* دبلوماسية نشطة لاستعادة الاستقرار السياسي والأمني في جوارناأكدت مجلة الجيش في عددها الأخير، أن الجزائر ستتمكن من رفع كل التحديات داخليا و خارجيا،...
عاد بعد ظهر أمس الثلاثاء إلى أرض الوطن أول فوج للحجاج الجزائريين، عبر مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، بعد أدائهم مناسك الحج لهذا العام،...
أكد وزير العدل حافظ الأختام، لطفي بوجمعة، بأن نسبة اللجوء إلى الحبس المؤقت لا تتعدى حاليا 6 من المائة في كل الحالات وعبر كامل التراب الوطني، في حين...
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أنه يوما بعد يوم، يتم الإبلاغ عن شهداء وعشرات...
تكللت، الدراسات المنجزة والخرجات الميدانية والترتيبات التي تواصلت على مدار حوالي ثلاث سنوات، بتوقيع اتفاقية شراكة تنفيذية مؤخرا، بين وزارة البيئة والطاقات المتجددة ممثلة في المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، و منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة، من أجل إنجاز «مشروع التسيير المدمج للغابات والتنوع البيولوجي تحقيقا للتنمية المستدامة في الكتلة الجبلية البيبان»، والذي ستستفيد منه بلديتا ثنية النصر بولاية برج بوعريريج، واغيل علي بولاية بجاية.
ع/ بوعبدالله
وتأتي هذه الاتفاقية حسب ما أكدت عليه الوزيرة فازية دحلب، في سياق تطبيق الاستراتيجية التي وضعها رئيس الجمهورية، كأولوية قصوى من خلال المكانة المخصصة لها في الدستور الجديد بتكريس البيئة والتنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية، وهي تعد بمثابة الالتزام الذي تتعهد به لتحويل أنماط الإنتاج و الاستهلاك الخاصة بنا بشكل تدريجي بغية مكافحة الاستخدام المفرط وغير العقلاني لمواردنا الطبيعية، والتوجه نحو ترقية التقنيات الخضراء والاقتصاد الدائري، فضلا عن السعي لتحسين إنتاج الأراضي الجبلية ومساعدة السكان المحليين لهذه المناطق على الاستعمال الأفضل للموارد الطبيعية و ذلك بغية ترقية التنمية المستدامة وحماية التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية، وفق أجندة تعتمد على التكوين وتنمية القدرات لمستخدمي وإطارات الجماعات المحلية في مجال التخطيط المدمج لاستعمال الأراضي، جرد كل الأصناف من الحيوانات والنباتات و إعداد الخريطة لهذا الجرد، بالإضافة إلى إنجاز مخططات بديلة لحماية التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي .
إنشاء 20 مؤسسة مصغرة في إطار المشروع
وأشارت الوزيرة إلى إعداد أكثر من 40 مخطط عمل للتنمية المستدامة مع تحديد مساهمة القطاعات الوزارية بما في ذلك وزارة السياحة والفلاحة، الحرف التقليدية، وقطاع الغابات، بما يضمن التعاون والتنسيق بين القطاعات في تنفيذ هذا المشروع، الذي من المرتقب أن يفتح آفاقا استثمارية واعدة للمستثمرين الشباب، التي تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والأنظمة الإيكولوجية في هذه المناطق الجبلية من خلال إنشاء ما يقارب 20 مؤسسة صغيرة ومتوسطة والتي من شأنها فك العزلة عن هذه المناطق وتحسين الإطار المعيشي للمواطن من خلال مرافقة المستثمرين، لاسيما في مجال الاقتصاد الأخضر، وتدعيمهم بالآليات المناسبة.
وقبل عقد هذه الاتفاقية، قامت وزارة البيئة بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، بتنفيذ برنامج زيارات المعاينة وتنظيم ورشات عمل ودورات تكوينية، تحضيرا لإطلاق مشروع التسيير المدمج للغابات و التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة، الممول من طرف صندوق البيئة العالمي بمبلغ 3.72 مليون دولار، والذي استفادت منه مناطق جبلية وغابية بولايتي البرج و بجاية، وأضيف له مبلغ واحد مليون دولار كدعم من دولة سويسرا، بالإضافة إلى الدعم الحكومي المقدر بـ 29.22 مليون دولار .
تشجيع النشاطات المعاشية والزراعة الحقلية
وقد سبق لمديريتي البيئة في ولايتي برج بوعريريج وبجاية، حسب ما استقيناه من معلومات، أن قامتا في إطار الترتيبات لعقد الاتفاقية بعقد ورشة عمل حول هذا المشروع جمعت بين الشركاء والمصالح والمديريات المعنية، لإنجاحه عبر المناطق المحددة لتجسيده والتي استفادت من إعانة صندوق البيئة، بإقليم بلدية ثنية النصر في الجهة الشمالية لولاية برج بوعريريج، وإقليم بلدية اغيل علي المجاورة لها بولاية بجاية، حيث يهدف في الأساس إلى المحافظة على الغابات والتنوع البيولوجي وتسيير الأراضي مع تعزيز القدرات المالية للإدارة المستدامة للغابات والأراضي في الكتلة الجبلية لمنطقة البيبان والمناطق المجاورة ضمن الإقليم المحدد للمشروع، مع المراهنة حسب ما ورد من تقارير عن هذا البرنامج، على تشجيع النشاطات المعاشية والزراعة الحقلية من خلال منح إعانات للتعاونيات الشبانية، والتعاونيات الفلاحية والزراعية، والجمعيات النسوية الحرفية المختصة في الصناعات التقليدية، مع إطلاق برنامج لتشجيع تربية النحل وصناعة المنتجات التقليدية للحفاظ على هوية المنطقة، وإحياء النشاطات والحرف والمهن التقليدية التي لها علاقة مباشرة بالبيئة وحماية المحيط من التلوث، و المحافظة على الغطاء الغابي والنباتي، فضلا عن توفير فرص للعمل لفائدة سكان المنطقة سواء في نشاطات خاصة أو جماعية، وتوفير مصادر دخل مستدامة تساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من تدهور الأراضي من قبل المستخدمين المحليين للموارد الطبيعية في البلديات المستهدفة.
ويجري توسيع نطاق عمل هذا المشروع حسب ما أكدته مديرية البيئة في إطار الأهداف المسطرة، لكي لا يقتصر على قطاع البيئة فحسب، بل سيشمل قطاعات أخرى على صلة، على غرار قطاع الموارد المائية، الفلاحة والغابات، التكوين والتعليم المهنيين، الثقافة، السياحة والصناعة التقليدية و العمل العائلي وقطاع العمل الاجتماعي، فيما يبقى الهدف الرئيسي من نجاح هذا المشروع هو تطوير الجانب البيئي والاقتصادي للمنطقة عن طريق مرافقة المستثمرين الشباب.
فتح آفاق التشغيل للشباب وتشجيع العمل العائلي
و يوفر هذا المشروع للشباب، حسب ما ورد في الدراسات المصنفة والمدونة في مجلات دورية، خيارات و بدائل متنوعة، حيث يمكن أن يوفر السند والدعم لإنجاح مشاريع فلاحية وزراعية، ونشاطات فردية وعائلية، على غرار التشجيع على الاستثمار في الزراعة التقليدية التي تشتهر بها كل منطقة على غرار زراعة الصبار ( التين الشوكي) الذي لا تكمن فوائده في الثمار فقط بل يمكن أن تتجاوز ذلك إلى صناعات تحويلية على صلة لتوفير منتجات طبيعية، و كذلك الحال مع نشاط تربية النحل الذي يساعد حسب ما كشفت عنه دراسات لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، على التنوع البيولوجي للغابات و يعزز من الكفاءة الإنتاجية الزراعية، فالنحل وغيره من حشرات الغابات يساهم في تلقيح المحاصيل الزراعية، ما يساعد في زيادة غلة البذور والفاكهة، ناهيك عن الفوائد المباشرة المتمثلة في إنتاج العسل، وشمع النحل وغيره من مصادر الغذاء والدخل القيمة.
كما أشارت ذات الدراسة إلى الأهمية البالغة لتشجيع مثل هذه النشاطات، و على رأسها تربية النحل، إذ أنه يلعب دورا بشكل أو بآخر، في إنتاج حوالي ثلث النباتات أو المنتجات النباتية في الغذاء، وأكثر من نصف الدهون والزيوت المشتقة من البذور الزيتية، ما يجعل هذا النشاط لا يحقق الفوائد المباشرة وفقا للنظرة السطحية، بل يسهم أيضا في حيوية وتنوع النظام الايكولوجي للغابات، و قس على ذلك باقي النشاطات التي تتعدى أهميتها الفائدة النفعية المباشرة.كما تسهم هذه النشاطات في الحفاظ و الاستعمال المستدام للتنوع البيولوجي والنظم الايكولوجية بغية تحسين إنتاج الأراضي الجبلية، ودعم قدرات سكان هذه المناطق في الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الطبيعية، والمساهمة في تمويل المشاريع الفردية و الجماعية لتأمين مورد دخل لسكان الأرياف في إطار التنمية المستدامة من أجل خلق الثروة، وحماية البيئة وخلق مناصب شغل بالمنطقة، كما يهدف المشروع الممول من طرف صندوق البيئة العالمية والذي تشرف عليه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي الذي ينص على الاستثمار في الأنظمة البيئية الطبيعية ذات القيمة العالية من أجل تثمين الفروع الرئيسية للتنوع البيولوجي.
