إن صندوق الزكاة في بلادنا هو تلك الوسيلة والآلية التنظيمية للزكاة في العصر الحالي، حيث يقوم بجمع الزكاة عن طريق اللجان القاعدية عبر المساجد أو عن طريق الحسابات البريدية لكل ولاية، ثم يقوم بصرف هذه الأموال على مستحقيها وفق ضوابط شرعية معتمدة. وقد اصطلحت الكثير من الدول على هذا المصطلح:»صندوق الزكاة» مثل قطر والسعودية ولبنان والسودان وغيرها، وسمي عند بعض الدول بهيئة الزكاة، وفي بعضها بيت مال الزكاة كدولة الكويت، والعبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني.
إذن صندوق الزكاة هو الجهة الوحيدة المخوّلة لجمع الزكاة في بلادنا، لأن الزكاة ليست حقا موكولا للأفراد يؤديها من يرجو الله واليوم الآخر، ويدعها من ضعف إيمانه وزهد في الأجر، وإنما هي تنظيم اجتماعي محكم تشرف عليه الدولة وتتولاه هيئة إدارية منظّمة، حيث تقوم على هذه الفريضة جباية وصرفا، جباية من الأغنياء بكل الوسائل العصرية المتاحة، وصرفا لمن يستحقها، إذن الأصل في الزكاة أنها من الأحكام السلطانية فالهيئة التي تنصبها الدولة هي المخوّلة بالجباية والصرف، ولا يصار إلى البدل إلا إذا تعذّر الأصل وهذا بصريح القرآن الكريم والسنة النبوية.
إن الله تعالى شرع الشريعة لمصالح العباد، وجاءت منضبطة غير مضطربة، مبنية على اليقين دون الشكّ، تأمر بتحقيق المقاصد وتنهى عن العبث والاضطراب، قال الله تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ. فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ (المؤمنون: 115. 116)، ونجد هذا النظام الدقيق في جميع الأحكام الشرعية من العبادات والمعاملات ففي العبادات لو أخذنا أركان الإسلام مثلا ما عدا الشهادتين لأنهما تتعلقان بالعقيدة والتوحيد؛ لوجدناها منتظمة انتظاما محكما.
فالصلاة نجدها منضبطة بضوابط دقيقة وضعها الشارع الحكيم، فمن الأحكام الوضعية التي هي عبارة عن أمارات لتوظيف الأحكام التكليفية فيها نجدها لا تجب إلا بعد توفر الأسباب كدخول الوقت ولا تصح إلا إذا توفرت شروطها كالطهارة. ولا تصح إلا بعد انتفاء الموانع وكذلك أحكام العزيمة والرخصة، فلا يصار إلى الرخصة إلا إذا تعذرت العزيمة. وكذلك الأحكام التكليفية من واجباتها وسننها وغيرها.
وإذا أتينا إلى الصيام أيضا نجده منضبط بضوابط دقيقة فقد بين الله تعالى الشهر الذي نصوم فيه وهو شهر رمضان وحدد وقت الصيام بدقة من طلوع الفجر إلى الغروب ليلا، وإذا أتينا إلى ركن الحج الذي هو عبادة جامعة نجده منضبط بضوابط دقيقة فقد بين الله تعالى: ميقاته الزماني وبين النبي صلى الله عليه وسلم مواقيته المكانية
وهنا نطرح إشكالية وهي: هل الزكاة بمنأى عن هذا التنظيم الدقيق؟ وهل يعطيها من يشاء لمن شاء كيف شاء؟ أم أنها منتظمة من حيث الجباية والصرف؟ وهل الطريقة التقليدية في إعطاء الزكاة طريقة سليمة؟ وهل هي مجزية؟ وهل أدّت الواجب المطلوب من مقاصد الزكاة؟
فلهذا لو نظرنا إلى الزكاة بنظرة تمعّن وتدبّر واستقرأنا أدلتها من كتاب الله تعالى، ومن سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لوجدنا هذه الأدلة في مجملها تدلّ على تنظيم الزكاة من حيث الجباية والصرف، ومن جانب الأخذ والعطاء، فقد قال الله تعالى لنبيه صلّى الله عليه وسلّم: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. التوبة:(103). فهذه الآية دليل صريح على أن الزكاة تؤخذ من الأغنياء أخذا لا عطاء، لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم حرّمت عليه وعلى آله الزكاة، فقد ثبت عنه أنه قال في الزكاة: «لا تجوز لمحمد ولا لآل محمد، فإنها أوساخ الناس»، رواه مسلم. فإذا الآية تنزّل في باب الإمارة لا باب الأحكام الشرعية العامة، المبنية على القاعدة الأصولية: «خطاب الله لنبيه هو خطاب لأمته» أي فتأويل الآية أن كلّ من يتولّى أمر المسلمين عليه أن يجمع الزكاة من الأغنياء ويوزّعها على أصحابها، وفي مصاريفها فهي من الأحكام السلطانية، وهكذا فهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه الآية عندما منعت بعض قبائل العرب الزكاة، ومنه بنو حنيفة، حيث أمر بقتالهم وقال: «والله لو منعوني عقالا كانوا يعطونه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقاتلتهم عليه.
