يطل الممثل و المخرج أحمد رياض خلال شهر رمضان من خلال مسلسل «النفق» الذي يؤدي فيه دور عميد شرطة مهمته الإطاحة بعصابة خطيرة، و من خلال السلسلة الفكاهية «فالباطيما» التي يظهر في بعض حلقاتها كممثل، و قام بإخراجها و إنتاجها، و يراهن على نجاحها، مؤكدا بأنه بذل قصارى جهده ليقدم للجمهور الجزائري سلسلة فكاهية مختلفة عما ألفه في السنوات الماضية، مشيرا إلى أنها تسلط الضوء على الحكايات و الأحداث التي تحدث أمام شقق العمارات ضمن قالب هزلي محمل بالكثير من الرسائل .
بن ودان خيرة
النفق دراما اجتماعية بوليسية تحمل الكثير من المفاجآت
. النصر: تؤدي دور عميد الشرطة في مسلسل «النفق»، حدثنا أكثـر عن هذا الدور و كيف كانت أجواء التصوير بعد سنة من التوقف؟
ـ أحمد رياض: نعم أطل على الجمهور بدور عميد شرطة في «النفق’‘، و هو دور ثانوي، لكنه مهم فأنا أظهر في كل حلقات المسلسل، و أسعى و فريقي للإطاحة بأفراد عصابة. السيناريو مميز من نوع الدراما الاجتماعية به شق بوليسي و هذه المرة الثانية التي أتقمص فيها دور شرطي.
كما تعلمون تصوير المسلسل توقف لقرابة سنة بسبب جائحة كورونا، و بعد انفراج الأزمة الصحية تم استئناف التصوير الذي جرى في ظروف جد مميزة ، فهو عمل داخلي للتلفزيون العمومي ، مع فريق محترف، فعملنا بأريحية و جد كبيرين ..أدعو المشاهدين لمتابعة المسلسل الذي يحمل الكثير من المفاجآت.
. عملك الثاني في رمضان سلسلة « فالباطيما» الذي أخرجته، كما شاركت في التمثيل فيه ، كيف وجدت الأصداء بعد عرض حلقاته الأولى؟
ـ أنا جد سعيد بما وصلني من أصداء طيبة، و عدد مشاهدات محترم منذ بث الحلقة الأولى من السلسلة الفكاهية ، التي قدمتها في قالب هزلي بحبكة و بمعالجة مختلفة عما كنا نشاهده سابقا.
إنه عمل أصلي لا يوجد فيه جانب التقليد، حلقاته منفردة تحدث جميعها في حيز ضيق أمام أبواب الشقق داخل العمارات ، و يضم عديد القصص التي نعيشها جميعا في حياتنا اليومية، و حاولت قولبتها في إطار مضحك في مدة قصيرة لا تتعدى مدة كل حلقة سبع دقائق لكي لا يمل المشاهد منه. و جمعت فيه توليفة مميزة من الممثلين، على غرار فتيحة سلطان ، وحيد عاشور، زبير بلحور و غيرهم إلى جانب مشاركة عدد من طلبة كلية الإعلام و الاتصال بجامعة قسنطينة، في ثاني تجربة لي هدفها فتح المجال أمام المواهب و خريجي الجامعات. التصوير تم في قسنطينة و استغرق قرابة ثلاثة أسابيع في ظروف مميزة و في ظرف قياسي.
. هل كان من السهل التوفيق بين مهامك كمخرج للعمل و التمثيل في نفس السلسلة؟
ـ هي مسألة تنظيم فقط ، حقيقة أنا منتج العمل من الجانب المادي، لكن من ناحية التسيير هناك مدير الإنتاج وهو مكلف بكل التفاصيل. أما مهامي كمخرج و دوري كممثل فكنت أبرمج تصوير مشاهدي في الأخير ، و كان مساعد المخرج هو من يتولى مهام التسيير ، كما استعنت بالممثل و المخرج المسرحي وحيد عاشور، خصوصا في الجانب الفني للإخراج بحكم خبرته الطويلة .
احتكار سوق الإشهار وراء انحصار الإنتاج الدرامي في رمضان
. الكثير من المشاهدين يتوقون إلى سلسلة فكاهية مميزة تجذبهم و تضحكهم من القلب، ما رأيك في الأعمال التي تبث هذا الموسم؟
ـ لا يمكننا مقارنة عمل بآخر ، فهناك برامج ضخمة مثلا، لا يمكن مقارنتها ببرنامج صغير، فلكل منتج ظروفه الخاصة في تصوير العمل و إنتاجه.
حقيقة البرامج أو المسلسلات الفكاهية لم تعد بتلك القوة التي كنا نشاهدها في الماضي، رغم نقص الإمكانيات آنذاك، و السبب حسب رأيي غياب دراسة خاصة قبل كل عمل فكاهي، للرد على عدة أسئلة مثل من هو الجمهور الذي توجه إليه و ما هو الهدف هنا. و يجب ألا تخلو من الرسائل الضمنية، حتى وإن كانت بطريقة ساخرة. هناك أيضا ضعف الجانب التقني ، كما أن أغلب هذه البرامج اقتباسات حرفية لأعمال عربية و غربية.
. لماذا الإنتاج التلفزيوني منحصر في شهر رمضان؟
ـ للأسف هذا هو الواقع ، و هذا راجع إلى غياب التنظيم و احتكار قطاع الإشهار من طرف بعض وكالات الإشهار التي لا يتجاوز عددها ثلاث وكالات، و هي تتحكم في أرباب الأعمال و تقنعهم بعدم المجازفة في دعم الأعمال الفنية خارج رمضان لتفادي الخسارة .
كما أن هذه الوكالات تتبع طرقا ملتوية في توزيع الإشهار ، و الحل في رأيي هو تحرير سوق الإشهار ليحرر بدوره الإنتاج الدرامي و السينمائي، و يخرجه من دائرة المناسباتية و يصبح هناك إنتاج فني وفير طوال السنة ، ما سيكسب الجمهور الثقة في إنتاجه الوطني، و يقضي على مخاوف رجال الأعمال و المؤسسات الاقتصادية، و بالتالي ضمان التمويل. وهيبة عزيون