الأحد 20 جويلية 2025 الموافق لـ 24 محرم 1447
Accueil Top Pub

الباحث عبد الرحمان نوي المتوج بالمرتبة الثانية في جوائز القمة العالمية لمجتمع المعلومات للنصر: أطمح لإنشاء منصة ذكية لإدارة المياه الجوفية بالجزائر


اعتبر الباحث الجزائري عبد الرحمان نوي، تتويجه بالمرتبة الثانية عالميا ضمن جوائز القمة العالمية لمجتمع المعلومات في فئة الذكاء الاصطناعي للبيئة الإلكترونية بسويسرا من بين 1000 مشروع بحثي، تتويجا لمسيرة علمية طويلة وشاقة جدا، واعترافا دوليا بقيمة البحث التطبيقي، في خدمة التنمية المستدامة في الجزائر خاصة في مجال إدارة الموارد المائية في المناطق الجافة، كما يعد تشريفا للباحثين الجزائريين ويبرز قوة تأثيرهم في قضايا عالمية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيات الإعلام والاتصال. وتناول مشروعه المتوج "مساهمة في الحد من انخفاض المياه الجوفية في المناطق القاحلة الجزائرية بالطرق الجيوفيزيائية ونظم الإعلام الجغرافي، وتكنولوجيا الإعلام والاتصال".

وأضاف الدكتور عبد الرحمان نوي، الباحث بمركز البحث العلمي للمناطق الجافة في بسكرة، للنصر أن تتويجه لم يكن سهلا على الإطلاق، وكان صعبا للغاية كون المنافسة كانت عالمية والملفات المرشحة جائت من مؤسسات مرموقة عالميا، والوصول لمنصة التتويج تطلب برأيه، سنوات من العمل الميداني والبحث العلمي ، والتعاون الدولي، وإثبات أثر المشروع على الميدان، وهو ما جعل التتويج مستحقا لكنه محفوفا بالتحديات.
وفي معرض حديثه عاد بنا الدكتور نوي إلى بداية انطلاقته في مجال البحث العلمي، وقال كنت طالبا في علوم الهندسة وتحديدا في السنة خامسة في علوم الري، وكنت أتابع وضعية المياه الجوفية في ولاية بسكرة بصفتي مهندسا، لأجد نفسي لاحقا أطلق أول مشروع بحث تطبيقي اعتمادا على تقنيات الجيوفيزياء والذكاء الاصطناعي لرسم الخرائط، وقبلها لما كنت في مرحلة الدراسة في الطور المتوسط، كان الوالد يعمل في مؤسسة الجيوفيزياء بحاسي مسعود، وكنت أتابع بدقة عمل المؤسسة في مجال التنقيب عن المياه الجوفية، البترول والغاز، وعليه تبلورت لدى فكرة لأكون مهندسا في علوم الري أو في مجال الجيوفيزياء.
تتويجات وجوائز دولية

