الثلاثاء 19 أوت 2025 الموافق لـ 24 صفر 1447
Accueil Top Pub

تتمتع بشهرة عالمية: الزربية التبسية رمز الأصالة ومرآة التراث الثقافي العريق

لا تزال الزربية التقليدية فخر البيوت التبسية، وهي قطعة تكون في الغالب من صنع أهل البيت وتحديدا سيداته اللواتي يجتمعن حول المنسج لحياكة زربية تحمل في طياتها الحب الكبير لهذا الموروث الشعبي.
وقد صار الحرص كبيرا في مدينة تبسة،على الحفاظ على هذا الإرث حيث يشتغل رجال ونساء وحرفيون وناشطون في المجتمع المدني على تثمينه وترقيته خاصة في منطقة الشريعة.
وتشكل الزربية موردا اقتصاديا لنساء و عائلات بأكملها في هذه المنطقة، حيث تساعد صناعتها في التصدي لمتاعب الحياة وتوفير دخل كريم، ويستمر هؤلاء الحرفيون في العمل على صناعة هذه القطعة التقليدية اليدوية الفاخرة، رغم مشقة حياكتها وما تتطلبه العملية من جهد وصبر ووقت لإتمام كل تفصيل يتعلق بلف الخيوط وتثبيتها على المنسج، وإتمام عملية الحكاية المعقدة التي تستغرق حسب بعض من حدثناهم من حرفيين مدة 3 إلى 6 أشهر كاملة.والزربية في اللهجة المحلية هي السجاد المزركش المصنوع من الصوف، وهو نوع من الحرف اليدوية المنتشرة بكثرة في ولاية تبسة وخاصة في منطقتي الشريعة وبئر العاتر، أين تشيع الحرفة بين عدة عائلات.
ويهدف الاهتمام المتزايد بتسويق هذه القطعة إلى تنمية الصناعات النسيجية التقليدية وضمان استمرارها كونها تعتبر مصدر رزق رئيسي للعديد من سكان المناطق المذكورة.وقد اشتهرت حياكة الزرابي منذ القدم في تبسة، حيث تستخدم هذه القطعة لتزيين البيوت سواء بتعليقها على جدران الغرف أو بسطها على الأرض، وهي قطعة ديكور أساسية في غرف استقبال الضيوف.
وتتميز الزربية التقليدية التبسية، بدقة أشكالها الهندسية وبألوانها الزاهية، وهي من السجاد الرفيع المنسوج بالصوف، الذي ينافس أفضل أنواع السجاد في العالم.
والملاحظ أيضا، أن حياكة الزَّربِيَّة تتطلب معدات قديمة مُتوارثة عن الأجداد، وهناك محطات أكسبتها الشهرة رغم محاولة الاستعمار طمس الثقافة الجزائرية، لكنها ظلت شامخة و على مستوى عالمي، ففي سنة 1917 نالت الزربية التبسية الميدالية الذهبية في محفل دولي ببرلين الألمانية، وفي سنة 1928 تحصلت على مرتبة عالية أيضا، والجميع يعلم شهرة زربية إيران لكن في سنة 1963 كانت مرتبة الزربية التبسية أفضل في معرض دولي للسجاد بذات البلد.
الشريعة أكبر ورشة لصناعة الزربية التقليدية
وفي مدينة الشريعة بتبسة، تشتهر عدة عائلات بصناعة وحياكة الزربية، ومن بينها عائلة « المولدي بوغرارة»، الذي شارك ابنه «صالح بوغرارة» في عدة معارض وملتقيات محلية وجهوية ووطنية ودولية تتعلق بصناعة الزرابي، أين تحصل على عدة جوائز قيمة منها ميداليات ذهبية وفضية وبرونزيتين، في المعرض الفلاحي الأول سنة 1983.
كما شارك وتألق في معارض جهوية ووطنية قدم خلالها مصنوعاته النسيجية المتمثلة في الزربية التبسية الأصيلة، وكان ذلك خلال سنوات الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، حينما كانت تنظم معارض للزرابي داخل الوطن وخارجه، ومنها نالت الزربية شهرتها التي تعدت حدود الوطن إلى العالمية.
ويبدع صالح بوغرارة، في صنع الكثير من الزرابي، وقد قام بحياكة صور لعدد من الشخصيات التاريخية والعلمية على هذه المنسوجات الصوفية، فحاك على سجاد رفيع صورة للشيخ العربي التبسي، وأخرى للرئيس الراحل هواري بومدين، وللرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وقد نالت إعجاب من شاهدها.وأمام خطر تبدد واندثار هذه الصناعة المحلية التي تمثل موروثا ثقافيا يستوجب الحماية، يعمل مسؤولون محليون على برمجة أسابيع للصناعات التقليدية، وبعث فعالية عيد الزربية بمدينة الشريعة، لتعود المدينة إلى سالف عهدها في الاهتمام بالموروث الثقافي، خصوصا في ظل التراجع المسجل في العقود الثلاثة الأخيرة مقارنة بالمكانة التي كانت تحظى بها في السابق.
نحو دمغ المنتج المحلي ومنحه علامة الجودة
ويمكن دمغ الزربية المحلية الموجهة للبيع داخل الوطن أو للتصدير، من خلال إعطائها علامة الجودة بعد احترام المعايير المعمول بها، حسب ما أفادت به مديرة السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي أمينة بلغيث. وحسب المسؤولة، فإن دمغ الزربية يستلزم احترام الشروط التي ينص عليها القانون والتي تتمثل أساسا في استعمال مواد طبيعية من الصوف والقطن، وألوان طبيعية، إضافة إلى وجوب أن تكون الزرابي جديدة ومتساوية السطح و الجوانب. ويشترط أيضا حسبها، أن ترمز الزربية إلى الأصالة والموروث الثقافي، لأن عملية الدمغ تسمح بالحفاظ على أصالة المنتوج وحمايته من الاندثار والتقليد، كما أشارت إلى أن التفكير جار حاليا من أجل إيجاد سبل للترويج للزربية خاصة بعد أن عرف الإنتاج تراجعا ملحوظا خلال جائحة كوفيد-19.
ع.نصيب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com