بئر العاتر بتبسة
جمعية تطلق حملة كبرى لغرس 5 آلاف شجرة
أطلقت جمعية التحدي البيئية ببئر العاتر ولاية تبسة، حملة غراسة كبرى، نفّذتها بمساهمة مؤسسة « سوميفوس « والخيرين من أهل بئر العاتر، بطريق عقلة أحمد، كما شملت أحياء وشوارع المدينة، والتي ستتواصل إلى غاية 5 نوفمبر بمرافقة ومشاركة مقاطعة الغابات بئر العاتر، بمناسبة إحياء الذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى.
وكشف وليد قسوم، رئيس الجمعية للنصر، أن الحملة سمحت في يومها الأول، بغرس وتوزيع 1000 شجرة، وستتواصل إلى غاية غرس 5 آلاف شجرة عبر مختلف أنحاء المدينة، مضيفا أن حملات التشجير التي دأبت الجمعية على تنفيذها بالمدينة، تأتي في إطار تعزيز الوعي البيئي والعمل على تحسين المشهد الطبيعي، من خلال مواصلة الجهود الحثيثة في تنظيم حملات التشجير المتواصلة عبر مختلف مناطق البلدية، حيث يسعى الفريق الشاب والمتطوع إلى إضفاء لمسة خضراء على المدينة، إيمانا منه بأن التشجير يساهم في تحسين جودة الحياة، وتقليل آثار التغير المناخي، والتصدي للتصحر، ويؤكد المتحدث، أن هذه المبادرة لا تهدف فقط إلى غرس الأشجار، بل تهدف إلى غرس الوعي البيئي وروح المسؤولية لدى السكان، وتشجيعهم على الاهتمام بالطبيعة والاعتناء بها، خصوصا لدى الأجيال الشابة التي هي أمل المستقبل، ناهيك على أن ميزة الإنسان المسلم أنه يزرع الأشجار لأن الله أمره أن يغرسها، ويزرع الأشجار لينفع عباد الله، ويزرع الأشجار ليعبر عن حضارة أمته وشعبه، ويزرع الأشجار لأن الخضرة مظهر من مظاهر الحياة، ويزرع الأشجار لينفع الأجيال المقبلة، سواء نفعته تلك الشجرة أم لا، ومن هنا قال آباؤنا: «زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون»، ويضيف أن حملة التشجير، ستتواصل بمختلف الشوارع والساحات والفضاءات العمومية, مع برمجة أنشطة تحسيسية بالتنسيق مع كافة الشركاء، قصد ترسيخ الثقافة البيئية لدى مختلف فئات المجتمع ودعوتهم للانخراط الواسع والفعال في تجسيد هذا المسعى البيئي.
وتبقى مثل هذه النشاطات من أهم المبادرات التي تقوم بها الجمعية بالتنسيق مع السلطات المحلية، لغرس روح التعاون والتضامن والعمل الجماعي بين الأفراد، والعمل على تطوير المجتمع، وإعطاء صورة جميلة نظيفة ولائقة له تعطي للمواطن الراحة النفسية، وقد سبق لذات الجمعية أن قامت بحملة تشجير كبيرة، سمحت بغرس أكثر من ألف شجرة على جانبي الطريق البلدي المؤدي إلى قرية بتيتة الحدودية، زيادة على غراسة العشرات من الأشجار بالمركز الحدودي بتيتية.
العمل الجمعوي الشبابي التطوعي الذي تقوده جمعية التحدي منذ سنوات، كان نتاجا لإرادة وعزيمة كبيرة من مؤسسيها وكوادرها وإطاراتها والمنضمين إليها والمتعاطفين معها، ومن كل سكان المدينة الذين عقدوا العزم على تغيير وجه مدينتهم نحو الأفضل ونفض غبار الرداءة عنها، خاصة وأنها عانت كثيرا ومازالت منذ سنوات من التدهور البيئي والتلوث، فهذا العمل الخيري التطوعي، وهذه المبادرات الطيبة التي تقودها الجمعية وتشرف عليها، استحسنها جميع سكان المدينة، وشاركوا فيها كبارا وصغارا، ولاشك أن هذا العمل التضامني بين السكان هو دليل على الرغبة العارمة لديهم جميعا في العيش في محيط نقي ونظيف وملائم، و هذه الحملات البيئية هي نتاج جهد وعمل مادي ومعنوي تبذله الجمعية، ونتاج مبادرات طيبة وراءها متبرعون وفاعلو خير، استطاعوا أن يجمعوا حولهم هؤلاء السكان لإنجاح هذا العمل، وقدموا كل الإمكانات المادية من أجل هذه الهبة، والأجمل والأروع في ذلك هي تلك المثابرة والتضامن والجو الأخوي، فالكل يريد تقديم الأفضل والأجمل، فالقيام بعملية تشجير كبرى هو خدمة بيئية كبيرة للمدينة ككل، وعمل جميل من أجل أطفال المدينة وكل الأجيال الصاعدة التي ضاقت ذرعا بالأحياء المليئة بالأوساخ وغياب الغطاء النباتي وفضاءات اللعب.
القائمون على جمعية التحدي، يقدمون التحية والشكر والعرفان لمن ساهم معهم في العمل، ويدعون الجميع إلى مواصلة هذا الجهد والمداومة عليه والاستمرار فيه، وتلتمس من كل المواطنين المزيد من المشاركة والمساهمة والفعالية والحفاظ على الإنجازات والمكتسبات، وتوعية الأجيال الصاعدة من الأطفال على ضرورة المحافظة على الأشجار ورعايتها وسقيها، كما تدعو جميع السكان وفي كل الأحياء السكنية الأخرى في المدينة للنهوض وعقد العزم للقيام بحملات تنظيف وتهيئة لأحيائهم، وتعميم هذا العمل المحمود في كل شبر من مدينة بئر العاتر التاريخية، حتى يعود إليها وجهها الساطع والمشرق لأنها موطن عيشهم واستقرارهم.
جمعية التحدّي، تؤكد بأن نظافة المدينة وتشجير أحيائها، هي مسؤولية وواجب الجميع، وليست فقط من عمل مصالح النظافة التابعة للبلدية التي تكتفي في الغالب برفع أكياس القمامة، ولكن العمل المهم والأكبر هو عمل المجتمع المدني الذي بإمكانه أن يقدم الكثير في هذا المجال، خاصة إذا تحلّى بروح التعاون والتضامن والإيثار والتواضع صغيرا وكبيرا شيبا وشبابا مديرا وأستاذا وموظفا بسيطا، ومن كل الفئات، لابد للجميع أن ينزل ليتعاون على حماية البيئة، لأن ثمار هذا العمل في الأول والأخير ستكون من نصيب الجميع، وسيجد أبناء المدينة الفضاء الملائم للعب والمرح خاصة بما توفره الأشجار من هواء نقي وجمال طبيعي خلاب. ع.نصيب
عصر زيته من عادات العائلات في جبال جيجل
الضرو.. نبات بفوائد طبية وطبيعية
تنتظر العديد من العائلات بجيجل، حلول شهري نوفمبر و ديسمبر من أجل التوجه للغابة قصد قطف نبتة الضرو و استخلاص زيتها، إذ تحافظ النساء في الريف على تقاليد الأجداد لما تحمله النبتة من فوائد عديدة.
ويقوم بعض الحرفيين بعد الحصول على ترخيص مسبق من قبل الجهات الوصية، بجني كميات معتبرة من نبتة الضرو لاستخلاص زيتها، كونها تعتبر من النباتات الطبية الأكثر طلبا خلال فصلي الخريف والشتاء لما لها ولزيتها من فوائد. وتشهد العديد من المناطق عبر بلديات جيجل انتشارا لغرس نبات الضرو و بكميات كبيرة، حيث يعتمد عليها حرفيون وعائلات ونساء كمصدر دخل في هذه الفترة، وقد أخبرنا الحرفي نور الدين، ابن منطقة الشحنة، بأن الأجداد تركوا بعض النشاطات و بعض الوصفات التقليدية المهمة التي يتم فيها استعمال الأعشاب والنباتات ذات الفوائد الصحية العديدة، والتي باتت مثبتة علميا في وقتنا الحالي، ومن بين الوصفات التي تم توريثها، طريقة استخلاص زيت الضرو من النبتة الأصلية التي تتمتع بكثير من المنافع الطبية. وذكر نور الدين، بأنه ورث نشاط عصر الزيوت عن أفراد عائلته، وأنها حرفة يتداولها الأبناء و الأجداد، ولا يقتصر الأمر على عصر عشبة الضرو فقط، بل تمس العملية العديد من النباتات الطبيعية العطرية، مشيرا إلى أن الطلب يكثر على مستخلصاتها خلال هذه الفترة من السنة، وتحديدا انطلاقا من شهر نوفمبر وصولا إلى شهر جانفي، لاسيما شهر ديسمبر، إذ يشكل أفضل فترة لجني حبات الضرو، التي يكتمل نضجها.
و تحرص عائلات من المناطق الجبلية عموما، على بعض الطرق التقليدية في تحضير واستخلاص زيت الضرو ذي المنافع الطبية، لما له من فائدة، وتقول سيدات إن الطريقة التقليدية تحافظ على نقاء الزيت وفوائده، بعكس الطريقة الحديثة التي تستعمل فيها الآلات وتفقد الزيت قيمته.