ويفسّر الآية أيضا: حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه يوم بعثه النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن وقال له: ...فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم» متفق عليه. يستنبط من هذا الحديث عدة أحكام: أولها: أن الزكاة تجمع ولو كانت تعطى، لقال له: يعطيها أغنياؤهم لفقرائهم.
ثانيا: أن الأصل في الزكاة ألا تخرج من البلد إلا في حال الاكتفاء، أو حال الضرورة، فالضمير في قوله: تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم، عائد على أهل اليمن، وقد ثبت في صحيح البخاري أن معاذ بن جبل كان يدفع الزكاة للنبي صلى الله عليه وسلّم.
مواثيق ملزمة للأسرة والمجتمع
الإسلام حث على حماية الطفل
أكد الإسلام على جملة حقوق ينبغي أن يتمتع بها الطفل قبل وبعد الميلاد، وألزم الأسرة والدولة والمجتمع بحمايته من كل الجوانب البدنية والنفسية والعقلية مراعاة لحالته التي لا تسمح له عادة بحماية نفسه، وقد وضعت مواثيق إسلامية معاصرة لحقوق الطفل في الإسلام صدرت عن مؤسسات إسلامية دولية مستنبطة من نصوص الشريعة وفقهها، ومما جاء في ميثاق الطفل في الإسلام الصادر عن اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل:
مادة (27)
للطفل الحق في حمايته من كافة أشكال العنف أو الضرر أو أي تعسف ومن إساءة معاملته بدنياً أو عقلياً أو نفسياً ومن الإهمال أو أية معاملة ماسة بالكرامة سواء أكان ذلك من الوالدين، أو من أي شخص آخر، يتعهد الطفل أو يقوم برعايته.
ولا يخل هذا الحق بمقتضيات التأديب والتهذيب اللازم للطفل وما يتطلبه ذلك من جزاءات مطلوبة ومقبولة تربوياً تجمع بحكمة وتوازن بين وسائل الإفهام والإقناع والترغيب والتشجيع، ووسائل الترهيب والعقاب بضوابطه الشرعية والقانونية والنفسية.
مادة (28)
للطفل الحق في الحماية من جميع أشكال الاستغلال أو الانتهاك الجنسي أو أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته.
وله حق الحماية من استخدام المواد المخدرة والمواد المؤثرة على العقل والمشروبات الكحولية والتدخين ونحوها.
وله حق الحماية من الاختطاف والبيع والاتجار فيه.
مادة (29)
للطفل الحق في الحماية من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل ينطوي على خطورة أو يعوقه عن الانتظام في التعليم الأساسي الإلزامي أو يكون ضارا بصحته أو بنموه البدني أو العقلي أو الديني أو المعنوي أو الاجتماعي
مادة (30).
لا يشترك الطفل قبل بلوغه السن المقررة قانونا اشتراكا مباشرا في الحرب.
للطفل في حالات الطوارئ والكوارث والنزاعات المسلحة أو ليوة الحماية والرعاية الخاصة بالمدنيين من حيث عدم جواز قتله أو جرحه أو إيذائه أو أسره وله أولوية الوفاء بحقوقه في المأوى والغذاء والرعاية الصحية والإغاثة.
تواصل الحملة الوطنية للوقاية من آفة المخدرات عبر المساجد
تواصلت عبر مختلف مديريات الشؤون الدينية والأوقاف الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات والوقاية منها، من خلال أنشطة مكثفة يقوم بها أئمة ومشايخ بالتنسيق مع مختلف الجهات والقطاعات المنخرطة في الحملة الوطنية، لاسيما من قطاع الأمن والحماية المدنيةوقطاع الصحة والمجتمع المدني وغيرها.
