أبدت التلميذة رونق زاني، صاحبة أعلى معدل وطني في بكالوريا 2025، رغبتها في التوجه نحو التخصص في الذكاء الاصطناعي خلال مسارها الجامعي، وأكدت بأن ميولاتها إلى التكنولوجيا والبرمجة كانت السبب الذي جعلها تختار شعبة الهندسة الكهربائية كتخصص في الثانوية، الأمر الذي جعلها تضع تخصص البرمجيات والذكاء الاصطناعي في صدارة الاختيارات المقترحة بالنسبة لمشوارها الدراسي في التعليم العالي.
التلميذة زاني، وفي دردشة مع النصر مساء أمس، اعترفت بأن نيل أعلى معدل على المستوى الوطني ليس بالأمر السهل، لكنها راهنت على تحقيق نتيجة تفتح أمامها الأبواب على مصراعيها لاختيار التخصص الذي يتماشى وطموحاتها المستقبلية، وقال في هذا الشأن: " حقيقة أنني كنت أتحصل على نتائج ممتازة طيلة مشواري الدراسي، على اختلاف مراحله، ومعدلاتي الفصلية في الثانوية كانت تتأرجح بين 17 و18، واستعداداتي للبكالوريا كانت بإعداد تخطيط استراتيجي ومنهجي يراعي خصوصية الفترة، وعليه فإنني عملت على إعطاء أهمية بالغة لكل الجوانب التي لها صلة مباشرة بالدراسة، انطلاقا من الجانب النفسي، بالاستعداد لمرحلة مكثفة من النشاط في المجال الدراسي، مرورا بحتمية التجاوب مع كل ما نتلقاه من معلومات في الثانوية، وصولا إلى تسطير برنامج استثنائي للمراجعة اليومية المنتظمة، والسعي لتطوير الجانب البيداغوجي".
نابغة الجزائر في بكالوريا 2025، أكدت في معرض حديثها بأن التركيز على جميع المواد كان من بين أهم المفاتيح التي ساعدتها على طرق أبواب التألق، ونيل المرتبة الأولى وطنيا، واستطردت بالقول: " لا أخفي عليكم بأنني ضاعفت من المجهودات الشخصية في الدراسة خلال هذه السنة، وذلك بالمقارنة مع ما كنت عليه في السنوات الفارطة، لأنني سطرت هدفا شخصيا، يتمثل في السعي لانتزاع إحدى المراتب الأولى، ولو أن الرهان كان على المستوى الولائي، لكنني في النهاية وجدت نفسي الأولى على مستوى الوطن، وهذا ما يزدني فخرا واعتزازا، لأنني قطفت ثمار المجهودات الجبارة التي بذلتها طيلة السنة، والتي عملت خلالها على إعطاء أهمية لكل الدروس على اختلاف المواد، مع الحرص على تسجيل كل الجزئيات، ومحاولة الخوض فيها بتفصيل أدق عند المراجعة، كما أنني قررت التركيز على كل المواد، لأن الخطأ الذي يرتكبه أغلب التلاميذ كان بحصر تركيزهم على المواد الأساسية للشعبة، والتي معاملاتها مرتفعة، مقابل إهمال باقي المواد، وما لذلك من تأثير سلبي على المعدلات الفصلية والنهائية".
وفي سياق متصل أكدت رونق زاني بأن خارطة الطريق التي رسمتها ارتكزت بالأساس على تنويع المصادر في كل مادة، وذلك بالعمل على حل أكبر من عدد ممكن من التمارين، سواء أثناء المراجعة اليومية، أو عند التحضير للامتحانات الفصلية، لتكون فترة التحضير النهائية للبكالوريا الأكثر كثافة، وذلك باللجوء إلى حل الكثير من المواضيع الخاصة بدورات السنوات السابقة، وكذا الامتحانات التجريبية لولايات أخرى، الأمر الذي أعطاني المزيد من الثقة في النفس، وساهم في تعزيز قدراتي الدراسية، من خلال الإلمام بالدروس في جميع المواد".
وفي ردها عن سؤال بخصوص الجو الذي كانت تحضر فيه لامتحان البكالوريا قالت رونق زاني : " ثانوية صحراوي زغلامي بمدينة تاورة كانت الفضاء التي عشت فيه منذ نموعة أظافري، لأن والدتي تشغل منصب مقتصدة رئيسية على مستوى الثانوية، وهذا ما ساعدني على التعايش مع جو المؤسسة، كما أن تألقي في المسار الدراسي جعلني أنال ثقة كل الطاقم التربوي للثانوية، وحتى الزملاء التلاميذ، إلى درجة أن الجميع في المؤسسة كان قد راهن على حصولي على شهادة البكالوريا بمعدل عال، واحتلال إحدى المراتب الأولى في ولاية سوق أهراس، إلا أنني رفعت عارضة الطموحات عاليا لما أنهيت المراجعة، ونظرتي كانت بتفاؤل كبير لانتزاع تقدير ممتاز، خاصة وأن الوالدة عملت على مضاعفة مجهوداتها معي طيلة هذه السنة، لأنها كانت تراقب كل صغيرة وكبيرة في مشواري، بين الثانوية والمراجعة".
وختمت رونق زاني حديثها للنصر بالكشف عن رغبتها في التوجه نحو تخصص الذكاء الاصطناعي، وقالت في هذا الشأن : " ميولاتي كانت منذ الصغر نحو التكنولوجيا، لأنني كنت متفوقة في الرياضيات، وهذا التفوق جعلني أختار شعبة تقني رياضي في الثانوية، مع التخصص في الهندسة الكهربائية في الثانية ثانوي، والنجاح في إحراز هذا التفوق، بنيل أعلى معدل وطني، وتحصيل العلامة الكاملة في المواد المميزة للتخصص كان بمثابة تأكيد على جدية التكوين الذي تلقيه، وعليه فإنني أعتبر هذا الانجاز بمثابة الخطوة الأولى التي تفتح لي الأبواب لدخول مجال الذكاء الاصطناعي، سيما وأنني أهوى إعداد البرامج، والحقيقة أن هذا الميول كان نتيجة حرصي على السير على خطا الوالد، الذي يعمل مهندس دولة في المناجم، الأمر الذي جعلني أفضل التكنولوجيا بجانبها التقني والنظري على الشعب العلمية".
صالح فرطاس