تبدأ العملية عبر جني حبات النبتة يدويا، ثم تنقيتها وغسلها ليتم بعد ذلك تحضير الموقد بإشعال نار الحطب، ثم توضع حبات الضرو في «الكسكاس» لتتبخر، مما يؤدي لتغيير في ملمسها، تأتي بعدها مرحلة العجن والطحن عن طريق المهراس التقليدي المصنوع من الخشب، لتتم في مرحلة لاحقة وتحديدا في أخر العملية إعادة إشعال موقد الحطب ووضع العجين في قطعة قماش من الشاش وتعليقها بمحاذاة النار لتستفيد من حرارتها، ومن ثمة يبدأ العجين في إفراز قطرات الزيت تدريجيا في إناء يتم وضعه أسفل قطعة القماش، مما يوحي بإتمام عملية استخلاص زيت الضرو بنجاح. وحسب نور الدين، فإن العديد من الحرفيين يقومون بحفظ الزيت بطرق جيدة ومتوارثة كذلك، حتى يحافظ على خصائصه ولا تقل جودته بمرور الوقت. أما بالنسبة للكمية التي يمكن استخلاصها في كل عصرة، فقد أوضح حرفيون، بأن استخلاص لتر واحد من زيت الضرو، يحتاج إلى ما يعادل 23 كيلوغراما من حبات النبتة، موضحين أنه بسبب للتعب و صعوبة استخلاص زيت الضرو، فقد ارتفع سعره لما يفوق 4500 دج للتر الواحد.
ولهذا الزيت الشهير عدة استعمالات كما قالوا، فهو مفيد بنسبة كبيرة لعلاج بعض الأمراض الجلدية، و يساهم في التقليل من الندب الناجمة عن الحريق الذي يمس الجلد، و تتعدد استعمالاته وفق الطرق التقليدية المتوارثة عن الآباء و الأجداد، إذ يعتبر فعالا في حالات الإصابة بالزكام والسعال الحاد وفق جرعات محددة.
ك.طويل
نجح الفلاح عبد المالك نايلي، من بلدية القنار نشفي بجيجل، في زراعة فاكهة التنين، والمرور إلى توسيع المساحة المزروعة في البيوت البلاستيكية لضمان منتوج أكبر، بعدما تمكن من جني أولى الثمار خلال أقل من سنة واستطاع إنتاج شتلات محلية في مستثمرته الخاصة. واعتبر المزارع، التجربة مشجعة جدا، وقال للنصر التي زارته مؤخرا، بأنها ستحدث قفزة و تسمح باقتحام فلاحين آخرين لهذه الشعبة و في ظرف وجيز.
كـ. طويل
و تعتبر زراعة فاكهة التنين في الجزائر، من بين الشعب الجديدة التي يقود فلاحون تجارب جادة لإنجاحها، على غرار بعض التجارب التي تعرفها ولاية سكيكدة في إطار شراكة جزائرية صينية، فضلا عن تجربة الفلاح عبد المالك نايلي ابن مدينة جيجل، الذي يحاول أن يوفر منتجا جديدا في السوق رغم أن الفاكهة ليست معروفة لدى المستهلكين، إذ رفع التحدي وغامر بالاستثمار في زراعتها مبكرا كما يعد بالمساهمة في تعميم التجربة، خصوصا بعد نجاحها في مزرعته و التقدم الذي حققه المنتجون في ولاية سكيكدة، فضلا عن وجود تجارب متفرقة لفلاحين بولايته الأم، عملوا حسبه على غرس هذه الفاكهة منذ فترة و استطاعوا حصد الثمار.
علاقة طويلة مع الأرض ومحاصيلها
قررنا زيارة الفلاح عبد المالك بمزرعته بالقنار نشفي، لنقف على النجاح الذي حققه في زراعة فاكهة التنين، خصوصا وأنه يعتزم توسيع نشاطه كما علما من مرافقنا في الجولة توفيق باقة، رئيس الغرفة الفلاحية بالولاية، الذي أخبرنا بأن لزراعة فاكهة التنين مستقبل كبير في ولاية جيجل، في حالة نجاح التجارب ووجود مساع لإنشاء الشعبة من قبل الفلاحين، و لما لا توحيد المجهودات لتوفير الثمار في السوق كونها ذات مردودية عالية وتكاليف ثابتة.
وأشار كذلك إلى التحدي و الإصرار اللذين تحلى بهما عمي عبد العالي كما يلقب، لإنجاح هذه التجربة عبر الاعتماد على تقنية البيوت البلاستيكية لمضاعفة المحصول، وذلك عقب تأكده من قدرته على إنتاج فاكهة بمواصفات جديدة، موضحا بأنه بحث كثيرا و درس طريقة زراعتها والشروط الواجب توفرها للحصول على نتائج مقبولة، قبل أن يخوض التجربة ويقرر تخصيص ثلاثة بيوت بلاستيكية لزراعة هذه الفاكهة.
استنساخ للتجربة الجزائرية الصينية
استقبلنا عبد المالك بحفاوة عند وصولنا إلى مزرعته، وحدثنا قليلا عن التحديات التي تواجه الفلاحين في مختلف الشعب، كونه واحد ممن اشتغلوا لسنوات عديدة في زراعة مختلف الخضر و الفواكه، وقد كانت تواجهه في كل مرة، مشاكل تتعلق بغلاء المداخلات الفلاحية، و صعوبة تصريف المنتوج الفلاحي إلى جانب المشاكل الروتينية المتعلقة بالأرض و الري والمحصول وغير ذلك.
توجهنا بعد ذلك، نحو أحد البيوت البلاستيكية الحاضنة لفاكهة التنين، وهو فضاء زراعي حقق مردودية خلال السنة الجارية، وقد وجدنا فعليا بعض ثمار الفاكهة بارزة في عدد من الشجيرات الصغيرة التي تشبه إلى حد كبير نبات الصبار، وعلمنا من الفلاح، أنه قام بقطف المنتوج على مراحل منذ أيام، وذلك بالتزامن مع غرس الشتلات في بيوت أخرى مجاورة.
وأوضح محدثنا تفاصيل العملية قائلا:» اقتحمت مجال الفلاحة في الخضر منذ سنة 1987، ثم نشطت بعدها في مجال زراعة الفراولة، و خلال نهاية السنة الماضية قررت اقتحام مجال زراعة فاكهة التنين في بيت بلاستيكي، وقد جاءتني الفكرة بعدما شاهدت فيديو حول نجاح زراعة الفاكهة بولاية سكيكدة بدأ هو أيضا التجربة داخل ببيت بلاستيكي صغير، وتمكن بعد ذلك من تعميمها على أكثر من 35 بيتا».
يواصل مسترسلا:» الحقيقة أن الفيديو والتجربة غمراني بالحماس، خصوصا وأني كنت أرغب في تقديم الجديد فلاحيا، وهكذا قمت باستنساخ تجربة البيت البلاستيكي، وقد سعدت كثيرا لأن النتائج الأولية جاءت إيجابية».
وأشار الفلاح في مجمل حديثه، إلى أنه لا توجد صعوبات كبيرة تعيق التجربة، سوى الحاجة لبعض الإمكانيات المادية التي تستوجبها البدايات عادة، لأن سعر الشتلة (العقلة) يقدر بـ 1000دج، أما خلاف ذلك فقد اعتمد على الإنترنت للبحث حول الفاكهة وكل ما يتعلق بها وبزراعتها، حيث شاهد عددا من الفيديوهات التوضيحية التي تفصل في كل مراحل الزراعة وكيفية ضمان نجاح التجربة في دول مختلفة. كما سأل و استعان ببعض الهواة في زراعة فاكهة التنين بالولاية، و بعد الإطلاع على مختلف المعلومات المتاحة والضرورية تيقن أنه يمكنه تحقيق النجاح باتباع طريقة البيت البلاستيكي.
قال لنا، إنه تحصل على الشتلات من عند فلاحين هواة معلقا:» زراعة فاكهة التنين تتطلب وجود بيت بلاستيكي، وتعلم بعض تقنيات التعامل مع الشتلات، وكيفية تحضير البيت البلاستيكي، أما زراعة الشتلات فتتم مرة واحدة على عكس بعض المزروعات الأخرى، بمعنى أن الفلاح يتعب لمرة واحدة ثم يرتاح بعدما يمتد إنتاج البيت الأول لسنوات ويشمل بيوتا أخرى من دون الحاجة إلى أي إضافة جديدة على عكس الفراولة مثلا.
وأضاف بأنه بتتبع الزراعة المكثفة في البيت البلاستكي يمكن الحصول على ما يقارب 500 شتلة أو عقلة، وذكر بأن الشجيرات أثمرت منذ أيام على مراحل قائلا: « قمت بزراعتها شهر سبتمبر الفارط، وأتابعها بشكل يومي مع الحرص على تنقيتها كي لا أستعمل الأدوية، ففاكهة التنين لا تتطلب معالجة بالسماد، و قد ظهرت الثمار بعد ما يقارب 10 أشهر فقط، وبدأت في قطفها مباشرة، علما أن الغرس يمكن أن يتم في أي وقت، و بمردودية تقدر بأربع مرات في السنة، بداية من شهر جوان وصولا إلى ديسمبر».
محصول بتكاليف مستقرة و مردودية عالية
وقال عبد المالك، بأنه لم يقم بتسويق الكمية الأولى التي أنتجها في حقله، بل خصصها للاستهلاك الشخصي وللتأكد من الجودة استعدادا لدخول السوق، خصوصا وأن الطلب موجود حسبه، ووصل إلى حدود 2000 دج للكلغ.
معقبا: « أطمح إلى زراعة الهكتارات لأن فاكهة التنين تعتبر من الفواكه الناجحة «، كما يأمل في توسيع النشاط ليشمل غيره من الفلاحين، لأن لهذه الزراعة فوائد عديدة بداية ببساطة واستقرار تكاليف إنتاجها ومرورا بالمردودية العالية التي تحققها على مدار السنة، مؤكدا أن هذه الشعبة سوف تحقق نقلة نوعية في غضون خمس سنوات قادمة.
