، مشيرة إلى  أن هذه هي الزيارة الأولى لها للجزائر وتأمل ألا تكون الأخيرة.
 مشروع ديو مع فنان جزائري
فاجأت الفنانة دلال أبو آمنة جمهورها باختصاصها العلمي البعيد كل البعد عن المجال الفني والذي يتمثل في جراحة الأعصاب والدماغ، و قالت بهذا الشأن بأن عملها في هذا الاختصاص، إلى جانب الغناء، خلق لها توازنا في حياتها الشخصية، وهي تعمل دائما على النجاح في هذين المجالين وتبذل كل جهدها في ذلك،  خاصة وأنها كانت شغوفة بالعلم والغناء منذ الصغر، وهي في الوقت الحالي تعد لدكتوراه في هذا التخصص و تبحث دائما عن علاج وأدوية للأمراض المنتشرة حاليا و المتعلقة بالأعصاب والدماغ.  انتقدت المغنية الفلسطينية الغناء المشرقي المنتشر في وقتنا الحالي، و قالت بأن مثل تلك الأغاني تعمل على «تسخيف» العقل العربي، وأضافت بأنه كان بإمكانها أن تقوم بعمليات تجميل وترتدي الملابس الفاضحة وتؤدي مثل تلك الأغاني لتجني الملايين من الأموال والمعجبين، إلا أن لذلك ثمن باهظ وهي تدرك ذلك الثمن، و أكدت بأنها مكتفية بما تقوم به ومقتنعة به إلى أقصى درجة، و تحمل عبئا كبيرا لأنها تريد إيصال رسائل هادفة من خلال غنائها فهي تؤدي اللون  الطربي، لأنه المجال الوحيد الذي يسمح لها بتبليغ ما تريد إيصاله للشعوب العربية، خاصة تلك المضطهدة منها في سوريا والعراق وغيرها. و كشفت بأنها اشتهرت في فلسطين منذ الصغر بإعادة أغاني أم كلثوم و تطمح في المستقبل القريب إلى إعادة أغنية من أغاني الفنانة الراحلة وردة الجزائرية، و  تريد دائما الغناء عن المرأة، الحب، الإنسان وزرع الفرح، لكن بطريقة لا تسخف العقل العربي، على حد تعبيرها، لأن الأغاني المنتشرة حاليا لا توجد فيها أي معان سامية أو رسائل هادفة،حسبها.
تغطية: ب. بلال

كواليس المهرجان
. شهدت الندوة الصحفية التي عقدت مساء أول أمس بفندق شليا مغادرة الفنان كادير الجابوني مباشرة بعد انتهاء الأسئلة الموجهة إليه، ويبدو أنه كان منشغلا ببعض الترتيبات المتعلقة بحفلته، مما أجبره على المغادرة سريعا، وكانت الفنانة حورية عيشي قد شاركته الندوة ، و بقيت للإجابة على بقية الأسئلة الموجهة إليها.
. غابت عن الندوة الصحفية التي كانت مقررة بفندق شليا الفنانة دلال أبو آمنة، وحسب المنظمين، فإن تأخر التحاقها بباتنة حرمها من حضور الندوة، وقد عوضت ذلك مباشرة بعد انتهاء حفلتها، حيث أجابت على أسئلة الإعلاميين كلها.
. لم تتحمل الفنانة حورية عيشي الحرارة المرتفعة بمدينة تيمقاد، ولعل استقرارها بفرنسا وعملها هناك كأستاذة جامعية، عودها على درجات الحرارة منخفضة، حيث صرحت بأن الحرارة أثرت عليها كثيرا خلال زيارتها لمدينة تيمقاد.
. مثلما جرت العادة في كل طبعة و في كل سهرة، يتأخر موعد الانطلاق، حيث تبدأ الحفلات على الساعة الحادية عشر ، عوض الساعة العاشرة ليلا.
. تفاعل الجمهور الحاضر في مدرجات ركح تاموقادي مع الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة، و ردد الشعار المفضل لدى الفلسطينيين «فلسطين الشهداء»، كما تجاوبت الفنانة معهم كثيرا، حيث رددت بدورها شعار «وان تو ثري فيفا لالجيري»، و كذا بعض العبارات الجزائرية، على غرار «نحبكم بزاف» تعبيرا عن حبها للجزائريين.                                                                                              
رصدها: ب. بلالرصدها: ب. بلال

الرجوع إلى الأعلى