وقد شملت هذه الأنشطة خصوصا دروسا مسجدية وندوات في الفضاءات العامة وبعض المراكز المدارس القرآنية ولقاءات وحصص إعلامية إذاعية محلية تصب كلها في بيان مخاطر المخدرات وآثارها على الفرد والمجتمع من خلال تسليط الأضواء على المخاطر النفسية والبدنية والاجتماعية لتعاطي المخدرات أو الاتجار بها، وسبل الوقاية، وتعد مثل هكذا حملات إجراءات وقائية استباقية للتحذير منها قبل ولوج عالمها لاسيما من قبل فئة الشباب،كما أكدت بعض الندوة بناءة على أهمية التنسيق المؤسساتي والتكامل في الأدوار وتوحيد الخطاب الديني والإعلامي لمواجهة هذه الآفة.
كما بث الكثير من المشايخ وأئمة المساجد دروسا عبر منصات التواصل الاجتماعية كشفوا من خلالها عن أضرار ومخاطر المخدرات وبينوا سبل الوقاية منها.
ع/خ
اختتام المخيم الصيفي الشبـاني للزوايا والمدارس القرآنية لأبناء الجنوب
اختتمت فعاليات المخيم الصيفي الشباني للزوايا والمدارس القرآنية لأبناء الجنوب أمس الأول بالبليدة، وقد نظمت المخيم جمعية بن جلول العلمية الثقافية بالبليدة وسط أجواء روحانية وتربوية بهيجة جسدت ثمرة أيام من التعلم والتدبر والتزكية.
وحسب مصادر من لجنة الإعلام للجمعية فقد شهد حفل الاختتام حضورًا مميزًا لشخصيات بارزة، من المشايخ والأساتذة ، إلى جانب مدير المعهد، الذين عبّروا عن اعتزازهم بما حققه المخيم من أثر علمي وتربوي في نفوس الناشئة.تميزت المناسبة بفقرات متنوعة، كان أبرزها:تكريم المشاركين والمتميزين من الطلبة والمؤطرين.وصلات إنشادية معبّرة أبدع فيها أبناء المخيم.عرض مسرحي تربوي من اكتشافات المواهب الشابة خلال أيام التخييم، حمل رسائل قيمة بأسلوب إبداعي. وقدمت بهذه المناسبة الجمعية جزيل الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الطبعة سائلين الله أن يجعل هذا العمل في ميزان الحسنات، وأن يوفق أبناءنا لحمل لواء القرآن وخدمة الوطن والأمة
ووفر المخيم فرصة للمشاركين من أبناء الجنوب للقيام ببعض الزيارات السياحية منها زيارتهم لجامع الجزائر .
مدافن إسرائيلية بلا موتى لطمس هوية القدس
يعمد الكيان الإسرائيلي إلى زرع قبور وهمية فارغة في مدينة القدس المحتلة، وتضع عليها شواهد تحمل أسماء باللغة العبرية رغم خلوها من أي رفات. وتأتي هذه الممارسة ضمن سياسة منهجية تهدف إلى السيطرة على الأراضي الوقفية وأملاك الفلسطينيين في القدس، فضلا عن تزوير تاريخ المدينة، وتغيير هويتها البصرية والثقافية، والترويج لادعاءات وجود إرث حضاري وتاريخي يهودي مزعوم في القدس وخاصة في المسجد الأقصى.سعيا لفرض الرواية اليهودية المزعومة على حساب الرواية الإسلامية والعربية الممتدة عبر القرون.بعد إخفاقها في العثور على آثار يهودية موثقة في المدينة المقدسة، الأمر الذي دفعها إلى اختلاق تاريخ مصطنع لتحقيق هذه الأهداف وغيرها
وحسب المركز الفلسطيني للإعلام فإن هذه القبور تنتشر بأعداد كبيرة، وتقدر بالآلاف، في مواقع مختلفة من مدينة القدس، خاصة في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، ضمن محاولات لعزل المعالم الإسلامية والمسيحية برموز مصطنعة لا تستند لأي أساس تاريخي موثق
وقد أكد باحثون مقدسيون أن سلطات الاحتلال زرعت أكثر من 13 ألف قبر وهمي منذ 1978، توزّع نحو 32% منها في بلدة سلوان، لما تمثّله من موقع استراتيجي ملاصق للمسجد الأقصى ضمن مشاريع تهويد المدينة وتغيير معالمها التاريخية والحضارية.وتتولى الإشراف على زراعة هذه القبور الوهمية وإقامة الشواهد عليها جهات رسمية وجمعيات استيطانية إسرائيلية متعددة.