كل المؤهلات و الظروف مهيأة لنجاح الشعبة في جيجل
وحسب توفيق باقة، رئيس الغرفة الفلاحية بجيجل، فإن العم عبد المالك، يعتبر صاحب أول تجربة رائدة ولائيا في زراعة هذا الصنف الجديد، حيث امتلك الشجاعة و الثقة لإنجاح المشروع الذي أثمر في أقل من سنة كما عمل على توسيع نشاطه عبر تخصيص ثلاثة بيوت بلاستيكية لهذه الزراعة و سعى كذلك إلى توفير شتلات محلية أنتجها في مستثمرته.
وعرج المتحدث، إلى أن تجربة زراعة فاكهة التنين، تعتبر من بين الشعب التي يمكن أن تحقق نجاحا، خصوصا بعد نجاح نموذج ولاية سكيكدة بالشراكة مع الصينيين، كما يوجد في جيجل فلاحون قرروا خوض التجربة نظرا لتوفر الظروف الملائمة من المناخ و الهياكل الفلاحية، و لذلك فإن لزراعة فاكهة التنين مستقبل زاهر في الولاية كما علق. يشار إلى أن فاكهة «التنين»، تنتمي إلى عائلة فواكه ونبتات الصبار موطنها الأصلي دول شرق آسيا، وأطلق عليها هذا الاسم نظرا لشكلها الذي يوحي إلى التنين، وهي ذات فوائد مذهلة وتعد من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة التي تقلل الالتهابات والأمراض، وتمنع تلف الخلايا وبالتالي تُبطئ الشيخوخة، وتحارب أمراض القلب والسرطان والسكري والتهاب المفاصل.
وتمتاز هذه الفاكهة بقشرة وردية و لب أحمر مليء بالحبيبات الصغيرة ومذاقها مزيج بين الكيوي و البطيخ، تعطي ثمارا على مدى 6 أشهر في السنة، حيث يبدأ الإنتاج في شهر جوان و يستمر إلى غاية شهر ديسمبر.
وتشهد طاولات بيع فاكهة «التنين» المستوردة من دولة الصين إقبالا من مواطنين يحبون تجربة كل جديد، باعتبارها فاكهة غير رائجة في السوق الجزائرية بسبب غلائها، إذ تباع بسعر يفوق 3000 دج للكلغ، مع ذلك فإن الاهتمام بها في تزايد ووفرتها ستسمح بضبط السعر
أكثر. كـ. ط
مختصة تدعو لعدم شرائها لردع الظاهرة
دعوة لحماية الأسماك التي تضع بيضها في الخريف
تتعرض الحياة البحرية في كثير من الأحيان، إلى اعتداءات على أيدي هواة وحتى محترفين في الصيد، لجهلهم بقوانين البحر وتكاثر والأسماك، وأحيانا لرغبتهم في بيع أنواع مختلفة من الأسماك منها القشريات لتحصيل عائدات مالية، متسببين في إجهاض فرص وضع الآلاف من البيوض، التي كانت ستساهم في مضاعفة الإنتاج بأرقام كبيرة، حيث يتسبب بعض الصيادين في إيقاف سلسلة التكاثر، نتيجة اصطياد أسماك في مرحلة وضع بيضها.
وفي هذا الشأن، أوضحت المختصة في الأسماك السيدة كريمة بلغيتي للنصر، بأن هذه الفترة من فصل الخريف، تعرف وضع عدد من الكائنات البحرية بيوضها، رغم انتهاء فترة الراحة البيولوجية الممتدة من شهر جوان إلى غاية أكتوبر، منها جراد البحر « لا لونغوست» تبرز البيوض في الأسفل بين أرجلها باللون البرتقالي، حيث ينتج الكائن الواحد آلاف البيضات، وتشير أنها في المسمكة لا تقوم بشراء هذا النوع الذي يحمل البيوض، كما يعرض البعض بيعها بالبيض، حتى وإن تحجج أصحابها بأنها ميتة و لا يمكن إرجاعها للبحر، وأنها علقت بالشباك صدفة، وتضيف المتحدثة بأن أنواعا أخرى تتكاثر في هذه الفترة أهمها سمك القاجوج و القاروص البريين والمعروفين بـ « الدوراد و اللو» وهما نوعان أكثر طلبا في السوق واستهلاكا لدى المواطنين، كونهما يدخلان في مشاريع تربية المائيات داخل أحواض البحر، ما سمح بتوفير كميات هامة منهما، غير أن النوع الموجود في البحر يبقى الأجود، ما يستدعي حماية الأسماك، وتحلي الصيادين بروح المسؤولية والمساهمة في منح الفرصة لتكاثر عديد الأنواع.
ومن بين القشريات التي تظهر بيوضها الجمبري الوردي « لاقوبست» تحمل بيضات باللون الأزرق الفاتح، تظهر أسفل بطنها بشكل بارز، تبدأ في التكاثر مع نهاية فصل الربيع وبداية فصل الصيف.
وأشارت بلغيتي إلى أن الساحل الشرقي يحتوي على أنواع من الأسماك ذات الجودة العالية منها « الروجي ، المرلون» فهي تتكاثر في فترة الراحة البيولوجية ما يسمح بتكاثرها، وتحقيق مرود مقبول عند فتح عملية الصيد، غير أن أعدادها تراجعت بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، وأضافت بأن بعض الأنواع أيضا مهددة بالانقراض ككلب البحر وسمك أبو سيف اللذين تراجع حجم اصطيادهما، بسبب صيد هذا النوع وهو صغير الحجم، لافتة إلى أن قوانين البحر تحدد عملية الصيد بطول كل الأنواع بما فيها السردين، في حين يبدأ طول الأسماك الكبيرة المسموح بصيدها من 1.2 متر . وتعمل مصالح مديرية الصيد البحري وتربية المائيات بالتنسيق مع حرس السواحل ومختلف المصالح على ضبط نشاط الصيادين بالمياه الإقليمية، ومراقبة بواخر الصيد، وما تقوم باصطياده، حيث يتم حجز وإرجاع للبحر الأسماك التي تكون دون حجمها القانوني. ولحماية بعض الأنواع، قام مهنيو قطاع الصيد البحري بعنابة، خلال العام الجاري، باستزراع 200 ألف يرقة للجمبري الرمادي المعروفة محليا « بمتساقون» بعرض مياه شاطئ الجنوح سيبوس، حيث تعد هذه العملية الخامسة من نوعها منذ سنة 2012، والتي أعطت نتائج جيدة وتحسنا في المردود خاصة وأن الساحل العنابي يعد الموطن المفضل لتكاثر الجمبري.
وحسب مدير الصيد البحري وتربية المائية لولاية عنابة نورالدين رميتة، فإن عملية الاستزراع كانت بمبادرة من جمعية مجهزي و مهنيي الصيد البحري بعنابة، وكذا جمعية الوفاء للصيد الحرفي –سيبوس- بمتابعة المحطة التجريبية لتربية الجمبري بالمرسي في ولاية سكيكدة، وبالتنسيق مع مديرية الصيد البحري، و تهدف عملية زرع الجمبري، إلى تعزيز الطاقة الإنتاجية للمنطقة من الثروة السمكية والمنتجات البحرية، حيث أعطت عملية الاستزراع السابقة مردودا وفيرا، وتعمل المصالح المعنية على تطوير شعبة تربية المائيات من أجل رفع الإنتاج والنهوض بقطاع الصيد البحري. ويشير المتحدث إلى أن عمليات الاستزراع المختلفة سمحت بزيادة الإنتاج خلال سنة 2023، بنسبة 50 بالمائة.
واستنادا لصيادين وأصحاب بواخر مختصة في صيد الجمبري بعنابة، تحدثت إليهم النصر، يعد خليج عنابة و المياه الإقليمية، أحد المواطن المفضلة لتكاثر الجمبري، كان بحارة البحر الأبيض المتوسط على غرار اسبانيا وإيطاليا، يقصدون سواحل عنابة و يساهمون في صيد أطنان من الجمبري بأنواعه، و يتم تصديره لمختلف الدول الأوروبية، حيث يشتهر الساحل بتكاثر 3 أصناف من الجمبري (الأحمر الملكي، الرمادي، والأبيض بنوعين). ويضيف الصيادون، بأن الجمبري يفضل المياه معتدلة المُلوحة و يعيش بعيدا عن الضوء القوي، وبالقرب من القاع والمناطق الصخرية، ذات القاع الرملي، وهي المميزات المتوفرة بالساحل العنابي. و يؤكد الصيادون بأن تراجع إنتاج الجمبري في السنوات الأخيرة لعدة عوامل، أبرزها عدم احترام فترة الراحة البيولوجية وصيده بالبيوض، خاصة الجمبري الأبيض الذي يسوق في الربيع وبداخله بيوض زرقاء، أيضا الصيد عن طريق الجر وتخريب الشعاب البحرية، والأخطر من ذلك الصيد الجائر للمرجان. وبهدف الحفاظ على السلالات والأنواع المحلية، تم إطلاق برنامج وطني للاستزراع والتكثيف، وإطلاق كميات ضخمة بمختلف المناطق للرفع من الكميات المصطادة. حسين دريدح
ساهمت فيها مشاتل وقادها مواطنون
الوعي البيئي حسن عمليات التشجير في المسيلة
عرفت أحياء على مستوى ولاية المسيلة، توسعا في محيط المساحات الخضراء، وذلك بفضل الانخراط المتزايد لمواطنين في عمليات التشجير، وتزايد الوعي بأهمية النباتات في محيط الأحياء الأمر الذي ساعد على تحسين وجه المدينة وحقق استحسانا كبيرا. وقد لعبت المشاتل دورا مهما في العملية، من خلال توفير بعض الأصناف النباتية المناسبة، حيث يؤكد علي قاضي أحد المنخرطين في المسعى، أن هناك ثورة خضراء تنتشر بين عديد المواطنين، وأن الغالبية من أبناء المدينة باتت تدرك حتمية الأخذ بزمام الأمور لمواجهة التحديات البيئية التي تحتد بمرور السنوات وطالت تأثيراتها حياة الأفراد. وحسب صاحب مشتلة « قاضي»، فإن مستوى الوعي بين المواطنين أخد منحنى تصاعديا في الفترة الأخيرة، وبات الاهتمام بالبيئة ميزة مشتركة بين العديد من الأشخاص، بدليل حملات وعمليات التشجير المتكررة التي يقوم بها هؤلاء بشكل متواصل سواء في إطار حملات جماعية، أو عبر التطوع، حيث يشمل النشاط مختلف الشوارع الرئيسية إلى جانب أحياء المدينة، أين يقوم المعنيون بشراء مختلف أصناف النباتات وغرسها، موضحا أنه رغم أهمية هذه المبادرات، إلا أنه من الضروري أن تتم وفق دراسة منظمة لتحديد نوعية الأشجار أو النباتات التي تتلاءم مع طبيعة مناخ المنطقة.
