ا
لدكتور محمد مرابط مختص في الطب الداخلي
الصيام لا يؤثر على مرضى السيلياك إذا كانت حالتهم مستقرة
يعد السيلياك مرضا مزمنا ناتجا عن عدم تحمل الغلوتين مدى الحياة، وهو بروتين موجود في القمح والشعير، وخلال شهر رمضان، يمكن للشخص المصاب بهذا المرض أن يصوم، بشرط أن يتبع نظاما غذائيا صارما خاليا من الغلوتين ويتخذ بعض الاحتياطات حسبما يؤكده الدكتور محمد مرابط مختص في الطب الداخلي.
سامية إخليف
وأشار الأخصائي، إلى أن المرضى المصابين بالسيلياك الذين لا يعانون من أي مضاعفات، ويتابعون عند الطبيب المختص بانتظام يمكنهم الصيام وإتباع نظام غذائي صحي ومتوازن و خال من الغلوتين.
وأضاف، أن مخاطر الصيام التي يمكن أن يتعرض لها هؤلاء المرضى هي مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ، والإسهال، وآلام في البطن في حالة الاستهلاك غير المقصود للغلوتين، لاسيما وأن أغلب الأطباق الرمضانية تحتوي على هذا البروتين.
كما يمكن أن يتسبب الصيام أيضا في نقص العناصر الغذائية مثل الحديد، والكالسيوم، والفيتامينات، إذا لم يكن النظام الغذائي متوازنا، بالإضافة إلى زيادة التعب إذا لم تغط الوجبات احتياجات الطاقة بشكل كاف.
ولقضاء شهر رمضان من دون مشاكل صحية، يجب على المرضى الذين يسمح لهم بالصيام، التحقق من الأطعمة المستهلكة، وذلك بتجنب أنواع الخبز التقليدية والمعجنات وبعض الأطباق التي تحتوي على الغلوتين مثل البوراك، والشوربة بالشعرية، والسميد، مشيرا إلى أنه يمكن تحضير بدائل خالية من الغلوتين مثل الخبز والفطائر المصنوعة من دقيق الأرز أو الذرة أو الحمص أو الكينوا، والحساء والأطباق المحضرة بالأرز أو البطاطا أو البقوليات.
كما يمكن صنع الحلويات في المنزل بمواد لا تحتوي على الغلوتين مثل الكعك بدقيق، اللوز، والفرينة الخالية من الغلوتين مثل فرينة الأرز وفطائر الحنطة السوداء وما إلى ذلك.
ويجب تفضيل الوجبات المتوازنة، بحيث تبدأ وجبة الإفطار بالماء والتمر (طبيعي وبدون إضافات)، ثم تناول حساء خال من الغلوتين، ووجبة غنية بالبروتين مثل اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك، إلى جانب الخضروات والفواكه، ومن المهم مضغ الطعام جيدا والأكل ببطء لتفادي إرهاق الجهاز الهضمي.
بينما وجبة السحور يجب أن تكون خفيفة وتحتوي على أطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض (رقائق الكينوا، البيض، الياوورت الطبيعي، الفواكه المجففة).
وينصح الدكتور مرابط، بالحرص على ترطيب الجسم جيدا بين الإفطار والسحور لتجنب التعب ومشاكل الجهاز الهضمي، ومن المهم قراءة ملصقات المنتجات الصناعية بعناية، لأن بعضها يحتوي على الغلوتين المخفي مثل اللحوم الباردة، والصلصات، والتوابل المحضرة.
ولتفادي مشكل عسر الهضم، يمكن القيام بالنشاط البدني والمشي بعد الإفطار، لأنه يحسن عملية الهضم و يحفز الجهاز الهضمي.
وإذا كان الصيام يسبب مضاعفات للمريض مثل هبوط كبير لنسبة السكر في الدم والدوار، أو سوء تغذية، فإنه ينصح بالإفطار ولا يجب الانتظار إلى غاية المغرب، لأن الحالة الصحية للمريض يمكن أن تتعقد أكثر، إلا أنه في الحالات التي يكون فيها النظام الغذائي متوازنا وصحيا لا يحتوي على الغلوتين والحالة الصحية مستقرة، يمكن التفكير في الصيام بحذر، بينما لا ينصح بصيام المرضى الجدد الذين يعانون من عدم استقرار وضعهم الصحي لتفادي المخاطر.
