أسدل الستار أمس، ببلدية معاتقة جنوب ولاية تيزي وزو، على فعاليات الطبعة الأولى لمهرجان الفنون والتراث الثقافي الذي احتضنه مركز التكوين المهني والتمهين لذات البلدية منذ 12 أوت الجاري، وجمع بين مختلف ألوان الفن و الإبداع وأصالة الموروث المحلي.
عرف المهرجان إقبالا كبيرا للجمهور على مختلف الأجنحة، حيث توافد الزوار للاستمتاع بالعروض الفنية المتنوعة التي تمزج بين الماضي والحاضر والأنشطة التراثية التي أعادت إحياء الذاكرة الجماعية.
و تميزت هذه الطبعة التي شارك فيها أكثر من 150 عارضا قدموا من 11 ولاية، ببرنامج ثري ومتنوع تخللته معارض للحرف التقليدية والصناعات اليدوية، أين عرض الحرفيون منتجات متنوعة تعكس مهارتهم في نسج الزرابي وصناعة الفخار، النقش على الخشب، والمنتجات الجلدية، والحلي وما إلى ذلك. كما خصصت أجنحة للمأكولات الشعبية والأطباق التقليدية، مما أتاح للزوار فرصة اكتشاف غنى المطبخ الجزائري، وأتيحت الفرصة أيضا للفنانين الشباب لعرض لوحاتهم التشكيلية وأعمالهم الإبداعية في فضاء خاص بهم، ما أضفى بعدا فنيا عصريا على المهرجان.
وإلى جانب ذلك، أبدعت الفرق الفلكلورية في تقديم عروض فنية متنوعة ومميزة، بينما أضفت الفرق النسوية للغناء الشعبي (أورار لخلاث) جوا من البهجة وعكست عمق الموروث الشعبي.
وأكدت المكلفة بالإعلام والتنظيم فروجة معكني «للنصر»، أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو الحفاظ على الذاكرة الشعبية والموروث الثقافي وتثمينه كجسر للتواصل بين الماضي والحاضر، مع تشجيع الفنون التقليدية وإبراز التنوع الثقافي، وأشارت إلى أن المهرجان يهدف أيضا إلى تعزيز الروابط المجتمعية وخلق فضاء للتبادل بين الأجيال، حيث ينقل كبار السن معارفهم وتجاربهم إلى الشباب.
وأبرزت أن كل منطقة غنية بتراثها وعاداتها وتقاليدها ومن المهم الحفاظ عليها من الاندثار، مؤكدة أن هذه الطبعة هي خطوة أولى لتثبيت تقليد ثقافي سنوي يساهم في إحياء التراث المحلي والتعريف بخصوصيات المنطقة مما سيعزز مكانة معاتقة كوجهة ثقافية وفنية وسياحية في ولاية تيزي وزو.
من جهتهم أعرب المشاركون من فنانين وحرفيين عن رضاهم الكبير بمستوى التنظيم وتنوع العروض الفنية والأنشطة التراثية المقترحة التي أضفت حيوية على المنطقة، كما عبروا عن ارتياحهم لوجود فضاءات أتاحت لهم فرصة عرض مواهبهم وإبداعاتهم والتواصل المباشر مع الجمهور، مما عزز قيمة الفنون والحرف التقليدية، وأكدوا أن هذه التظاهرة الثقافية كانت فرصة لتسويق منتوجاتهم اليدوية والتعريف بحرف اندثرت أو مهددة بالزوال. سامية إخليف