وقال محدثنا، إن المبادرات تتم بالتنسيق بين عديد المتدخلين بما في ذلك السلطات المحلية وذلك بهدف تحقيق نتائج إيجابية و تحسن وجه مدينة المسيلة، لتصبح خضراء ونموذجية، وهي مهمة تستوجب كما أضاف، توحيد الرؤى والابتعاد عن الفوضى في غرس أشجار، حتى لا تضيع الجهود كما حدث في السابق حينما تم اقتلاع بعض الأشجار بسبب عدم ملاءمتها لطبيعة المنطقة، كون مناخ منطقة الحضنة يمتاز بارتفاع الحرارة صيفا ونسبة عالية من الجليد شتاء.
وأشار، إلى أن بعض عمليات التشجير لا تكون مناسبة لهذا السبب الراجع بالأساس لجهل مواطنين بتقنيات اختيار النباتات المناسبة لكل منطقة وكل نوع من أنواع المناخ، إذ يحدث أحيانا أن يتم غرس أشجار ونباتات غير صالحة في مدينة المسيلة بسبب العديد من العوامل الطبيعية، مؤكدا أن هناك حلولا علمية وعملية يمكن اتباعها في هذا الشق، و تقوم بالأساس على تنظيم عمليات الغرس بدءا من معرفة أهم أصناف الأشجار وأماكن وضعها، وهذا يشمل عمليات غرس الأشجار بمداخل المدينة الأربعة، وعبر الشوارع الرئيسية وداخل أحياء المدينة.
وقدم المتحدث بعض المقترحات كبرمجة عمليات التشجير ضمن دراسة موحدة يتم إنجازها مسبقا تحت إشراف هيئة عمومية، أو عن طريق مؤسسة خاصة، تلتزم بالجوانب التقنية المهمة لضمان نجاح العملية، بداية بوجوب معرفة صنف الأشجار التي تتلاءم مع مناخ وطبيعة منطقة المسيلة، فضلا عن التركيز على إحاطة المدينة عبر مداخلها الأربعة بأشجار الكاليتوس، لأن هذا النوع من الأشجار يوقف زحف الرمال ومقاوم للرياح، ويساهم كثيرا في تحسين المناخ.
كما يمكن في مرحلة ثانية حسبه، القيام بدراسة لمخطط غرس الأشجار في الشوارع الرئيسية الكبرى، بعد أخذ نظرة عن المواقع من ناحية اتساع المجالات والأرصفة أو ضيقها، وانطلاقا من هذه الظروف يتم الانتقال إلى مرحلة اختيار الأشجار، حسب لون أزهار الشجرة أو حسب ارتفاعها، علما أن هناك عددا من الأصناف التي تمتاز بديمومتها وتبلغ مستوى مقبولا من النجاح، على غرار شجرة «تيبوانا» وشجرة «جاكراندا» وأيضا «أستركونيا» وشجرتي «اليارابل والدردار»، لأن هذه الأنواع و أخرى تصلح لتعبئة الأماكن الشاسعة ومن شأنها توفير مناخ ملائم للمدينة، كما تساهم كثيرا في التغير المناخي.
وقال أيضا، إن هناك أنواعا أخرى ذات إضافة جمالية يمكن غرسها في الأماكن الضيقة، ويعتقد البعض أن هذه الأنواع غير صالحة لمنطقة الحضنة، وذلك بداعي الجفاف الذي يميزها وارتفاع درجات الحرارة صيفا والجليد شتاء، إلا أن نجاحها ممكن جدا ويتوقف ذلك على معرفة الطرق المناسبة لعمليات التشجير وكيفية متابعتها و العناية بهذه النباتات وهي الخطوة الأهم.
مضيفا، أن المعرفة بمراحل متابعة الغرس والسقي وتقليم الأشجار وتسميدها شتاء أمر مهم جدا، لأن ثقافة التسميد في هذا الفصل من فصول السنة منعدمة تماما. وتحدث كذلك، عن عدم وضع العشب الطبيعي في أماكن تواجد الأتربة، والاعتماد خلاف ذلك على طرق متطورة خاصة من ناحية السقي بالرش وبالتقطير، وهي تقنية تعتبر مناسبة جدا للأشجار، مؤكدا أن عدم متابعة التسميد شتاء يؤدي إلى اصفرار العشب الطبيعي.وعرج علي قاضي الناشط في المجال البيئي، على أمر أكثر أهمية وهو ضرورة الاعتماد على المخابر الخاصة بالكشف عن الأمراض البيولوجية قصد تفادي انتقال العدوى إلى باقي الأصناف الأخرى، وهذا بإخضاعها من حين لأخر إلى التحاليل للوقوف على صحة الأشجار من عدمها.
كما طالب محدثنا، بتدعيم أصحاب المشاتل النشطة بالولاية من أجل إنشاء مشاتل منتجة لكافة أنواع الأشجار، سواء تلك الخاصة بالزينة أو المثمرة، فضلا عن تنظيم كل مشتلة وجعلها تختص بنوع معين من الأشجار، وهذا بغية توفير احتياجات ولاية المسيلة من الأشجار ولما لا تلبية احتياجات الولايات المجاورة.
وتحدث أيضا، عن إنجاز آبار وأحواض لتجميع المياه الخاصة بسقي الأشجار، وتوفير شاحنات صهاريج بشكل كاف، مع وضع خزانات للسقي عن طريق التقطير على مستوى الطرق المنعزلة وتعبئتها من خلال الصهاريج المخصصة للعملية.
فارس قريشي
تعد رياضة المشي وسط الطبيعة لمسافات طويلة، أو ما يعرف برياضة «الروندوني» من أجمل الرياضات المفيدة للصحة النفسية و الجسدية و أكثرها متعة و صداقة للبيئة، حيث تعتمد على قواعد من الانضباط تجاه الملاذات الطبيعة حتى لا تتأذى، و تظل محافظة على مكوناتها و تنوعها، على امتداد المسار الذي يختاره هواة المشي و المتعة و الاستكشاف، بالوسط الطبيعي المفتوح.
و تمارس شعوب كثيرة هواية المشي الطويل وسط الطبيعة، لما في ذلك من متعة و صحة للجسد و العقل، و تفريغ لضغوط الحياة اليومية بمواقع العمل، و الأحياء السكنية المزدحمة.
و في الجزائر كانت علاقة الناس بالطبيعة جيدة، منها يعيشون و فيها يمارسون الرياضة و إليها ينظمون الرحلات السياحية، و رحلات لطلاب المدارس حتى يكتشفوا الطبيعة و يتعلموا كيف يحافظون عليها و يتعايشون مع نباتاتها وطيورها وحيواناتها بصداقة و أمان.
و قد مرت هذه الرياضة الممتعة في الجزائر بعدة مراحل، تراوحت فيها بين الممارسة المكثفة و الشغف حتى منتصف الثمانينات، إلى الركود بداية التسعينات بسبب الأزمة الأمنية، ثم الانتعاش من جديد في السنوات الأخيرة، حيث ظهرت الكثير من نوادي الروندوني و العدو الريفي و الطيران بالمضلات، و التخييم في الوسط الطبيعي و التسلق و المغامرة، و الاستكشاف داخل الكهوف، و لكل هذه الأنشطة الرياضية ميدان واحد هو الطبيعة بكل مكوناتها.
و تعد ولاية قالمة واحدة من ولايات الشمال الجزائري، التي يمارس فيها الناس رياضة المشي الجماعي الطويل، بالغابات و السهول و الأودية و الجبال الصخرية الحادة، حيث المتعة و المغامرة و استكشاف البيئة الجميلة التي لم تطلها يد الإنسان بسوء.
و على مدار العام تنظم رحلات الروندوني بجبال بوعربيد و طاية و ماونة و القرار و بني صالح و حمام النبائل، و بوعسلوج و هوارة و الشعايرية و عيون القصب، و على شواطئ سد بوحمدان حيث الغطاء النباتي الغني، و ملاذات الطيور و الحيوانات البرية.
