ينتظر المجتازون لامتحانات نهاية الطور الثانوي نتائج البكالوريا على أحر من جمر، و هناك من يجيد ضبط نفسه والتحكم في مستويات قلقه وترقبه، فيما هناك من يصاب بضغط نفسي رهيب قد يؤدي لإصابته بمشاكل نفسية وحتى أمراض جسدية، ويستدعي في هذه الحالة، حسب الأخصائي رابح لوصيف، تدخل المعالج النفساني أو حتى طبيب عام، وقدم النفساني إرشادات حول كيفية ضبط النفس في هذا الفترة والتعامل مع كل المؤثرات الخارجية المضرة بالحالة النفسية، لإدارة فترة الانتظار بشكل أفضل، للمحافظة على التوازن النفسي والذهني حتى بعد ظهور النتائج، وتجنب الإصابة بالصدمة النفسية.
التفكير المفرط يرفع مستويات التوتر
يتعرض التلاميذ، حسب النفساني لوصيف، في هذه الفترة لعديد الضغوطات النفسية، أولها القلق الناتج عن التوقعات غير الواقعية التي يضعها التلميذ لنفسه، إذ يميل العديد إلى التفكير المفرط في النتائج، ما يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والضغط النفسي، هذا القلق قد يتخذ أشكالًا متنوعة، مثل الخوف من الفشل، القلق من عدم تلبية توقعات الأهل والمجتمع، أو القلق من عدم وضوح المسار الأكاديمي المستقبلي في حال كانت النتائج غير مرضية، وفي حالات أخرى يتفاقم الأمر ويتحول القلق إلى جلطة.
وبحسب الأخصائي النفساني، فإن التوتر المزمن في هذه الفترة قد يتسبب في اضطرابات مؤقتة في النوم، وفقدان التركيز، وزيادة معدل التفكير السلبي، ولذا، ينصح التلاميذ بضرورة تبني استراتيجيات لإدارة هذا التوتر، مثل ممارسة الرياضة الخفيفة، والابتعاد عن التأثيرات السلبية، والتوجه نحو الأنشطة التي تساهم في تحسين المزاج مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى.
من جانب آخر، يشير رابح لوصيف، إلى أهمية الدعم الاجتماعي في هذه الفترة، فوجود شبكة دعم قوية من الأهل والأصدقاء يُعد عنصرًا حاسمًا في تقليل مستويات القلق، حيث يساهم التشجيع والاطمئنان في رفع مستوى الثقة بالنفس، فإخبار التلميذ بأهمية المحاولة والاجتهاد، بدلاً من التركيز على النتيجة فقط، قد يساعد في تعزيز مرونته النفسية ويقلل من حدة الضغط الذي يعاني منه.
وتعتبر إدارة التوقعات أحد مفاتيح التعامل مع فترة الانتظار بشكل صحي، وعلى منتظري النتائج وضع عدة توقعات، وتجنب تعليق كل آمالهم على نتيجة واحدة، كما ينصح بتحديد خطط بديلة للمستقبل، ليشعر التلميذ بأن لديه خيارات عدة، ما يخفف من الشعور بالعجز في حال كانت النتائج أقل من المتوقع، فبدل من التذمر وإلقاء اللوم على النفس، يمكنه التوجه نحو التكوين المهني أو إعادة السنة.
على الأولياء تقبل النتائج وتحويل نقاط الفشل إلى قوة
وينصح مقابل ذلك الأولياء، بتقبل نتائج الأبناء مهما كانت للتمكن من احتواء الوضع وإعادة التخطيط لإيجاد حل للأخطاء التي حالت دون تحقيق النجاح، وتحويل نقاط الفشل إلى قوة، من خلال ضمان مرافقة نفسية صحيحة وسليمة للأبناء وبناء حوار فعال معهم، وإظهار أن الفشل لا يعد أمرا مصيريا بقدر ما هو خطوة للانطلاق بقوة نحو اعتلاء سلم النجاح.
خولة مصباح