يقبل العديد من الأشخاص خلال فصل الصيف، على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، إما من أجل الحفاظ على لياقتهم البدنية، أو كجزء من نمط حياة صحي، غير أن عددا منهم يجهل أو يتغاضى عن القواعد الأساسية لممارسة النشاط البدني في الطقس الحار.
ويسبب الجهل بمثل هذه الضوابط أحيانا، مخاطر صحية متعددة قد تصل في بعض الأحيان إلى حالات حرجة مثل ضربات الشمس، الإجهاد الحراري، والجفاف الحاد، إضافة إلى زيادة مفرطة في درجة حرارة الجسم الأساسية.
وبالرغم من أن ممارسة الرياضة تعد من أهم السلوكيات الصحية التي ينصح بها في مختلف المواسم، إلا أن القيام بها بطريقة غير مدروسة خلال الأيام الحارة، وخصوصا في أوقات الذروة أين تتجاوز الحرارة الدرجة 35، قد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية تماما، سواء على مستوى الصحة البدنية أو النفسية.
ممارسات شائعة وخاطئة
ومن بين أكثر الأخطاء شيوعا بين ممارسي الرياضة صيفا، اختيارهم لأوقات غير مناسبة، إذ يفضل البعض ممارسة الرياضة خلال ساعات الظهيرة أو العصر المبكرة، وهي فترات تكون فيها أشعة الشمس في ذروتها، مما يزيد من احتمالات التعرض لضربات الشمس والإجهاد الحراري.
وتشير دراسات طبية إلى أن التعرض المباشر لأشعة الشمس القوية أثناء بذل مجهود بدني مكثف، قد يربك تنظيم حرارة الجسم ويؤثر على وظائف القلب. كما يرتكب البعض خطأ آخر يتمثل في ممارسة الرياضة في أماكن تفتقر إلى التهوية أو في بيئات مرتفعة الرطوبة، مثل الحدائق المغلقة أو المناطق القريبة من المسطحات المائية، ما يمنع الجسم من التعرق بشكل طبيعي، وبالتالي يعيق آلية التبريد الذاتي للجسم، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته بشكل خطر.
الحرارة تؤثر على الوظائف العصبية والعضلية
وفي هذا السياق، تؤكد مدربة اللياقة البدنية الكوتش أنفال بوعون، على أهمية الالتزام ببعض الضوابط الأساسية عند ممارسة الرياضة في فصل الصيف، تفاديا للمخاطر الصحية التي قد تنجم عن ارتفاع درجات الحرارة.
وتوضح المتحدثة، أن اختيار التوقيت المناسب للتمرين يعد من أهم الخطوات الوقائية، مشيرة إلى أن أفضل الفترات لأداء النشاط البدني هي الصباح الباكر حوالي الساعة العاشرة، أو في المساء بعد الساعة الخامسة، وذلك لتفادي حرارة الذروة التي تكون في أوجها ما بين الظهيرة والعصر.
وتضيف الكوتش، أن الترطيب المستمر من بين أهم الإجراءات الوقائية أيضا، موضحة أن الجسم يفقد كميات كبيرة من الماء والأملاح خلال التمرين عبر التعرق، مما يتطلب شرب الماء قبل، أثناء، وبعد النشاط البدني، للمحافظة على توازن السوائل وتفادي أعراض الجفاف.
وتحذر بوعون، من التأثيرات الفيزيولوجية التي قد ترافق ممارسة الرياضة في الطقس الحار، حيث يسجل ارتفاع في درجة الحرارة الداخلية للجسم، ما يصعب على الجسم مهمة تبريد نفسه. وتشرح أن هذه الحالة تؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم وزيادة في معدل ضربات القلب، بسبب تقلص حجم الدم مع فقدان السوائل، ما يدفع القلب إلى بذل مجهود أكبر لتعويض النقص. ولفتت بوعون، إلى أن بعض الأشخاص قد يشعرون أثناء التمرين حتى وإن كان خفيفا بـ"خفقان، تعب شديد، اضطراب في الأداء البدني، أو ضعف في التركيز"، وهي مؤشرات تستدعي التوقف فورا عن التمرين وأخذ قسط من الراحة. كما أن ارتفاع الحرارة يؤثر مباشرة على الوظائف العصبية والعضلية، من خلال تقليل التركيز، وتباطؤ ردود الفعل، وضعف في الأداء العضلي العام.
وشددت المتحدثة كذلك، على ضرورة اختيار المكان المناسب للتمرين، خاصة خلال الأيام شديدة الحرارة، حيث ينصح باللجوء إلى أماكن جيدة التهوية أو مكيفة، وإن كان التمرين في الهواء الطلق، فمن الأفضل أن يتم في مناطق مظللة، تحتوي على المساحات الخضراء أو تكون قريبة من البحر.
أما في حال ممارسة الرياضة داخل المنزل، فتنصح باختيار غرفة لا تصلها أشعة الشمس المباشرة، وأن تكون مجهزة بمروحة أو مكيف إذا أمكن، لتفادي ارتفاع حرارة الجسم خلال التمارين. لينة.د