و يعد الروندوني الكبير، الذي تنظمه جمعية غار جماعة للسياحة و الرياضة الجبلية، من أهم التظاهرات الرياضية الصديقة للبيئة بولاية قالمة، فيها يمارس الناس هواية المشي الطويل بشغف، و يتعلمون مبادئ المحافظة على البيئة، و الحد من السلوك العدائي تجاه الطبيعة التي تتعرض لمخاطر متزايدة، بسبب التغيرات المناخية و يد الإنسان العابثة.
و يحرص منظمو رحلات الروندوني على تطبيق برتوكول الصداقة مع الطبيعة من البداية الى النهاية، لا رمي للنفايات البلاستيكية و بقايا الأكل، لا قطع للأشجار و النباتات البرية النادرة، لا مطاردة للطيور و الحيوانات البرية، و لا تلويث لمصادر المياه و التربة، فقط المشي و التخييم للاستراحة و الغناء و الموسيقى و الاستكشاف و المتعة و الهدوء، بعيدا عن المدن الصاخبة و متاعب الحياة اليومية. و لرياضة الروندوني عدة و عتاد، لباس رياضي و حذاء للمناطق الوعرة، و قبعة و حقائب ظهر و عصي فيها مآرب كثيرة، و نظام مشي فيه من المتعة و الإبداع ما يشجع على المقاومة و التحدي، لإكمال الرحلة الطويلة بين الأشجار و الصخور، و الحقول الخضراء المنبسطة و المجاري المائية الطبيعية، مصدر الحياة.
شعار الروندوني مارس الرياضة وسط الطبيعة بشغف، امش طويلا، احمل نفاياتك معك، لا تؤذي كائنا و اترك متاعب الحياة خلفك، و عد إلى أمك الأرض و تصالح معها و لا تكن من المفسدين.
خلال رحلة المغامرة وسط الطبيعة، يعمل المرشدون على إبراز أهمية المحافظة على البيئة و مكونات الحياة البرية، حتى لا تتأذى و كي لا يتعرض النظام الإيكولوجي للانهيار، بسبب الاختلال الناجم عن فقدان التنوع و التوازن بين مكونات الوسط الطبيعي.
و يكتب هواة الروندوني قصص المغامرة، و يوثقون الرحلة الممتعة، حتى تبقى من الذكريات الجميلة التي يعود إليها الإنسان كلما حاصرته متاعب الحياة و ألحقت به الأذى.
فريد.غ
اقترح طالب جامعي مختص في الهندسة الزراعية وعلم التربة خلال فعاليات الصالون الدولي للفلاحة والمواد الغذائية والتغليف بقسنطينة استخدام منتج يساعد على عملية إعادة الإنبات ورفع معدّل نجاحها، إذ يساهم في تشجير الأراضي القاحلة والغابات التي تعرّضت للاحتراق.
وقدّم الطالب، فتال بن عامر عبد العزيز، من المدرسة الوطنية العليا للفلاحة بالجزائر العاصمة، منتجا أسماه «قنابل البذور» وهو عبارة عن كريات متوسّطة الحجم نسبيا تتكوّن من مواد بسيطة عبارة عن خليط من التربة والبذور الغنية بالعناصر الغذائية، مغلّفة بطبقة من مادة الكربون ومواد تسمح بحمايتها من العوامل الخارجية المؤثرة كالطيور والنمل، حيث يضيف المتحدّث أنّ الجزائر تمتلك حوالي 75 خليطا من البذور ما يوفّر خيارات متنوعّة لاستعمالها في المنتج، زيادة على أنّ هناك ما يصلح للاستعمال في مختلف المناطق، على غرار بذور «الخروب» و»السدر اليمني» التي يتم استعمالها في الصحراء وكذا «المورينغا».
ولفت، فتال بن عامر، أنّ استعمال هذه الكريات يساهم في إعادة الإنبات وتكثيف الغطاء النباتي، خاصة بالمناطق القاحلة والأراضي والغابات التي تعرّضت إلى الحرائق، كما أنّها لا تستنزف الكثير من الجهد والوقت لكون العملية لا تتطلب القيام بالغرس، وإنّما يكفي أن يتم رميها فقط على أرض ترابية لتتفاعل مع الأمطار عند التساقط مستغلة مادة الكربون التي تعمل على امتصاص المياه وجذبها نحو الكرية والتي تنفذ بدورها إلى البذرة، ثم تتحلّل الكرية في التربة مكوّنة الجذور التي تتمدّد في التربة، على أن تنمو الشجرة بعدها بشكل طبيعي، بحيث تتبع نفس مبدأ نمو الأشجار في الوسط الطبيعي دون تدخل عوامل خارجية، غير أنّها تتفوّق في رفعها لمعدّل الإنبات.
وأوضح المتحدّث أنّ العملية خضعت للتجربة من قبله على مستوى مشتلة بالجزائر العاصمة، وأعطت نتائج حسنة، لافتا أنّ هذه العملية معروفة نوعا ما على المستوى المحلي لكن دون إدراك لمدى أهميتها وبالتالي لا يتم استخدامها، عكس دول أخرى مثل «كينيا»، حيث يتم رمي كميات كبيرة من هذه الكريات سنويا، سواء من خلال الطائرات أو أجهزة «الدرون» وغيرها.
إ.ق
عمل الإخوة لكميتي بجيجل على تجسيد مشروع نموذجي في تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة بمستثمرتهم الفلاحية، في تجربة بعائدات اقتصادية مع ضمان الاستدامة.
المشروع تم التحضير له بصورة جيدة من خلال عمليات التكوين التي سبقته أو المتابعة المستمرة من قبل المصالح المختصة، ويأملون في تطويره بإنجاز مفرخة لتربية المائيات و كذا المرور للتسميد الطبيعي و الرفع من مردودية الإنتاج الفلاحي المسقي بالمياه التي تكون مشبعة بمخلفات الأسماك.
و يعتبر الإخوة من بين الفلاحين الذين ينشطون في المجال الفلاحي منذ سنوات، و يؤمنون بضرورة تطوير نشاطهم و تقديم منتوج فلاحي و قيمة غذائية جيدة، ما جعلهم يفكرون في نشاط التربية السمكية المدمجة مع الفلاحة، و المتمثلة في إدخال و استزراع الأسماك في وسط مائي مؤهل للاستغلال الفلاحي و تتم تنمية هذين النشاطين بشكل متواز أو متتابع، من خلال استفادة كل نشاط من إيجابيات النشاط الآخر، حيث تضمن توفير منتوج سمكي و الرفع من مردودية الإنتاج الفلاحي المسقي بالمياه المستزرعة و التي تكون مشبعة بالسماد الطبيعي، المتكون من مخلفات الأسماك التي يتم تسمينها فى أحواض السقي.
و حسب المختصين في قطاع الصيد البحري، فإن لإدماج التربية السمكية مع الفلاحة، العديد من المزايا، حيث تضمن العملية مصدرا إضافيا من البروتين، تنويع عائدات المستثمرة الفلاحية و تحسين المستوى المعيشي للفلاحين، خاصة إذا تعلق الأمر بالمستثمرات الفلاحية الصغيرة، كما تعمل على تثمين استخدام المسطحات المائية و تقليص استخدام الأسمدة الكيماوية و توفير الأسماك للمستهلك بأسعار تنافسية معقولة، و تساهم من جهة أخرى في رفع المرودية الفلاحية للمستثمرة و تطوير فلاحة صحية و مستدامة و الميزة التي يمكن تأكيدها بإنشاء نظام بيئي يسمح بإعادة تدوير المخلفات الفلاحية في التربية السمكية، مما يساهم في الحد من التلوث العضوي.
الفكرة بالنسبة للإخوة « لكميتي» ، كانت من شقيقهم نعيم، بعدما شرع في المشروع و الحصول على الاعتماد من قبل مصالح الصيد البحري و تربية المائيات، و بعدها قرر الإخوة المشاركة في المشروع، بعد دراسة الجدوى، و التفكير بجدية ببناء مشروع عائلي يساهم من جهة في ضمان ديمومة نشاطهم الفلاحي، كونهم يمارسون النشاط الفلاحي منذ سنوات ببلدية القنار نشفي، ففكرة إدخال تربية المائيات بالمستثمرة الفلاحية، له فوائد عديدة حسب المتحدث.
و قد بدأ الإخوة في المشروع بعد فترة الكورونا، حسب التوهامي، أين تم التجسيد منذ نحو سنة، باستزراع صغار سمك بالأحواض منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، بحيث تم استزراع ما يقارب 22 ألف وحدة من صغار سمك «البولطي الأحمر».
التكوين في المجال عامل محفز للإخوة
و ضمن مرحلة أخرى لنجاح مشروعهم، باشر الإخوة التكوين مع مصالح الصيد البحري و الفلاحة و تلقي تكوينات في المجال مع البحث حول تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة، لإيمانهم بأهمية التكوين الذي يساهم في فتح رؤى عديدة، و كذا تجنب الأخطاء و الإسراع في المشروع.
و يقضي الإخوة يومياتهم وفق برنامج عملي و تنسيق يومي، بحيث تتوزع المهام بينهم، فهناك من يقوم بمهمة التنظيف و المراقبة اليومية للأحواض و إطعام الأسماك، و أخر مكلف بعملية التموين، فالتنسيق فيما بينهم ساهم كثيرا في نجاح البدايات الأولى للمشروع، بحيث يتوجب المراقبة اليومية و تتبع مسار حياة الأسماك، مع ضمان توفير الأوكسجين بشكل كافي و كذا إطعامهم بشكل مستمر ووفق برنامج مضبوط.
