تختبئ في عمق منطقة صفصاف الوسرى، بجنوب ولاية تبسة، وعلى بعد خطوات من الحدود التونسية، آثار رومانية لا يعرفها أغلب أبناء المنطقة، تُعرف بـ "خنقة الصفصاف"، و هي في الأصل عبارة عن جسور لنقل المياه، مدوّنة تحت الرقم 152 في الخريطة الأثرية التي أعدها إبان الاستعمار الباحث ستيفن جيزال.
يجمع الموقع التاريخي النادر، كما تحدث عنه مختصون في التاريخ القديم من المنطقة، بين البصمة الرومانية وآثار الإنسان القديم، في مشهد يروي قصة تعود لآلاف السنين عن الحضارات المتعاقبة، ويُعد الموقع جسرا أثريا رومانيا كان يُستخدم لنقل المياه، يجاوره بيت روماني محفور في الجبل لا يزال محافظا على بنيته الأصلية بشكل مدهش، في واحدة من أندر الحالات التي تصمد فيها آثار رومانية بهذه الجودة.
لا يقتصر جمال خنقة الصفصاف، على البصمة الرومانية فحسب، فبالقرب منه يوجد نقش صخري قديم يُعرف محليًا باسم " المشطاب"، يُجسّد غزالا بأسلوب فني يذكّر برسومات طاسيلي ناجر، ما يدل على وجود الإنسان القديم في هذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ، ورغم قيمته التاريخية والإنسانية، إلا أن هذا الموقع الثري لا يزال شبه مجهول حتى لسكان الولاية، مما يستدعي تسليط الضوء عليه وتثمينه كوجهة سياحية وأثرية ذات أهمية وطنية ودولية.
ع.نصيب