أمر وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي مدراء المؤسسات التربوية بتخصيص قاعة لجمع الكراريس المسترجعة من التلاميذ، ليتسنى للمؤسسة العمومية للاسترجاع، استلامها وتدويرها تجسيدا للاتفاق المبرم بين قطاعي التربية والبيئة.
أكد محمد صغير سعداوي في ندوة وطنية عقدها مساء أول أمس عن بعد، على ضرورة التصدي لظاهرة تمزيق الكراريس من قبل التلاميذ، ورميها أمام أبواب المؤسسات التعليمية فور إتمام آخر الامتحانات الفصلية للموسم الدراسي.
وأمر الوزير مدراء التربية بالسهر على إنجاح الحملة التوعوية الموجهة لفئة التلاميذ، وتحسيسهم بضرورة المحافظة على نظافة المؤسسات التربوية ومحيطها، والالتزام بتقديم الكراريس المستعملة لإدارة المؤسسات التعليمية بدل تمزيقها ورميها.
وشدد المتدخل على ضرورة تسخير قاعة من طرف مدراء المؤسسات لوضع وتجميع الكراريس المسترجعة من التلاميذ حتى يتسنى للمؤسسة الوطنية للاسترجاع استلامها من أجل تدويرها، تطبيقا للاتفاق المبرم بين وزارتي التربية الوطنية والبيئة.
وأضاف المصدر بأن المرصد الوطني للمجتمع المدني يساهم بدوره في محاربة ظاهرة تمزيق ورمي الكراريس من طرف التلاميذ، عن طريق تجنيد فواعل المجتمع المدني للانخراط في الحملات التحسيسية بمحيط المؤسسات التعليمية، من أجل إعطاء دفع أكبر لحملة تحسيس التلاميذ وأوليائهم، للحفاظ على نظافة المحيط الخارجي للمؤسسات التربوية.
وتندرج العملية وفق المصدر في إطار التنسيق القائم ما بين الوزارة والمرصد الوطني للمجتمع المدني لمرافقة التلاميذ ورفع مستوى الوعي لديهم إزاء السلوكات السلبية الغريبة عن المدرسة الجزائرية، من بينها تمزيق الكراريس ورميها أمام المدارس.
ويشار إلى أن رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني ابتسام حملاوي أكدت لدى استقبالها من طرف وزير التربية الاستعداد للانخراط في الحملات التحسيسية خاصة بمحيط المؤسسات التعليمية، عبر تجنيد جمعيات أولياء التلاميذ والكشافة الإسلامية والهلال الأحمر والنوادي البيئية للتصدي وتوعية التلاميذ بأهمية الحفاظ على الكراريس والوثائق المدرسية من أجل بيئة تعليمية سليمة ونظيفة. وتأتي هذه المبادرة ذات الطابع التوعوي التحسيسي بعد تنامي ظاهرة تمزيق الكراريس من قبل التلاميذ عقب مغادرة الأقسام في آخر يوم لامتحانات الفصل الثالث، مما كان يؤدي إلى تشويه منظر وجمال محيط المدارس، ويثير الاستياء بسبب هذه السلوكات التي لا تمت بصلة لما يتلقاه التلميذ في المدرسة من تربية وأخلاق.
كما تطرقت الندوة الوطنية إلى مدى جاهزية مديريات التربية الوطنية لاستكمال الترتيبات المرتبطة بتنظيم الامتحانات الرسمية دورة جوان 2025، من خلال عروض شاملة قدمها مدراء التربية حول مدى التزامهم بتنفيذ تعليمات الوزير لإنجاح هذه المواعيد البيداغوجية الهامة، وضمان التكفل الأمثل بالمترشحين.
ودعا محمد سعداوي مدراء التربية لمواصلة الجهود وتكثيف الزيارات الميدانية للمراكز المعنية للوقوف بصفة شخصية على جاهزيتها لاستقبال الممتحنين والمؤطرين، التزاما بما ينص عليه دليل تنظيم الامتحانات الرسمية.
وشدد المتدخل على معاينة كافة الوسائل والأجهزة المسخرة لتنظيم الامتحانات الرسمية، مع التنسيق مع الولاة للتكفل بما قد يتم تسجيله من احتياجات، سيما تلك التي لا تندرج ضمن اختصاص مدراء التربية الوطنية.
كما تطرف القائم الأول على قطاع التربية إلى الملف الخاص بالمؤسسات التربوية التي تأخر إنجازها، وهو ما وقف عليه خلال زيارة ميدانية لعديد الولايات لتفقد مرافق القطاع، مؤكدا بهذا الشأن على ضرورة التقيد الصارم بالمرسوم التنفيذي رقم -10- 04 المؤرخ في 04 جانفي 2010، المحدد لكيفيات إعداد الخريطة المدرسية وتنفيذها و مراقبتها.
وأوضحت الوزارة بخصوص هذا الملف بأنه غالبا ما يكون اختيار مواقع لا تتوفر فيها الأرضية اللازمة لتجسيد المشروع سببا في عدم تسجيله وتأخر إنجازه، ولأجل تفادي هذه الإشكالات أمر وزير التربية الوطنية بضرورة التنسيق مع الجهات المختصة للتمكن من متابعة المشاريع المقترحة عن كثب، والتأكد من توفر الشروط اللازمة والأرضية التي يشيد عليها المشروع عند اختيار موقع الإنجاز، مع موافاة الإدارة المركزية بكافة المعطيات في الوقت المناسب.
لطيفة بلحاج
