تُعدّ المثلجات من أبرز مظاهر فصل الصيف لدى كثير من الناس، بل ويستمر عشق البعض لها حتى في فصل الشتاء. وغالبًا ما يبحث عشاق «الآيس كريم» عن نكهات جديدة ووصفات غير تقليدية، وهو ما ساعد على انتشار المثلجات التايلندية هذا الموسم في وهران.
وقد دخل هذا النوع من المثلجات قائمة العروض التي تقترحها بعض محلات الآيس كريم بعاصمة الغرب الجزائري، واستطاع أن يستقطب اهتمام الزبائن الذين أصبحوا يدمنونه ويروجون له بدورهم، وفق ما أفاد به الشاب عماد الدين، أحد صانعي هذه المثلجات، في دردشة قصيرة معنا.
وأوضح عماد، وهو طالب جامعي، أنه يعمل رفقة صديق له – صاحب فكرة المشروع – في بيع هذا النوع من المثلجات بشارع «الأسود» وسط وهران، بعد أن حققا فيه نجاحًا ملحوظًا العام الماضي، نظرًا للإقبال الكبير للعائلات خلال السهرات الصيفية.
وأضاف المتحدث أن الزبائن بدأوا بالتوافد تدريجيًا لتجربة هذا النوع الجديد من المثلجات، وقد نال إعجابهم نظرًا لطريقته الفريدة في التحضير، إذ يُتاح للزبون أن يشاهد كامل مراحل إعداد البوظة، حيث يمزج عماد المكونات أمامه بطريقة فنية ممتعة.
وأشار إلى أنه تعلّم هذه التقنية من صديقه، وبذل جهدًا كبيرًا للترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما سهل على الناس التعرف عليها، وساهم في مضاعفة الإقبال، خاصة من طرف محبي التذوق وتجربة كل جديد في عالم الآيس كريم.
عند زيارتنا له في حدود الساعة العاشرة ليلًا، كان عماد يستعد لاستقبال الزبائن، وقد استدللنا على مكانه بسهولة من خلال اللافتة التي يضعها أمام عربته الصغيرة. كل شيء كان جاهزًا لتلبية مختلف الطلبات.
وذكر الشاب أن تحضير هذه المثلجات يختلف تمامًا عن الآيس كريم العادي، كما أن جميع المكونات متوفرة محليًا، ما يجعل العملية أسهل. تبدأ طريقة التحضير بخلط الحليب مع مكونات خاصة بالمثلجات ونكهات متنوعة، ثم تُسكب على صفيحة معدنية مبردة تصل درجة حرارتها إلى تحت 20 درجة مئوية. تُخلط المكونات بسرعة لتفادي تجمّدها قبل اندماجها، ثم تُفرد على شكل مربع وتُقطع إلى شرائح تُلفّ كل واحدة منها على حدة، قبل أن تُزيّن وتُقدّم بطريقة فنية جذابة.
ويتيح هذا النوع من المثلجات حرية اختيار النكهة، حيث يأتي بعض الزبائن بأذواق محددة يحبونها، ويطلبون تحضير البوظة حسب ذوقهم. ويؤكد عماد أنه يعمل على توسيع قائمة النكهات لإرضاء مختلف الأذواق.
وفيما يخص الأسعار، فقد تباينت آراء الزبائن الذين تحدثنا إليهم، حيث رأى البعض أن السعر مناسب مقارنة بالمذاق والمكونات، فيما أشار آخرون إلى أنهم جرّبوها بدافع الفضول، لكنهم لا يستهلكونها بانتظام نظرًا لارتفاع ثمنها بالنسبة لإمكانياتهم.
وبيّن عماد الدين أن العديد من المغتربين وحتى بعض الأجانب، جربوا هذا النوع من المثلجات لأول مرة في وهران، رغم اعتقادهم المسبق أنها وصفة معروفة عالميًا لتوفرها في أوروبا.
وعبّر عن سعادته لكونه ساهم في تقديم تجربة جديدة لسكان وزوار وهران، مشيرًا إلى أن المدينة كانت دائمًا بوابة لدخول الجديد في عالم المثلجات، كما حدث سابقًا مع مثلجات «كريبوني» القادمة من الضفة الأخرى للمتوسط.
وأكد الشاب أنه لن يتوقف عن البحث والتطوير لإضفاء لمسة جزائرية خاصة على هذه المثلجات، كما أشار إلى أن بعض الزبائن يأتون فقط لمشاهدة طريقة التحضير دون تذوقها. وختم قائلاً إنّه يطمح رفقة شريكه إلى توسيع النشاط، وتوفير وصفات جديدة تناسب مختلف الفصول، مع العمل على مشاريع أخرى تخدم تجربة التذوق والسياحة في وهران.
بن ودان خيرة