إنشاء نظام بيئي يسمح بإعادة تدوير المخلفات الفلاحية في التربية السمكية
و حسب التوهامي، للمشروع العائلي أهمية كبيرة بالنسبة لهم كإخوة كونه جمع أفراد العائلة التي تنشط في المجال الفلاحي منذ سنوات، مما يتوجب عليهم عبر مرور الزمن تطوير نشاطهم بشكل مدروس، فالنشاط الفلاحي برغم أهميته إلا أنه من المهن الصعبة و غير المستقرة و تتطلب في كل مرة التنويع في المنتوج، لكن وبفضل فكرة شقيقهم نعيم الذي أدخل مشروع تربية المائيات بعد إطلاعه حول المساع التي تبذلها الدولة في إقحام تربية المائيات مع الفلاحة المدمجة و هو نشاط جد مهم، بحيث سيخفض من تكلفة استعمال الأسمدة و المرور للأسمدة الطبيعية الناتجة عن فضلات الأسماك التي تنتجها بالأحواض و المرور لسقي المنتوج الفلاحي بمياه مشبعة بالمواد الطبيعية، مما سيحسن المردودية و من جهة أخرى الحصول على مدخول إضافي و منتج جديد يتمثل في الأسماك التي سيتم بيعها و الحصول على مداخيل إضافية، و هذا ما يسعى إليه أي فلاح بضمان تحقيق مدخول، مضيفا، بأن المشروع يشارك فيه العديد من أفراد العائلة كيد عاملة على غرار ابنه الذي تعلم بعض التقنيات و أصبح يرافقهم بشكل مستمر.
وقد رافقنا التوهامي و ابنه بالمزرعة ووقفنا على جانب من نشاطهم اليومي، بحيث يبدأ المعنيون عملهم منذ الصباح الباكر، بمراقبة الأحواض لاسيما نسبة الأوكسجين في الماء بواسطة تجهيزات حديثة، ليتم بعدها إنقاص مستوى المياه من الأحواض وصبها في مجرى مربوط بشبكة تتجه مباشرة صوب الحقل، ليتم عبرها سقي المزروعات، قبل إعادة ملء الأحواض بالمياه العذبة، و إطعام الأسماك، مع تسجيل جميع الملاحظات، و أخبرنا التوهامي بأن أحد أشقائه قد توجه لولاية الجلفة قصد اقتناء العلف للأسماك، مضيفا بأن المشروع محل متابعة من قبل إطارات المصالح الفلاحية بشكل مستمر، حيث يقدمون مختلف التوجيهات مع المرافقة من الناحية التقنية، مؤكدا، أن العملية حساسة و تتطلب المتابعة و الاستشارة بشكل متواصل.
وفيما يتعلق بالتجهيزات و العتاد فقد تم اقتناؤها من الخارج بالعملة الصعبة، في عملية تطلبت عدة أشهر.
و يأمل، الإخوة إكمال المشروع و توسيع نشاطهم عبر إنشاء أحواض جديدة داخل المستثمرة، كما يطمحون إلى المرور إلى تربية الجمبري لما له من أهمية و قيمة غذائية و اقتصادية، و كذا التفكير في إنشاء مفرخة، مما سيسمح بتوفيرها لمشروعهم و للفلاحين بالمنطقة، وقال التوهامي» نأمل في توسيع المشروع و التنويع في النشاط عبر المرور لتربية الجمبري و كذا إقامة مفرخة للأسماك يمكن من خلالها ضمان توفير صغار الأسماك للمشروع و كذا بيع كميات وتوفيرها للفلاحين المنخرطين في الشعبة».
ومن بين العوائق التي يواجهونها حسب التوهامي، صغر القطعة الأرضية بحيث يأملون في الحصول على أراض فلاحية يتم كراؤها من أجل تجسيد مشروعهم، كون تربية المائيات تحتاج مساحة كبيرة، بحيث وجه الإخوة طلبا للجهات الوصية قصد المرافقة، بالإضافة إلى غياب الطاقة الكهربائية مما يجعلهم يتكبدون مصاريف إضافية، و كذا نقص العلف الموجه للأسماك، بحيث يتم الاستعانة و الحصول عليه من المصنع الوحيد الموجود بولاية الجلفة.
تحفيزات أقرتها السلطات للتربية المدمجة مع الفلاحة
و أوضح، مدير الصيد البحري و تربية المائيات، بأن نشاط تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة من بين النشاطات التي يتم العمل على تطويرها و ترقيتها، و قد أقر رئيس الجمهورية عدة امتيازات للنشاط مؤخرا و تقتضي بمنح 50 دج للكلغ عن كل منتج، و يعتبر الإخوة لكميتي أول مزرعة بجيجل ستستفيد من الامتياز، مضيفا، بأن الفرقة التقنية التابعة للمديرية تعمل على متابعتهم ومرافقتهم بشكل يومي ومستمر، و السعي لنقل التجربة لباقي المستثمرات الفلاحية قصد رفع الإنتاج السمكي في تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة، مضيفا بأنه لابد من المرور إلى إنشاء منظومة بيئية خاصة تسمح بتعزيز الإنتاج السمكي و إعادة تدوير المخلفات الفلاحية والحد من التلوث العضوي.
تمكن باحثون من مخبر التصنيف الحيوي والبيئي لمفصليات الأرجل بكلية علوم الطبيعة والحياة لجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة من اكتشاف أنواع جديدة من الحشرات لأول مرة، حيث أكدت مديرة المخبر أن بعضا منها دخلت التصنيف العالمي ونسبت تسمياتها للمناطق الجزائرية التي وجدت فيها، بينما اكتشفت أخرى لأول مرة في الجزائر وشمال إفريقيا، وفق ما أعلنته المتحدثة للنصر على هامش فعاليات الملتقى الدولي الأول حول التنوع الحيوي والبيئي لمفصليات الأرجل، أمس الأول.
وانطلقت خلال الفترة الصباحية أشغال الملتقى الدولي الأول حول التنوع الحيوي لمفصليات الأرجل الذي نظمته كلية علوم الطبيعة والحياة لجامعة الإخوة منتوري بحرم 500 مقعد في مجمع تيجاني هدام، حيث أشرف نواب مدير الجامعة على افتتاحه، فيما ألقى عميد الكلية، البروفيسور دهيمات العيد، الكلمة الافتتاحية، وأوضح فيها أن مفصليات الأرجل تمثل شعبة كبيرة من الحيوانات، كما أوضح أن تأثيرها كبيرٌ على الغذاء والمحاصيل الزراعية. وأضاف المتحدث أن الملتقى سجل أكثر من 135 مشاركا من داخل الوطن وخارجه، لتقديم 10 محاضرات و30 مداخلة، فضلا عن أكثر من 10 مداخلات بملصقات، كما أكد العميد في تصريحه للنصر أن الكلية تسعى إلى التوصل لإبرام اتفاقيات وطنية ودولية انطلاقا من أرضية هذا الملتقى، الذي يشارك فيه محاضرون من تركيا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا ومصر وسلطنة عمان وإيطاليا.
سامي حباطي
وقدم البروفيسور جيبلاك بَطال من جامعة أكدنيز في تركيا المحاضرة الأولى بعنوان “الكائنات بين النظرية والتطبيق: مقدمة بالاعتماد على مجموعات البيانات من سداسيات الأرجل”، حيث تطرق فيها إلى مفاهيم حول الحشرات والنقاط الأساسية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في ممارسة التصنيف، بالإضافة إلى التحديد الآلي للكائنات.
من جهتها أفادت البروفيسور بن كنانة نعيمة، مديرة مخبر التصنيف الحيوي والبيئي لمفصليات الأرجل بكلية علوم الطبيعة والحياة لجامعة الإخوة منتوري ورئيسة الملتقى، في تصريح خصت به النصر، بأن مخبر التصنيف الحيوي لمفصليات الأرجل يعتبر المخبر الوحيد الذي يهتم بدراسة الحشرات مفصليات الأرجل على المستوى الوطني، خصوصا في مجال التصنيف والتعرف على الأنواع الجديدة والحشرات المهددة بالانقراض. وأضافت المصدر نفسها أن المخبر يضم أربعة فرق؛ يهتم أولها بدراسة علم النحل والتلقيح النباتي، بينما يختص الفريق الثاني بدراسة الحشرات المسببة للأضرار الفلاحية، فضلا عن فريق ثالث يختص بدراسة الأنواع التي تساهم في زيادة خصوبة التربة، في حين يدرس الفريق الرابع الحشرات التي لها علاقة بالصحة النباتية والحيوانية، كما أشارت إلى أن المخبر يتعامل مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين التابعين لقطاع الفلاحة، على غرار المعهد الوطني لحماية النباتات ومحافظة الغابات والمعهد التقني للمحاصيل الكبرى.
ونبهت البروفيسور بن كنانة بأن المخبر يتعاون أيضا مع الدرك الوطني في إطار مشاريع بحث وطنية، بالإضافة إلى التعاون مع مخابر عالمية خارج الوطن، كما يتعاون مع عدة جامعات ومراكز بحثية عبر الوطن. وكشفت البروفيسور أن الدراسات التي قامت بها فرق المخبر قادت إلى اكتشاف أنواع جديدة من الحشرات تسجل لأول مرة في الجزائر، ومن بينها حشرات تسجل لأول مرة في شمال إفريقيا، وحتى اكتشافات علمية تتحقق لأول مرة على المستوى العالمي، حيث ذكرت البروفيسور بن كنانة أنها اكتشفت بنفسها خلال دراساتها نوعين جديدين من الجراد المنتمي لنوع النطاطات لأول مرة، ومُنحت لهما تسميات علمية منسوبة لأماكن اكتشافها. وشرحت المتحدثة أن النوع الأول اكتشف في 2012 في باتنة وأطلقت عليه تسمية “Pamphagus Batnensis”، كما اكتشف النوع الثاني في ميلة سنة 2017 وأطلقت عليه تسمية «Pamphagus Milevitanus».