مسار البحث العلمي بالنسبة للدكتور عبد الرحمان نوي كان ولازال حافلا بالتتويجات، و في رصيد هذا الباحث عدة جوائز دولية ،الجائزة الأولى نالها من الأكاديمية الروسية للعلوم و التكنولوجية سنة 2017 وفكرة المشروع مكتب للتنمية المستدامة في الجزائر، وكان آنذاك يظم عدة أقسام منها الفلاحة والري، وقسم للبحث والتطوير، ومن خلال هذه الفكرة منحوني جائزة دولية،و الثانية من المنظمة النمساوية العالمية المهتمة بالبيئة سنة 2017 .
و في سنة 2018 نلت جائزتين الأولى في شهر نوفمبر من الجمعية التركية للسدود الكبرى تحصلت على أفضل رسالة دكتوراه في علوم السدود، وقبلها تحصلت على جائزة أحسن مشروع في البيئة المستدامة من المنظمة النمساوية (اينرجي قلوب)، وتتويج أخر في سنة 2023 تحصلت فيه على الجائزة الثانية عربيا من اتحاد مجالس البحث العلمي في القاهرة بدولة مصر من خلال مشروع الحد من انخفاض المياه الجوفية في ولاية بسكرة ، ويدخل في فئة المشاريع الناشئة.
أنجزنا 2000 تجربة ومعاينة جيوفيزيائية عبر أغلب مناطق الوطن
أكد الدكتور عبد الرحمان نوي أنه تمكن وفريقه العامل معه وبدون مبالغة من انجاز نحو 2000 تجربة ومعاينة ميدانية جيوفيزيائية عبر التراب الوطني وعلى مستوى أغلب الولايات، باستثناء ولايات بشار، أدرار، عين صالح وبني عباس، ضمن مشروع مستقبلي واعد ما يزال يشتغل عليه و هو يمتد من 2018 الى غاية 2030 .
وعن أهمية المشروع قال الدكتور أنه سيساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الجزائر، خصوصا في هدفه رقم 6 ،والذي يركز أكثر على ضمان الوصول إلى المياه في الطبقات الجوفية،ومن أهداف المشروع هو التسيير الذكي للمياه الجوفية في الجزائر،من خلال وضع قواعد بيانات و تطبيقات ذكية والتي يتم حاليا العمل على انجازها حيث ستمكن المسيرين من معرفة مستوى المياه الجوفية في كل شبر من تراب الوطن، بالإضافة إلى أن المعلومات المدرجة في أرضية البيانات ستكون محينة آنيا و لحظيا، سواء من حيث انخفاض منسوب المياه الجوفية أو ارتفاعه، وهذه الأرضية يجري العمل عليها حاليا وستكون جاهزة على أن تشمل تراب ولاية بسكرة كمرحلة أولى، و هو ما يتم العمل عليه حاليا ، وفي المدى المتوسط ستتوسع أرضية البيانات لتشمل جميع المناطق الجافة و الجنوبية، وعلى المدى البعيد هناك مشروع مستقبلي و عمل مستقبلي يحضر لتوسيع هذه الأرضية لتمس جميع التراب الوطني، و هذا التطبيق الذكي بما فيه من أرضية بيانات دقيقة و شاملة و محينة لحظيا سيستفيد منه الجميع دون استثناء و عبر الهواتف الذكية و من مكان العمل أو مكان التواجد سواء بالنسبة للفلاح البسيط أو المسؤول المحلي أو المركزي.
كما أن هذا التطبيق سيدعمه بكل المعلومات الدقيقة حول المياه الجوفية ،عمقها و تدفقها و قوة صبها و غيرها من المعلومات المهمة جدا، كما أن جميع الهيئات و المصالح و المؤسسات المعنية بالمياه الجوفية من قريب أو بعيد يمكنها الاستفادة من هذا التطبيق و الاستعانة به ربحا للجهد و الوقت و المال، كما أن هذا التطبيق سيجنب الجميع من استعمال الطرق التقليدية في البحث عن المياه الجوفية .
منصة ذكية لإدارة المياه الجوفية
وكشف الدكتور عبد الرحمان نوي، أن مشروعه المستقبلي، يتمثل في إنشاء منصة ذكية، لإدارة المياه الجوفية بالجزائر، وأوضح أن هذه المنصة تعطينا معلومات دقيقة عن المياه الجوفية ونوعيتها في اللحظة الآنية، ويمكن استخدامها في القطاعات المعنية، وهي تهدف إلى مواجهة ظاهرة استنزاف المياه الجوفية، خاصة في المناطق الجافة بالجزائر، من خلال توظيف أدوات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، ونظم المعلومات الجغرافية، واستخدام تقنيات قياس حديثة وأنظمة إنذار مبكر، بما يساعد كما قال على رصد مستويات المياه الجوفية في الوقت الفعلي والآني.
وأضاف في معرض تصريحه للنصر، أن المشروع المستقبلي، يتمثل في مشروع دولي للكشف والتنقيب عن المياه الجوفية عبر العالم باستغلال الأقمار والذكاء الاصطناعي، نظم المعلومات الجغرافية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهو مشروع نسعى إليه للمساهمة في توفير العملة الصعبة، من خلال الكشف عن حقول المياه الجوفية، وهو مشروع واعد، كما أن هناك مشاريع مستقبلية متعددة، وأسعى ليكون لدى مكتب دولي.
وضعية المياه الجوفية في بسكرة حرجة جدا
وصف الدكتور نوي، وضعية المياه الجوفية في ولاية بسكرة بالحرجة جدا، نتيجة الإفراط في الضخ في غياب مراقبة دقيقة، وارتفاع نسبة الملوحة، وأضاف أن ولاية بسكرة شهدت انخفاضا كبيرا للمياه في الفترة الممتدة من سنة 1980 إلى غاية 2024 بنسة 300 بالمئة.
وفي الإطار يرى أن الحلول الكفيلة للحد من الظاهرة، هي التحول نحو الزراعة الذكية المقتصدة للمياه، وتحديث شبكات الري، مع مراقبة استغلال الآبار عبر أنظمة الاستشعار، وإعادة شحن الطبقات الجوفية بمياه الأمطار، والشحن الاصطناعي.
وسام استحقاق الوزارة هو تقدير للجهود في مجال البحث العلمي التطبيقي

وعن نيله وسام الاستحقاق من قبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور كمال بداري، نظير تميزه في المسابقات العلمية الدولية، آخرها تتويجه بالمرتبة الثانية عالميًا ضمن جوائز القمة العالمية لمجتمع المعلومات، المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية، في فئة الذكاء الاصطناعي للبيئة الإلكترونية.
قال محدثنا ، أن الوسام يعتز به كثيرا كونه جاء من وطنه ومن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي يعتز بها كثيرا، ويؤمن برسالتها النبيلة، كما اعتبره تقديرا للجهود التي قام بها في ميدان البحث العلمي التطبيقي.
وبالمنسبة قدم جزيل شكره للوزير البروفيسور كمال بداري على نظرته الجعل الجامعة الجزائرية، ومراكز البحث العلمي قاطرة للتنمية الاقتصادية ، وللتنمية المستدامة، وقاطرة للبحث التطبيقي، وعلى جهوده في رقمنة الجامعات الجزائرية ومراكز البحث العلمي واستعمال تقنيات الإعلام والاتصال.
وأشاد الدكتور نوي، بالتطور الذي تشهده الجامعة الجزائرية، وقال إن الجامعة تعيش مرحلة تحول مهمة جدا، خاصة مع الإنفتاح والشراكات الدولية، ودعم المقاولاتية والإبتكار، وأضاف أرى أن الجامعة على درجة كبيرة من التطور مع معالي وزير القطاع، وهي تحتل مراكز مشرفة في الترتيب العالمي، والإفريقي، وفي خطوات مشرفة وثابتة نحو التألق.
ع/ بوسنة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com