تحذر الدكتورة حليمة بوغلوط، أستاذة في معهد التغذية و التغذي و التكنولوجيات الفلاحية الغذائية بجامعة قسنطينة، من العادات الغذائية السيئة التي تنتشر في شهر رمضان و تتسبب في مشاكل صحية، كالتخمة و الإصابة بسكتة دماغية و توقف الدورة الدموية و غيرها، مقدمة جملة من النصائح من أجل تناول إفطار صحي متوازن و الاستفادة من الصوم.
أخصائية التغذية قالت للنصر، بأن للصوم فوائد جمة، فهو يريح جسم الإنسان و يخلصه من السموم الموجودة به، كما يساهم في تجديد الخلايا و راحة الأعضاء، خاصة المعدة و البنكرياس الذي ينتج الأنسولين، و يساعد الجسم على التخلص من الدهون الثلاثية و الكوليسترول، و يمكن مرضى السكري من التحكم في نسبة السكر في الدم.
وأضافت أن الصيام يساهم في التقليل من بعض الالتهابات، نتيجة انخفاض السكر البسيط في الجسم، لكن، حسب ذات المتحدثة ، هناك عادات غذائية سيئة بمجتمعنا في رمضان، تحول نعمة الصوم إلى نقمة على صحة الإنسان، و لا يستغل فوائده، كتناول كمية معتبرة من السكريات عند الإفطار و في السهرة، في الوقت الذي من المفروض أن يتم التقليص قدر الإمكان من تناول السكريات، وكذا المشروبات الغازية التي تتسبب في جفاف الجسم نتيجة كمية السكريات و المواد الملونة التي توجد بها، و تجعل الفرد يعاني من العطش في اليوم الموالي. ومن العادات السيئة التي حثت الأخصائية على تجنبها، تناول كمية كبيرة من الدهون، من خلال الإكثار من تناول اللحوم الموجودة في مختلف الأطباق، التقليل من استهلاك الخضار، ما يتسبب في ارتفاع معدل الكوليسترول في الجسم و ظهور مشاكل في القلب و كذا ارتفاع ضغط الدم و احتمال الإصابة بسكتة دماغية، مشيرة إلى أن الإفراط في الأكل لا يفيد جسم الإنسان و يؤدي إلى عدم التوازن، ما يتسبب في عدم قدرة الجهاز الهضمي على أداء وظيفته، و شعور الصائم بالخمول و آلام في الرأس و حرقة المعدة و التقيؤ.
لتناول فطور صحي، تنصح المختصة الصائمين بالاستهلاك العقلاني للطعام و تقسيم وجبة الإفطار إلى مرحلتين، لتفادي بلوغ مرحلة الشبع و عدم إجهاد المعدة، مشيرة إلى أن الفترة الليلية قصيرة و لا تكفي لهضم كمية كبيرة من الطعام، ما قد يتسبب في سكتات دماغية و انقطاع في الدورة الدموية.
و تحث على الإكثار من شرب الماء، لأن الجسم بحاجة لهذه المادة الحيوية، و الإكثار من تناول الخضار و الفواكه، و وضع شرائح الليمون في الطعام، لتجنب الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم التي يجب تناولها بكميات قليلة، خاصة في ظل تغير النمط الغذائي الذي أصبح متنوعا و يعتمد على المقبلات و أطباق عصرية، خاصة المقلية التي تؤثر على نوعية الوجبة و تجعلها غير متوازنة.
و تدعو المختصة إلى تناول وجبة صحية كاملة، خاصة في الأيام الأولى التي لم يتأقلم فيها بعد جسم الإنسان، مع نمط الأكل الجديد، بالإفطار بالتمر، عوض الزلابية و غيرها من الحلويات، و ذلك ليستفيد الجسم من السكريات البسيطة المتوفرة في مادة غذائية طبيعية، بعد ذلك يجب تناول وجبة لا تحتوي على كمية كبيرة من الدهون و التوابل التي يؤدي الإكثار منها إلى تعقيدات صحية، و الإكثار من الخضار و الفواكه في شكل سلطة و حساء، كما تنصح بتجنب إعادة تناول وجبة الإفطار كاملة في السحور، لأنها تؤثر سلبا على الجهاز الهضمي لأن الأغلبية يخلدون بعدها للنوم و لا يقومون بنشاط عضلي، مشيرة إلى أنه من الأفضل التركيز على استهلاك الفواكه و الأطعمة الخفيفة، كالمسفوف المحضر بالزبيب، مع تجنب المنبهات .
أسماء بوقرن