مشاريع لإنشاء قاعدة بيانات وطنية للحشرات
وأضافت محدثتنا أن هذين النوعين الجديدين أضيفا لأنواع الجراد المصنفة في العالم، في حين أشارت إلى أن الباحثين في المخبر تمكنوا أيضا من اكتشاف أنواع جديدة من الحشرات الأخرى لأول مرة في الجزائر، على غرار نوع من النحل البرّي، بالإضافة إلى أنواع مكتشفة لأول مرة في شمال إفريقيا. وأشارت أيضا إلى أن الفريق المختص في دراسة الحشرات المحللة للتربة تمكن من تصنيف أنواع جديدة مؤخرا، حيث شرحت أن التصنيفات تتم بالتعاون مع مخابر دولية، و»هي من أثبتت أنها أنواع جديدة»، مثلما قالت. وذكرت البروفيسور بن كنانة بأن مخبر الكلية لا يمتلك في الوقت الحالي الوسائل اللازمة من أجل القيام بالتصنيف الجزيئي، حيث يتكفل باحثوه بالتصنيف اعتمادا على مفاتيح التصنيف الكلاسيكية، على غرار الخصائص المظهرية، ليتم بعد ذلك تأكيد النوع على مستوى مخابر دولية.
ولفتت المتحدثة إلى أن التصنيف الجزيئي للحشرات غير متوفر في الجزائر حاليا، لأن العملية تتطلب حيازة قواعد البيانات الخاصة بالحشرات، رغم أن علم الأحياء الجزيئي بدأ يأخذ حيزا عبر الجامعات ومراكز البحث الوطنية، مثلما قالت، في حين نبهت أن القائمين على الملتقى المنظم بالجامعة يوم أمس، يترقبون أن تُثمر جهود المشاركين بإطلاق مشروع بحث أو إبرام اتفاقية في هذا المجال، كما أوضحت أن الكلية بدأت بالتعاون مع مخبر بحث من جامعة أنطاليا بتركيا ومخبر من جامعة مدريد بإسبانيا، حيث تجري مناقشات لإطلاق مشاريع معهما من أجل الوصول إلى العمل على التصنيف الجزيئي، في انتظار اكتساب الوسائل للقيام بذلك في المخبر، خصوصا في ظل توفر الكفاءات على مستوى الكلية، مثلما أكدت.
وقد أكدت الباحثة في حديثها معنا أن الكثير من الحشرات الموجودة في الجزائر مازالت مجهولة، حيث أوضحت بأن مساحة الجزائر كبيرة وتتميز بتعدد المناخات، بالإضافة إلى أن عدد الباحثين في مجال التصنيف «قليل جدا»، خصوصا أن أغلبيتهم غيروا اتجاهات أبحاثهم في السنوات الماضية إلى موضوعات أخرى، بينما مازال المخبر يختص بالتصنيف من خلال الإشراف على تأطير رسائل الماستر والدكتوراه، حيث تخرج عدد معتبر من الدكاترة من المخبر، وهم موزعون اليوم عبر جامعات وطنية مختلفة. ونبهت الباحثة بأن المخبر يعمل على جرد وجمع الأنواع الموجودة وتحديد جميع الخصائص المتعلقة بها، حيث أكدت أن الدراسات التي يقوم بها المخبر ذات أهمية بالغة لأنها تتيح اكتشاف دخول حشرات جديدة للجزائر، خصوصا أنها يمكن أن تكون ناقلة لأمراض أو فيروسات أو طفيليات تهدد الصحة الحيوانية والنباتية والإنسان.
وضربت محدثتنا المثال بمساهمة باحثي المخبر في تحديد نوع الحشرة التي سجلت انتشارا في المحيط الحضري بعدة نقاط من المقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة خلال الصائفة الماضية، حيث تبين أنها حشرة موجودة ومعروفة في الجزائر، لكنها انتشرت بكثرة خلال الفترة الماضية بسبب توفر الظروف المناخية الملائمة. أما بخصوص الإصدارات المرتقبة للمخبر، فقد أكدت أن باحثي المخبر ينشرون أبحاثا علمية ومنشورات في الوقت الحالي، لكنها أوضحت أن العمل جارٍ على مشروع بحث بالتعاون مع مخبر الحشرات في بوشاوي من أجل إنجاز قائمة بأنواع الحشرات الموجودة في منطقة الشرق الجزائري، ليتم تعميم العملية بعد ذلك على باقي مناطق الوطن، «لتكون لدينا قاعدة بيانات حول الحشرات»، مثلما أوضحت.
كشف المركز العربي للمناخ، عن تسجيل مؤشرات لاحتمال عودة احترار مياه البحر الأبيض المتوسط خلال الفترة المقبلة، بما يعطي مؤشرا لإمكانية نشوء عواصف متوسطة، أو حالات جوية وصفها بالقوية جدا خلال فصل الخريف الحالي، إلى جانب تسجيل مؤشرات لاقتراب أحواض باردة نسبيا وأمطار رعدية منتصف الشهر الجاري.
وأوضح المركز، في آخر تقرير له ، أن عملية التنبؤ بعيدة المدى التي يقوم بها، كشفت عن أن سطح الماء في البحر الأبيض المتوسط معرض لارتفاع الحرارة خلال الفترة المقبلة، على الرغم من انخفاضها مؤخرا بشكل وصفه بالطفيف، بفعل تموضع كتل هوائية معتدلة الحرارة في محيطه، بينما ما تزال حرارة سطح الماء في المحيط مرتفعة عن المعدل العام خاصة في جزئه الشرقي.
وحذر التقرير، من أن هذا الارتفاع في حرارة سطح الماء، كمؤشر لاحتمال نشوء عواصف قوية جدا خلال فصل الخريف، وذلك تزامنا مع بداية نمو القبة القطبية الشمالية ووصول الرياح الباردة إلى المنطقة، وأضاف التقرير، بأن احترار مياه البحر الأبيض المتوسط والحالات الجوية الشديدة تظهر من خلال عدة آليات، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي إلى زيادة معدل التبخر، وبالتالي زيادة كمية بخار الماء في الهواء، ما يشكل وقودا للأنظمة الجوية القوية.
ورجح المركز، إمكانية تكوين سحب كثيفة وعواصف رعدية، وكذا تغيير أنماط الضغط الجوي في المنطقة، مشيرا إلى أن ارتفاع درجة حرارة مياه سطح البحر قد يؤدي إلى انخفاض الضغط في بعض المناطق، ما يمكن أن يسبب تدفق الهواء من مناطق ذات ضغط أعلى، وبالتالي تكوين عواصف قوية ومنخفضات جوية عميقة، مثلما وقع مع عاصفة دانيال، التي تسببت بكارثة درنة في ليبيا، معتبرا أن احترار مياه البحر الأبيض المتوسط من العوامل الرئيسية التي تزيد العواصف والحالات الجوية الشديدة في المنطقة ككل.
كما أشار المركز العربي للمناخ، في تقرير آخر، إلى أنه مع بدء نشاط القبة القطبية تزامنا وحلول فصل الخريف، فمن المتوقع خلال الفترة المقبلة ومع بداية تمدد الهواء البارد في العروض العليا أن تبدأ بعض الكتل الهوائية الباردة نسبيا في التوجه إلى العروض الوسطى وأجزاء من العروض الدنيا في النصف الشمالي من الأرض، لتزداد فرص نشوء منخفضات جوية أو حالات من عدم الاستقرار الجوي في العديد من المناطق.
وأوضح التقرير أنه واستنادا إلى المعطيات المناخية المسيطرة حاليا، فهنالك فرصة مرتفعة مع نهاية الثلث الأول من أكتوبر الجاري وانتصاف الثلث الثاني، لزيادة كتل هوائية باردة نسبيا ذات طابع خريفي لحوض البحر الأبيض المتوسط، تزامنا ووجود أجزاء واسعة منه تعاني من الاحترار السطحي، بما يشكل حافزا قويا لتطور حالات ماطرة وذات طابع رعدي نتيجة لكون مؤشر الأحمال الحرارية مرتفع، مما يزيد من فرص تشكل غيوم ركامية شاهقة الارتفاع قد تؤثر على دول بلاد الشام ومصر، وصولا إلى دول المغرب العربي وعلى فترات حسب حركة وتمركز وموعد وصول الكتل الهوائية.
وكانت درجة حرارة مياه المتوسط بدأت في الارتفاع منذ 3 سنوات بشكل ملحوظ، بينما كان الارتفاع أكبر وأوضح خلال سنة 2023، أين وصل إلى حده الأقصى، بحيث زادت حرارة سطح الماء بحوالي 2-3 درجات مئوية عن معدلاتها العامة في مساحات واسعة من البحر، الذي يعتبر البيئة الأساسية لنشوء المنخفضات الجوية التي تؤثر على بلاد الشام والعراق ومصر ودول المغرب العربي.
و يصل تأثير المنخفضات الجوية التي تتشكل داخل المتوسط إلى شبه الجزيرة العربية في بعض الحالات، فضلا عن أنه يتحكم في مسار الكتل الهوائية الباردة ومنظومة الضغط الجوي في المنطقة خاصة في المواسم المطرية.
إ.زياري